نفت الخارجية الإيرانية صحة الأنباء التي زعمت بأن “روسيا علقت عضوية طهران في مجموعة “بريكس”، وقبل ذلك تساءل محللون، عما إذا كان الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان سيواجه مصاعب في محاولة التوفيق بين رغبته في السلام مع واشنطن والحفاظ على التقارب مع موسكو.
وقال متحدث الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني -وفق وكالة “تسنيم”- تعليقا على مزاعم حول قيام موسكو بتعليق عضوية إيران في”بريكس”: “غير صحيح.. إنها أنباء كاذبة”، وأضاف: إن ترميم العلاقات الإيرانية مع دول الجوار وانضمامها إلى منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة “بريكس” ودعمها مبدأ التعددية القطبية، كلها أمور تساهم في تهيئة الأرضية للحكومة الجديدة من أجل الدخول في مفاوضات رفع العقوبات.
ومطلع العام الجاري باتت مجموعة “بريكس” تضم تشكيلا متناقضا: مصر وإيران والإمارات العربية المتحدة والسعودية وإثيوبيا، بالإضافة إلى روسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب إفريقيا، وتمثل مجموعة “بريكس” 45% من سكان العالم و36% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وهو ما يتجاوز ناتج مجموعة G7 البالغ 30%.
وبعد فوز وزير الصحة السابق والنائب في مجلس الشورى مسعود بيزشكيان بأكثر من 53% من الأصوات (أكثر من 16 مليون صوت) في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في إيران، كتب أندريه ريزتشيكوف، في “فزغلياد، مقالا حول مستقبل العلاقات بين روسيا وإيران.
وبحسب المدير العام لمركز دراسة إيران الحديثة رجب سفاروف، كان لدى المجتمع (الإيراني) طلب على التغيير، وتم تنفيذه بالتصويت، فـ “من بين المرشحين، كان بيزشكيان الممثل الوحيد للمعارضة المعتدلة، وهو يفحص كل خطوة من خطواته ويتصرف في إطار سياسة المرشد الروحي علي خامنئي”، ما يعني أنه “لن تكون هناك كارثة أو منعطفات حادة يمكن أن تؤدي إلى خلل في توازن القوى السياسية”.
وجاء في مقال ريزتشيكوف، استنادا إلى تصريحات سفاروف، أنه “في إيران، يُطلق على السياسيين ذوي الآراء المؤيدة للغرب اسم الإصلاحيين، وهم يحاولون تحسين العلاقات مع الغرب، وقد فاز بيزشكيان على وجه التحديد لأنه أرسل إشارة واضحة لصنع السلام مع الولايات المتحدة. و”بالنسبة إلى الولايات المتحدة، هذه فرصة للمساومة وإجبار طهران على تقديم تنازلات”.
ويرى سفاروف أن الرئيس الجديد –يضيف كاتب المقال- سيقوم بمراجعة العلاقات الروسية الإيرانية، فالشرط الأول الذي يمكن أن تضعه الولايات المتحدة أمام الرئيس لبدء الحوار معه، هو على الأقل أن ينأى بنفسه عن روسيا والصين، وكان الرئيس رئيسي يستعد لتوقيع معاهدة الصداقة والتعاون بين روسيا وإيران، وقد تم الاتفاق على نصها. والآن، قد يؤجل توقيعها لبعض الوقت، لأن بيزشكيان لا يستطيع أن يبدأ حوارًا مع واشنطن وفي الوقت ذاته يدعم التفاعل الروسي الإيراني.
ويوم أمس الاثنين، أكد متحدث الكرملين دميتري بيسكوف احترام روسيا خيار الشعب الإيراني في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها إيران مؤخرا، معربا عن تمنيات موسكو بالنجاح للقيادة الإيرانية الجديدة. وقال بيسكوف في مؤتمر صحفي: “نحترم اختيارهم.. الشعب الإيراني يمارس حقه السيادي ونتمنى النجاح للقيادة الجديدة في إيران”.
وكان المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور في إيران، هادي طحان، قد أعلن شرعية الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة، التي جرت في البلاد يوم الجمعة، 5 جويلية الجاري، كما أعلم المجلس وزارة الداخلية رسمياً بذلك، بصفتها الجهة التنفيذية.
وأفاد طحان أن مرشحي الانتخابات الرئاسية، لم يقدّموا أي شكاوى أو تبليغات بوجود أي مخالفات، فيما نفى ورود أي تقارير شعبية متعلقة بالانتخابات الرئاسية، من شأنها التأثير على نتائج الانتخابات الصادرة.
ويؤدي الرئيس الإيراني المنتخب، مسعود بزشكيان، اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى الإيراني، في مطلع شهر أوت المقبل ليصبح الرئيس التاسع لإيران بعد انتصار الثورة الإسلامية، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إيرانية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “ارنا” عن عضو الهيئة الرئاسية في البرلمان مجتبى يوسفي، قوله إن “مراسم تنصيب الرئيس ستقام في الرابع أو الخامس من أوت” على أن يعيّن خلال 15 يوماً وزراء حكومته المقبلة للتصويت على الثقة.
يُذكرأنّ بزشكيان فاز في انتخابات الرئاسة الإيرانية ضمن دورتها الثانية، بعد حصوله على 16,384,403 صوتاً (ما نسبته 53.6%)، مقابل 13,538,179 صوتاً للمرشح سعيد جليلي (ما نسبته 44.3%).
