هكذا أصبحت فنزويلا على رأس قائمة أعداء الكيان الصهيوني

أبرز الأستاذ والباحث في الشؤون الدولية، عبد الرحمان بوثلجة، أنّ الرئيس الفنزويلي المنتخب حديثاً نيكولاس مادورو، الذي شغل من قبل منصب نائب رئيس للراحل “هوغو تشافيز” الذي نستطيع أن نقول عنه أنه كان أحد أهم رموز هذه الدولة، لاحظنا كيف تحاول الولايات المتحدة الأمريكية وباقي الخصوم الغربية في كل مرة وضع المزيد من العراقيل أمامه بهدف زعزعة استقرار فنزويلا وتأجيج الفوضى في البلاد.

وفي هذا الصدد، أوضح الأستاذ بوثلجة في تصريح لـ “الأيام نيوز”، أنّ مساعي الغرب وعلى رأسهم أمريكا والهادفة أساساً إلى تأجيج الوضع الداخلي في البلاد، مردها بالدرجة الأولى إلى كون فنزويلا وهي البلاد الواقعة جنوب القارة الأمريكية، هي دولة معروف عنها استقلاليتها ودفاعها المستميت عن سيادتها ، ومعروف عنها كذلك مواقفها الثابتة إزاء القضايا العادلة ودعمها المطلق لها على غرار القضية الفلسطينية، حيث بدا واضحا موقف فنزويلا المندد بما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل من قتل ممنهج ومجازر مروعة يندى لها جبين الإنسانية، أمام مرأى ومسمع العالم أجمع بما فيهم بعض العرب الذين لم نسمع لهم صوتاً، في الوقت الذي قررت فيه دول عدة في أمريكا اللاتينية قطع علاقاتها مع الكيان الصهيوني دعما وإسنادا للحق الفلسطيني، وهذا الأمر لا هو بالجديد ولا هو بالغريب عن هذا الجزء من العالم، ولعل دولة فنزويلا تأتي في صدارة هذه الدول.

في السياق ذاته، أشار محدثنا إلى أنّ فنزويلا تعدُّ واحدةً من بين أكبر دول العالم من حيث احتياط النفط، ولا يخفى على أحد أن الغرب أينما وُجد النفط نجد لهم موطئ قدم، فخلال السنوات الأخيرة رأينا كيف قامت الولايات المتحدة الأمريكية بفرض عقوبات على فنزويلا تتعلق بتصدير النفط والحجة دائما موجودة وهي عدم شرعية انتخاب مادورو رئيسا للبلاد آنذاك، على حدّ زعمهم.

إلى جانب ذلك، أفاد الخبير في السياسة، أنه خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخرا، تدخل الغرب كذلك من خلال دعمه المفضوح للمعارضة التي يراها شريكاً له، والشراكة لدى الغرب طبعاً تعني العمالة ولا يقصدون بها الشراكة القائمة على الند للند، لذلك تم فرض عقوبات مجحفة على فنزويلا خلال السنوات الماضية، ليتم تقليصها بعد مجيئ الرئيس بايدن، حيث تغير الحال نوعا ما وسمحت أمريكا لفنزويلا بتصدير النفط، لكن يأتي ذلك خدمةً لمصالحها، على اعتبار أنّ الرئيس بايدن من مشجعي الاهتمام بالمناخ، وكان قد عين وزير الخارجية الأمريكي السابق مبعوثا خاصا له مكلفا بالمناخ، ومن هنا نجد أنه ومنذ توليه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية تم تقييد إنتاج الغاز الصخري، وعليه أصبحت الطاقة بحاجة إلى تدفق أكبر، لذلك تم السماح لفنزويلا وحتى لإيران بتصدير نفطها بطريقة معينة، لأنّ المعروف عن الغرب وأمريكا أنّهم يبنون قراراتهم وفق ما تقتضيه وتفرضه مصالحهم الآنية.

على صعيد متصل، أبرز الباحث في الشؤون الدولية، كيف جرت الانتخابات الرئاسية في فنزويلا وكيف كان العالم شاهداً على مدى الشعبية الكبيرة التي يحظى بها نيكولاس مادورو، وبالرغم من ذلك ومن وضوح الصورة، سارعت الولايات المتحدة الأمريكية ومن يدور في فلكها إلى إعلان زعيم المعارضة فائزا في الانتخابات الرئاسية، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يستسيغه عاقل، كما عبّر عن ذلك الرئيس المكسيكي قائلا: “إنّ الولايات المتحدة الأمريكية مُمثلةً بوزارة خارجيتها ليست لجنة مُنظمة للانتخابات حتى تعلن الفائز”، ما يعني أنّ ما حدث كان تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للدول.

وفي هذا الشأن، أوضح المتحدث أنّ ذلك تم دون تقديم أي دليل على وجود تزوير في الانتخابات الرئاسية وفوز زعيم المعارضة بدل مادورو، فكل ما حدث جرى لأنّ فنزويلا لا تأتمر بأوامر أمريكا والغرب ولا تدور في فلكهم، وهي دولة تريد المحافظة على سيادتها واستقلالها في إطار القانون الدولي، لذلك نجد أن هؤلاء في كل مرة يكيدون المكائد من أجل تأجيج الوضع في فنزويلا وزرع الفوضى بين أبناء الشعب الواحد.

في سياق ذي صلة، أفاد الأستاذ بوثلجة، أنّ تصريح الرئيس مادورو الذي أكد من خلاله على ضرورة الدفاع عن البلاد “كي لا تقع في أيدي الصهيونية”، جاء في محله، لأنّ الكيان الصهيوني يعلم يقيناً بأنّ فنزويلا تدعم القضية الفلسطينية وتندد بالجرائم والمجازر التي يرتكبها هذا الاحتلال الجائر في قطاع غزة، لذلك فهو يعتبر النظام القائم في فنزويلا عدوّا له وبالتالي نجد أنه يستخدم كافة الوسائل والسبل من أجل الإطاحة به والتشويش على استقراره، فـ “إسرائيل” تعتبر نفسها رأس حربة لأمريكا في الشرق الأوسط وحتى خارج الشرق الأوسط.

وأردف محدث “الأيام نيوز” قائلا: “لاحظنا مؤخرا تصريح المجرم بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأمريكي عندما ادعى أن ما تقوم به “إسرائيل” يأتي في إطار محاربة حركة حماس وحزب الله وبالتالي فهي تحارب عدو أمريكا الأول في الشرق الأوسط ويقصد بذلك إيران على حدّ زعمه، وبالتالي فإن انتصاره على إيران يُمثل انتصاراً لأمريكا، وهذا الأمر في غاية الغرابة والسذاجة، فكيف لـ “دولة” صغيرة تستطيع أن تدافع عن دولة عظمى وأكبر دولة في العالم عسكريا واقتصاديا ونتحدث عنا عن الولايات المتحدة الأمريكية الداعم رقم واحد لهذا الكيان الجائر”.

خِتاماً، أبرز الباحث في الشؤون الدولية، أنّ ما قاله الرئيس الفنزويلي لم يأتِ من فراغ، إنما يستند إلى معلومات استخباراتية وشواهد كثيرة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأنّ الكيان الصهيوني  تدخل حتى في الانتخابات الفنزويلية وفي كل مرة يحاول زعزعة استقرار هذه الدولة، وهذا الأمر ليس مستبعداً خاصة بعد ما وقف العالم بأسره على بشاعة ما يرتكبه هذا الاحتلال في قطاع غزّة الذي لا يحترم القانون الدولي ولا يلقي بالا لا للقوانين الدولية ولا لسيادة الدول، ولا للقيم والأعراف الإنسانية، لذلك فمثل هذه الأعمال من المتوقع ان تصدر عن هذا الكيان المستبد، والأكيد أنّ دولة بحجم فنزويلا وبقائدها الرئيس نيكولاس مادورو سوف تتصدى لمثل هذه الأعمال المغرضة.

سهام سعدية سوماتي - الجزائر

سهام سعدية سوماتي - الجزائر

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
عطاف يشارك بالقاهرة في اجتماع اللجنة الوزارية العربية المُصغرة نفذها الاحتلال جنوب غزة.. 40 شهيدا وعشرات المصابين في مجزرة جديدة أمطار رعدية على 9 ولايات هل سيحسم عمالقة التكنولوجيا نتائج السباق نحو البيت الأبيض؟.. مستقبل أمريكا في متاهة "السيليكون فالي" فشل ثلاثي الأبعاد.. المخزن يتخبط في مستنقع الإخفاقات انتقادات واسعة.. أداء سلطة الانتخابات في مرمى المترشّحين الثلاثة جهود التدخّل والإغاثة مستمرة.. إجراءات فورية للتعامل مع أضرار فيضانات ولاية بشار عائلته تستقبل التعازي في "بيت فرح وتهنئة".. الشهيد "ماهر الجازي" هدية الأردن لفلسطين وغزة العهدة الثانية للرئيس تبون.. أمريكا تسعى إلى ترقية التعاون الثنائي اختتام الألعاب البارالمبية في باريس.. الجزائر الأولى عربيا وإفريقيا وزارة التعليم الفلسطينية.. فتح مدارس افتراضية لأول مرة في غزة تعليم عالي.. استلام 19 إقامة جامعية جديدة بتكليف من رئيس الجمهورية.. عطاف في القاهرة ولقاءات مرتقبة مع نظرائه العرب الرئيس الصحراوي يوجه رسالة تهنئة إلى الرئيس تبون بعد فوزه بالعهدة الثانية.. اليامين زروال يهنئ عبد المجيد تبون جبهة البوليساريو تدين السياسة الإجرامية للاحتلال المغربي ضد الصحراويين أكد تمسكه بالعلاقة الاستثنائية بين البلدين.. ماكرون يهنئ تبون على إعادة انتخابه إجراءات عاجلة للتكفل بمخلفات الأمطار بولاية بشار وزارة التربية.. هذا هو موعد فتح المنصة الرقمية للتعاقد أسعار النفط ترتفع بأكثر من 1%.. وخام برنت يتداول قرب 72 دولارًا