أطاحت صراعات داخلية برأس الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين سليم لباطشة الذي قدّم استقالته خلال الساعات الفارطة بعد قرابة 3 سنوات و9 أشهر من اعتلاءه رئاسة المركزية، ليخلفه حمو طواهرية رئيس فيدرالية عمال المحروقات الذي كُلّف بمهام الأمين العام بالنيابة.
وكما هو معروف لدى العام والخاص، فإن المركزية النقابية لطالما شهدت صرعات وخلافات طيلة العقود الماضية، أثّرت على ثقل التنظيم النقابي التاريخي على مستوى القاعدة العمالية، ووزنه كشريك لمختلف القطاعات الحكومية، بالرغم من مساعي الأمين العام سليم لباطشة لإعادة المركزية النقابية إلى الواجهة بعد الحراك الشعبي الذي أطاح برؤوس الفساد، حيث كثّف من تحركاته داخليا وخارجيا، ما سمح له بانتخابه في سبتمبر الماضي رئيسا للمكتب التنفيذي للاتحاد العربي للنقابات، خلال المؤتمر الثالث للاتحاد العربي للنقابات بوهران بمشاركة 200 مندوب نقابي من مختلف الدول العربية.
هذه التحركات لم تشفع لسليم لباطشة من احتواء الخلافات والصراعات الداخلية، وهو المُزكي على رأس المركزية النقابية لولاية تمتد 5 سنوات منذ جوان 2019، ليرمى المنشفة قبل نهاية عهدته بأكثر من سنة، بعدما تعهّد فور اعتلاءه المنصب خلفا لسيدي السعيد الذي عمّر لأكثر من عقدين على رأس الاتحاد، بتصحيح الأخطاء التي وقع فيها سابقه.
وحسب مصادر موثوقة أسرت لـ “الأيام نيوز”، أن لباطشة أُعلم بشكل فُجائي بضرورة تقديم استقالته، بما أنه لم يصمد في وجه صراعات مُتوارثة، زادت حدّتها بسبب أسلوب تسييره الذي طالما شكّل خلافا لدى فروع وقيادات من المركزية النقابية، وعلى سبيل المثال لا الحصر النقابة الوطنية المستقلة للأئمة وموظفي الشؤون الدينية.
ووفق المعلومات المتواترة فإن لباطشة حاول تهميش وإقصاء خصومه من خلال تأليب بعض أعضاء النقابة على مستوى مكاتبها، في محاولة للضغط على رئيس النقابة من أجل تغيير المندوبين الممثلين لها خلال المؤتمر المقبل للاتحاد العام للعمال الجزائريين، بهدف اختيار المؤيدين له بدل الخصوم، وهي القطرة التي أفاضت الكأس، وجعلت نقابة الأئمة تنتفض ضده، في ظل الخلافات التي يعيشها لباطشة مع هذه الأخيرة.
وبعد 24 ساعة من تداول استقالة الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبر المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، خرج التنظيم النقابي من خلال الأمانة العامة له ببيان ليؤكد خبر الاستقالة بشكل رسمي. وأوضح البيان ذاته، أن الأمانة العامة للاتحاد العام للعمال الجزائريين عقدت اجتماعا زوال السبت بمقر المركزية، وبحضور جميع أعضائها، للبت في شغور منصب الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين بعد انسحاب سليم لباطشة من الأمانة العامة، لأسباب ـ حسبه ـ شخصية لم تمكنّه من التفرغ كليا لآداء مهامه على أحسن وجه مستقبلا، مشيرا إلى احتفاظ المسؤول النقابي المُستقيل بعضوية الأمانة الوطنية المنبثقة عن المؤتمر الثالث عشر المنعقد يومي 21 و22 جوان 2019.
وفصلت الأمانة العامة في قراراها بعد نقاش مسؤول، باختيار حمو طواهرية عضو الأمانة الوطنية، أمينا عاما بالنيابة للاتحاد العام للعمال الجزائريين لقيادة المرحلة القادمة، والقيام بالتنسيق ومتابعة نشاطات الأمانة العامة فيما يسمح له القانون الأساسي والنظام الداخلي وقرارات اللجنة التنفيذية الوطنية، يضيف البيان.
