في إطار مواكبة التحولات الاقتصادية والتطورات التكنولوجية ومتطلبات السوق، تستعد الجزائر لإطلاق مركزي امتياز وطنيين متخصصين في مجالي النسيج والجلود والصناعات الغذائية، وفقًا لما أورده بيان مشترك لوزارتي الصناعة والتكوين والتعليم المهنيين.
جاء الإعلان عن ذلك، خلال اجتماع ترأسه وزير الصناعة، سيفي غريب، ووزير التكوين والتعليم المهنيين، ياسين المهدي وليد، بمقر وزارة الصناعة، بحضور متعاملين اقتصاديين وإطارات من الوزارتين.
ويهدف المركزان إلى تعزيز الإنتاج الوطني وتوفير يد عاملة مؤهلة من خلال تكوين عالي المستوى في هذه المجالات الحيوية، بما يسهم في تلبية احتياجات السوق وتعزيز تنافسية المنتجات الوطنية.
وفي هذا السياق، أكد وزير الصناعة أن مركز الامتياز الوطني المتخصص في الصناعات الغذائية، الذي سيتم إنشاؤه في تسالة المرجة بالعاصمة، سيكون بمثابة “قاطرة لتحديث منظومة التكوين في هذا المجال”، من خلال ربطه باحتياجات المؤسسات الإنتاجية وتعزيز الشراكة بين مختلف القطاعات الحكومية.
وأبرز الوزير ضرورة إعداد برامج تكوين متخصصة تستجيب لمتطلبات الصناعة الغذائية الحديثة مع التركيز على الجوانب التقنية والتكنولوجية والعمل على ضمان تكوين المكونين والخبراء في هذا المجال.
كما شدد على أهمية تزويد المركز بأحدث التجهيزات والتقنيات المستخدمة في الصناعات الغذائية لضمان تكوين عملي عالي الجودة مع إشراك الفاعلين الاقتصاديين في مجلس توجيه بيداغوجي لضمان تكامل التكوين مع احتياجات السوق.
إعداد خريطة وطنية لمهن الصناعات الغذائية
لفت أيضا الى ضرورة إعداد خريطة وطنية لمهن الصناعات الغذائية لتحديد التخصصات ذات الأولوية وتعزيز فرص التشغيل في هذا القطاع الحيوي بالتعاون والتنسيق بين قطاعي الصناعة والتكوين المهني.
وأشار غريب في السياق ذاته، إلى أهمية هذا المركز في توفير كفاءات وطنية قادرة على تلبية احتياجات السوق وتقليل الاعتماد على اليد العاملة الأجنبية خاصة فيما تعلق بمجال الإنتاج وعمليات الصيانة، وتعزيز الأمن الغذائي من خلال تحسين جودة المنتجات الغذائية المصنعة محليا.
من جهته، أكد الوزير وليد أن هذا المركز يشكل فرصة هامة للشباب الراغب في الاندماج في القطاع الصناعي حيث سيوفر لهم تكوينا متخصصا يفتح لهم آفاقا جديدة في سوق العمل، بالإضافة إلى أنه يسمح بمتابعة مستمرة لمخرجات التكوين لضمان توافقها مع احتياجات المؤسسات الاقتصادية، وتكييف البرامج بشكل مستمر مع التطورات الحاصلة في القطاع الصناعي.
أما بخصوص فتح مركز الامتياز الوطني المخصص للنسيج والجلود بولاية البويرة، تم خلال هذا الاجتماع تقييم عملية التحضير والإعداد، وذلك من خلال تناول المحتوى المهني والتكويني في البرامج البيداغوجية ذات الاختصاص المتنوع وتوفير مختلف التجهيزات المرافقة، وفقا للبيان.
يُشار، إلى أن هذا النوع من المشاريع، يعكس التزام الدولة الجزائرية بدعم القطاعات الصناعية الاستراتيجية، من خلال الاستثمار في التكوين المتخصص، بما يضمن توفير كفاءات وطنية قادرة على تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز تنافسية الصناعة الجزائرية على المستويين المحلي والدولي.