أعادت الاشتباكات بين متظاهرين والشرطة في جزيرة كورسيكا الفرنسية الحديث عن علاقة الجزائر مع جبهة تحرير كورسيكا سنوات السبعينيات، وكيف استغلتها لإجبار باريس على حل الأكاديمية البربرية.
يقول مؤرخون أن جبهة تحرير كورسيكا، تأثرت بالكفاح المسلح لجبهة التحرير الوطني في الجزائر، خلال حرب التحرير ضد الاستعمار الفرنسي، لكنها لم تعد تعتمد الخيار المسلح حاليًا للاستقلال.
المحلل السياسي هيثم رباني قال في تصريح سابق لـ”الأيام” إنه “خلال عهدي الرئيسين الجزائريين الأسبقين هواري بومدين والشاذلي بن جديد، لم تقف الجزائر موقف المتفرج من قضية كورسيكا التي يطالب الكثير من مواطنيها الاستقلال عن فرنسا”.
وأوضح أنّ “ثوّار جبهة تحرير كورسيكا، متأثرون بالثورة النوفمبرية المجيدة واقتبسوا اسم منظمتهم من جبهة التحرير الوطني التي قادت الكفاح التحرري وهزمت رابع قوة عسكرية عالمية آنذاك”.
وحسب مؤرخين فإن الجزائر في سنوات السبعينات، وفي أعقاب تسجيل الرئيس الراحل هواري بومدين لعدة محاولات من نظام باريس لقلب نظام حكمه، أقامت قنوات تواصل مع الحركة التحررية في جزيرة كورسيكا المحتلة، المعروفة باسم جبهة تحرير كورسيكا “أف أل أن سي”، وهي الخطوة التي كانت وحدها بمثابة رادع كاف وقوي لفرنسا، لمراجعة حساباتها في علاقتها مع الجزائر.
وذكر هؤلاء أن الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين استغل قضية استقلال كورسيكا بشكل فعال للضغط على فرنسا، أواخر السبعينيات لحل ما تعرف بالأكاديمية البربرية التي احتضنتها باريس.
ونقلت تقارير عن مصادر تاريخية، أن الرئيس هواري بومدين طلب من نظيره الرئيس الفرنسي، جيسكار ديستان سنة 1978، إصدار أمر بحل الأكاديمية البربرية فورا، وطرد من فرنسا نهائيا محند أعراب بوسعود أمين مال الأكاديمية ومكون جيش الإنفصال من 3000 حركي جمعهم له باش آغا بوعلام.
وهدد بومدين أنه حالة عدم التنفيذ سيقدم إلى الانفصاليين بجزيرة كورسيكا المال والسلاح، وكل المساعدات المادية والمعنوية.
وحسب التقارير فإن الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان سارع إلى حل الأكاديمية البربرية وطرد محند أعراب بوسعود إلى إسبانيا أين التحق به جاك بنات وأخذه معه إلى لندن وأعانه بمساعدة المخابرات الإسرائيلية في الحصول على الإقامة الدائمة في إنجلترا.