تشهدُ الجزائر ـ خلال هذه الأيام ـ موجة حرّ استثنائية بلغت مستوياتٍ قياسية عبر مختلف مناطق البلاد، إذ تعدّت أمس الثلاثاء، 48 درجة مئوية تحت الظل بالولايات الساحلية على غرارِ ولايتي الجزائر وتيبازة، في سابقةٍ هي الأولى في تاريخ الجزائر حسب ما أكدته مصالح الديوان الوطني للأرصاد الجوية.
وأمام الارتفاع القياسي في درجات الحرارة المسجلة، يعرف الطلب على الطاقة الكهربائية ارتفاعًا كبيرًا، في ظل استخدام المكيفات الهوائية ومختلف الأجهزة الكهرومنزلية، حيث تم أمس الثلاثاء على الساعة 14سا و19 د تسجيل ذروة تاريخية جديدة ثالثة فيما يخص استهلاك الكهرباء قدرت بـ18377 ميغاواط، وذلك بعد الذروة الأولى التي تم تسجيلها يوم الأحد 9 جويلية الجاري والمقدرة بـ17508 ميغاواط، والثانية التي تم تسجيلها أول أمس بواقع 17905 ميغاواط في حدود الثانية زوالا.
وفي هذا الشأن، يحرص مجمع سونلغاز على النجاح وبكل احترافيةٍ في تسيير هذه الوضعية الاستثنائية، من خلال التفاعل الإيجابي مع ثلاثة أرقام قياسية متتالية في الاستهلاك للكهرباء في مدة زمنية متقاربة، والعمل بجديةٍ تامة على توفير كافة الوسائل المادية والبشرية لضمان استمرارية، ونوعية الخدمة للزبائن، من خلال تجنيد الأعوان والفرق التقنية للوقوف وإصلاح الأعطاب وإعادة التيار الكهربائي في وقتٍ قياسي.
تنصيب خلية يقظة
وفي هذا الصدد، يُؤكد الناطق الرسمي باسم سونلغاز خليل هدنة، أنه تم تجنيد كافة الفرق والأعوان لضمان تزويد المواطنين بالكهرباء بعد تسجيل أرقامٍ قياسية جديدة في الاستهلاك عبر الشبكة الوطنية للكهرباء نتيجة موجة الحر الاستثنائية التي تشهدها مختلف مناطق الوطن، حيث يحرص المجمع على توفير الطاقة اللازمة وتفادي تسجيل أي تذبذبات في جودة التزويد بالكهرباء سواء في مرحلة التوليد أو النقل أو التوزيع أو على مستوى عمل الشبكات والمعدات.
وأوضح هدنة في تصريح لـ«الأيام نيوز»، أنه تم تنصيب خلية يقظة على مستوى المديرية العامة لمجمع سونلغاز يترأسها وبصفة شخصية الرئيس المدير العام مراد عجال، وتتكون من الإطارات المسيرة للمجمع ومسيري فروع سونلغاز على المستوى الجهوي والمحلي.
وتتولى هذه الخلية الإشراف على كل التوجيهات التقنية والإمدادات الخاصة بالمورد البشري المتخصص والتدعيمات المادية لمواجهة كل طارئ قد يحدث جرّاء هذه الوضعية الاستثنائية، وكذا خلية متابعة محلية، بالإضافة إلى المركز الوطني للاتصال 3303 والذي يتواجد على مستوى أربع مدن جهوية (قسنطينة، العاصمة، البليدة ووهران)، ويغطي كل التراب الوطني.
في السياق ذاته، أشار الناطق الرسمي باسم الشركة الجزائرية لتوزيع الكهرباء والغاز، إلى أنه لم يتم تسجيل أعطاب كبيرة، ما عدا تسجيل بعض التذبذبات المتفاوتة التي مست عددًا من المناطق بفعل تأثر المعدات والشبكة بالارتفاع القياسي والاستثنائي المسجل في درجات الحرارة، إضافةً إلى تسجيل هبوب بعض الرياح على عدّة مناطق على غرار ولاتي الجلفة والمسيلة، الأمر الذي أثر سلبًا نوعًا ما على الشبكة وجودة التزويد، إلى حين تكفل مصالح سونلغاز المختصة بعمليات استرجاع الكهرباء.
ترشيد استهلاك الكهرباء
هذا، وأبرز المتحدث، أن المجمع له خبرة وتجربة في التعامل وتسيير الحالات والوضعيات الاستثنائية التي يشهد فيها الطلب على الطاقة الكهربائية ارتفاعًا كبيرًا سواءً خلال فصل الصيف أو الشتاء، حيث يقوم مجمع سونلغاز بتحضيراتٍ خاصة من خلال القيام بأشغال الصيانة على الأجهزة الموجودة وذلك على مدار العام بالإضافة إلى تجسيد أشغال الإنجاز أو تشغيل هياكل إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء التي أنجزت لتعزيز مختلف شبكات الكهرباء.
وفي ختام حديثه لـ«الأيام نيوز»، أكدّ الناطق الرسمي باسم سونلغاز خليل هدنة، على أهمية تحلي المواطن بثقافة ترشيد الاستهلاك من خلال الالتزام بسلوكيات بسيطة خاصة بالنسبة للمكيفات التي يجب ضبطها على درجة 24 أو 25، وعدم تركها تشتغل في الغرف الشاغرة، والأمر نفسه فيما يتعلق بالإنارة إذ يُفضل استعمال المصابيح الاقتصادية وتفادي الاستعمال المفرط للأجهزة الكهرومنزلية في توقيت الذروة أي ما بين الواحدة والخامسة زوالا.
ومع حلول فصل الصيف، وفي إطار توعية المواطنين بأهمية ترشيد استخدام الكهرباء، في ظل ارتفاع الطلب على الطاقة الكهربائية خلال هذه الفترة، تعكف مديريات سونلغاز عبر مختلف مناطق الوطن على تنظيم حملاتٍ تحسيسية، من أجل ضمان استخدام عقلاني وآمن للكهرباء لمواجهة موجات الحرّ الاستثنائية، من خلال التأكيد على ضرورة صيانة الأجهزة الكهرو منزلية واختيار المصابيح الاقتصادية وتخفيض درجات المكيف “ما يقلل بنسبة كبيرة في اقتصاد الفاتورة”.
كما تنصح المديريات بسدّ الستائر وغلق النوافذ في النهار، على نحو يسمح بترك الغرف في درجة معتدلة واستعمال الغسالات بدرجة حرارة أقل، على اعتبار أنّ الغسل بدرجة حرارة 30 يستهلك الطاقة 3 مرات أقل من غسل بـ90 درجة مئوية، مع التأكيد على ضرورة قطع الربط الطاقوي للأجهزة غير المستعملة.
هذا، ومنذ عام 2012 تم تسجيل تغير جذري في هيكل الطلب على الطاقة الكهربائية خلال فصل الصيف إثر انتقال الاستهلاك الأقصى اليومي من ذروة المساء (أو ذروة الضوء) نحو ذروة الصباح (ذروة النهار) جراء تعميم استعمال التكييف، ما أدى إلى إعادة تنظيم الطريقة التي يُسيّرُ بها النظام الكهربائي بشكل معتبر، لأن ظروف العمل خلال النهار أكثر صعوبة بالنسبة للمعدات والمنشآت المكوّنة لهذا النظام.
وعلاوة على ذلك، فقد تم تكييف مستوى وحجم استثمارات مجمع سونلغاز بطريقة تضمن وجود الاحتياطي اللازم لمواجهة الحوادث، ومن ثم النجاح في ضمان تزويد الزبائن بالطاقة الكهربائية اللازمة في ظروف نوعية دائمة وحسنة، وتجدر الإشارة، إلى أن مصالح الأرصاد الجوية، حذرت في نشرية خاصة من موجة حر تصل فيها درجات الحرارة إلى 46 درجة تستمر إلى غاية اليوم الأربعاء، عبر 31 ولاية من الوطن.