يواصل نظام المخزن المغربي، الانزلاق إلى عمق المستنقع التطبيعي مع الكيان الصهيوني، فقد تجرّأ على السماح لسفينة عسكرية صهيونية بالرسو في موانئه وتموينها بالوقود والطعام، قبل دخولها الأراضي الفلسطينية المحتلة، في خطوة تمثّل تواطؤا مفضوحا في حرب الإبادة الجماعية التي ينفّذها الصهاينة ضدّ الشعب الفلسطيني، ما أثار موجة واسعة من الانتقادات من قبل النشطاء المناهضين للتطبيع في المغرب الذين أصبحوا يكابدون قسوة الشعور بالعار وهم يرون سلطات بلادهم تخون القضية الفلسطينية وتشجّع على الاعتداءات ضد إخوانهم في فلسطين المحتلة.
=== أعدّ الملف: حميد سعدون – سهام سوماتي – منير بن دادي ===
قبل أكثر من شهر، رفضت الحكومة الإسبانية رسو سفينة الشحن «ماريان دانيكا» (MARIANNE DANICA) التي ترفع علم الدنمارك، في ميناء قرطاجنة الإسباني. وأعلنت مدريد بشكل رسمي، على لسان وزير الخارجية «خوسيه مانويل ألباريس»، أنّ سبب قرار الرفض هو أنّ السفينة تحمل شحنة أسلحة متجهة إلى الكيان الصهيوني.
وصرّح الوزير الإسباني للصحفيين في بروكسل يوم الخميس 16 ماي 2024، قائلا: “هذه هي المرة الأولى التي نتخذ فيها هذا الإجراء، لأنها المرة الأولى التي نرصد فيها سفينة تحمل شحنة أسلحة إلى الكيان، ترغب في الرسو في ميناء إسباني”. وأضاف أنه من الآن فصاعدًا، “سينطبق هذا الإجراء على أي سفينة تحمل أسلحة إلى الكيان، وتريد الرسو في ميناء إسباني”.
وتابع: “سترفض وزارة الخارجية بشكل منهجي عمليات الرسو هذه لسبب واضح، وهو أنّ الشرق الأوسط لا يحتاج إلى مزيد من الأسلحة، بل يحتاج إلى مزيد من السلام”. ومن جهته أكد وزير النقل الإسباني أوسكار بوينتي أنّ السفينة «ماريان دانيكا» طلبت الإذن بالتوقف في ميناء قرطاجنة في جنوب شرق إسبانيا في 21 ماي.
ووفقا لصحيفة «إل باييس» الإسبانية، فإنّ السفينة التي ترفع العلم الدنماركي كانت تحمل حوالي 27 طنًا من المتفجرات، وانطلقت من مدينة مدراس بالهند متجهة إلى مدينة حيفا في الأراضي المحتلة. وتعتبر إسبانيا من الدول التي أوقفت مبيعات الأسلحة إلى الكيان الصهيوني، وقد اتخذت هذا الموقف لإبعاد أي شبهة عن المشاركة في حرب الإبادة الصهيونية ضد أهالي قطاع غزة الفلسطيني.
لكن، على النقيض من هذا الموقف الإسباني، سمحت سلطات المخزن المغربي برسو سفينة عسكرية تابعة للبحرية الصهيونية، تُدعى «INS Komemiyut»، في ميناء طنجة منذ يوم 6 جوان 2024، للتزود بالوقود والطعام، قبل أن تواصل رحلتها إلى ميناء حيفا المحتل، وأثار قرار المغرب صدمة كبيرة لدى الشعب الفلسطيني ولدى مناهضي التطبيع في المغرب، خاصة في ظل الاعتداءات الوحشية التي يشنها الاحتلال الصهيوني على غزة منذ 8 أكتوبر 2023، والتي خلفت أكثر من 37 ألف شهيد ودمارًا كبيرًا في البنية التحتية للقطاع المحاصر منذ سنوات.
وقالت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إن “السلطات المغربية لم تقم بتوقيف السفينة أو تفتيشها أو حجزها أو منعها من الرسو، على عكس الحكومة الإسبانية التي منعت السفينة (ماريان دانيكا)، المحملة بأطنان من المواد المتفجرة، من الرسو في ميناء قرطاجنة يوم 21 ماي الماضي. كما أن عمال الموانئ في العديد من البلدان يرفضون شحن مثل هذه السفن أو يعطلون انطلاقها”.
المخزن يمعن في استخفاف بإرادة الشعب
وأشارت الجبهة في بيانها الصادر يوم السبت 22 جوان 2024، إلى أنّ الحكومة المغربية “تجاهلت كليًا” الرسالة المفتوحة التي أصدرتها الجبهة في 1 جوان 2024، والتي دعت إلى تجنب استقبال سفن في المناطق الخاضعة للسيادة المغربية إذا كانت تحمل متفجرات أو ذخائر أو أسلحة متجهة إلى الجيش الصهيوني. كما حذرت الجبهة في رسالتها من “سفينة تجارية مدنية يابانية قادمة من الهند، تحمل اسم «VERTOM ODETTE»، والتي تشير مصادر موثوقة إلى أنها تحمل شحنة مماثلة”.
وأضافت الجبهة أنّ السفينة العسكرية الصهيونية «INS Komemiyut»، القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية، رست في ميناء طنجة يوم 6 جوان 2024، للتزود بالوقود والطعام قبل مواصلة رحلتها إلى ميناء حيفا، دون أن يصدر عن السلطات المغربية أي رد فعل، وجاء هذا الانتقاد في ظل الحرب المستمرة التي يشنها الجيش الصهيوني ضد غزة منذ 8 أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 37 ألف فلسطيني وتدمير كبير في البنية التحتية للقطاع المحاصر منذ سنوات.
وأكدت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع أنّ “هذا الموضوع سيكون حاضرا بقوة في الاحتجاجات القادمة التي ستنظمها الجبهة على المستويين المركزي والمحلي، خاصة في مدينة طنجة التي تعد مثالًا في تجسيد التضامن مع الشعب الفلسطيني المقاوم”.
وكشف تقرير حديث عن وصول سفينة الإنزال الجديدة التابعة للبحرية الصهيونية «Komemiyut» إلى طنجة للحصول على الإمدادات أثناء إبحارها بين الولايات المتحدة باتجاه الكيان. وأكد التقرير أنّ السفينة، التي وصلت إلى الكيان هذا الأسبوع قادمة من الولايات المتحدة، توقفت في طنجة بعد التنسيق مع السلطات المغربية لتلقي الإمدادات، وفقًا لمعلومات تلقتها صحيفة «Globes» من مصادر مطلعة، ومدعومة بسجلات السفينة على موقع «Vessel Finder».
وخلال توقف السفينة في ميناء طنجة في رحلتها الطويلة من باسكاجولا في ولاية مسيسيبي إلى القاعدة البحرية في حيفا، قام الطاقم بتخزين الوقود والطعام لبقية الرحلة إلى الكيان، والتي اكتملت يوم الأحد 16 جوان 2024. وأوضح المصدر ذاته أنه “تم نقل الإمدادات والمعدات على متن السفينة في طنجة، وفي هذه المرحلة من الرحلة، أوقفت السفينة جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بموقعها”.
أدانت “مجموعة العمل المغربية من أجل فلسطين” سماح السلطات المغربية برسو السفينة العسكرية الصهيونية «INS Komemiyut» في ميناء طنجة، وتمكين طاقمها من التزوّد بالوقود والأغذية. ووصفت المجموعة هذا الإجراء بـ”الخطير والمخزي والجبان”، مؤكدة أنه يمثل “تفريطاً في السيادة الوطنية، وانتهاكاً سافراً للدستور، واحتقاراً وإهانةً لمشاعر المغاربة، واعتداءً صارخاً على ميراثهم الحضاري والثقافي”. واعتبرت أن هذا الإجراء يشكل تواطؤاً مع الاحتلال الصهيوني في عدوانه ضد الشعب الفلسطيني وتدنيسه مقدسات الشعب المغربي والأمتين العربية والإسلامية.
كما شددت المجموعة على أن هذا السلوك يمثل انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالإضافة إلى ما صدر عن محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية وتقرير مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وفي ظل هذه التطورات، طالبت “مجموعة العمل المغربية من أجل فلسطين” بفتح تحقيق عاجل لتحديد المسؤوليات وفرض العقوبات على من يثبت تورطه في هذا العمل، ودعت المجموعة جميع القوى الوطنية في المغرب إلى توحيد الجهود في مواجهة هذا “التسونامي الخطير”، دفاعاً عن البلاد وصوناً لسيادتها، ودعماً لكفاح الشعب الفلسطيني.
ومن جانبه أعلن رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أحمد ويحمان، عن الدعوة إلى اجتماع طارئ لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين لبحث القضية واتخاذ القرارات المناسبة. وقال ويحمان: “فضائح الحكومة والسلطات تتوالى ولا يمكن السكوت عنها. يجب أن تتحمل كل جهة مسؤوليتها، فالتاريخ لا يرحم”.
فضائح المخزن المغربي تتوالى
من جهته، اعتبر عضو المكتب المركزي لـ”الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة”، محمد الرياحي، رسو السفينة الصهيونية في طنجة “استخفافًا بإرادة الشعب المغربي الرافضة لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم، وإصرارًا من الدولة المغربية على مزيد من التورط في دعم الانتهاك الصهيوني الصريح للقانون الدولي الإنساني، وخيانة لدماء الأبرياء في غزة وكل فلسطين”.
وأضاف الرياحي: “ندين في الهيئة المغربية هذه الجريمة النكراء غير المبررة بكل المعايير الإنسانية والوطنية والقانونية والسياسية والإسلامية، ونبرأ إلى الله من هذه الخيانة وهذه الفضيحة التي ستظل وصمة عار في سجل المطبعين”. واستنكر قائلاً: “كيف يعقل أن تسمح الدولة المغربية بهذا الفعل الشنيع في الوقت الذي تفرض فيه إسبانيا وبلجيكا وفرنسا ودول أخرى حظراً على بيع الأسلحة أو تسهيل وصولها إلى الكيان الصهيوني، تضامنًا مع الشعب الفلسطيني ومطالبه العادلة”.
وأشارت صحيفة «Globes» العبرية إلى أنّ السفينة الجديدة التي وصلت إلى الكيان الصهيوني هذا الأسبوع توقفت في المغرب لتلقي الإمدادات. وتم نقل الإمدادات والمعدات إلى متن السفينة في طنجة، الميناء الأكثر ازدحاماً في إفريقيا، والذي يقع جنوب مضيق جبل طارق. وأثناء هذه المرحلة من الرحلة، أوقفت السفينة جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بموقعها.
وأفادت «Globes» أن أول سفينتي إنزال اشترتهما سلطة الكيان، «آي.إن.إس نحشون»، والتي وصلت إلى حيفا في سبتمبر 2023، توقفت أيضًا في المغرب خلال رحلتها. وأشارت الصحيفة إلى أن زوارق الإنزال على تلك السفينة مصممة لتفريغ القوات بسرعة على الشاطئ، إذ يبلغ طول السفينة حوالي 95 مترًا، وعرضها 20 مترًا، وتزن أكثر من 2500 طن. ويتكون طاقم سفينة الإنزال من عشرات الجنود البحريين المقاتلين، ربعهم من الإناث، ويقود السفينة ضابط برتبة ملازم أول.
وسبق لممثل جبهة البوليساريو بسويسرا ولدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف، أبي بشرايا البشير، أن وصف سلطة المخزن المغربي بأنها تمثل الكيان الصهيوني في منطقة شمال إفريقيا والمغرب العربي من خلال إتباعه لممارسات القمع ذاتها والتهجير القسري للصحراويين من أراضيهم وإحراق بيوتهم.
واللافت أنّ مدّ التطبيع في المغرب انحسر في الأسابيع الأخيرة، جراء تنامي الغضب الشعبي ضد المخزن وارتفاع حدة الأصوات المطالبة بفك الارتباط مع الكيان الصهيوني الذي يمعن في ارتكاب جرائم غير مسبوقة بحق الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة.
وسجّلت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، منذ بداية العدوان على غزة وإلى غاية 11 ماي الفارط، أكثر من 3000 مظاهرة و610 مسيرة احتجاجية، و10 وقفات مركزية أمام مبنى البرلمان في العاصمة الرباط، تطالب بغلق ما يسمى بمكتب الاتصال الصهيوني بالعاصمة الرباط، وطرد الصهاينة من المملكة.
ودعا مناهضو التطبيع، أحرار البلاد إلى وحدة الصف والمشاركة بقوة في الاحتجاجات المناهضة للتطبيع من أجل التعجيل بطرد الصهاينة من المملكة، مؤكدين على ضرورة أن يستمع المخزن إلى نبض الشارع وينهي هذا المسار “الخياني”، الذي أصبح وصمة عار على جبين المملكة.
وبالفعل فقد نظمت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، يوم الأحد 23 جوان الجاري، مسيرة احتجاجية حاشدة بمدينة المحمدية احتاجا على “عبور السفينة الحربية الصهيونية من المياه والموانئ المغربية”، وطالب المحتجون، خلال المسيرة التي شاركت فيها فعاليات حقوقية وسياسية، بـوقف التطبيع مع عصابات الكيان الصهيوني وبـ”إطلاق سراح ابن المدينة المعقل لأجل رفض التطبيع عبد الرحمن زنكاض”، وتجدر الإشارة إلى أن زنكاض عبد الرحمان صدر في حقه حكم ابتدائي مدته 5 سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 50000 درهم.
هذه خيرات المغرب التي ينعم بها الصهاينة
والمعروف أن المملكة المغربية باتت تعزّز صادراتها الزراعية إلى الكيان في الأشهر الأخيرة، وذلك لكسر الحصار البحري الذي تفرضه حركة أنصار الله على الكيان، فغالبا ما تنطلق سفن تجارية من المغرب محملة بمنتجات زراعية باتجاه الكيان. وفي الوقت ذاته، يستخدم المغرب التكنولوجيا الصهيونية لمراقبة الناشطين ضد التطبيع، مع تزايد المخاوف من اندلاع ثورة شعبية بسبب العلاقات مع الكيان وتفاقم الأزمة الاقتصادية.
وكشفت تقارير صحفية عبرية أن ميناء حيفا في فلسطين المحتلة يستقبل ما معدله سفينة واحدة كل أسبوع محملة بصادرات مغربية، أغلبها من المواد الغذائية والخضروات والفواكه. ويأتي ذلك في ظل تراجع الإنتاج الزراعي في الكيان منذ بداية العدوان وتقلص وصول المواد الغذائية والمنتجات الزراعية من آسيا بسبب استهداف حركة أنصار الله اليمنية للسفن المتجهة إلى الكيان في خليج عدن والبحر الأحمر.
يساهم المغرب، من خلال هذه الخطوة الخيانية، في كسر الحصار البحري عن الكيان الغاشم في البحر الأحمر، ما يثير استياء ملايين المغاربة الرافضين للتطبيع. ورغم ذلك، تستمر التجارة البينية مع الكيان في الارتفاع، إذ أشار تقرير رسمي إلى أن التجارة بين المغرب والكيان ارتفعت بنسبة تزيد عن 160 بالمائة في عام 2023 مقارنة بعام 2022، واستمرت في الزيادة رغم حرب غزة.
وبينما يتهم معارضون مغاربة الحكومة بممارسة التعتيم على الأنشطة التجارية مع الكيان، تصدر (إسرائيل) إلى المغرب سلعًا بقيمة تتجاوز 160 مليون دولار، تتوزع على المواد الكيميائية والصناعات التكنولوجية والميكانيكية. ومن جهته، صدّر المغرب إلى الكيان في عام 2022 ما قيمته 140 مليون دولار، تشمل منتجات النسيج والصناعات الغذائية والمنتجات الزراعية.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن الشرطة المغربية تعيش حالة استنفار دائم منذ أكتوبر 2023. وقد تم فرض شروط مشددة على حصول عناصر وضباط الشرطة على العطل والإجازات. لكن الأدهى هو أن المخابرات المغربية لا تراقب فقط الناشطين المناهضين للتطبيع، بل تراقب أيضًا عناصر وضباط الشرطة، وتقدم تقارير يومية عن حالتهم النفسية المتدهورة بسبب الضغط المتواصل وحالة الاستنفار المستمرة، مما زاد من الضغوط على الشرطة المغربية.
وباتت مشكلة المغرب الكبرى الآن هي أن سلطة المخزن فشلت في حل الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد منذ 2023، نتيجة الديون المتراكمة، وارتباط المغرب بالأسواق العالمية، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني. وتسود حالة من الغضب في الشارع بعد تأكد فشل التطبيع في حل أي من المشكلات الاقتصادية للبلاد.
تتساءل العديد من التعليقات من المواطنين المغاربة على شبكات التواصل الاجتماعي عن “المقابل” الذي حصل عليه المغرب لقاء التطبيع والاعتراف بالكيان الصهيوني، خصوصًا في الجانب الاقتصادي. فمنذ اعتراف المغرب بالكيان، تفاقمت المشكلات الاقتصادية وارتفعت الأسعار، مع استمرار النظام المغربي في التحالف الاستراتيجي مع الكيان، دون أي اعتبار لرفض قطاع واسع من الشعب المغربي لهذا المشروع.
منذ بداية حرب الإبادة الصهيونية على غزة، تنفذ المخابرات المغربية عملية واسعة للتغطية على استمرار تواطؤ النظام مع الكيان خلال الحرب، وتشمل هذه العملية الضغط على ناشطين وصحفيين وسياسيين للامتناع عن نشر أي مواد إعلامية معارضة للحرب أو منددة بالتعاون المغربي الصهيوني. ومن أبرز ما تم تداوله من أخبار هو وجود “غرفة عمليات” للإشراف على حرب إلكترونية تهدف إلى تبييض صورة محمد السادس في مواجهة الشعب المغربي الرافض للتطبيع.
وتعكس هذه الإجراءات حالة من القلق والترقب داخل الأوساط الأمنية والسياسية في المغرب، في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة، ومع استمرار المعارضة الشعبية للتطبيع مع الكيان. ويبقى المستقبل مفتوحًا على احتمالات متعددة، في ظل عدم وجود حلول واضحة للأزمة الاقتصادية الراهنة والتوترات السياسية المتصاعدة.
وتشير المعلومات إلى أن المخابرات المغربية أنشأت مئات الآلاف من الحسابات الوهمية على فيسبوك ومنصة «إكس» وغيرها من شبكات التواصل الاجتماعي. وتهدف هذه الحسابات إلى نشر صور وتعليقات مؤيدة لمواقف الملك محمد السادس، وصرف انتباه المواطنين عن القضايا الحقيقية نحو مشكلات جانبية، بالإضافة إلى تضخيم إنجازات اقتصادية لم تحقق أي نتائج ملموسة على الجبهة الاجتماعية. ومع ذلك، لم تؤتِ هذه الحملة ثمارها بشكل كبير، إذ أن حالة الغضب الشعبي في المغرب تتسع بوتيرة متزايدة.
الدليل الأبرز على هذا الغضب هو الاستنفار الكبير للشرطة المغربية المستمر منذ بداية حرب غزة. هذا الاستنفار يعكس القلق داخل الأوساط الأمنية والسياسية المغربية من تزايد الاحتجاجات الشعبية ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني، خاصة في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني.
وتواجه الحكومة المغربية تحديات كبيرة في تهدئة الشارع وإعادة الثقة إلى المواطنين، في ظل الفشل في حل الأزمة الاقتصادية وتصاعد المعارضة للتطبيع. تسود حالة من الترقب والقلق حول مستقبل البلاد، وسط دعوات من المواطنين والمحللين لإعادة النظر في السياسات الحالية والتركيز على تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بشكل فعلي.
حال المتواطئين “العرب”..
إنهم يحصدون العار بالمجّان
أبرز الأستاذ والباحث في الشؤون الدولية، عبد الرحمان بوثلجة، أنّه ومنذ بداية الحرب الشعواء التي يشنها الاحتلال الصهيوني الجائر ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزّة، ونحن نرى ونلاحظ في كل مرة ذلك الخطاب المُثبط عندما يتعلق الأمر بإنجازات المقاومة الفلسطينية، وفي الوقت ذاته لا نكادُ نسمع حتى ذلك الصوت الخافت أو المنعدم في غالب الأحيان اتجاه الجرائم وحرب الإبادة الجماعية التي ينتهجها الاحتلال في القطاع، وهذا الأمر ربما لم يكن متوقعاً لدى الجمهور العربي العريض، إلا أنّ هذه الحرب العدوانية المتواصلة منذ نحو تسعة أشهر على التوالي، فضحت هذه الأنظمة العربية العميلة والمتواطئة والتي أصبحت عدوا للفلسطينيين وقضيتهم العادلة أكثر من الصهاينة في حدّ ذاتهم.
وفي هذا الصدد، أوضح الأستاذ بوثلجة في تصريح لـ “الأيام نيوز”، أنّ المغرب وعدّة دول أخرى ممّن انتهجت مسار التطبيع وكشرّت عن خصومتها للفلسطينيين ومقاومتهم الباسلة، لم يكن بوسعها إلا السير وراء أمريكا والكيان الصهيوني لأنها وبكل بساطة كانت قد وقعت في وقتٍ سابق على اتفاقيات سلبت منها سيادتها وإرادتها الحرّة وأصبحت هذه الأنظمة تسير خلف الكيان الصهيوني ومن ورائه الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية الاستعمارية دون أن يكون لها موقف أو مجرد رأي حتى.
في السياق ذاته، أشار محدثنا إلى أنّ تجرأ نظام المخزن المغربي على السماح لسفينة عسكرية صهيونية بالرسو في موانئه وتموينها بالوقود والطعام، قبل دخولها الأراضي الفلسطينية المحتلة، تصرف يفضح مدى تواطؤ هذا النظام المخزني الصهيوني مع الاحتلال الصهيوني الجائر في عدوانه السافر على قطاع غزّة، وفي نفس الوقت نجد أنّ هناك الكثير من المغاربة الشرفاء الذين ينددون بما يحصل، ويتجلى ذلك من خلال الإعلام ومختلف منصات التواصل الاجتماعي، والتعبير صراحةً عن آرائهم واعتبار ما يقوم به المغرب والأنظمة الشبيهة له بالعمالة وبالتواطؤ، وأصبح هؤلاء اليوم يعبرون عن ذلك بكل شجاعة وجرأة ويصفونه بالتواطؤ المفضوح ضد المقاومة الفلسطينية الباسلة في قطاع غزة وفي نفس الوقت يعتبرونه عمالةً للكيان الصهيوني والداعمين له.
على صعيدٍ متصل، تحدث الباحث في الشؤون الدولية، عن قيام أحد الحكام العرب المطبعين بطلب الحماية من قوات أمريكية، بعدما ازدادت وتيرة الاحتجاجات الشعبية التي تطالب وتدعو للوقوف مع الشعب الفلسطيني، والتنديد بما يرتكبه الاحتلال الصهيوني من مجازر مروعة وجرائم حرب مكتملة الأركان بحق الأبرياء والمدنيين العزل في القطاع، وفي الوقت نفسه سمعنا عن انعقاد اجتماع بإحدى العواصم الخليجية حضره بعض قادة الجيوش المطبعة إلى جانب قائد جيش الكيان الصهيوني هيرتسي هليفي قاتل الأطفال والنساء، الأمر الذي يعتبر وصمة عار أخرى على جبين هؤلاء المطبعين البائعين للذمم دون حتى أن يقبضوا الثمن.
أصبحنا اليوم أمام نقطة اللاعودة..
وأردف محدث “الأيام نيوز” قائلا: “إنّ كل هذه المعطيات تضعنا أمام حقيقة أننا أصبحنا اليوم أمام نقطة اللاعودة، بعد أن اتضحت أخيراً المواقف التي تدعم الفلسطينيين بكل ما تستطيع سواء من خلال الجهود الديبلوماسية أو من خلال المواقف السياسية أو من خلال تقديم الدعم المادي وفي نفس الوقت لاحظنا موقف تلك الدول المطبعة التي تثبط من عزيمة المقاومة الفلسطينية بل أكثر من ذلك تحاول شيطنة المقاومة الفلسطينية من خلال قنواتها الإعلامية والحديث عن أن يحيى السنوار زعيم المقاومة في قطاع غزة لا يريد إيقاف الحرب لأسباب شخصية وأنه لا يأبه للمدنيين الذين يسقطون في هذه الحرب، وفي نفس الوقت هي تحاول أن تظهر بأنها تدعم الفلسطينيين من الناحية الإنسانية لكن الأيام كشفت بأن كل ذلك كان كذبا وتضليلا وفي حقيقة الأمر هي لا تريد لا دعم الفلسطينيين ولا يهمها دماء الفلسطينيين بقدر ما يهمها رضى الكيان الصهيوني الدول الاستعمارية الداعمة له”.
إلى جانب ذلك، أفاد الأستاذ بوثلجة، بأنّ هناك أملاً كبيراً في المقاومة الفلسطينية التي تستبسل من خلال العمليات الجهادية النوعية التي تقوم بها على أرض الميدان ضد الكيان الصهيوني على طول مساحة قطاع غزة، وكذلك دعم الدول العربية والإسلامية الشقيقة للشعب الفلسطيني، الواضحة في مواقفها على غرار ما تقوم به الجزائر في مجلس الأمن وكذا الدعم الذي قدمته مؤخرا للأونروا هذه المنظمة التي تساعد الفلسطينيين من الناحية الإنسانية والتي يرفض الكيان الصهيوني التعامل معها بل ينوي ويسعى جاهداً إلى تصنيفها كمنظمة إرهابية، إضافةً إلى دولة إيران التي تجهر بدعمها للمقاومة رغم محاولات البعض جعلها هي العدو و”إسرائيل” هي الصديق وهو موضوع الاجتماع الذي عُقد في إحدى الدول الخليجية في وقتٍ سابق.
هذا، وتحدث الباحث في الشؤون الدولية، عن دعم عدة دول أخرى عبر مختلف مناطق العالم في إفريقيا وأمريكا الشمالية وحتى في أوروبا وحتى دعم فئة مهمة من الأمريكيين وهم الطلبة والأساتذة في الجامعات الأمريكية وكل أحرار العالم للحق الفلسطيني، كل هذا يجعل الأمل قائماً بأن تحقق المقاومة الفلسطينية النصر المبين ويُهزم هذا الكيان المستبد الذي سيؤول إلى زوال بعدما أصبح معزولا في العالم ما عدا في الدول المتواطئة معه على غرار نظام المخزن، وأنظمة هذه الدول التي تخضع لضغوط اللوبي الصهيوني في العالم من خلال استخدام مختلف الوسائل بما فيها الأموال والإعلام وغيرها.
وفي ختام حديثه لـ “الأيام نيوز”، أكّد الأستاذ بوثلجة أنّ ما تُحققه المقاومة الفلسطينية الباسلة من إنجازات وانتصارات على أرض الميدان، في تصديها لقوات الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الهمجي على قطاع غزة، في حقيقة الأمر لن تروق أبدا لهذه الدول الداعمة للمشروع الصهيوني، بدايةً بالمغرب الذي يُقال عبثًا بأن ملكه هو رئيس لجنة القدس، وصولاً إلى الإمارات التي كانت قد نددت وبصفة علنية بما قامت به المقاومة الفلسطينية بتاريخ السابع من أكتوبر الماضي، وهي التي ساوت ما بين الشعب الفلسطيني الأعزل الذين لا يملك السلاح وبين المستوطنين الصهاينة المسلحين، وبالتالي فإن انتصار المقاومة في فلسطين هو انتصار لمواقف الدول الداعمة لحركات التّحرر في العالم والمساندة للشعوب في تحقيق استقلالها وتقرير مصيرها.
التطبيع المغربي..
من مهرجان “موازين” إلى خيانة غزّة
بقلم: البروفيسور عكنوش نور الصباح – خبير إستراتيجي جزائري
ماذا ننتظر من مخزن يحتفي بمهرجان موازين الموسيقي في وقت تتعرّض فيه غزّة لإبادة منهجية؟ من هنا نبدأ تحليل السّلوك المتصهين للكيان العلوي الذي تجاوز الدّور الوظيفي لدول التّطبيع وأصبح أكثر صهيونية من الصّهيونية بشكل أصيل بالنّسبة لمن يقرأ بنية وهويّة الدّولة المخزنية الحديثة التي نشأت في ظلّ صفقات مشبوهة منذ خمسينيات القرن الماضي بين الرّباط وباريس و”تل أبيب” وكانت دومًا في خدمة الاستعمار الجديد اقتصاديًا وفكريًا ونسقيًا.
ولا غرو أن يواصل المغرب هذه الوظيفة بتطبيعه الأمني والاستراتيجي والهوياتي مع “تل أبيب” لأنّها من صميم بنيته وعقيدته التي جعلت من يشرف على لجنة القدس يرقص في مهرجان موسيقي في وقت يموت ويجوع وبلاد فيه أبناء فلسطين في غزّة وهي قمّة اللامسؤولية واللاوعي من بلد غربت فيه شمس الرّجولة والشّهامة ولهذا سمي بالمغرب.
إنّ ما يقوم به هذا المغرب من خلال المشاركة المباشرة في قتل أطفال غزّة يعتبر سقوط أخلاقي وقيمي لمملكة بنيت على الخيانة والرّذيلة داخل العائلة الحاكمة وعلى تفقير وتجويع المغاربة فلا تتعجّب بما تفعله هذه العائلة بالشّعب الفلسطيني وهي التي دفعت الشّعب المغربي للدّعارة والمتاجرة في المخدّرات والانتحار وآخرها هروب مواطنو السعيدية نحو الحدود الجزائرية هربًا من الفقر والحرمان من “شعب عزيز” على الورق فقط، يرفض التّطبيع والخنوع والأمر الواقع بعد أن أصبح محتلًّا من طرف الكيان الصّهيوني الذي يهيمن على الوعي الجماعي والفضاء العمومي في المغرب بشكل عنيف لا يشرف المغربي البسيط الذي يحبّ فلسطين ويحلم بالشّهادة هناك لا بالموت مع الصّهاينة كما يحلم ملكه الحاكم بأمر أزولاي .
ميناء طنجة..
ضرع “إسرائيل” الذي لا ينضب!
بقلم: محمد مغاديلو – كاتب صحراوي
لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ عَارٌ عَلَيْك إذَا فَعَلْت عَظِيمُ
البيت لأبي الأسود الدؤلي، ينطبق ضمن البيت أساسًا على مهلكة أمير المؤمنين في المغرب، الذي يرأس لجنة القدس المكلّفة برعاية الأماكن الإسلامية المقدّسة في القدس والذي يتجلّى كذلك صنيعه في المأثور النّاظم “أيد تسبح وأيد تذبح” بما يعنيه أنّ في ظاهر يده اليمنى سبحة للورد والأذكار والأدعية المأثورة، بينما بشماله سكّين لذبح إخوانه.
إنّها مجرد مقدّمة بسيطة لفتح الشّهية لما هو قادم من عظائم صنيع المملكة المغربية “الشريفة” في حقّ إخوانهم الفلسطينيين الذين يربطون الحجارة على بطونهم في هذه الأيّام لمقاومة الجوع والعطش في مرمى حجر من كلّ الدّول العربية والإسلامية التي ترفع شعار فلسطين دولة مستقلّة.
وفي الوقت الذي تسارع الدّول الأوروبية المسيحية وحتّى الإفريقية والجنوب أمريكية إلى تعليق العلاقات الدّبلوماسية مع الكيان الصّهيوني والاعتراف الكامل بدولة فلسطين في سابقة من نوعها، تعمد بعض الدّول العربية المطبّعة إلى تنفيذ بنود التّطبيع بشكل منقطع النّظير، تمامًا كما تفعل المملكة المغربية.
بحيث، “أثار توقّف سفينة إنزال تابعة للبحرية “الإسرائيلية” في بداية جوان في ميناء طنجة المتوسّط ردود فعل غاضبة داخل الأوساط السّياسية في المغرب، أين تقام بشكل شبه أسبوعي مظاهرات، أغلبها حاشدة، داعمة لفلسطين ومناهضة للغزو “الإسرائيلي” ومجازره المرتكبة في حقّ أهل غزّة”.
“وتوقّفت سفينة (إ.ن.س. كوميميوت) “الإسرائيلية” في الفترة من 6 إلى 7 جوان في ميناء طنجة لإعادة التزوّد بالوقود والغذاء، حسب ما كشفت عنه هذا الأسبوع صحيفة “غلوبز” “الإسرائيلية”. وعند دخولها المياه المغربية، أوقفت السّفينة الحربية “الإسرائيلية” جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بها، ممّا يعني أنّها توقّفت عن بثّ إشارة تسمح بتحديد موقعها في البحر. ومع ذلك، فمن خلال الموقع العالمي لتتبّع السّفن (فيسيل فيندر)، ظهر مكان تواجد السّفينة “الإسرائيلية” بمرسى السّفن في ميناء طنجة المتوسط 1″.
في حين، “أشاد ناشطون مغاربة بحكومة إسبانيا لرفضها في ماي الماضي توقّف سفينة الشّحن الدّنماركية (ماريان دانيكا) المحمّلة بالأسلحة للجيش “الإسرائيلي” في قرطاجنة، والتي كانت تنقل 27 طنا من الأسلحة من (الهند) إلى حيفا، بينما أدانوا -تواطؤ- نظام محمد السّادس مع الاحتلال الإسرائيلي”.
وقد علّقت الصّحف المغربية الموالية للنّظام على الحالة بـ “الدّولة تجري التّحقيقات اللّازمة حول رسو سفينة حربية “إسرائيلية” في ميناء طنجة” لذرّ الرّماد في أعين جيل القرن الواحد والعشرين الذي لم يعد تقنعه الصّحافة والخطابات التّقليدية وينتظر من الدّولة تقديم قرارات شجاعة وملموسة بدل الشّعارات الجوفاء.
ومثل رسو السّفينة “الإسرائيلية” على الميناء المغربي فضيحة سياسية على مستوى الدّاخل المغربي بالدّرجة الأولى، حيث عبّر ناشطون سياسيون مغاربة عن رفضهم الشّديد لمثل هذه الممارسات المذلّة “فمن العار أن تتعرّض فلسطين لحرب إبادة في وقت نستقبل فيه سفن حربية “إسرائيلية” للتزوّد بالوقود والمؤنة” حسب تعبير أحد النّشطاء السّياسيين المغاربة المناهضون للتّطبيع مع الكيان الصّهيوني.
وفي شهر ماي الفارط اتّهم نشطاء في التّواصل الاجتماعي المملكة المغربية بإرسال دفعات من المجنّدين المغاربة للمشاركة في الحرب ضدّ غزّة وذلك على خلفية نشر حماس لصور جثث “إسرائيليين” – يعتقد أنّهم من أصول عربية – في كمين نصبته المقاومة الفلسطينية المسلّحة لمفرزة عسكرية “إسرائيلية” على تخوم غزّة.
ورغم ارتفاع مستوى الأصوات المناهضة للتّطبيع داخل المملكة المغربية، وتزايد حجم المظاهرات في المناطق الكبرى منها، ما يزال النّظام المغربي يصمّ الأذان ويغمض الأعين عن هذه المطالب من خلال تعميق وتشبيك الاتّصالات العسكرية والسّياسية بينها وبين نظام نتنياهو بشكل مفضوح.
وقد أعطت المملكة المغربية الضّوء الأخضر لفتح الموانئ والمطارات أمام السّفن والطّائرات “الإسرائيلية” لتسهيل عمليات الشّحن اليومي للذّخائر والمؤن المختلفة كعربون وفاء لبنود اتّفاقيات التّطبيع التي يظهر أنّها تصبّ كلّها في صالح “إسرائيل”، بينما لم تعد المغرب من كلّ صفقات التّطبيع إلّا بخفي حنين.
المخزن المغربي في قبضة الحقيقة..
تفاصيل ليلة سقوط القناع
بقلم: حمدي يحظيه – كاتب صحفي صحراوي
بعد أن أغلقت جماعة أنصار الله كلّ الطّرق البحرية التي كانت تمثّل شريانًا لحياة الكيان الصّهيوني المجرم، بدأت سفن الكيان والسّفن التي تتاجر معه بالتوجّه جنوبًا، والدّوران حول القارة الإفريقية. لكن دوران تلك السّفن يجعلها مجبرة على التوقّف للتزوّد بالمحروقات والصّيانة في نقطة استراحة بعد عبورها لمضيق جبل طارق.
الدّول الإفريقية السّاحلية ترفض أن ترسو هذه السّفن في موانئها، وبالتّالي تجد نفسها -السّفن- مجبرة للتوقّف إمّا في إسبانيا أو في المغرب. لكن إسبانيا انضمّت للدّول التي تحاصر الكيان، وأصبحت ترفض أن ترسو السّفن الصّهيونية أو المتّجهة إلى الكيان الصّهيوني في موانئها.
رفضُ إسبانيا رسو سفن لها علاقة بالكيان في موانئها، جعل المغرب يصبح هو البلد الوحيد الذي يستقبل تلك السّفن.
حسب حركة الملاحة البحرية في البحر المتوسط على مدار شهور، فإنّه ابتداء من يوم 12 جانفي الماضي، لم تعد السّفن المتّجهة إلى الكيان ترسو في الموانئ الإسبانية، وهناك حوالي 36 سفينة تمّ رصدها عبرت من مضيق طارق، وتوجّهت إلى ميناء طنجة، وقضت هناك عدّة أيّام ثمّ واصلت رحلتها نحو موانئ الكيان الصّهيوني.
حاول المغرب أن يتمّ السّماح للسّفن “الإسرائيلية” بالرسو في ميناء طنجة سرًّا وفي اللّيل غالبًا، لكن حركة الملاحة البحرية كشفته، بالإضافة إلى تسريب الإعلام “الإسرائيلي” معلومات عن السفن الصهيونية التي ترسو في موانئ المغرب.
حسب موقع ” غلوبس” الإسرائيلي رست السفينة “INS Komemiyut”، في ميناء طنجة، وقبلها رست سفينة أخرى هي”INS Nachshon”، ويهدّد الموقع الإعلامي المذكور بنشر المزيد من الفضائح عن نظام “رئيس لجنة القدس”. حسب الموقع “الإسرائيلي” المذكور فالسّفن “الإسرائيلية” التي ترسو في الموانئ المغربية تحمل السّلاح والذّخيرة إلى جيش الكيان ليقتل الفلسطينيين.
ورغم عِلم سلطات المخزن بمحتويات السّفن الصّهيونية، إلّا أنّه سمح لها بالرّسو في موانئه. رغم هذه المشاركة الفعّالة في قتل الفلسطينيين إلّا أنّ رئيس الحكومة “الإسرائيلي” يواصل الاستهزاء بالمخزن ويواصل احتقاره له.
فمثلا، عرض-نتنياهو-خريطة للوطن العربي توجد ضمنها خريطة الصّحراء الغربية منفصلة وبلون مختلف، ورغم احتجاج المخزن إلّا أنّ نتنياهو عرض خريطة أخرى في مكتبه، حين زاره بلينكن، تظهر فيها الصّحراء الغربية منفصلة عن المغرب.
تتوالى الفضائح المغربية، وآخرها أخبار متداولة تطرّقت إليها جريدة “رأي اليوم” الإلكترونية مفادها أنّ المغرب والإمارات قبلتا مشاركة جيوشهما في قوات عسكرية في غزّة للقضاء على حركة حماس تلبية لطلب الكيان الذي لم يستطيع دحر المقاومة.
وبما أنّ نظام المخزن لم يعد يحسّ، وباع كرامة بلاده للكيان، فإنّ الشّعب المغربي الحر أصبح يحسّ أنّه لم يعد شعبًا ذا كلمة أو قيمة. فلم يكد يعلم برسو السّفن الصّهيونية في موانئ المغرب حتّى خرج يتظاهر في الشّوارع إحساسًا منه بالخزي والعار.
السؤال المطروح الآن هو إلى متى سيظلّ الشّعب المغربي يتظاهر ويعود إلى منازله يلحس جراحه؟ ماذا بقي له من كرامة، وهل يستطيع أن يخرج بعد الآن دعمًا لفلسطين؟ لقد حوّل المخزن المغرب وشعبه إلى تابع للكيان أو ذيل له، وكما يقول المثل أنّ “الذّيل لا يمكن أن يكون أشرف من الكلب”.