من ووهان الصينية إلى البليدة.. هكذا انتصرت الجزائر على شبح كورونا

بعد أزيد من ثلاث سنوات من اكتشاف فيروس «كوفيد-19» لأول مرة ـ أواخر ديسمبر 2019 ـ بمدينة ووهان الصينية وانتشاره بعدها عبر كافّة أنحاء العالم، أعلنت أخيرًا منظمة الصحة العالمية بصفة رسمية أن وباء كورونا لم يعد يُشكّل خَطراً عالمياً على صحة البشر، وذلك بعد تراجع معدّل الوفيات الناتجة عن المرض بنسبة 95 بالمائة.

وعلى غرار مختلف بلدان العالم، تمكّنت الجزائر من تجاوز أزمة فيروس كورونا بأقل الأضرار وأخفّ الخسائر الممكنة، حين جنّدت كل مؤسسات ومصالح الدولة في مواجهة الداء، وذلك بتوجيه من الرجل الأول في البلاد، الرئيس عبد المجيد تبون الذي تصدّر المشهد السياسي والإعلامي خلال هذه الأزمة الصحية من خلال جملة الإجراءات الاحترازية التي أقرّها في هذا الشأن.

وقد بادرت السلطات العمومية إلى تعبئة الموارد المتاحة لديها وذلك منذ تسجيل أول إصابة بهذا الفيروس بتاريخ 25 فيفري 2020، وكانت لرعية أوروبية قادمة من إيطاليا تعمل بأحد الحقول النفطية بالجنوب، وفي هذا الصدد، أكدّ الباحث في علم الفيروسات والبيولوجي السابق بمخابر التحاليل الطبية، الدكتور محمد ملهاق، أن الجزائر تمكنت ـ وبحنكة تامّة ـ من مجابهة تفشي فيروس كورونا وتداعياته الوخيمة، والخروج بأقل الأضرار رغم قلة الإمكانيات مقارنةً بدول أخرى أكثر تطورا في المجال الصحي.

الجيش الأبيض”.. خطُ الدفاع الأول

وأوضح الدكتور ملهاق، في تصريح لـ«الأيام نيوز»، أن الجميع دون استثناء كان له دوره البارز في الحدّ من آثار جائحة كورونا على الجزائر، كلٌ في منصبه على غرار السلطات العمومية وفي مقدّمتها وزارة الصحة من خلال جملة الإجراءات الوقائية التي أقرّتها في هذا الإطار، بما فيها الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي وغير ذلك.

واسترسل ملهاق قائلاً: “إن الجيش الأبيض كان خطّ الدفاع رقم واحد في التصدّي إلى الجائحة، إذ لم تبخل الأطقم الطبية من أطباء، ممرضين ومساعدين في بذل جهود كبيرة والقيام بواجبات يومية أكبر بكثير من تلك التي اعتادوا عليها، عبر مختلف مستشفيات الوطن للتصدّي للفيروس المستجد”.

في السياق ذاته، أشار محدّثنا إلى أن الجزائر كانت من بين البلدان السبّاقة في الحصول على اللقاح المضاد لفيروس «كوفيد-19»، حين انطلقت أولى عمليات التلقيح بنهاية جانفي 2021، وتحديدًا من ولاية البليدة التي كانت أول بؤر انتشر منها الفيروس، إضافةً إلى أن بلادنا وفي وقت وجيز، تمكنّت من دخول السّباق العالمي لإنتاج اللقاحات المضادة لكورونا وعدم الاكتفاء باستيرادها، فقد تم الإعلان بتاريخ 29 سبتمبر 2021، عن بدء إنتاج أول لقاح محلي لفيروس كورونا، بالشراكة مع مختبرات «سينوفاك» الصينية.

هذا، وأبرز الخبير في البيولوجيا، دور المواطن ومساهمته الفعالة في صناعة الأمن الصحي ومشاركته الجادّة في تحقيق السيادة الصحية خلال هذه الفترة الحاسمة التي مرّت بها بلادنا على غرار مختلف بلدان العالم، وذلك من خلال الحرص على التقيّد الصارم بتطبيق البروتوكول الوقائي والالتزام بالثقافة الصحية التي تمّ اكتسابها في هذه المرحلة، الأمر الذي ساهم وإلى حدّ كبير في التقليل من مخاطر وأضرار الجائحة التي أودّت بحياة أزيد من 20 مليون شخص عبر العالم.

نحو نهاية الجائحة

وفي ختام حديثه لـ«الأيام نيوز»، نوّه الدكتور ملهاق، إلى ضرورة الوعي بأن جائحة كورونا لم تنته بعد، خرجنا فقط من الحالة الصحية الطارئة، والآن نتجه رويدا رويدا للخروج من الجائحة، لذلك لابدّ من ضبط المفاهيم حتى لا يكون هناك أيّ خلط أو لبس لدى المواطن بهذا الخصوص.

يُذكر أنه بتاريخ 31 ديسمبر 2019، أبلغت اللجنة الصحية البلدية في ووهان الصينية عن ‏مجموعة حالات إصابة بالالتهاب الرئوي بالمدينة ‏الواقعة في مقاطعة هوباي، وأدى ذلك لاحقا إلى ‏اكتشاف فيروس كورونا المستجد، وذلك وفق منظمة الصحة العالمية، كما أعلنت منظمة الصحة العالمية ـ بتاريخ 11 مارس 2020 ـ لأول مرة أن التفشي العالمي لفيروس كورونا، يمكن وصفه بأنه يُشكّل جائحة، وقد جاء ذلك على لسان مديرها العام تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في كلمة نشرت عبر موقع تويتر حينها.

وأعلنت منظمة الصحة، أن «كوفيد-19» لم يعد يشكل حالة صحية عالمية طارئة، في خطوة كبيرة نحو نهاية الجائحة التي أودت بحياة الملايين وأضرت بالاقتصاد العالمي والمجتمعات، وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس للصحفيين “أعلن أنّ كوفيد-19 لم يعد يعتبر حالة طوارئ صحية عالمية” مقدرا أن الوباء قتل “ما لا يقلّ عن 20 مليون شخص” وهي حصيلة أعلى 3 مرات من التقديرات الرسمية.

سهام سعدية سوماتي - الجزائر

سهام سعدية سوماتي - الجزائر

اقرأ أيضا