تُعدّ الشراكة بين الجزائر وألمانيا في قطاع الطاقات المتجددة نموذجًا للتعاون الاستراتيجي القائم على تبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا، بما يحقق الأهداف المشتركة في مجال الانتقال الطاقوي.
وفي هذا السياق، تؤكد الجزائر التزامها بتطوير مشاريع مستدامة تعزز مكانتها كمركز إقليمي للطاقات النظيفة، مستفيدة من إمكانياتها الطبيعية والبشرية.
ومن جهتها، تبدي ألمانيا اهتمامًا متزايدًا بتعميق التعاون مع الجزائر، خاصة في مجالات الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر، من خلال استثمارات مباشرة وشراكات طويلة المدى، بما يسهم في تعزيز الأمن الطاقوي العالمي وتقليل البصمة الكربونية وفق التوجهات البيئية الدولية.
تطوير الكفاءة الطاقوية
واستقبل كاتب الدولة لدى وزير الطاقة، المكلف بالطاقات المتجددة، نور الدين ياسع، اليوم الخميس، بمقر الوزارة، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الجزائر، جورج فلسهايم، بحضور إطارات من الوزارة.
وقد شكل اللقاء فرصة لاستعراض واقع وآفاق التعاون الجزائري الألماني في قطاع الطاقة، حيث عبّر الطرفان عن ارتياحهما لمستوى الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، لا سيما في مجالات الطاقات المتجددة، تطوير الهيدروجين، والكفاءة الطاقوية.
وأشاد الطرفان بالتقدم المحقق في المشاريع المشتركة، وعلى رأسها مشروع “طاقتي”، الهادف إلى تعزيز المهارات التقنية في سلسلة القيمة الكاملة للطاقات المتجددة والهيدروجين، بالإضافة إلى مشروع “ممر الهيدروجين الجنوبي”، الذي يعد خطوة محورية نحو ترسيخ مكانة الجزائر كمورد رئيسي للهيدروجين النظيف إلى أوروبا.
تبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا والتكوين
وتناولت المحادثات أيضًا آفاق الاستثمار بين الشركات الجزائرية والألمانية، وتعزيز تبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا والتكوين، إلى جانب الجهود المشتركة للحد من البصمة الكربونية، بما يتماشى مع التوجهات العالمية للانتقال الطاقوي.
وخلال اللقاء، أكد ياسع على أهمية الشراكة الجزائرية الألمانية في قطاع الطاقات المتجددة، مشددًا على التزام الجزائر بتطوير مشاريع مستدامة تدعم مكانتها كمركز استراتيجي في مجال الطاقات النظيفة، مستفيدة من إمكانياتها الطبيعية والبشرية.
من جهته، أعرب السفير الألماني عن رغبة بلاده في تعزيز التعاون مع الجزائر، مشيرًا إلى الإمكانيات الكبيرة التي يزخر بها قطاع الطاقة الجزائري، خصوصًا في مجالات الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر.
وأكد الدبلوماسي الألماني استعداد بلاده لدعم المشاريع الجزائرية من خلال استثمارات مباشرة وشراكات استراتيجية طويلة الأمد.