عاد عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف من حزب “الصهيونية الدينية”، إيتمار بن غفير، لاقتحام حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة، وسط تحذيرات فلسطينية وإسرائيلية من أنه يدفع باتجاه “إشعال النيران في المنطقة”.
وكانت محاولة إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها في الحي في ماي/أيار الماضي، قد فجّرت مواجهات امتدت من القدس إلى قطاع غزة والضفة الغربية، وحتى المدن والبلدات العربية في “إسرائيل”.
ويوجّه فلسطينيون وإسرائيليون الاتهامات إلى بن غفير بالمسؤولية عن محاولة تفجير الأوضاع من جديد، بعد أن أقام خيمة له على أرض مملوكة لعائلة “سالم” الفلسطينية في الشيخ جراح.
وقال المحامي أحمد الرويضي، مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس، إن ما يقوم به بن غفير ليس عملاً فردياً، وإنما يمثل توجّهاً من قبل الحكومة الإسرائيلية، بهدف تصعيد الأوضاع في المدينة تمهيداً لإخلاء العائلات الفلسطينية المهددة بالطرد.
وأضاف الرويضي في تصريح صحفي: “هناك توجّه من قبل حكومة الاحتلال لتصعيد الوضع في القدس باتجاه إخلاء العائلات الفلسطينية تدريجياً، وليس جماعياً”.
من هو بن غفير؟
وُلد بالقدس الغربية عام 1976 لأم وأب من يهود العراق، وهو من سكان مستوطنة “كريات أربع” المقامة على أراضي الخليل بجنوبي الضفة الغربية.
وخلال حياته السياسية برز اسمه في كل الأحزاب اليهودية المتطرفة بدءاً من “موليدت”، الذي دعا إلى تهجير العرب من “إسرائيل”، مروراً بحزب “كاخ” المصنف إرهابياً بالقانون الإسرائيلي، وصولاً إلى حزب “الصهيونية الدينية” الذي أدخله إلى الكنيست في أفريل/نيسان 2021 بعد محاولات فاشلة.
وعندما بلغ سن 18 عاماً، تم إعفاؤه من الخدمة الإلزامية بالجيش الإسرائيلي، بسبب مواقفه المتطرفة.
درس بن غفير القانون، لكنّ نقابة المحامين في “إسرائيل” رفضت طلبه العضوية، بسبب سجله الجنائي، ولكن بعد احتجاجات قادها بنفسه تم السماح له بالانتساب للنقابة.
ومع حصوله على شهادة مزاولة المحاماة، برز بن غفير كمدافع عن عناصر اليمين المتشدد المتهمين بارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين، بما فيه جماعة “لاهافا” المتهمة بتنفيذ هجمات ضد فلسطينيين.
وأشارت صحيفة “هآرتس” في أفريل 2018، إلى أن قائمة موكليه، كمحامٍ، شملت “المشتبه بهم في قضايا الإرهاب اليهودي وجرائم الكراهية في إسرائيل”.
وقالت آنذاك: “بن غفير يدافع أمام المحاكم، كمحامٍ، عن اثنين من المراهقين المزعوم تورطهم في هجوم بقرية دوما بالضفة الغربية، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد عائلة دوابشة”.
وكان مستوطنون قد ألقوا مواد حارقة على منزل دوابشة وهم نيام، في جويلية/تموز 2015، ما أدى إلى مقتل أب وأم وطفل يبلغ 18 شهراً، إضافة إلى التسبب بحروق كبيرة لطفل عمره 4 سنوات.
كما مثّل موكلاً آخر، طعن يهودياً بعد أن ظن أنه عربي، ومستوطناً كان متهماً بإضرام النار في كنيسة، بالإضافة إلى مراهق يشتبه في مهاجمته الحاخام أريك أشرمان، من منظمة “حاخامات من أجل حقوق الإنسان”، الرافضة للاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وغزة.
وقالت “هآرتس” إن بن غفير يدافع عن المتطرفين بدون مقابل، ونقلت عنه قوله: “أنا لا أفعل ذلك من أجل المال، في أفضل السيناريوهات، أُغطي نفقات الوقود الخاصة بي. السبب هو أنني أؤمن حقاً أنني بحاجة لمساعدة هؤلاء الأشخاص”.
ودافع بن غفير أيضا عن “شبان التلال”، وهم مستوطنون متهمون بالاستيلاء على أراض فلسطينية خاصة، والاعتداء على فلسطينيين، والذين وصفهم بأنهم: “ملح الأرض. هؤلاء الأطفال الذين يسكنون قمم تلال يهودا والسامرة (الضفة الغربية) هم أكبر الصهاينة الموجودين”.