بمجرد أن نفّذ رجال المقاومة الفلسطينية هجوم الـ7 أكتوبر، اندفع الاحتلال الصهيوني إلى توجيه آلة القتل والتدمير صوب قطاع غزة، بطريقة عشوائية، مستهدفا الأطفال والنساء وكبار السن، متعمدا تدمير المساكن والمستشفيات والمدارس والمساجد وكل المنشآت الخدمية، في مشهد لشدة وحشيته بدا محاولة يائسة من قادة الكيان الصهيوني المحتل للتعويض عن شعورهم بالعجز في مواجهة ما خلفته عملية “طوفان الأقصى”، التي أصابت كيانهم في عمق كبريائه، وهكذا انخرطوا في عدوان دموي شامل متناسين خلال ذلك قضية الأسرى الإسرائيليين لدى رجال المقاومة والذين أدار لهم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ظهره، فصاروا بنكرانه هذا مشكلته المباشرة، المعقدة والعويصة أمام الرأي العام الداخلي.
=== أعدّ الملف: سهام سعدية سوماتي ومنير بن دادي ===
لقد باتت حكومة سلطة الاحتلال تواجه ضغوطًا هائلة من عائلات الأسيرين لدى المقاومة إلى حد أن الأمور وصلت إلى تبادل الشتائم والصراخ والضرب في لقاء ذوي الأسرى بمجلس الحرب الصهيوني. وفي هذا الشأن، نشرت وسائل إعلام من داخل الكيان تسجيلات مسربة لنقاش بين نتنياهو وأهل أسيرين، أظهرت غضبهم الشديد من تجاهله مطالبهم بإعطاء الأولوية لتحرير الأسرى، بالإضافة إلى نقاش آخر بين الأهل أنفسهم ووزير الدفاع، يوآف غالانت، أمام منزله.
وسُمع ضمن هذه التسجيلات المسربة، خلال لقاء أسرى مفرج عنهم وبعض من ذويهم مع نتنياهو، حديث لإحدى النساء المفرج عنهن في إحدى عمليات تبادل الأسرى، وهي تنقل ما شهدته من هجمات نفذتها طائرات سلاح الجو الصهيوني، وقالت إن سلطة الكيان تخلّت عنهم.
وذكر موقع “واينت” (Ynet) ـ أحد أكثر المنصات الإخبارية تتبعا في الكيان المحتلـ أن ذوي الأسيرين أبدوا سخطهم وغضبهم لنتنياهو جراء الغارات الجوية على غزة، في ظل احتفاظ الفصائل الفلسطينية بأسرى إسرائيليين داخل القطاع. ونقل الموقع عن أحد الأسرى الذين أطلق سراحهم مؤخرا – ولم يُذكر اسمه – قوله:إن “الأسرى لن ينجوا من قصف (الجيش) الصهيوني”، وأضاف “كل يوم في الأسر كان صعبا جدا، كنا في الأنفاق وكنا خائفين من أن (إسرائيل) وليس حماس هي التي ستقتلنا”.
مخطط صهيوني تعِس..
كما نقل الموقع عن امرأة إسرائيلية – لم يذكر اسمها – قولها “شعرنا وكأن لا أحد يفعل أي شيء من أجلنا. الحقيقة هي أنني كنت في مخبأ تعرض للقصف وأصبحنا أسرى جرحى”، وتابعت: “تم فصل زوجي عني قبل 3 أيام من عودتي وتم نقله إلى الأنفاق. وأنتم تتحدثون عن إغراق الأنفاق بمياه البحر؟ أنتم تقصفون طرق الأنفاق في المكان الذي يوجدون (الأسرى الإسرائيليون) فيه بالضبط”، وكانت تشير بذلك إلى تقارير وسائل إعلام أمريكية تحدثت عن مخطط صهيوني لإغراق أنفاق غزة بمياه البحر.
غضب عارم ضد نتنياهو
وفي السياق ذاته، ذكرت أسيرة أخرى مفرج عنها أن مروحية صهيونية أطلقت النيران على إسرائيليين مدنيين، وجاء هذا التصريح ضمن تسجيل صوتي مسرّب ورد بموقع “سي إن إن” الأمريكي عن لقاء نتنياهو مع أسرى مفرج عنهم، ونشرته يوم الأربعاء تحت عنوان “التسجيل الصوتي المسرّب لاجتماع ساخن يكشف غضب الرهائن من نتنياهو”.
وفي الفقرة الرابعة من الخبر الوارد في الموقع الأمريكي، وردت الجملة الآتية: “سمعت امرأة أفرج عنها مع أطفالها دون زوجها وهي تقول: “كان شعورنا هناك أن أحدا لم يفعل شيئا من أجلنا. وفي الحقيقة أن المكان الذي كنا نختبئ فيه تعرض للقصف، وكان ينبغي تهريبنا إلى الخارج وقد أصبنا بجروح، إضافة إلى ذلك، فتحت المروحيات ـ في السابع من أكتوبر ـ النار علينا في طريق غزة”.
وبالفعل، سادت حالة من الغضب بين ذوي الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة لدى لقائهم بأعضاء مجلس الحرب بقيادة نتنياهو، وانسحب بعضهم من الاجتماع احتجاجا على عدم الرد على أسئلتهم. وفي السياق ذاته، نشر الإعلام الإسرائيلي نقاشا مشابها بين أهل الأسيرين الإسرائيليين ووزير الدفاع يواف غالانت أمام منزله.
آلة الدمار الصهيونية تشتغل ضد أهل غزة.. فماذا عن آلة الكذب؟
أهل الأسرى أعربوا عن غضبهم الشديد واتهموا نتنياهو بقتل ذوييهم!
في حديثه مع الأسيرين الإسرائيليين السابقين الذين أطلقت سراحهم المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة، وأهل الأسرى الذين ما زالوا أسيرين هناك، قال رئيس سلطة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو متسائلا: “هل تعتقدون أن إطلاق سراح الأسرى مرة واحدة ممكن؟”، ورد على تساؤله بالقول: “إذا سمحت الفرصة لن نتردد”، مشيرا إلى أن “حماس لا تريد مقابل الأسرى فقط أسرى إنما تريد تحقيق أمور أخرى”.
في حين، نقلت إذاعة جيش الاحتلال أن نتنياهو أبلغ عائلات الأسيرين الإسرائيليين في غزة بأنه “لا توجد الآن إمكانية لاستعادة جميع الأسرى”، كما أكد خلال اللقاء على استمرار العملية العسكرية في غزة معتبرا أنها الطريقة الوحيدة للضغط على حماس من أجل التوصل إلى اتفاق جديد.
من جانبها، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن نتنياهو رفض الإجابة على أسئلة ذوي الأسرى بغزة، وأصر بدلا عن ذلك على القراءة من ورقة كتبها. ومن جهتها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية أن عددا من ذوي الأسرى غادروا غاضبين قبل موعد انتهاء الاجتماع مع مجلس الحرب، وأشارت إلى أن الاجتماع بين الأسيرين المفرج عنهم وممثلي عائلات الأسرى مع مجلس الحرب كان عاصفا وشهد تبادلا للصراخ والاتهامات.
كما نقلت عن أحد الأسرى المفرج عنهم قوله إن هجمات (الجيش) الصهيوني كادت تودي بحياتهم، وقال “راز بن عامي”، الذي أفرج عنه من الأسر بعد خروجه من الاجتماع “أنا قلق وغاضب، وآمل أن يعود الجميع إلى منازلهم”، ووفقا لقناة “كان” الإسرائيلية فقد أثار الأسيرون الذين أطلق سراحهم وشاركوا في الاجتماع مخاوف من أن تؤدي غارات جيش الاحتلال إلى الإضرار بالأسرى في غزة.
ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن والدة أسير في قبضة المقاومة قولها لمجلس الحرب: “تقصفون بالطائرات فوق رؤوسنا نموت من الرعب والخوف ومقاتلو حماس لا يفيقون من النوم ولا تهتز شعرة في أبدانهم، “نحن من نتعذب نحن من نموت”، مضيفة أن من تبقى من الأسرى والأسيرين “يعيشون ظروفا أصعب من الجحيم في ظل القصف الذي لا يتوقف والذي كنا نشعر أنه بيننا وفي كل لحظة سيصيبنا”.
وزعم نتنياهو ـ كذبا ـ أن حماس هي التي تسببت في وقف صفقة تبادل الأسرى وليس الكيان، ورد فرد من إحدى عائلات الأسيرين على نتنياهو قائلاً: “هذا هراء”، ليرد نتنياهو من طرفه: “ليس هراءً. ما أقوله هنا هو حقائق واضحة. أنا أحترمكم أكثر من اللازم. لقد سمعت أحزانكم. لم نتمكن من إخراجهم جميعًا مرة واحدة. الثمن الذي يريدونه ليس أسرى. الثمن الذي يريدونه ليس الأسرى فقط. ولو كانت هناك إمكانية لجلب الجميع مرة واحدة، هل تعتقدون أن أحداً هنا (من أعضاء الكابنيت) لا يوافق على هذا؟ سيوافقون بالتأكيد”.
وذكر عميت سيغال المعلق السياسي بالقناة 12 الإسرائيلية أن مشادات بالأيدي وقعت بين أهل الأسرى، على خلفية وجود تيارات مختلفة في العائلات، بين من يؤيدون استمرار العملية البرية وبين الأغلبية التي تطالب بوقفها.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت قول أفيفا سيغال، التي كانت أسيرة في غزة وأطلق سراحها كجزء من الصفقة مع حماس “انفجرت فوقنا قنابل، أصبنا بالهلع وواصل عناصر حماس النوم، قنابلكم لا تحركهم”، وقال أحد المفوضين عن أهل الأسيرين لقناة “كان” الإسرائيلية بعد الاجتماع “لا يوجد قادة هنا، فقط يشغلون مناصب، اليوم أو غدا سنقوم بتقييم الوضع فيما يتعلق بخطواتنا القادمة”.
وقال شارون شرعبي، شقيق الجنديين يوسي وإيلي شرعبي الأسيرين لدى حماس في غزة” نحن لسنا هنا للقاء القادة فقط، بل نطالب بعودة المختطفين إلى الكيان، فبما أنهم أرسلوهم إلى الجبهة، عليهم إعادتهم”.
ويشار إلى أن مكتب نتنياهو سبق وأن أعلن بأن المفاوضات مع حماس وصلت إلى طريق مسدود، وأن المفاوضات أدت إلى إطلاق سراح 84 أسيرا إسرائيليا من قطاع غزة. وبالمقابل، أطلقت سلطة الاحتلال سراح 240 طفلا وامرأة فلسطينيين من السجون الصهيونية على 7 دفعات، على مدى 7 أيام شهدت هدنة إنسانية في قطاع غزة تخللها إدخال مساعدات إغاثية إلى القطاع.
طريق مسدود
من جهتها، أفادت صحيفة بوليتيكو – نقلا عن اثنين من كبار المسؤولين الأمريكيين – بأن المفاوضات المتعلقة بتبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية حماس وسلطة الكيان وصلت إلى طريق مسدود في الآونة الأخيرة، لتتبدد – بذلك – آمال المسؤولين في الولايات المتحدة بالتوصل إلى اتفاق بحلول نهاية العام الحالي.
وما يزال أكثر من 130 أسيرا داخل قطاع غزة. وقال المسؤولون الأمريكيون إن هناك عوامل عدة تُعقد المفاوضات، وتزعم الصحيفة الأمريكية أن قادة حماس الذين يعيشون في الخارج لم يعودوا قادرين على التواصل مع مقاتليهم في غزة والسيطرة على تصرفاتهم.
وبالإضافة إلى ذلك، لا تزال الولايات المتحدة وسلطة الاحتلال غير قادرتين على تحديد مكان جميع الأسرى وما إذا كانوا على قيد الحياة، بحسب المسؤولين الذين مُنحوا تأكيدات بعدم الكشف عن هوياتهم لمناقشة ما يدور في المفاوضات الجارية، ونتيجة لكل هذه العقبات مجتمعة توقفت المفاوضات، ما يعني – وفق الصحيفة – أن الإفراج عن الأسرى قد تتباطأ وتيرته أكثر مما توقعته الولايات المتحدة بادئ الأمر.
أمل بعيد المنال
يشار إلى أن المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين قالوا إن الصفقة انهارت بعدما رفضت حماس تقديم قائمة بأسماء النساء والأطفال لديها كان من المقرر إطلاق سراحهم، في حين أن الحركة أكدت أن الجانب الصهيوني هو من أفشل إتمام الصفقة وأكدت استعدادها لاستئناف المفاوضات بهدف الوصول إلى عملية تبادل على مراحل أو “الكل مقابل الكل”.
وعلى الرغم من هذه الانتكاسة، كانت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تأمل في التوصل إلى اتفاق جديد للإفراج عن الأسرى المتبقين ووقف مؤقت آخر للقتال قبل أن يبدأ الاحتلال عدوانه على جنوب غزة.
واعتبر التقرير أن هذا الأمل يبدو بعيد المنال، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، للصحفيين بمؤتمر صحفي إن الإدارة “ليست قريبة من التوقيع على اتفاق لوقف القتال مؤقتا وإطلاق سراح الأسرى”، وأكد المسؤولون أن المحادثات لا تزال مستمرة وأن الوضع قد يتحسن الأيام المقبلة، خاصة إذا وافقت حماس على إطلاق سراح الأسيرات، وتقول الصحيفة إن مسؤولين من دوائر الاستخبارات الأمريكية والبيت الأبيض والخارجية أمضوا الأسبوع المنصرم في الضغط بغية إبرام اتفاق جديد مع القادة في قطر ومصر والكيان دون إحراز تقدم كبير.
ووفقا لهذه النتيجة المخيبة، فإن قادة الاحتلال ما زالوا متعنّتين في تنفيذ عمليات خاصة لتحرير الأسرى، على طريقة الأفلام الأمريكية، لتكون النتيجة الأولية فيلما دراميا بل تراجيديا..!
المقاومة نشرت مسرح الاشتباك الذي أسفر عن مقتل الأسير “ساعر باروخ”..
نتنياهو يفشل في أول مهمة لتحرير الأسرى الإسرائيليين!
نجحت كتائب عز الدين القسام في إفشال عملية صهيونية خاصة لتحرير أحد الأسرى داخل قطاع غزة، وسط تداعيات سلبية منتظرة على الاحتلال جراء هذه العملية التي أراد من خلالها الاحتلال أن يثبت قدرته على تنفيذ خطط إنقاذ لفائدة الأسرى، فإذا به يتسبب في ما هو أسوأ لتضاف هذه العملية إلى سجل الفشل الصهيوني في مواجهة المقاومة.
وبثت كتائب عز الدين القسام مقطع فيديو تضمن صورا حول محاولة ـ من فرقة صهيونية خاصة ـ لتحرير جندي أسير لديها في قطاع غزة، فجر يوم الجمعة، ما أدى إلى مقتل الأسير “ساعر باروخ” (24 عاما) ووقوع القوة الصهيونية تحت نيران المقاومة”.
وبدأ المقطع بتسجيل للأسير المقتول “باروخ” عرّف فيه بنفسه وعمره (24 عاما) وقال إنه من سكان كيبوتس (مستوطنة) “بئيري” وأسر في السابع من أكتوبر، وذكر أنه تم أسره منذ 40 يوما في غزة ويريد العودة إلى بيته.
وحسب ما أوردته القسام في المقطع، فإن قوة للاحتلال الصهيوني “تسللت في الساعة الثانية والنصف فجرا لمكان احتجاز الأسير من خلال سيارة إسعاف، والتستر خلف المنظمات الإنسانية في انتهاك صارخ للقانون الدولي، وأنه تم اكتشاف القوة والتعامل معها بالنيران”، وأظهر المقطع صور آثار دماء القوة المتسللة وقطعا مختلفة من عتادها الذي تم الاستيلاء عليه من قِبَل القسام، وصورة للجندي الأسير ساعر بعد مقتله.
بعد ذلك، أعلن المتحدث العسكري الصهيوني إصابة جنديين صهيونيين بجروح خطيرة في عملية قال إنها استهدفت تحرير أسيرين في قطاع غزة، بينما أكد المتحدث باسم القسام أن العملية أسفرت عن مقتل الجندي، كما قتل وأصيب أسرى آخرون بسبب القصف الصهيوني.
هذا الفشل الصهيوني في تحرير الأسير يعمق الأزمة المتواصلة بين أهل الأسرى وحكومة العدوان بقيادة نتنياهو، فقد اعترف المتحدث باسم جيش الاحتلال لأول مرة بأن قوة خاصة صهيونية حاولت الوصول إلى أحد الأسرى داخل غزة وتحريره، لكنه أقرّ بفشل العملية وعدم التمكن من تحريره، مؤكدًا وقوع إصابتين في صفوف (الجيش) الصهيوني وصفت بأنها خطيرة، لكن كتائب القسام أفادت بأنها أوقعت قتلى وجرحى في صفوف القوة الخاصة الصهيونية وأنها تمكنت من الاستيلاء على عتاد خاص بأحد الجنود.
مقاومة عنيدة وشرسة
أقر مسؤولون عسكريون إسرائيليون سابقون وحاليون بأن (الجيش) الصهيوني يخوض قتالا صعبا في مواجهة المقاومة بقطاع غزة، واصفين ما جرى في السابع من أكتوبر الماضي بأنه إهانة غير مسبوقة بتاريخ دولتهم منذ تأسيسها منذ 7 عقود. فمن جانبه، لم يخف الجنرال في الاحتياط غانس تسور أن القوات الصهيونية تدفع أثمانا باهظة وأن جنودا يسقطون كل يوم في غزة.
وردا على سؤال للمذيع رافنيريشف مقدم برنامج على القناة 12 بشأن مقتل 14 جنديا صهيونيا، 13 منهم في قطاع غزة، قال المسؤول العسكري السابق أوهيد جيمو إن ذلك يعود بسبب أن حماس تخوض قتالا عنيدا شمال القطاع، وأضاف “أريد أن أذكرك أنه حتى موعد وقف إطلاق النار لم تدخل قوات الاحتلال (منطقة) حي الشجاعية إنما حاصرتها وكانت حولها ولم تدخلها” واصفا الشجاعية بأنها أحد أهم معاقل حماس إن لم تكن معقلها الرئيس.
من جانبه، كشف وزير الداخلية لدى سلطة الكيان، أرييه درعي، بأنهم باتوا يعرفون اليوم ما لم يكونوا يعرفونه بالسابق “عندما دخلنا إلى القطاع وأخذنا موادا كثيرة، أصبحنا نحن نسأل ما برنامجهم؟ لقد كان لديهم مخطط كبير للسيطرة”، وهو ما ألمح إليه نوعم دبيبي المسؤول السابق عن التجنيد الشمالي، والذي أقر بالفشل الكبير الذي حدث في السابع من أكتوبر، وقال “كنت موجودا ذلك اليوم من الحرب ولم يكن (الجيش) موجودا. الفشل والإهانة التي أصيبت بها (الدولة) غير مسبوقة في تاريخها. لقد دفعنا الكثير نتيجة هذا الفشل”.
وشدد على ضرورة رحيل رئاسة (الجيش) والحكومة والاستخبارات مباشرة بعد الحرب فـ”لا يمكنهم البقاء في أماكنهم بعد هذا الفشل” وأضاف “أريد أن أقول إن الحرب في خان يونس صعبة جدا”.
وذهب طال إيف رام المحلل العسكري في يديعوت أحرونوت وإذاعة “إف إم 103” لتوجيه الانتقاد لنتنياهو، الذي قال إنه لا يوجد مناسبة لم يقم نتنياهو باقتراف خطأ فيها “ببساطة لا يمكن استيعاب ذلك”، وأضاف بأن هناك شعورا بأن نتنياهو يفعل الأمر ذاته بالمجلس الوزاري المصغر، وأن علاقاته متوترة مع كل الوزراء بهذا المجلس. أما جنرال الاحتياط عاموس يارون (مدير عام وزارة الأمن سابقا) فشدد على ضرورة تقديم اقتراح “وإنقاذ المخطوفين من بين أيدي حماس”.
فيما قادة الكيان يمعنون في قتل المدنيين في غزة..
أصوات صهيونية تتعالى محرّضة على الانتقام من الأسرى الفلسطينيين!
دعا نائب رئيس سلطة الاحتلال البلدية في القدس، أرييه كينغ، يوم الجمعة، إلى دفن أسرى فلسطينيين من قطاع غزة أحياء، وذلك بعد انتشار صور اعتقال جيش الاحتلال لعشرات النازحين شمال القطاع وتعريتهم إلا من ملابسهم الداخلية.
ووصف كينغ – عبر منصة إكس- الأسرى الفلسطينيين بـ”النازيين”، قائلا إن دفنهم أحياء هو الطريقة الوحيدة للتعامل معهم، لأنهم “ليسوا إلا مجموعة من النمل”، بحسب تعبيره. ورد عليه أحد رواد المنصة بأنه سيُحاسب على هذه التصريحات بالمحكمة الجنائية الدولية، لكن كينغ سخر منه متسائلا لمَ يجب أن يحاسب إذا دعا لقتل “النازيين”.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية نقلت، الخميس، عن (الجيش) الصهيوني صور اعتقال عشرات الفلسطينيين من مراكز الإيواء في شمال قطاع غزة، بعد إجبارهم على خلع منازلهم كاملة إلا من سراويلهم الداخلية، بذريعة التأكد من أنهم لا يحملون سلاحا، وأنهم ليسوا مقاتلين لدى المقاومة.
وظهر في الصور أن (الجيش) الصهيوني جمع الأسرى وهم شبه عراة في أرض رملية أمام حفرة كبيرة، ما أثار مخاوف من تنفيذ الاحتلال إعداما جماعيا، كما ظهر في صور أخرى أن جيش الاحتلال جمع الأسرى شبه عراة في سيارة نقل عسكرية، واقتادهم إلى مكان مجهول.
ومنذ بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، أفاد مسؤولون إسرائيليون بتصريحات متطرفة لشرعنة قتل المدنيين في القطاع المحاصر، علما أن كينغ معروف بدعمه العنيد للاستيطان في القدس الشرقية وطرد السكان الفلسطينيين من منازلهم فيها.
وقد قال وزير الدفاع الصهيوني، يوآف غالانت، إنهم “يحاربون حيوانات على هيئة بشر” في غزة، واعتبر وزير التراث الصهيوني عميحاي إلياهو، إن أحد الخيارات المطروحة أمام الكيان “إلقاء قنبلة نووية” على غزة، وأكد رئيس وزراء الكيان السابق نفتالي بينيت أنهم يحاربون “نازيين”.
بن غفير يأمر باحتجاز أسرى حماس في سجن تحت الأرض
أوعز وزير الأمن القومي الصهيوني، إيتمار بن غفير، الخميس، إلى سلطاته باحتجاز أسرى فلسطينيين في سجن تحت الأرض لم يستخدم منذ سنوات، وتزعم سلطة الاحتلال أنها تعتقل عشرات من عناصر وحدة النخبة في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، شاركوا في عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي على مستوطنات وقواعد عسكرية صهيونية في غلاف قطاع غزة. ولم توضح سلطة الاحتلال عدد هؤلاء الأسرى أو مكان احتجازهم.
وقال بن غفير – وهو زعيم حزب القوة اليهودية اليميني- في تدوينة على تليغرام إنه بعد سنوات من عدم الاستخدام، أوعزت إلى مفوضة السجون (كيتي بيري) بإعادة فتح الجناح الموجود تحت الأرض لمعتقلي القسام.
وأضاف أن هؤلاء الأسرى “لا يستحقون قطرة من ضوء الشمس بينما أسيرونا (في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة) يجلسون في أنفاق الجحيم”، على حد زعمه، ولم يفصح الوزير عن مكان السجن أو اسمه، لكن موقع “واينت” الإسرائيلي الإخباري قال إن الحديث يدور عن سجن الرملة وسط الكيان، وأشار الموقع إلى أنه يمكن احتجاز 100 معتقل في القسم المذكور.
وكان بن غفير أشار، في وقت سابق، إلى أنه يتم اعتقال هؤلاء الأسرى في ظروف صعبة بينها عدم رؤيتهم الشمس والنوم على أسرّة حديدية وإجبارهم على الاستماع إلى نشيد سلطة الاحتلال بشكل دائم.
نتنياهو دمّر سمعة الولايات المتحدة!
كشف موقع هافينغتون بوست، أن مسؤولا أمريكيا كبيرا في كتابة الدولة للخارجية، قال إن نتنياهو أضر بسمعة الولايات المتحدة لتعزيز أجندته الشخصية، مضيفا: “هذه لحظة محورية في التاريخ، ويجب أن نشعر بالغضب إزاء الطريقة التي أحرق بها نتنياهو سمعتنا، لتعزيز أجندته السياسية الشخصية”.
وأكد المتحدث أن تبعات المساندة العمياء لنتياهو ستكون وخيمة على الأمن القومي الأمريكي، ويظهر جليا من تصريحات هذا المسؤول أن نتنياهو يبتز الإدارة الأمريكية ويجرها إلى جحيم غبائه لعلمه بأن واشنطن تحتاجه لتأدية دور الشرطي في المنطقة.
هذا الأمر أكده كاتب الدولة للخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، حين قال إنه متفاجئ من مواصلة سقوط المدنيين في غزة بأعداد كبيرة رغم ما تم الاتفاق عليه مع حكومة الاحتلال خلال زيارته الأخيرة، معترفا ضمنيا بأن نتنياهو ضرب عرض الحائط بتوصيات الإدارة الأمريكية.
تصريحات بلينكن تنم عن بداية محاولة تنصل إدارة بايدن من مسؤولياتها في المحرقة الحاصلة حاليا، لكنها محاولة عبثية فهذه الأخيرة تبقى شريكا فاعلا في الإبادة التي ينفذها نتنياهو لإنقاذ رأسه من المقصلة وليس حتى دفاعا عن الكيان.
في رسالة دعا فيها كوادر “فتح” إلى الانخراط في تحرير الوطن..
الأسير مروان البرغوثي استنفر كلّ الفلسطينيّين وأسقط العذر عن المتخاذلين!
وجّه القيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، الأسير مروان البرغوثي، رسالة إلى كوادر حركة “فتح” والشعب الفلسطيني وأجهزة أمن السلطة، وفي بيان صحفي نقلته شبكة “قدس برس”، قال الأسير مروان البرغوثي:
“يا شعبنا الفلسطيني العظيم، يا أهلنا في الضفة، ها هي رياح التحرير تتصاعد في سماء فلسطين، وتسيل في سبيلها دماء أهلنا في قطاع غزة منذ أكثر من شهرين إلى جانب الدم الذي يسفك يوميا في الضفة الغربية على يد الاحتلال المجرم، فلا تكونوا مجرد شهود، بل جنودا فاعلين في هذه المعركة الفاصلة”.
وتابع البرغوثي: “يا كوادر حركتنا العملاقة، يا مغاوير شبيبتنا، إن فلسطين، التي شهدت تاريخا عريقا من الصمود والمقاومة، تتعرض اليوم لمجازر غير مسبوقة على يد الاحتلال ومستوطنيه، وبدعم أمريكي وغربي لا محدود، وأمام هذا الحدث الجلل، فإننا مطالبون يا أهلنا في الضفة بالوقوف صفا واحدا للدفاع والهجوم بكل ما نملك من قوة وإمكانيات وأدوات متاحة لردع الاحتلال وكسر إرادته، فالحرب الحالية لا تستثني أحدا، لذلك فإن تحركنا كهبة رجل واحد سيحدث فارقا في هذه المعركة المصيرية لتاريخ شعبنا”.
وأضاف: “لتكن ذكرى الانتفاضة الأولى في الثامن من ديسمبر نقطة فاصلة وبداية لحالة التحام متصاعدة مع العدو الإسرائيلي، في كل مكان يتوقعه ولا يتوقعه، وبما يتوفر من أدوات وإمكانات بسيطة كانت أم كبيرة.. إننا ندعو إلى الالتفاف الكامل حول خيار المقاومة الشاملة وتفعيلها في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة لصد الاعتداءات الغاشمة على شعبنا وأرضنا وحقوقنا ودفاعا عن حرائرنا اللاتي يتعرض لهن الاحتلال”.
كما دعا البرغوثي أجهزة أمن السلطة الفلسطينية لتكون في “طليعة التصدي للعدوان الإسرائيلي الذي يسفك الدم الفلسطيني في كل مدينة وقرية، بما تملكونه من سلاح وتدريب، كل في موقعه، فلا عذر لأحد في عدم المشاركة بفصل من فصول معركة التحرير، لذلك نستنهض وطنيتكم أيها الشرفاء للقيام بواجبكم والدفاع عن أرضكم وعرضكم وشعبكم”.
وشدّد البرغوث على أن “زمن الانتظار قد ولّى، وحان وقت الصمود والتصدي والتحرير، ولنجعل من كل بيت فلسطيني معقلا للثورة، ومن كل فرد جنديا في ساحة المعركة، فلنتحد، ولنثبت للعالم أجمع أننا قوة لا يمكن كسرها في هذه المعركة الممتدة والملحمة البطولية التي تصنعها المقاومة تدشن مرحلة جديدة في تاريخ شعبنا وفي سجل أمتنا”.
وختم الأسير البرغوثي بيانه بالقول: “إن دماء أطفالنا ونسائنا وشيوخنا وأبطالنا المقاومين ستعبد الطريق إلى الحرية والعودة والاستقلال، فالشعوب لا تتحرر إلا من خلال التضحيات ولا تنال الاستقلال إلا بالكفاح والمقاومة والتضحية”.
الناطق الإعلامي باسم حركة حماس جهاد طه لـ “الأيام نيوز”:
“ضغوط داخلية وأخرى خارجية تحشر “نتنياهو” في الزاوية”
أبرز الناطق الإعلامي باسم حركة حماس، جهاد طه، أنه وبعد مرور أكثر من شهرين على العدوان الصهيوني السافر على أبناء شعبنا في قطاع غزة وارتكابه مئات المجازر وحرب الإبادة الجماعية بحق المدنيين والأبرياء العزل في القطاع، لم تتمكن الحكومة الصهيونية ومن ورائها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من كسر إرادة الشعب الفلسطيني الذي برهن على رباطة جأشه وعزيمته وثباته وصمود مقاومته الباسلة في الدفاع عن الحق الفلسطيني في أرضه كاملة غير منقوصة.
وفي هذا الصدد، أوضح الأستاذ طه، في تصريح لـ “الأيام نيوز”، أن الضغوط المُمارسة على رئيس الحكومة الصهيونية الفاشية العنصرية والمتطرفة، بنيامين نتنياهو، لا تزالُ حدّتها تتزايد وتتضاعف، والتي تنحصر بين ضغوطٍ داخلية وأخرى خارجية. فإذا تحدثنا عن الضغوط الداخلية، فنقصد بها تلك التي يفرضها ويمارسها أهل الأسرى الموجودين بيد المقاومة الفلسطينية، والذين يتظاهرون ويحتجون بشكلٍ يومي أمام مراكز الحكومة والدفاع الصهيونية وأمام منزل نتنياهو تحديدا، مُطالبين بضرورة وقف العدوان وإبرام صفقة تبادل جديدة وشاملة من أجل إطلاق سراح أبنائهم وذويهم الذين لا يزالون محتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.
في السياق ذاته، أشار محدثنا إلى وجود تباين وانقسامات بالجملة في الموقف السياسي الصهيوني ما بين أعضاء المجلس الحكومي المصغر، الأمر الذي انعكس سلبا على القرارات التي يحاول أن يتخذها رئيس الحكومة الصهيونية المتطرفة بنيامين نتنياهو، بالإضافة إلى التباين الموجود والانتقادات من قبل اليمين المتطرف والمعارضة تجاه رئيس الحكومة الصهيونية وتحميله المسؤولية عن الفشل الذريع وعن نتائج عملية “طوفان الأقصى”، التي حققت من خلالها المقاومة الفلسطينية انتصارا تاريخيا برهنت من خلاله على قدراتها على كسر هيبة الجيش الذي لا يقهر، وقد دفعت كل هذه التفاصيل والمعطيات الداخلية بشكلٍ أو بآخر نتنياهو إلى ممارسة أقصى درجات الإجرام والجرائم التي لم تسلم منها حتى مراكز الإيواء من خلال استهدافها وقصفها أو من خلال اعتقال المدنيين العزل، وذلكمن أجل خلق أي إنجاز ميداني يُحسب للاحتلال بعد مرور أكثر من شهرين عن بداية عدوانه الجائر على غزة.
أما فيما يخصُ الضغوط الخارجية، فيقول الناطق الإعلامي باسم حركة حماس: “ممّا لا شك فيه أن هناك مواقفَ دولية متقدمة ومنتقدة للسياسة المؤيدة لمواصلة العدوان على غزة، إذ بدا أن هناك تحولا في موقف بعض الدول التي كانت داعمة لهذا العدوان مع بدايته، من خلال المطالبة بضرورة أن يكون هناك وقف مباشر للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، وفق ما صرح به الأمين العام للأمم المتحدة”غوتيريش” وحديثه عن تفعيل المادة الـ99 من ميثاق المنظمة”.
في سياق ذي صلة، أشار الأستاذ طه إلى أن هذه الضغوط تمارس أيضا على مستوى الأمم المتحدة وعلى مستوى بعض الدول الأوروبية وبعض المنظمات الإنسانية والحقوقية، فكل هذه الضغوط المنتقدة لسياسة المجازر والإجرام والعدوان على القطاع تزداد وتيرتها، وبالتالي رئيس الحكومة والمجلس الحكومي المصغر هو اليوم أمام استحقاق من أجل أن يحقق إنجازا ميدانيا يُحاول من خلاله أن يخرج ببعض الصور من قطاع غزة التي تكون في صالحه، ولكن المقاومة مازالت حاضرة في الميدان ومازالت تبرهن على أنها تمتلك أوراق قوة أكثر من أي وقت قد مضى، حتى أن صواريخ المقاومة مازالت تصل إلى العمق الصهيوني وتحديدا إلى”تل أبيب”، كما أن المواجهات على الأرض كثيرا ما تظهر رجاحة كفة المقاومة التي نجحت في تكبيد الاحتلال الصهيوني للمزيد من الخسائر البشرية وخسائر في العتاد وفي آلياته ومدرعاته، وهذا الأمر انعكس سلبا وضاعف من حجم ضغطالمؤسسة العسكريةوقيادة الجيش على رئيس الحكومة من أجل ايجاد حلول لوقف الخسائر البشرية التي يتكبدها جيش الاحتلال الصهيوني.
وختاما، قال الناطق الإعلامي باسم حركة حماس، جهاد طه: “إن الاحتلال الصهيوني فشل فشلا ذريعا في كسر شوكة المقاومة وسحقها كما كان يدعي بنيامين نتنياهو عندما خطط ووضع أهدافه في بداية العدوان، عندما كان يُمني النفس باحتلال قطاع غزة وسحق المقاومة وإطلاق سراح أسراه، كل هذه الأهداف ذهبت أدراج الرياح، وطبعا هذه الصورة ستضع رئيس الوزراء نتنياهو أمام لجان تحقيق داخلية، وهذا ما يطالب به زعيم المعارضة والأحزاب اليمينية المتطرفة، ونحن نعتقد اليوم أن “معركة طوفان الأقصى” ستؤدي برئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو إما إلا دخول السجن وإما إلى إنهاء حياته السياسية، فيما سيخرج الشعب الفلسطيني ومقاومته منتصرين من هذه المعركة رغم التضحيات الجِسّام التي قدمها الشعب الفلسطيني من الأطفال والنساء والشيوخ وحالة الدّمار الهائل التي طالت المنازل والبنى التحتية في القطاع، وسيكون هذا الانتصار مؤسسا لمرحلة قادمة تكون فيها معركة كبيرة جدا من أجل إزالة نهائية لهذا الاحتلال المستبد الجاثم على أرض فلسطين”.
الباحث في الشؤون الدولية عبد الرحمان بوثلجة يؤكد:
“بسبب الفشل في تحقيق أهدافه المُعلنة.. نتنياهو في مأزق حقيقي!“
أكد الأستاذ والباحث في الشؤون الدولية، عبد الرحمان بوثلجة، أنه ومع بداية الشهر الثالث من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، اتضح جليّا بأن الكيان الصهيوني وحكومته يعيشون في حالة من التخبط سواء تعلق الأمر بالقرارات التي يتم اتخاذها أو فيما يتعلق بالإستراتيجية التي يتعاملون بها مع المقاومة الفلسطينية ومع مستقبل قطاع غزة ككل، خاصة وأن المعطيات على الأرض أظهرت وبما لا يدع مجالا للشك بأن المقاومة كانت قد حضرت جيّدا لعملية “طوفان الأقصى” وما بعدها، أي أنها كانت تنتظر وتتوقع الردّ الهمجي والهستيري للكيان الصهيوني الذي لم يجد غير استهداف الأبرياء والعزل من أجل تغطية هزيمته النكراء التي مُني بها ذات فجر سبتٍ أسود بتاريخ السابع من أكتوبر الماضي.
وفي هذا الشأن، أوضح الأستاذ بوثلجة، في تصريح لـ “الأيام نيوز”، بأن حكومة الاحتلال تتعرض اليوم إلى ضغوط كبيرة من عدة أطراف، بما فيها ذوو المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة، واليمين المتطرف الذي يريد أن يذهب إلى أبعد نقطة يُمكن الوصول إليها في العدوان على القطاع، بالإضافة إلى المجتمع الدولي، حيث قامت عدة دول بسحب سفرائها لدى “إسرائيل” احتجاجا وتنديدا بالجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال ضد المدنيين في عدوانه على قطاع غزة.
في السياق ذاته، أبرز محدثنا، أن الرأي العام الغربي بدأت مواقفه الداعمة للعدوان تتراجع بعد المشاهد والصور التي فنّدت الرواية الإسرائيلية، التي حاولت مرارا وتكرارا شيطنة المقاومة من خلال التضليل الإعلامي الكبير الذي مُورس مع بداية العدوان على القطاع، كذلك اتفاق الهدنة الذي تم إبرامه بين فصائل المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني والذي دام سبعة أيام مثّل انتصارا كبيرا للمقاومة الفلسطينية، إذ أن الجميع لاحظ ووقف على حقيقة المعاملة الحسنة التي حظي بها الأسرى والمحتجزين من طرف أفراد المقاومة، خاصة وأن الإدارة الأمريكية سوقت مع بداية العدوان وعملت على إلصاق تهم الاغتصاب والاعتداء على الأطفال والنساء بأفراد المقاومة لتأتي هذه الصور وتدحض كل هذه الادعاءات وتسقطها على الأرض.
في سياق ذي صلة، أشار الباحث في الشؤون الدولية إلى أن عائلات الأسرى الصهاينة وبشكلٍ خاص العسكريون منهم، الذين لا يزالون لدى المقاومة يمارسون ضغطا كبيرا على حكومة نتنياهو، فخلال اجتماع مكهرب جمعهم به أول أمس، اتهمه الجميع بأنه يريد التضحية بالعسكريين الإسرائيليين لدى المقاومة من أجل مستقبله الانتخابي، لذلك هو يصر على مواصلة العدوان على القطاع. بالإضافة إلى ذلك، فإن المقاومة الفلسطينية نجحت في إدارة المعركة إعلاميا وباحترافية متناهية، فأول أمس فقط تحدثت المقاومة عنمقتل أسير إسرائيلي بعدما حاولت قوات الاحتلال تحريره، وهذا الأمر بطبيعة الحال سوف يضاعف من الضغوط على الحكومة الصهيونية من أجل تنفيذ مراحل أخرى من التبادل مقابل تمديد وقف إطلاق النار أو إيقاف العدوان بشكل نهائي.
“الأيام المقبلة ستكون فاصلة فيما يخص استمرار العدوان على غزة”
هذا، وتحدث الأستاذ بوثلجة عن الضغوط التي أصبحت تمارسها الإدارة الأمريكية على حكومة نتنياهو، بعد الحصيلة المرعبة للعدوان الصهيوني على غزة خاصة بين النساء والأطفال، فنحن نتحدث عن نحو 18 ألف شهيد وآلاف الجرحى والمصابين، الأمر الذي يُشكل هزيمة إستراتيجية لـ “إسرائيل” ولمن يدعمها من الإدارة الأمريكية والغرب، وهذا ما جاء على لسان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مؤخرا، حينما قال: “إسرائيل” تخاطر “بهزيمة إستراتيجية” في غزة إذا لم تستجب للتحذيرات بشأن ارتفاع عدد القتلى المدنيين”.
وفي هذا الصدد، أوضح محدّث “الأيام نيوز” أن الأيام القليلة المقبلة ستكون فاصلة في مستقبل هذه الحرب التي يريد نتنياهو والمتطرفون في حكومته إطالة أمدها إلى أكبر قدر ممكن، رغم يقينهم التام بأن النصر في النهاية لن يكون حليفا لهم، ولن يتمكنوا من إبادة وسحق حركة المقاومة في غزة كما كانوا يُمنون النفس مع بداية عدوانهم الجائر على غزة، وقادة الاحتلال اليوم يعلمون كذلك بأن انتصار المقاومة سوف يكون نهاية لدولة الكيان التي تم التسويق لها على أنها أكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط، وأن إقامة العلاقات معها سوف يمنح الدول المطبعة معها الأمان والحماية، فكل هذه الادعاءات تم دحضها بعد هزيمة “إسرائيل” على يد مئات أو آلاف المقاومين في قطاع غزة.
وأردف قائلا: “إن ما حدث سوف يغيّر نظرة الجميع لهذا الكيان، خاصة فيما يتعلق بالدول المطبعة، وبالتالي أعتقد أن منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية ككل سوف تشهد جملة من التغيرات مستقبلا، والتي سوف تكون في صالح القضية والشعب الفلسطيني، كما أن حل الدولتين الذي نُسي بصفة كبيرة خلال السنتين الماضيتين عاد الحديث عنه مجددا، خاصة لدى المجتمع الغربي الذي أصبح يرى أنه لا يمكن أن تبقى “إسرائيل” من دون إقامة دولة فلسطينية”.
وفي ختام حديثه لـ “الأيام نيوز”، أبرز الأستاذ بوثلجة أن حكومة الاحتلال الصهيوني في حقيقة الأمر تواجه مأزقا حقيقيا وفي وضعية جدّ حرجة، لذلك هي تحاول التغطية على هزيمتها من خلال استهداف المدنيين وقصف الآمنين في بيوتهم في غزة، فعندما لم يتمكن الاحتلال من هزيمة المقاومة أوتحقيق أي هدف عسكري يستحق الذكر، لجأ الاحتلال إلى وضع أهداف وهمية حتى يُقال إنهم تمكنوا من تحقيق انتصار ولو صغير على المقاومة، فعلى سبيل المثال لا الحصر تحدث الاحتلال أول أمس عن حصار قواته لمنزل “السنوار” زعيم حركة “حماس”، وهم يعلمون يقينا بأن السنوار ليس موجودا في منزله بخانيونس الذي كان قد هوجم في بداية العدوان على غزة، لكن الاحتلال الصهيوني تعوّد على سياسة التضليل وتلفيق الروايات من أجل إرضاء مواطنيه، وكل هذه المعطيات تشير إلى أنه من المرجح أن هذه هي بداية نهاية العدوان على غزة، وبالتالي بداية نهاية حكومة الاحتلال كذلك.
فشل في ملف الأسرى ولم يستطع القضاء على المقاومة..
“حماس” تحكم بالإعدام سياسيا على نتنياهو!
بقلم: عيسى شقفة – كاتب صحفي أردني
يحاول رئيس وزراء الكيان الصّهيوني، بنيامين نتنياهو، زيادة أيّام وجوده في الحياة السّياسية، وذلك من خلال إطالة عمر العدوان على غزّة، فانتهاء الحرب يعني بالنّسبة إليه “الموت سياسيا”، فهو يحمل وزر “الفشل” الذي حدث في السّابع من أكتوبر في معركة “طوفان الأقصى”، وقتل خلالها من جيش الاحتلال والمستوطنين الآلاف وأسر المئات.
وكشف استطلاع جديد للرّأي في الكيان الصّهيوني، الجمعة الماضية، عن تراجع شعبية رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمام بيني جانتس، عضو مجلس الحرب المصغر على غزّة، وأفاد موقع عبري، بأنّ حزب اللّيكود الحاكم بقيادة نتنياهو حصل على 18 مقعدا فقط مواصلا التّراجع بمقعدين كاملين، أمام حزب معسكر الدّولة بزعامة جانتس، الذي حصل في الاستطلاع على 38 مقعدا.
لو أجريت انتخابات برلمانية إسرائيلية في الوقت الرّاهن، فإنّ أحزاب المعارضة ستحصل على 71 مقعدا، مقابل 44 لأحزاب الائتلاف الحالي لنتنياهو. وحول أحقّية تولّي منصب رئاسة الوزراء في “تل أبيب”، جاء بيني جانتس في المرتبة الأولى بنسبة 51 بالمائة مقابل 31 بالمائة فقط لنتنياهو.
وحول المطالبة بإقالة نتنياهو، كشف استطلاع للرأي أجرته القناة 13 العبرية، أن 41 بالمائة مع إقالة نتنياهو بعد الحرب، و31 بالمائة تطالب الإقالة الفورية و19 بالمائة يستمرّ بعمله. بعد هذه الاستطلاعات، يتضح أن نتنياهو خسر كثيرا، وخاصّة أنّه إلى الآن في حيرة من أمره، فتراه يتخبّط بملف الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، فيتخذ قرارات غير متّزنة، وأي مراقب للأحداث يستطيع أن يرى كيف يدار هذا الملف، حيث أنّ الاحتلال عقد صفقة قبل ما يقارب العشرة أيّام للإفراج عن الأسرى من النّساء والأطفال، مقابل هدنة لمدّة أربعة أيام، لتمتد بعد ذلك لثلاثة أيام أخرى، وفور انتهاء السّبعة أيام، واصل اعتداءاته على المدنيين في غزّة، ليطلب مباشرة خلال اليوم الأول بعد الهدنة، الرجوع إلى المفاوضات وتمديد الهدنة، إلاّ أنّ المقاومة رفضت شروطه، وأصرّت على مطالبها.
داخليا، أصبح ملف الأسرى ورقة “ضاغطة” على نتنياهو، وخاصّة أنّ عائلات الأسرى تستمرّ في المظاهرات والاعتصامات يوميا للضّغط على حكومة الاحتلال لإرجاع أبنائهم، وأصبحوا يردّدون مقولة النّاطق باسم كتائب القسّام أبو عبيدة “الكل مقابل الكل”، حيث كشف تسجيل صوتي جديد، نشره موقع عبري مؤخّرا، لاجتماع بين الأسرى المفرج عنهم وعائلاتهم بنتنياهو، حيث أعربوا عن إحباطهم من الحكومة، مؤكّدين عدم بذلها الجهد لتحرير بقيّة الرّهائن.
واتّهم الأسرى السّابقون وعائلاتهم نتنياهو بممارسة السّياسة وإعطاء الأولوية للسّياسة على حساب تحرير الرّهائن الموجودين في غزّة. كما قالوا إنّ أجهزة الاستخبارات في “إسرائيل” لم تكن على دراية جيّدة بمكان احتجاز الرّهائن، وإنّ الحملة العسكرية الإسرائيلية عرضت بعض الرّهائن للخطر وعرّضتهم للإصابة أيضا.
وفي المقطع المسرّب، قالت إحدى الأسيرات السّابقات والتي تم إطلاق سراحها مع أطفالها، غير أنّ زوجها لا يزال أسيرا في غزة: “سوف تقوم بإعادتهم جميعا، ولن ينتظروا 50 يوما. لن ينتظروا سنة أخرى لأنّك تدّعي أنهم (الأسرى) أقوياء بما فيه الكفاية. ليس لديك أي معلومات. حقيقة أننا تعرضنا للقصف، وحقيقة أن أحدا لا يعرف أي شيء عن مكان وجودنا”. وفي مرحلة ما ووفقا للتّسجيل، بدأ النّاس بالصّراخ “يا للعار على نتنياهو”.
خارجيا، إلى متى ستتحمّل الولايات المتّحدة الأمريكية، الدّاعمة للاحتلال بكل قوّتها عسكريا وسياسيا في عدوانه على المدنيين، وارتكابه لأبشع المجازر بحقّ الأطفال والنّساء وكبار السّن والمرضى، وقصف المستشفيات ودور العبادة، وأيضا الدّول الأوربية وعلى رأسها بريطانيا، فهذه الدّول أصبحت في موقف محرج وخاصة أنّها تزعم بأنّها داعمة لحقوق الإنسان، وهي أول من أغمض عينه عن الجرائم الصّهيونية في غزّة، فهي تكيل بمكيالين.
البيت الأبيض أمهل الاحتلال حتى نهاية العام لإنهاء عدوانه على غزّة، فأمريكا الآن في موقف محرج، خاصّة أنّ وجودها في البلدان العربية أصبح غير مرغوب فيه لدى الشّعوب العربية، بل تعدّى الأمر من التّظاهرات الغاضبة بالقرب من سفاراتها وتحميلها المسؤولية عن العدوان على غزّة ووصفها بالشّريكة مع الاحتلال، إلى الهجوم عسكريا على منشآتها الموجودة بالمنطقة.
خلاصة الأمر، حركة المقاومة الإسلامية “حماس” دمّرت نتنياهو وحكمت عليه بـ”الإعدام سياسيا”، فحكومته وحزبه هم من أكبر الخاسرين من “طوفان الأقصى”. وبسبب سياسته الرعناء، سيعجل في نهاية الاحتلال عن الاراضي الفلسطينية، وهو الآن بموقف لا يحسد عليه، فلو أراد إيقاف العدوان، فما الذي حققه من هدفه الذي أعلن عنه ببداية الحرب، وهو “القضاء على حماس” و”تحرير الأسرى”، فلا هو استطاع القضاء على المقاومة، كما فشل في ملف الأسرى، أمّا إذا استمر في حربه على غزة، فسيتكبّد مزيدا من الخسائر، بالإضافة إلى خسائره الاقتصادية، هناك المئات من القتلى في جيش العدو، فبحسب الإعلام العبري هناك 5 آلاف جندي صهيوني مصاب، منهم أزيد من 2000 معاق، والرّقم أعلى من ذلك بكثير، والدّول الغربية سترفع الغطاء عنه وسيبقى وحيدا ولن يستطيع الاستمرار.
إخفاقات جيشه المستمرّة ستعجّل نهايته..
جرائم نتنياهو في غزّة محاولة للهروب من انهيار محتوم لمستقبله السّياسي!
بقلم: خالد الشولي – محام وخبير في القانون الدّولي
منذ أن أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الحرب على قطاع غزّة، وجد رئيس الوزراء نتنياهو نفسه أمام فرصة من أجل أن يمدّد وجوده على رأس هذه العصابة التي ترتكب أفظع الجرائم ضدّ الشعب الفلسطيني.
لا بدّ أن نؤكد في البداية ودائما على حقيقة أنّ سلطة الكيان الإسرائيلي هي القائمة بالاحتلال وأنّه وفقا لقواعد القانون الدّولي والقانون الدّولي الإنساني فإنّ كامل الأراضي الفلسطينية من الضّفة الغربية بما فيها القدس الشّرقية وكامل قطاع غزة يقع تحت وطأة الاحتلال. وعليه، فإنّه كان من الواجب على السّلطة القائمة بالاحتلال أن تقوم على رعاية احتياجات السّكان الذين يقعون تحت الاحتلال لا أن تقوم بارتكاب جرائم موصوفة في القانون الدّولي ضدّهم .
نتنياهو على رأس السّلطة في الكيان الصّهيوني منذ 1996 وهو أحد أكبر من يرتكب كلّ أصناف الجرائم ضدّ الشّعب الفلسطيني، كما أنّه هو أحد قادة الاحتلال خلال خمس حملات عدوان على قطاع غزّة منذ خروج المستوطنين من القطاع في عام 2005.
نتنياهو المتّهم، ومنذ سنوات، في الضلوع بالعديد من جرائم الفساد أيضا بموجب قوانين الكيان الإسرائيلي، حيث أنّ هناك إجراءات جنائيّة مفتوحة ضدّه والتي من شأنها أن تفتح أمامه أبواب السّجون والحرمان من الحقوق المدنية والسّياسية. ولكي يتجاوز كل هذه الإجراءات تحالف في الانتخابات الأخيرة مع أقصى اليمين المتطرّف بالرّغم من أنّه يمثّل اليمين المتطرّف مع ملاحظة أنّ الأحزاب الإسرائيلية في علاقتها مع الفلسطينيين والقضية الفلسطينية لديها على الأغلب الأعم موقف موحّد وهو نكران الحقوق الفلسطينية، بل هناك من هذه الأحزاب من ينكر الوجود الفلسطيني كلية. في تحالف نتنياهو مع أقصى اليمين المتطرّف أراد تعديل بعض القوانين الأساسية حيث أنّه لا دستور يحكم الكيان الاسرائيلي ولكن هناك قوانين وأنظمة أساسية.
كما أنّه أراد من هذا التّحالف الاتفاق على القوانين والأنظمة من أجل تحصين حالته من خلال تحصين حالات بعض شركائه أيضا في حكومة الاحتلال الإسرائيلي الأولى التي تم تعينها، واضطرّ إلى استبعاد بعض الوزراء لوجود نصوص تمنعهم من الاستوزار في ظلّ وجود أحكام قضائية ضدّهم.
نتنياهو يريد أن يمارس الفساد إلى أبعد حدوده، ولذلك هو أيضا لا يعترف بأية مسؤولية عن سقوط كيانه وحكومته في أحداث السّابع من أكتوبر. كما أنّه يبتعد عن أي سؤال يمكن أن يوجّه إليه في هذا الشّأن، ويتخذ العملية العسكرية الإجرامية ضدّ قطاع غزّة لا بل ضدّ الوجود الفلسطيني بعمومه، وما نرى من جرائم ترتكبها سلطاته وعسكره في الضّفة الغربية، خير دليل وشاهد، حجّة ومبرّرا لشرعيته واستمراره على رأس هذه السّلطة التي ترتكب جرائم بحسب القانون الدّولي والقانون الدّولي الإنساني. فما يحدث من جرائم استيطان في الضّفة الغربية وخاصة القدس الشّرقية وعمليات القتل غير المشروع والاعدامات الميدانية لأطفال فلسطينيين وشباب ونساء وكهول وعمليات العقاب الجماعي تدخل في الجرائم التي ينص عليها نظام روما واتفاقية جنيف الرابعة، وما نشاهده من جرائم وعلى المباشر في قطاع غزة نستطيع أن نقول إنّها جرائم إبادة جماعية.
نتنياهو يريد من هذه الأحداث أن تشكّل مبرّرا لهروبه من القضاء المسلّط على مستقبله السّياسي، ويتهرّب من مسؤوليته خاصّة أمام عائلات الأسرى لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ويتهرّب من مسؤولياته من التوصّل لاتفاق من أجل عودة الأسرى والدّخول في صفقة ترضي جانب العائلات الاسرائيلية. إنّ قضية الأسرى كونها عبئا على السّاسة الإسرائيليين إلاّ أنّها يمكن أن تشكّل نهاية لحوالي 30 سنة من وجود في أعلى هرم السّلطة عاشه نتنياهو خاصة في ظلّ إخفاقات جيشه في قطاع غزة وخاصّة في قضية تحرير الأسرى.
في ظلّ تزايد الغضب الشّعبي الإسرائيلي على نتنياهو وحكومته..
التكلفة الباهظة للحرب ستعصف بالاستقرار السّياسي للكيان
بقلم: سفيان خليفي – محام وباحث قانوني
يعتبر الـ 7 أكتوبر يوما مبارك للشّعب الفلسطيني في أعاقب عملية “طوفان الأقصى”، التي أثارت غضب الشّعب الإسرائيلي على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته، وحمّلتهم مسؤولية الفشل والانفلات الأمني الفادح.
يقول بنيامين نتنياهو إنّ “طوفان الأقصى” هي أكبر نكسة وخسارة للجيش الإسرائيلي منذ الإعلان عن وعد بلفور 1948، وأبدى غضبه واستياءه من المؤسّسة العسكرية والأجهزة الدّفاعية الإسرائيلية.
انقلاب قضائي وتقليص صلاحية المحكمة العليا الإسرائيلية
يحاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القيام بتعديلات قضائية، لكن في الأصل تبدو أنّها انقلاب قضائي من أجل تقليص من صلاحية المحكمة العليا الإسرائيلية، التي كانت في بعض الأحيان تحمي حقوق الفلسطينيين من هدم المنازل لعدم امتلاك رخصة البناء في منطقة الضفة الغربية وغزة، أمر صعب الحصول نتيجة انتهاج الكيان الصهيوني سياسة استيطان في هذه المناطق. ويعتبر التعديل القضائي الذي ينوي القيام به رئيس الوزراء نقطة انقسام وانشقاق في حزب الحاكم ورئيس الوزراء الإسرائيلي، ويعد هذا التعديل مساسا بأحد مبادئ الديمقراطية وهو مبدأ الفصل بين السلطات، ويمس أيضا بمبدأ استقلالية القضاء، والمحاكم ويعرض النظام القضائي الإسرائيلي للخطر.
تحتوي التعديلات القضائية التي يحاول نتنياهو تمريرها على 4 مجالات أساسية، أبرزها سلطة المحكمة العليا في اختصاص الفصل في قرارات معقولية الإجراءات القضائية، فالمحكمة العليا حجر الزّاوية في النّظام السّياسي “الإسرائيلي”، وذلك من خلال دورها في العمل على حفظ التّوازن السّياسي بين مؤسّسات الدّولة التّشريعية والقضائية والتّنفيذية.
ويتدخل وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، ويدعو رئيس الوزراء إلى تجميد التعديلات القضائية لمدة شهر فيصرح “إنّ عملية التّعديل القضائي والاحتجاجات المتزايدة المصحوبة بانضمام عدد لا يستهان به من جنود الاحتياط، وما قد ينعكس سلبا على الأمن القومي اليهودي، فلن أجعله يسيرا..”.
يهدف الانقلاب القضائي الجديد إلى إلغاء قانون المعقولية في القرارات الذي منح للمحكمة العليا كاختصاص أصيل، فيبدوا لنا أن هذا التعديل القضائي الذي يحمل في طياته انقلابا قضائيا يؤدي إلى ضم الضفة الغربية وغزة دون إبداء أي طعن أو انتقاد أو مراجعة من طرف المحكمة العليا.
خاصة أنّه توجد في الضّفة الغربية والقدس مستوطنات يهودية غير قانونية بموجب القانون الدولي، ويحرم القانون الجديد على المحكمة العليا، من سلطة واختصاص، الفصل في قرارات الحكومة الإسرائيلية غير المعقولة، فيما يتعلق بسياسية الاستيطان وبناء أحياء إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
اللجنة الرباعية ومشروع الاعتراف بدولة فلسطين
برزت 4 دول كبيرة ذات صدى عالمي وهي أمريكا والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة وسميت اللجنة الرباعية، وذلك من أجل الاعتراف بدولة فلسطين وباعتماد الحدود المعلن عنها في يونيو 1967، ويكون القدس الشرقية عاصمتها وتكون مهمة اللجنة الرباعية في منطقة الشرق الأوسط بالتحديد في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بذل عناية وجهد كبير من أجل إنقاذ السّلم والأمن العالميين في المنطقة.
ونعتقد أنّه في الأيام المقبلة سوف يتزايد الضّغط على رئيس الوزراء وحكومته ككل، خاصة أمام تصريحات التي أدالي بها الأب الروحي للكيان الصهيوني أمريكا، وتقول هيلاري كلينتون “إن أمريكا لا تساوم ولن تسمح بخسارة الأمن والسّلام الدّوليين في منطقة الشرق الأوسط بالتحديد في “تل أبيب” وفلسطين”.
الحكومة الإسرائيلية تتكبد ارتفاع التكلفة الاقتصادية للعدوان على غزة
كلفت الحرب ضد فلسطين للحكومة الإسرائيلية مبلغا باهظا جدا، والذي قدر – حسب إحصائيات وزارة المالية الإسرائيلية – بما يعادل 51 مليار دولار أمريكي، وسوف تعرف تكلفة الحرب في الأيام المقبلة ارتفاعا جنونيا نتيجة استئناف العمليات العسكرية في غزة وفي الضفة الغربية ونظير التطورات والتصعيد الحاصل يوما بعد يوم.
وتسببت الحرب على غزة في غياب اليد العاملة عن المصانع والشركات، بما قدر بحولي 750 ألف إسرائيلي غائب عن منصب عمله، أي 18 بالمائة من القوة العاملة، ما أدى بمختلف البنوك الإسرائيلية لتقديم تمويل قدر بما يعادل 308 ملايير دولار كائتمان للخسائر التي تسببت فيه الحرب، ذلك يؤدي إلى إفلاس معظم الشركات والبنوك وينتج عنه معاناة الآلاف من العائلات الإسرائيلية، ما وستعصف بالاستقرار الاقتصادي والسياسي للكيان الصهيوني.
فقدان الثّقة وإلقاء مسؤولية الفشل في الحرب على نتنياهو
أعرب الإسرائيليون عن غضبهم وفقدانهم الثّقة في شخص رئيس الوزراء، خاصّة ما ورد من رسائل وتغريدات في وسائل التواصل الاجتماعي أنّه “..من فشل لا يمكن أن يستمر، وأنّ من كتب اسمه بالكارثة وفقد ثقة الشّعب والجيش عليه أن يرحل..”.
وكشفت دراسة ميدانية حربية أنّ 44 بالمائة من الإسرائيليين فقدوا الثّقة في رئيس الوزراء، وأنّه هو السّبب في فشل حرب 7 أكتوبر 2023 و، ما يقدر بـ 56 بالمائة من الشّعب لا يثقون في رئيس الوزراء في إدارة الحرب ضد المقاومة الفلسطينية، وعبّروا عن قلقهم فيما يخص ضلوعه في قضايا فساد، بتهمتي الرّشوة وخيانة الأمانة في سنة 2019.
ضغوط كبيرة من طرف عائلات الأسرى طلبا لتحريرهم
نظم الإسرائيليّون، خاصة أهل الأسرى، مسيرات، خرجت فيها عائلات حولي 240 أسيرا، وذلك من أجل الضّغط على رئيس الوزراء، مطالبين بالإسراع في الإفراج عن ذويهم وتقديم معلومات عن ظروف الاحتجاز. وأفصحت العائلات عن قلقها وشعورها بالألم، وطالبت مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بتقديم حقائق عن مختلف الجهود مع الصّليب الأحمر الدولي حول الرهائن.
يمكن أن نقول إنّ ملف الأسرى في غزّة يمثل ضغطا ونقطة توتّر وبداية غضب شعبي كبير قد يؤدّي إلى الانقلاب السّياسي على رئيس الوزراء نتنياهو وحكومته، ما يضعهم أمام خيار الاستمرار في الحرب وسيعصف ذلك بحكم نتنياهو وحكومته، أو لجوء رئيس الوزراء وحكومته لسياسة التفاوض من أجل إنهاء الحرب في غزة وتبادل الرّهائن تحت إشراف الصليب الأحمر الدولي.