قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن روسيا تأمل في نجاح القمة العربية التي ستحتضنها الجزائر في إطلاق مسار عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية.
ولفت لافروف في تصريحات صحفية إلى أن التحضيرات جارية للقمة المقبلة، مشيرا إلى أنه ناقش هذا الملف مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
وزاد الوزير: “الآن يجري التحضير للقمة المقبلة، وقد ناقشناها في الجزائر مع الرئيس تبون. والغالبية العظمى، على حد علمنا من اتصالاتنا، تؤيد نوعاً من الحل الذي يسمح ببدء عملية استئناف العضوية الكاملة لسوريا في جامعة الدول العربية”.
وترافع الجزائر لأجل عودة سوريا إلى الجامعة العربية، حيث أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيظ، في وقت سابق، أن الجزائر لديها رغبة في عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، وهو الموقف الذي أبدته الأردن والعراق، حسب قوله.
من جهته، أعلن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في وقت سابق، رغبة بلاده في عودة سوريا إلى نطاقها العربي.
أما دولة قطر فهي من بين المعارضين لعودة سوريا إلى الهيئة العربية، حيث سبق وأن قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمان آل ثاني، “إننا لسنا في موقف يتيح لنا السماح للنظام السوري بحضور القمة العربية”.
فيما كشفت مصادر إعلامية، أن المملكة العربية السعودية هي الأخرى ضد عودة سوريا إلى الجامعة العربية.
وفي 4 فبراير 2022، قالت مصادر في الجامعة العربية في القاهرة، إن هناك دفعاً إماراتياً متواصلاً لتحريك هذا الملف وحسمه بإعادة دمشق إلى مقعدها، مضيفة أن تصريحات الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط الأخيرة، بشأن انعقاد اجتماع على المستوى الوزاري في الكويت لبحث الأمر، هي في إطار تنسيق بينه وبين أبو ظبي.
وأرجعت المصادر حماس أبو الغيط في هذا الملف إلى الموقف الإماراتي الداعم له، والذي أعلن دعم التمديد لأبو الغيط في منصبه مع وعود بزيادة المخصصات المالية المقررة له.
وذكرت مصادر إعلامية أن الملف محل خلاف جزائري سعودي أيضاً، مشيراً إلى أن هذا الملف كان سبباً في تعطيل تعاون سعودي جزائري، رفض الإفصاح عن طبيعته، في ظلّ الدفع الجزائري القوي نحو عقد القمة المؤجلة المقرر أن تستضيفها بحضور سورية.
وقال مصدر دبلوماسي مصري آخر، إن الموقف القطري كذلك يعد من المواقف الرئيسية المعرقلة لعودة نظام بشار الأسد إلى الجامعة حتى الآن، مضيفاً أن موقف الدوحة من الخطوة، ركيزة أساسية في الموقف الأمريكي الرافض لعودة سورية حالياً، ومشيراً في الوقت ذاته إلى أن كافة المحاولات التي جرت أخيراً لإثناء قطر عن موقفها باءت بالفشل، سواء تلك التي قامت بها مصر أو الجزائر.
وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، ألمح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إلى أن القمة العربية التي ستحتضنها الجزائر ستشهد عودة سوريا إلى الجامعة العربية.
وكان تبون يتحدث في مقابلة مع وسائل إعلام محلية الجمعة، بثها التلفزيون الجزائري الرسمي.
وسئل الرئيس الجزائري إن كانت القمة العربية القادمة بالجزائر ستشهد عودة سوريا إلى الجماعة العربية فرد قائلا: “من المفروض أن تكون سوريا حاضرة”.
وأضاف: “نحن عندما ننظم قمة عربية نريد أن تكون جامعة وانطلاقة للم شمل العالم العربي الممزق (..) نحن دولة تجمع الفرقاء دائما”.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2011، قررت الجامعة العربية تجميد مقعد سوريا فيها.
والجزائر من الدول التي عارضت عام 2011 تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية وظلت تطالب باستعادة دمشق لمقعدها باعتبارها دولة مؤسسة.
وفي سياق متصل شدد تبون على أن قمة الجزائر القادمة “ستشهد إعادة طرح ملف إصلاح جامعة الدول العربية” دون تقديم تفاصيل أكثر حول طبيعة هذه الاصلاحات.
وأشار إلى أن “عدة منظمات دولية مثل الأمم المتحدة وإقليمية مثل الاتحاد الافريقي تم إصلاحها داخليا باستثناء الجامعة العربية التي بقيت على حالها منذ تأسيسها”.
ويعود مطلب الجزائر بإصلاح الجامعة العربية إلى سنوات؛ حيث سبق أن دعت في قمة عام 2005 التي استضافتها إلى إصلاح جوهري لعمل الجامعة، يشمل تدوير منصب الأمين العام بين الدول الأعضاء عوضا عن السيطرة المصرية عليه عرفا، لكن ذلك لم يتم اعتماده.
ووقّع ميثاق جامعة الدول العربية التأسيسي بالقاهرة في مارس 1945، بحضور مندوبي سبع دول هي: مصر والسعودية وسوريا والعراق ولبنان، والأردن واليمن.