أوضح الأمين العام للنقابة الوطنية للأطباء، الدكتور هشام علام، أن سرطان الثدي هو نوع من السرطان يبدأ على شكل نمو للخلايا في أنسجة الثدي، ويُعتبر من أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين النساء في العالم. وفقاً للإحصاءات، تُصاب واحدة من كل ثماني نساء بسرطان الثدي خلال حياتها، مما يجعله هاجساً صحياً رئيسياً، ومع ذلك، فإن التوعية بأنواع سرطان الثدي المختلفة تُساعد على اكتشاف المرض في مراحله المبكرة، مما يزيد من فرص العلاج والشفاء.
وأشار الدكتور علام إلى مجموعة من العلامات التي قد تشير إلى الإصابة بسرطان الثدي، مثل وجود كتلة أو منطقة جلدية متثخنة في الثدي تختلف عن الأنسجة المحيطة، أو بروز الحلمة أو انقلابها إلى الداخل. كما يُمكن أن تتضمن العلامات تغيرات في لون جلد الثدي، حيث قد يبدو لون جلد الثدي وردياً أو أحمر بالنسبة لذوات البشرة البيضاء، في حين قد يظهر لون جلد الثدي داكناً أكثر بالنسبة لذوات البشرة البنية أو الداكنة، أو قد يبدو أحمر أو وردياً.
أيضاً، يمكن أن تشير تغيرات في حجم الثدي أو شكله إلى وجود مشكلة. كما يجب الانتباه إلى تغيرات في جلد الثدي، مثل ظهور نقرات أو انكماشات، أو أن يبدو الجلد كسطح قشر البرتقال، بالإضافة إلى تقشر أو تورم أو تندب.
وأكد الدكتور علام على أهمية زيارة الطبيب في حال ملاحظة أي كتلة أو تغيير في الثدي، لتحديد ما إذا كان التغير ناتجاً عن سرطان الثدي أم لا، حيث إن التشخيص المبكر يلعب دوراً حاسماً في تحسين فرص الشفاء.
في سياق ذي صلة، أفاد الأمين العام للنقابة الوطنية للأطباء، في تصريح لصحيفة “الأيام نيوز”، بأنه لا توجد حالياً دراية كافية ودقيقة بأسباب سرطان الثدي، ولكن هناك معرفة بعوامل الخطورة التي تزيد من احتمال الإصابة به. من أبرز هذه العوامل التدخين، تناول الكحول، واستهلاك اللحوم الحمراء، التي صنفتها منظمة الصحة العالمية في 2014 كمادة مسرطنة. كما أشار إلى أن “التجارب النووية التي أجرتها فرنسا في الجنوب الجزائري تعد أيضاً من بين عوامل الإصابة، حتى بعد مرور أكثر من 60 سنة”.
وبناءً عليه، تبقى الوقاية والكشف المبكر عن المرض حجر الأساس في مكافحته. فظهور الكتل لا يعني بالضرورة الإصابة بالسرطان، إذ قد تكون ناتجة عن تكيسات أو خرَّاجات أو أورام أخرى حميدة.
وحسب الدراسات في أوروبا وأمريكا، فإن واحدة من كل ثماني سيدات معرضة للإصابة بسرطان الثدي في مرحلة ما من حياتها، ويعتبر العلاج فعَّالًا إذا تم تشخيصه مبكرًا.
إلى جانب ذلك، تطرق الدكتور علام إلى مراحل سرطان الثدي، التي تتراوح بين 0 إلى 4. إذ يشير رقم 0 إلى السرطان المقتصر على قنوات الحليب أو غير المنتشر، بينما تشير المرحلة 4 ـ والتي تُعرف أيضاً بسرطان الثدي النقيلي أو المنتشر ـ إلى امتداد السرطان إلى مناطق أخرى من الجسم. وعند تصنيف مرحلة سرطان الثدي، يأخذ الأطباء في الاعتبار أيضًا درجة قوة السرطان، ووجود علامات الورم مثل مستقبلات الاستروجين والبروجسترون وبروتين HER2، وعوامل الانتشار الأخرى.
خِتاماً، وفي حديثه عن علاج هذا الداء، أبرز محدثنا أنه بمجرد أن يشخّص الطبيب سرطان الثدي، فإنه يحدد مرحلة السرطان وحجمه، مما يساعده في التنبؤ بسير تطور المرض وتحديد أفضل الخيارات العلاجية. ويتم تحديد هذه الخيارات وفقًا لنوع سرطان الثدي الذي تم تشخيصه لدى المصابة، ومرحلته ودرجته وحجمه، وما إذا كانت خلايا السرطان حسَّاسة تجاه الهرمونات.
كما يُراعي الطبيب صحة المريضة وتفضيلاتها الشخصية. إذ تخضع معظم السيدات لجراحة سرطان الثدي، ويتلقَّى العديد منهن علاجات إضافية بعد الجراحة، مثل المعالجة الكيميائية أو العلاج الهرموني أو العلاج الإشعاعي. كما يمكن استخدام المعالجة الكيميائية قبل الجراحة في حالات محدَّدة. ويتميز سرطان الثدي بتنوع خيارات العلاج، وقد تشعر المصابة بالارتباك عند اتخاذ قرارات معقدة فيما يخص العلاج، لذا يُنصح بالتماس رأي ثانٍ من اختصاصي في مجال أورام الثدي، أو التحدث إلى سيدة أخرى واجهت قراراً مشابهًا.