أبرز المحلّل السياسي الفلسطيني مأمون أبو عامر، أنّ ما يحدث اليوم في المجتمعات الغربية واللاتينية من دعمٍ وإسنادٍ للحق الفلسطيني أمرٌ مهم جدّا، ويرتبط ذلك بأسباب عدة وبمبررات مختلفة منها ما هو داخلي ومنها ما له علاقة بالاطلاع على الذات، حيث أنّ ما يحدث في المجتمع الغربي يمكن الحديث عنه في المقام الأول من منطلق كشف حقيقة الذات، حيث أنّ ادعاء التمسك بالقيم الديمقراطية وبالحريات اتضح أنه مجرد كذبة سمجة اعتمدها المجتمع الغربي للهيمنة على المجتمعات من خلال توظيف الصحافة ومختلف وسائل الإعلام للكذب وتزييف الحقائق والأحداث بهدف فرض أجنداتها على النظام العالمي.
وفي هذا الشأن، أوضح الأستاذ أبو عامر في تصريح لـ “الأيام نيوز”، أنّ الصهيونية وبمعية أصحاب المال ممّن يملكون نفوذا واسعا في المجتمع الغربي، هي من يقف وراء كل هذا الزيف والعبث، حيث أنّ هناك توافقاً على نمط السيطرة والهيمنة، حيث تلعبُ الصهيونية دوراً كبيراً ومفصلياً في توجيه هذا المسار نحو خدمة مصالح “إسرائيل” واعتبار أنّ في ذلك تكمنُ مصلحة الجميع، وهذا ما أشار إليه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في تصريحه الأخير.
في السياق ذاته، تحدث الخبير في السياسة عن الشعوب اللاتينية التي أبدت تعاطفها الكبير مع الحق الفلسطيني، قائلا: “إنّ عملية الإحصاء التي شملت ما يكتب عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي أشارت إلى أنّ ما يكتب باللغات اللاتينية عن فلسطين وتأييد القضية الفلسطينية أكثر مما يكتب باللغة العربية، لماذا؟ لأنّ أغلب الدول العربية هي أنظمة ديكتاتورية وبالتالي فإنّ الجماهير هناك تخشى أن تكتب للأسف الشديد بشكلٍ واضح وصريح عن دعم فلسطين، لكن في المجتمعات الغربية هناك حالة من إدراك الذات وهناك إدراك لحجم المعاناة هناك، حيث بدا واضحاً أن شعوب دول أمريكا اللاتينية بدأت تشعر أنّ هذه القضية هي قضيتها وهي تشبه إلى حدّ ما المظالم التاريخية التي تعرضت لها هذه الشعوب من قبل الاستعمار الغربي على أراضيها، ومن هنا نجد هذا التحرك الواسع في هذا الجزء من العالم، للتعبير عن دعم وإسناد الشعب الفلسطيني”.
وفي ختام حديثه لـ “الأيام نيوز”، أفاد المحلّل السياسي الفلسطيني مأمون أبو عامر، أننا اليوم أمام حقيقة، أنّ ما يحدث في قطاع غزة وما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل من تقتيل وتهجير وجرائم حرب بالجملة بغض النظر اتفق الناس على تأييد ما يحدث أو عدم تأييد ذلك، ساهم في تسليط الضوء على ما تقوم به “إسرائيل” من ممارسات لا تمت للإنسانية بصلة بحق الفلسطينيين، وبدعم ورعاية غربية خاصة لهذا الكيان الجائر، وبالتالي أصبحت هناك قواسم مشتركة بين شعوب الأرض حول مسألة واحدة وهي الظلم الكبير الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني اليوم وتتعرض له في الوقت ذاته الشعوب الأخرى التي تعرب عن دعمها وتضامنها مع الشعب الفلسطيني، كما يحدث اليوم مع دولة فنزويلا التي كانت لها مواقف واضحة اتجاه القضية الفلسطينية واتجاه دعم أهل غزة في مواجهة الظلم الذي يتعرضون له وحرب الإبادة الجماعية والمجازر المروعة التي يندى لها جبين الإنسانية.