هل حانت لحظة التخلص منه نهائيا؟.. بايدن يغرق في دماء غزة

فضحت غزة -التي تواجه بشجاعة أسطورية منذ السابع من أكتوبر 2023، قطعان جيش الكيان الصهيوني- جميع أعدائها الدمويين، وأولهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، المجند من قبل المؤسسة الصهيونية لاستكمال حرب الإبادة ضد أطفال ونساء فلسطين. والآن، بعدما أصبح –هذا الرئيس المذموم من الجميع- ورقة منتهية الصلاحية أخلاقياً وسياسياً، يبدو أن الحزب الديمقراطي يستعد للتخلي عنه في الانتخابات المقبلة، بحجة أن قدراته الذهنية والبدنية تدهورت، مع أن هذه القدرات التي لا وجود لها كانت متدهورة حتى قبل بداية عهدته، وبهذا، يكون الحزب قد نفّذ حرب الإبادة وتخلص من أداة تنفيذها؛  (بايدن) الموعود بمكان مخصّص له في تاريخ العار الأمريكي.

=== أعدّ الملف: حميد سعدون – سهام سوماتي – منير بن دادي ===

منذ بداية حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة، ارتفعت أصوات داخل الإدارة الأمريكية تطالب بتقنين “الدعم اللامحدود” إلى الكيان الغاصب، لتتوالى –بعد ذلك- الاستقالات احتجاجاً على تمسك الرئيس جو بايدن بدعم سلطة الاحتلال، حتى بلغت 12 استقالة من إدارات مختلفة، وأصدر المستقيلون بياناً مشتركاً، ينص على أن الغطاء الدبلوماسي الأمريكي للكيان دليل على التواطؤ في قتل الفلسطينيين.

ومع استمرار العدوان الهمجي على مدى 9 أشهر، كثف المسؤولون المستقيلون محاولتهم لتغيير سياسات بايدن تجاه غزة، إذ شكلوا “جماعة ضغط” أدانت نهج بايدن “المثير للجدل” وحددت الخطوات التي يجب على “الإدارة الأمريكية أن تتخذها”، مع التحذير من تصرفات إدارة بايدن التي “عرّضت الأمن القومي للخطر”.

كما اعتبر هؤلاء المستقيلون أن “الغطاء الدبلوماسي الأمريكي للكيان، والتدفق المستمر للأسلحة إليه يؤكد تواطؤ الولايات المتحدة الذي لا يمكن إنكاره في عمليات القتل والتجويع القسري للفلسطينيين المحاصرين في غزة”، وفق البيان.

ومن أبرز الموقعين على البيان جوش بول، المسؤول عن نقل الأسلحة والمساعدات الأمنية المقدمة للحكومات الأجنبية، والذي استقال في أكتوبر الماضي، كما وقع على البيان أيضاً مسؤول مستقيل من البيت الأبيض، وموظفان سابقان من القوات الجوية، وضابط من الاستخبارات الحربية، ومسؤول كبير بوزارة التعليم.

وخلال هذه المعركة بين رافضي حرب الإبادة من المستقيلين، وإدارة البيت الأبيض، لم يتحدث أحد عن قدرات بايدن الذهنية، مع أن الجميع يعلم بأن بايدن الأكثر تلطخا بدماء الفلسطينيين، وقد يتفوق في ذلك، حتى على رئيس سلطة الاحتلال الصهيوني مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، الذي لولا دعم عجوز البيت الأبيض المشكوك في أهليته، لكان الآن يبحث من مكان يهرب إليه بعد هزيمته في غزة.

ونشر موقع «ذي إنترسبت» تقريرا للصحفيين أكيلا لاسي وبريم ثاكر، قالا فيه إنه بينما يضغط الديمقراطيون في جميع أنحاء البلاد على بايدن للتخلي عن محاولته إعادة انتخابه، يقول الناخبون المتحالفون مع حركة “غير ملتزمين” –احتجاجا على أسلوب تعامله مع حرب الإبادة في غزة- إنهم لن يقفوا وراء أي مرشح لا يقدم التزاما واضحا بوقف دائم لإطلاق النار.

وقالت هالة أحمد، محللة السياسات والمتحدثة باسم حملة (استمع إلى ويسكونسن): “أعتقد أنه سيكون من الخطأ الكبير أن يغير الحزب الديمقراطي توجهاته، لكنه يستمر في المسار بشأن هذه القضية بالذات التي حفزت الكثير من الناس بطريقة غير مسبوقة في الانتخابات التمهيدية والذين يواصلون الظهور ومحاولة الدعوة إلى أن يُسمع صوتهم في نظام يشعرون بأنه مستمر في تجاهلهم”.

وإذا كان أغلب المحللين، يركزون –حاليا- على ضعف قدرات بايدن الذهنية، بعد المناظرة التي أجراها مع خصمه ترامب، فإن ما يجب التركيز عليه فعليا، هو أنه رغم اختلاف بايدن وترامب في كل القضايا فإنهما –وفق ما جاء ضمن مقال للكاتب عامر عبد المنعم- “يتفقان في الموقف المعادي للفلسطينيين والعرب، وقد كشفت المناظرة بين الرئيسين الحالي والسابق ألا فرق بينهما فيما يخص حرب الإبادة الجارية في غزة”.

وأضاف الكاتب في مقاله بعنوان – مناظرة بايدن وترامب تفضح التأييد الأمريكي لاستمرار حرب الإبادة: “كلاهما يدافع بكل قوة عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ويؤيد استمرار العدوان، وكلاهما يلتزم بتقديم السلاح والمال، وتلبية مطالب الصهاينة المنخرطين في حربهم الهمجية بزعم القضاء على حماس”.

مغامرات بايدن والزوجة المقاتلة

يبدو أن أفضل وصف للوضع الذي تعيشه الولايات المتحدة الأمريكية في ظل حكم الرئيس جو بايدن، هو ما جاء على لسان رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، حين علق على مقال لصحيفة «نيويورك تايمز» بعنوان “هل أمريكا بحاجة إلى رئيس؟”، معتبرا أن هذا السؤال “منطقي وواقعي”، وأجاب كالآتي: “من الواضح أنه لم يكن لدينا (رئيس) لفترة طويلة”.

وتتحدث وسائل الإعلام الأمريكية عن حالة بايدن العقلية والصحية مؤخرا وعن أهليته وقدرته على الاستمرار في المشاركة ضمن سباق الانتخابات الرئاسية، إذ كتبت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن مقابلة بايدن مع شبكة «إيه.بي.سي» أدت إلى زيادة المخاوف بشأن قدراته واحتمالات مشاركته في السباق الرئاسي.

لكنّ الصحيفة تجاهلت أن بايدن المذموم الآن هو نفسه بايدن الذي كان ولا يزال وسيبقى متواطئا مع منفذي حرب الإبادة على غزة من مجرمي الكيان الصهيوني، بما يعني أن ضعف قدراته الذهنية هي أهم صفة تم استغلالها للرمي به في مستنقع غزة الذي سيجعله أكثر رؤساء أمريكا دموية عبر التاريخ.

واتفقت وسائل إعلام أمريكية على أن أداء بايدن كان ضعيفا في المناظرة مؤخرا مع سلفه دونالد ترامب، فيما أفادت شبكة «سي.إن.إن» الأمريكية بأن بايدن بدا وكأنه يعاني من صعوبة في توصيل حديثه في عدة نقاط خلال بداية المناظرة الرئاسية، لكن بايدن –المسكين- ليس وحيدا في هذا العالم، فلديه زوجة تدافع عنه.

وفي هذا الشأن، كشفت تقارير إعلامية أن السيدة الأمريكية الأولى جيل بايدن وجهت انتقادات للديمقراطيين وأغلبهم يريدون تنحي بايدن الذي صرح بأنه ماض في طريه، وليس لديه أي خطط للتنحي، ومن المعروف أنه يتحدث إلى أعداد كبيرة من الناس، لكنه يستمع فقط إلى آراء دائرة ضيقة للغاية، بما في ذلك آراء زوجته جيل.

ويُزعم أن جيل بايدن هي القوة الدافعة وراء إصراره على البقاء في السباق، بحسب مراسلة «إيه.بي.سي.نيوز» مارثا راداتز بعد لحظات من مقابلة بايدن مع الشبكة ليل الجمعة 5 جويلية، ووفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية، فإن “الدائرة الداخلية” من الأصوات، التي تضم دائرة مختارة من المستشارين بمن فيهم ابنه هانتر، تقول لبايدن، البالغ من العمر 81 عامًا، إنه قادر على الفوز وأنه بحاجة إلى مواصلة محاولته لإعادة انتخابه.

وأثناء وجودها في كامب ديفيد، أجرت جيل، البالغة من العمر 73 عاما، مكالمة هاتفية مع مجلة فوغ، لتقدم تحديثًا في اللحظة الأخيرة لمقابلة الغلاف الخاصة بها، المقرر إجراؤها غدا الاثنين، وقالت جيل بايدن “نحن لن ندع تلك الدقائق التسعين تحدد السنوات الأربع التي قضاها جو رئيسًا”، وأصرت جيل في تصريحها لمجلة فوغ: “سنواصل القتال”.

وقال مصدر في وقت سابق من الأسبوع: “الشخص الوحيد الذي له تأثير نهائي عليه (جو بايدن) هي السيدة الأولى.. فإذا قررت أنه يجب أن يكون هناك تغيير في المسار، فسيكون هناك تغيير في المسار”، وأضاف المصدر: “صانعو القرار شخصان، الرئيس وزوجته.. أي شخص لا يفهم مدى عمق هذا القرار الشخصي والعائلي ليس لديه معرفة بالوضع”.

وبالعودة إلى إيلون ماسك، من المفيد التذكير بأنه  انتبه فيما سبق إلى أن المناظرة الرئاسية بين بايدن وترامب مجرد ذريعة لاستبدال الرئيس الأمريكي الحالي بمرشح آخر من الحزب الديمقراطي، وكان ماسك قد كتب عبر حسابه على منصة «إكس»: “هذا تحضير لاستبدال بايدن، لقد طعنوا (الديمقراطيون) بايدن في ظهره”.

وجرت أول مناظرة متلفزة بين الرئيس الأمريكي الحالي بايدن وسلفه دونالد ترامب، في أتلانتا بولاية جورجيا، وتمت للمرة الأولى في التاريخ الأمريكي من دون جمهور ولا صحفيين، وبلغت مدتها 90 دقيقة. وقامت كافة شركات التلفزيون الأمريكية الكبرى ببث هذا الحدث الذي يمكن وصفه بـ”الفضيحة على المباشر”.

والواقع أن بايدن، بالفعل، لم يكن ولن يكون رئيسا لأمريكا –إلا كصورة تتحرك-، بل هو أقرب ما يكون لشخصية، تبدو كما لو أنها محض اختراع باستخدام تكنولوجيا الذكاء الصناعي، ولهذا نراه يخرج على العالم يوميا بالعديد من الطرائف، آخرها أنه أصر على خوض الانتخابات الرئاسية معتبرا –وفق تعبيره- إنه لن ينسحب إلا إذا أمره الرب بذلك، وقد جاء هذا خلال مقابلة، مع شبكة «إيه.بي.سي» الأمريكية يوم الجمعة.

وردا على سؤال، حول إذا كان سينسحب من السباق في حال اقتنع بأنه لن يستطيع التغلب على ترامب، قال إن “هذا يعتمد على ما إذا نزل الرب وأخبرني بذلك، ساعتها سأفعل”، وفي محاولة لتسويق نفسه للناخبين، قال إنه “لا يوجد أحد مؤهل أكثر منه لكي يكون رئيسا أو للفوز في الانتخابات” مشددا على أنه “لا يصدق” استطلاعات الرأي التي تمنح منافسه ترامب الأفضلية على الصعيد الوطني، وفي الولايات الرئيسية، وبشأن المناظرة التلفزيونية التي جمعته مع خصمه ترامب في 27 جوان الماضي، قال “لا أعتقد أنني شاهدتها”.

لكن بعد الضغط عليه من قبل الصحفي الذي أجرى المقابلة حاول بايدن تبرير سوء أدائه قائلا “كنت مريضا وينتابني شعور سيئ، وكنا نحاول أن نتبين ما الخطب.. لقد أجروا فحصا ليروا إن كنت مصابا بعدوى أم لا، فيروس ما… لكن لم أكن مصابا… كانت لدي نزلة برد حادة”، وردا على سؤال بشأن الانتقادات الموجهة بشأن قدراته العقلية بعد المناظرة وعما إذا كان مستعدا للخضوع لاختبار ذلك، قال بايدن: “أنا أخضع لاختبار إدراكي كل يوم، أنا لا أقوم بحملتي الانتخابيّة فحسب، بل أقود العالم”.

هل سيتنحى بايدن؟ استعراض سيناريوهات استبداله

حتى قبل الخوض في خلفيات حملة الدعوات الموجهة إلى الرئيس الأمريكي بايدن بضرورة الانسحاب من السباق الرئاسي، يجب استعراض تفاصيل السيناريو القائم على السؤال الآتي: كيف يمكن للديمقراطيين استبدال بايدن في حال قرر التنحي وما الترتيبات المحتملة؟

وفي هذا الشأن يقول مراسل «نيويورك تايمز» لدى البيت الأبيض «زولان كانو-يونجس»: إنه “من غير المرجح  أن يكون هناك مرشح مختلف في أعلى القائمة إذا لم يتنحّ بايدن طوعًا”، وبالمقابل، فقد يحاول شخص ما في الحزب الديمقراطي استبداله، من خلال تقديم عملية ترشيح مفتوحة خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي في أوت القادم. لكن هذا السيناريو غير مرجح.

رغم ذلك، فإنه، حتى لو قرر عجوز البيت الأبيض من تلقاء نفسه الانسحاب من السباق، فإن عملية استبداله غير مؤكدة، ناهيك أنها فوضوية إلى حد ما، وفي هذا السياق، يشير مدير مركز السياسة بجامعة فيرجينيا، البروفيسور لاري ساباتو، إلى أن “الانتخابات التمهيدية انتهت والمؤتمرات الحزبية انتهت، وهكذا، فإنه لا يمكن إعادة الانتخابات التمهيدية أو المؤتمرات الحزبية، كما لا يمكن انتخاب مرشحين جدد”، حسبما أفاد المراسل.

وإذا تنحى بايدن جانباً قبل المؤتمر، فقد يصبح المؤتمر ذاته مفتوحا أمام الجميع، أو على الأقل، قد يجعله يضج بالمتقدمين، كما سيتم طرح أسماء البدلاء، وسيقرر حوالي 3900 مندوب ديمقراطي من مختلف أنحاء البلاد من سيصوتون له كمرشح.

لقد فاز بايدن بأصوات جميع هؤلاء المندوبين الـ3900 تقريبًا في الانتخابات التمهيدية، لكن هل لديه سيطرة على من يدعمونه إذا خرج من السباق؟

حول هذا السؤال يؤكد «زولان كانو-يونجس» أن “الأمر ليس كما لو أن بايدن يستطيع أن يقول: “حسنًا، أنا أتنحى كل المندوبين الذين وقعوا على ترشيحي يجب أن يدعموا الآن هذا المرشح الآخر”، وأضاف: “هذه ليست الطريقة التي تسير بها الأمور، فهؤلاء المندوبون سيكونون أحرارًا في التحرك بالطريقة التي يريدونها”. وكما كانت الحال في الأيام الخوالي، يمكن أن تسود الصفقات خلف الكواليس بالإضافة إلى ممارسة الضغوط في المؤتمر، إذ يحاول المرشحون المحتملون إقناع المندوبين بدعمهم.

وقالت «إلين كامارك» -عضو لجنة القواعد واللوائح التابعة للجنة الوطنية الديمقراطية- إنه سيتعين على المرشحين “إقناع ما يقرب من 2000 مندوب ديمقراطي بالتصويت لصالحهم من خلال التصويت بالمناداة على الأسماء”، وهو عدد الأصوات اللازم للحصول على ورقة الترشيح، وإذا لم يتمكن أي مرشح من إقناع ما يقرب من 2000 مندوب بالتصويت لصالحه في الجولة الأولى، سيُسمح حينها لـ”المندوبين الفائقين” –منهم حوالي 700 هم أعضاء الحزب والمسؤولون المنتخبون- بالانضمام إلى التصويت.

كل هذا يعني بداية متأخرة لأي مرشح، بما في ذلك في سباق المال، وإذا فازت نائب الرئيس، كامالا هاريس، بالترشيح، فمن المفترض أن تتمكن من استخدام صندوق حملة بايدن، لأن اسمها موجود في جميع الملفات، وقد يتعين على أي مرشح آخر جمع أمواله الخاصة.

لكن، ماذا يحدث إذا ترك الرئيس بايدن السباق، لسبب ما، بعد المؤتمر الديمقراطي؟

يقول الخبراء إنه في هذا الحدث غير المحتمل، ستجتمع اللجنة الوطنية الديمقراطية وتختار المرشح الديمقراطي للرئيس بنفسها.

وللتذكير، فإن مقال الكاتب عامر عبد المنعم، تطرق إلى موضوع “كبر السن” الذي كان موضوعا رئيسا في مناظرة «بايدن-ترامب»، إذ حاول –كلاهما- إثبات أن صحته جيدة، يستطيع لعب الغولف، وأن حالته العقلية أفضل من الآخر، ولكن ظهرت حقيقة الحالة الذهنية في ذهول بايدن وعدم القدرة على نطق الكلمات، وإصرار ترامب على ترديد أكاذيب عن قوته الخارقة التي كانت ستمنع طوفان الأقصى وحرب أوكرانيا، والحديث مرارا عن الهجرة أثناء الكلام في ملفات أخرى!

وأضاف عبد المنعم يقول: “إن التنافس بين بايدن وترامب وعجز الحزبين عن تجديد دماء القيادة يشير إلى أن الولايات المتحدة في حالة تراجع، وهذا الضعف السياسي ناتج عن حالة الأفول الأمريكي على كل المستويات وفي كل الساحات، التي بدأت مع خسارة الحروب في العالم الإسلامي، وبداية الانسحاب التدريجي من العالم، بعد الانكسارات العسكرية التي بدأت في العراق ثم الانسحاب المهين من أفغانستان، والآن مع الفشل الأمريكي في غزة، الذي سيجرد أمريكا من أي مسحة أخلاقية، وسيجعلها دولة منبوذة”.

وضمن هذا السياق، اتهم الكاتب الأميركي نيكولاس كريستوف، الرئيس بايدن بأنه في رده على تداعيات حرب الإبادة الدائرة في غزة، بدا ضعيفا في كثير من الأحيان، إذ ما فتئ يعبر عن الانزعاج من الخسائر الإنسانية هناك، غير أنه لم يأخذ خطوات حازمة للحد منها، وقال الكاتب -في عموده الأسبوعي بصحيفة نيويورك تايمز- إن بايدن كان حاسما -على غير العادة- في حالة واحدة، عندما زعمت سلطة الاحتلال تورط بعض موظفي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في الإرهاب، فما لبث أن أوقف تمويلها، ثم أقدم الكونغرس على تجميدها، حسبما ورد في المقال.

وأضاف كريستوف أن الحقائق التي استُند إليها في الاتهامات الموجهة للأونروا ثبت أنها كانت “مضلِّلة”، لأن الهدف منها كان محاسبة الوكالة الدولية، متهما في الوقت ذاته الولايات المتحدة بمضاعفة شقاء الجياع وبؤسهم على ما يبدو، وأشار إلى أن السياسيين الصهاينة من اليمين المتطرف يمارسون ضغوطا لإلغاء الأونروا، التي قال إنها تنشئ المدارس والعيادات وغيرها من الخدمات للفلسطينيين.

وقد صادق البرلمان الصهيوني(الكنيست) على مشروع قانون يُصنِّف وكالة الأونروا منظمة إرهابية في مرحلة القراءة الأولى، ما أثار إدانات دولية، واعتبرت منظمة أطباء بلا حدود هذه الخطوة “هجوما شنيعا على المساعدات الإنسانية”، وأصدر الاتحاد الأوروبي، من جانبه،  بيانا يُذكِّر بـ”الدور الحاسم الذي لا بديل عنه للأونروا في الاستجابة الإنسانية في غزة”.

وقال كاتب العمود في مقاله إنه أمضى يوما في الضفة الغربية مع فريق من الأونروا، معظمه في مخيم الجلزون للاجئين، وكان من الواضح أن الوكالة تقدم خدمات صحية وتعليمية حيوية، رغم أنها محاصرة، ونقل الكاتب عن فيليب لازاريني، مسؤول الشؤون الإنسانية السويسري الإيطالي الذي يقود الوكالة، قوله إن “الأونروا تترنح تحت وطأة الهجمات المتواصلة”. وحذر من أنها قد “تنهار” على نحوٍ قد “يغرس بذور الكراهية والاستياء والصراع في المستقبل”.

ماذا سيفعل “أصحاب المال” لإنقاذ بايدن؟

بالإضافة إلى كل هذه القراءات المطروحة، نشر موقع “المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات” تقريرا –تضمن حقائق مثيرة وغربة- قال فيه إن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيفوز في الانتخابات الأمريكية المقبلة رغم عدم كفاءته لتولي المنصب مرة أخرى.

وأورد الموقع -في تقرير للكاتب فالنتين كاتاسونوف- سيناريو “غريبا” قال فيه إن الديمقراطيين والقوى التي تقف خلفهم من “أصحاب المال” سيمنعون هزيمة بايدن في الانتخابات التي لم يتبق عليها سوى 4 أشهر، لمنع المرشح الجمهوري دونالد ترامب من الوصول إلى البيت الأبيض.

ونسب كاتاسونوف إلى الخبير العسكري والمستشار السابق لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) العقيد دوغلاس ماكغريغور قوله إن الديمقراطيين سيعملون على التزوير، والتلاعب، والخداع، والرشوة، وغيرها من المناورات السياسية.

وتحدث ماكغريغور في نوفمبر الماضي عن أن إغلاقا مفاجئا لجميع البنوك الكبرى في الولايات المتحدة سيحدث قريبا بتنظيم من النخبة العالمية، وستغلق البنوك لمدة لا تقل عن 3 أسابيع، وبعدها ستفرض إدارة بايدن الأحكام العرفية وتلغي الانتخابات الرئاسية.

وبعد ماكغريغور، تذكر خبراء آخرون تنبؤات سابقة بحدوث كوارث كبيرة في الولايات المتحدة في منتصف هذا العقد تؤدي إما إلى وفاة عديد من الأمريكيين، أو انهيار البلاد أو على الأقل فقدان الولايات المتحدة مكانتها بوصفها قوة عالمية، وخاصة تنبؤات جاك أتالي في كتابه “تاريخ موجز للمستقبل” الذي صدر لأول مرة عام 2006، الذي توقع أن يكون عام 2025 العام الذي سيبدأ فيه تدهور أمريكا السريع.

وكان أتالي قد أعلن صراحة بعد عام 2020 أن تدهور الإمبراطورية الأمريكية بدأ منذ اللحظة التي دخل فيها بايدن البيت الأبيض، وبدأ في إضعاف الولايات المتحدة بشكل منهجي. وذكر أن فريق بايدن كان يفعل ذلك ويواصل القيام بذلك ليس بإرادته الخاصة، بل بأوامر من “أسياد المال” أو “الدولة العميقة”.

وأشار التقرير إلى أن إحدى الطرق اليسيرة لضمان فوز بايدن هو التخلص من منافسه ترامب بتصفيته، قائلا إنها فكرة تُناقش اليوم بشدة في وسائل الإعلام، ومن بينها الروسية. وتساءل: “لكن لماذا لم يتم ذلك حتى الآن؟”، وأجاب بأن السبب يكمن في انتظار الوقت الذي لا يكون فيه لدى الجمهوريين الوقت الكافي لاستبدال ترامب بمرشح آخر.

وأضاف التقرير أن هناك إجراءات إضافية ستتخذ، “وقد اُتخذت بالفعل”، لتعزيز تصنيف بايدن الضعيف. فبعد المناظرة الفاشلة أمام ترامب يوم 27 جوان المنصرم، وضع الديمقراطيون إستراتيجية لتعزيز هذا التصنيف، كما ورد في موقع أكسيوس الأمريكي.

وتتألف إستراتيجية تعزيز تصنيف بايدن من 8 نقاط على غرار: صناعة أكبر عدد من الاستطلاعات التي يظهر فيها بايدن متفوقا على منافسه ترامب، والتي تظهر أن المناظرات لم تؤثر على ديناميكية السباق الرئاسي، و”التحذير من الفوضى” في حالة عدم دعم بايدن، و”تقييد المعارضة” وما إلى ذلك. والنقطة الأكثر طرافة هي “نفي الشائعات عن سلس البول الليلي لبايدن”.

ونسب التقرير إلى الكاتبة الروسية إيلينا بانينا قولها إنه من أجل إنقاذ بايدن يتم التحضير لإحدى أعظم المغامرات في التاريخ، إذ يتم تطوير خطة أنشطة لبايدن حيث يمكنه أن يظهر حرفيا حيويته ونشاطه. أما الصحفيون الشهيرون الذين سيكتبون عن ملاءمة بايدن لفترة ولاية ثانية، فسوف يحصلون بالتأكيد على مكافآت. والهدف من كل هذا تهدئة المانحين للحزب الديمقراطي القلقين بشأن استثماراتهم، ذلك أنه لا يمكن الفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بدون أموال ضخمة.

ويقول الخبراء إن خرف بايدن يتفاقم بسرعة، وقريبا سيكون من الصعب عليه المشي. ويرد أنصار بايدن بأن الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت (حكم ما بين 1933 إلى 1945)، وهو من الحزب الديمقراطي، كان يتنقل على كرسي متحرك. ويرد كاتب التقرير على ذلك بقوله إن روزفلت كان يعاني مشاكل عضوية، وليست عقلية.

وأشار الكاتب إلى أنه في أمريكا يتقدّم المرشحون للرئاسة دائما مع نائب. وفي عام 1944، كان شريك فرانكلين روزفلت في الحملة الانتخابية هو هاري ترومان. وقد استغرب المؤرخون والسياسيون، وما زالوا يتعجبون من هذا التوافق الغريب بين روزفلت وترومان. فشكليا، كانا من الحزب نفسه إلا أنهما كانا مختلفين من حيث وجهات النظر.

وقال إنه لا يزال من غير الواضح تماما كيف تم فرض ترومان ليكون شريك روزفلت. واليوم، بعد مرور ما يقارب 8 عقود على وفاة (أو بالأحرى اغتيال) روزفلت، يبدو أن “أصحاب الأموال” كانوا يراهنون على ترومان منذ البداية، واستخدموا روزفلت، الذي حصل على شعبية هائلة بين الشعب الأمريكي، كجسر لإدخال ترومان إلى البيت الأبيض.

وحسب الكاتب، لا يمكن مقارنة جو بايدن اليوم بفرانكلين روزفلت. ويمكن بلا مبالغة وصف بايدن بالرئيس الكاريكاتيري، لكنه مطلوب من “أصحاب الأموال” الحاليين كجسر لإدخال شخص آخر إلى البيت الأبيض. وذلك الشخص هو الذي سيعيّنه الحزب الديمقراطي مرشحا لمنصب نائب الرئيس.

وقال كاتاسونوف إنه بلا شك أن قضية اختيار نائب الرئيس هذه قد حُسمت بالفعل بنسبة 99%. وهذا الشخص هو كامالا هاريس، نائب الرئيس الحالي التي رغم كونها سياسية ضعيفة للغاية، فإنها مطيعة تماما لما تسمى “الدولة العميقة”.

وخلص إلى أنه إذا فاز الثنائي بايدن وهاريس في الانتخابات المقبلة (وهو أمر محتمل جدا)، فقد يرحل “الجد بايدن” من هذه الحياة بهدوء بعد بضعة أشهر من تنصيبه. ومن المؤكد أن خطة تقرير طبي عن وفاته موجودة بالفعل.

بسبب دعمه المفضوح للاحتلال..

هكذا سيغادر بايدن من الباب الضيق؟

أفاد ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالجزائر، محمد الحمامي، أنّ الولايات المتحدة الأمريكية وفي مقدمتها رأس عصابة الشر الرئيس جو بايدن، ومنذ بداية العدوان الصهيوني الجائر على أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزّة، وهو يُعبّر عن صهيونيته ودعمه اللامشروط للاحتلال، ويسانده في ذلك كل من وزير خارجيته أنتوني بلينكن، جون كيربي وجيك سوليفان، الذين عبروا عن شراكتهم المباشرة وعداوتهم المفضوحة للشعب الفلسطيني ووقوفهم في كل مرة ضد حقوقه الوطنية المشروعة، فالولايات المتحدة الأمريكية هي الراعي الرسمي لما يسمى بعملية السلام التي تريد من خلالها السيطرة على مقدرات وخيرات المنطقة وتعميم التطبيع عن طريق استكمال ما يعرف باتفاقيات “أبراهام”، إلا أنّ عملية “طوفان الأقصى” جاءت وقلبت الطاولة على الجميع، وشكلت زلزالا أمنيا وسياسيا وحتى اقتصاديا عصف بالكيان الصهيوني وكل الداعمين له.

وفي هذا الصدد، أوضح الحمامي، في تصريح لـ “الأيام نيوز”، أنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن وأركان إدارته حاولوا الكذب وممارسة النفاق من خلال زعمهم أنهم حريصون كل الحرص على حياة الإنسان الفلسطيني وعدم المساس بالمدنيين العزل، إلا أن الحقيقة كانت عكس ذلك تماما، فآلاف الشهداء الذين ارتقوا في قطاع غزّة تم قصفهم واستهدافهم بأسلحة أمريكية قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لـ “إسرائيل”، في إطار دعمها اللامشروط للكيان الصهيوني، وقد بدا هذا واضحا وعبّر عنه بايدن بشكل جليّ خلال المناظرة التي جمعته مؤخرا بسلفه دونالد ترامب.

في السياق ذاته، أشار محدثنا إلى أنّ الحزب الديمقراطي الأمريكي تاريخيا يمول ويدعم الاحتلال الصهيوني، الأمر الذي سيبقى وصمة عار على جبين الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال هذا الانحياز وهذه الشراكة في قتل الشعب الفلسطيني وإبادته وارتكاب مجازر مروعة بحقه، إلا أنّ هذا الطوفان البشري الكبير الذي تشهده كبرى عواصم العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية وخروج آلاف الطلبة في مسيرات حاشدة دعما وإسنادا للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، إضافةً إلى ما حدث في بريطانيا، ونتحدث هنا عن خروج المحافظين واستلام حزب العمال لزمام الحكم، كل هذه المعطيات تأتي تداعيات لعملية “طوفان الأقصى”، التي كشفت وأوضحت للعالم أجمع حجم المأساة وحقيقة المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ أزيد من 76 عاما، وهي رسالة أيضا للأنظمة العربية التي خذلت الشعب الفلسطيني بعدما بقيت صامتة ومشاهدة لما يتعرض له الأبرياء والعزل في قطاع غزّة، فكان أقسى ما فعله هؤلاء هو بيانات الشجب والتنديد التي لا تساوي حتى الحبر الذي كتبت به.

على صعيدٍ متصل، أبرز ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالجزائر، أنّ من

يتحكم بأروقة البيت الأبيض والسياسيات الأمريكية هي الحركة الصهيونية المتغلغلة في صناعة القرار الأمريكي، حيث إنّ هناك علاقة متبادلة بين الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية من خلال التنسيق بين الجانبين سواء أمنيا، سياسيا، أو اقتصاديا، على اعتبار أنّ “إسرائيل” تشكّل قاعدة عسكرية في منطقة ما يسميه الغرب “الشرق الأوسط”.

وأردف محدث “الأيام نيوز” قائلا: “إنّ الحزب الديمقراطي يعتقد أنه إذا ما تم تغيير بايدن بإمكان أن يُغفر للحزب ما قام به الرئيس الأمريكي تجاه ما يحدث من جرائم حرب مكتملة الأركان في قطاع غزة، بل وشراكته المفضوحة في ذلك، فالتاريخ سيسجل بأن الولايات المتحدة الأمريكية سقطت أخلاقيا وإنسانيا أمام كل شعوب العالم، كما لن يغفر ولن ينسى التاريخ ما فعله بايدن وأركان البيت الأبيض تجاه الشعب الفلسطيني بعد نحو عشرة أشهر من حرب الإبادة والتجويع والتطهير العرقي، وغيرها من الممارسات الوحشية التي يندى لها جبين الإنسانية”.

إلى جانب ذلك، أوضح الحمامي، أنّ إدارة بايدن في كل مرة كانت تُحمّل المقاومة وحماس المسؤولية عن عرقلة المفاوضات، لكن بكل تأكيد الولايات المتحدة الأمريكية هي من يعطي المجال الواسع لنتنياهو الفاشي النازي من أجل التمادي أكثر في عدوانه السافر على القطاع، والآن هم يتحدثون عن اليوم التالي للحرب، فما فشلوا في تحقيقه عسكريا يريدون تحقيقه سياسيا، الأمر الذي يستدعي ويتطلب منا كفلسطينيين أن نكون عند مستوى التضحيات الجسام التي يقدمها شعبنا الفلسطيني، من أجل تفويت الفرصة أمام كل من تُسوّل له نفسه العبث بالقضية الفلسطينية.

خِتاماً، أبرز ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالجزائر، محمد الحمامي، أنّ التاريخ سيسجل بين دفتيه وصمة عارٍ جديدة وسقوطا سياسيا وأخلاقيا لجو بايدن ومعه أركان البيت الأبيض، فحتى وإن رحل بايدن وتم تحميله هذه المسؤولية، ستتحمل الولايات المتحدة الأمريكية وبكل أركانها تداعيات هذه السياسات القاتلة والمضطهدة للشعوب، سعيا منها للسيطرة على مقدراتها وخيراتها، لافتًا -في السياق نفسه- إلى أنه لا يوجد فرق بين الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري باتجاه إشهار عدائهما للشعب الفلسطيني وانتهاك حقوقه المشروعة، كما أنّ الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت اليوم معزولة بعدما فعلته في مجلس الأمن والأمم المتحدة، ونتحدث هنا عن إنكارها لوجود شيء اسمه شعب فلسطيني ومماطلتها تجاه حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

أمريكا تقارن بين خرف بايدن وجنون ترامب: أيهما أخطر؟

بقلم: عبد الله المجالي – كاتب وإعلامي أردني

مصير أمريكا حتّى اللّحظة هو بين يدي عجوزين أحدهما قريب من الخرف، والآخر مجنون أحمق لا أحد يمكنه توقّع ما يفعله.

منذ مناظرة الخميس الشّهيرة، دخلت أمريكا طورًا من الغموض والإثارة حول مصير ساكن البيت الأبيض الجديد في نوفمبر المقبل.

أداء الرّئيس الأمريكي الحالي جو بايدن كان كارثيًّا، وقد ظهر عليه الضّعف والتّشويش وعدم القدرة على التّركيز، ما عزّز المخاوف بشأن قدراته العقلية.

تجاوز عمر بايدن الآن الحادي والثّمانين، وهو أكبر رئيس أمريكي يدخل البيت الأبيض، وإذا ما قدّر له الفوز فسيكون قد حطّم رقمه القياسي، وللعلم فإن كلا من بايدن وترامب قد حطما الرقم القياسي بأعمار ساكني البيت الأبيض.

ينظر إلى بايدن على أنه ابن المؤسسة الحاكمة في الولايات المتحدة، وهو سياسي مخضرم بدأ حياته السياسية منذ عام 1972 حيث انتخب لمجلس الشيوخ في عام 1972.

لكن أداءه السيء في المناظرة جعل الدّعوات تتصاعد لانسحابه من سباق الرّئاسة، إلّا أنّ العجوز الخرف يصرّ على أنّه الوحيد القادر على ترامب؛ ما يذكّرنا بزعامات عربية ترفض التنحّي، وحتّى وهي على فراش الموت!!

فيما ينظر إلى ترامب على أنّه طارئ في عالم السّياسة، فقد كان رجل أعمال ومقدّم برامج تلفزيونية، وأدار عدّة من المشاريع والشركات والمنتجعات الترفيهية التي تدير العديد من الكازينوهات، والفنادق، وملاعب الغولف.

بحسب البروفيسور دان ماك آدمز عضو الجمعية الأمريكية للطبّ النّفسي، فإنّ ترامب لا يمكنه التّفكير على المدى الطّويل، ولا يمكنه التّركيز على أيّ شيء سوى نفسه، ولا يمكن التنبّؤ بتصرّفاته، ومتهوّر في العلاقات الخارجية.

ووفق عالم النّفس جون غارتنر، تظهر على ترامب بشكل جلي أربعة عوارض رئيسية للنّرجسية الخبيثة، وهو اضطراب الشّخصية الأكثر تدميرًا، تشمل البارانويا والنّرجسية واضطراب الشّخصية المعادية للمجتمع والسّادية.

وبحسب غارتنر، فإنّ هذا النّوع من القادة يظهر على مدار التّاريخ، وهم دائمًا مُدَمِّرون بشكل غير اعتيادي، مشيرًا إلى أنّ التّوصيف نفسه ينطبق على هتلر وستالين وموسوليني.

العالم كلّه أطلق الأضواء الحمراء، فإذا عطست أمريكا فالعالم كله سيصاب بالبرد. وسنن الله غالبة ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون.

350 مليون أمريكي في قبضة الأيدي المرتعشة!

بقلم: علي سعادة – كاتب وصحفي أردني

تخيَّلوا الولايات المتّحدة الأمريكية بكلّ قوّتها العسكرية والسّياسية والاقتصادية والثّقافية والعلمية أمام خيارين لا ثالث لهما، إمّا انتخاب الرّئيس الأمريكي الحالي جو بادين المهزوز والضّعيف الذي يعاني من عدم التّركيز وضعف في الذّاكرة، أو الرّئيس السّابق دونالد ترامب البلطجي والفتوة وزير النّساء والكذّاب!

نحو 350 مليون نسمة لا يوجد بينهم من يجلس في البيت الأبيض سوى هاذين، والأدهى أنّ من يقودون بعض مؤسّسات الدّولة الأمريكية ليسوا بأفضل منهما، فعلى سبيل المثال رئيس مجلس النّواب الأمريكي مايك جونسون ليس سوى لعبة بيد لجنة الشّؤون العامّة الأمريكية – “الإسرائيلية” (أيباك)، وتحول بفضل تمويله له إلى أراجوز ومهرّج صهيوني وصلت به الأمور إلى أن يدعو مجرم الحرب بينيامن نتنياهو لإلقاء خطاب أمام الكونغرس الأمريكي، نتنياهو نفسه الذي أهان البيت الأبيض أكثر من مرّة.

ورغم الشّكوك التي تحوم حول استمرار ترشح بايدن في الانتخابات الرّئاسية مطلع نوفمبر القادم بعد ظهوره الضّعيف والمرتبك في المناظرة التي جمعته بمنافسه ترامب، والحديث عن بديل له، إلّا أنّ الحزب الجمهوري بدأ يحتفل بفوز ترامب بالرّئاسة بعد انتهاء المناظرة مباشرة.

ولو استعرضنا أسماء غالبية القيادات في الإدارة الأمريكية وفي الكونغرس سنجد أن جزءا كبيرًا منهم يفتقدون للكاريزما ولشخصية القائد وللكفاءة، أو أيّة موهبة في السّياسة أو الإدارة، وغالبيتهم وصلوا إلى هناك بدعم وترشيح وتزكية من قبل “أيباك” أو اللّوبيات النّافذة في الولايات المتّحدة الأمريكية مثل لوبي الأسلحة والقطاع المصرفي والصّناعات وأسواق التّجزئة وشركات التّقنية والتّكنولوجيا وغيرها.

وغالبًا لا تكون الكفاءة هي المعيار، وإنّما المصالح وتبادل الخدمات والمنافع وسداد دين وقوف هذا الشّخص، وتلك الشّخصية مع الرّئيس في حملته الانتخابية، كما يعطي الرّئيس المنتخب حصّة ونصيبًا من المناصب للمموّلين لحملته الانتخابية وهم في غالبيتهم من الموالين للّوبي الصّهيوني أو لوبيات المال والأعمال والشّركات العملاقة.

على ضوء ذلك تخيّلوا كيف تدار الولايات المتّحدة، وما هو بالضّبط دور الرّئيس وسط هذه الزمرة من المنتفعين والمتنفّذين الذين يوجّهون القرارات الرّئاسية الكبرى لخدمة مصالحهم، وغالبًا على حساب شعوبنا نحن ومصالحنا، أي أنّنا الخاسر الأوّل في هذا العرس، ندفع تكاليف الزّفاف الباهظة ولا يسمح لنا حتّى بالشّكوى أو الدّفاع عن أنفسنا. 

لعنة غزة..

كيف تهدد حرب الإبادة الصهيونية فرصة بايدن في الانتخابات الأمريكية؟

بقلم: حسين الديك – كاتب ومحلل سياسي فلسطيني خبير بالشأن الأمريكي

ألقت الحرب الدائرة في قطاع غزة بظلالها على الرأي العام الدولي وعلى الساحة الأمريكية بشكلٍ خاص، يوميًّا هناك عشرات الأخبار السياسية والاجتماعية التي تصدّرها الولايات المتحدة إلى العالم حول من هم “مع” ومن هم “ضد” العدوان على غزة، والأهم تأثير هذا “التحزّب” على سياسات الرئيس الأمريكي الداعمة لـ “إسرائيل”، وعلى حظوظه في الانتخابات المقبلة.

وفقًا لموقع “نيو بوست” فقد انطلقت حملة “غير ملتزم” أو “uncommitted” في عدد من الولايات الأمريكية الكبرى، مثل ميشيغان وكولورادو وغيرهما من الولايات، وقد ضمت في صفوفها العديد من المنظمات اليسارية، والملونين الأمريكيين من السود والبيض واللاتين والمسلمين والعرب واليهود.

ورغم التباين في مواقف بعض هذه الجماعات في العديد من القضايا الداخلية، إلا أنها اتفقت على هدف واحد وهو التصويت بغير ملتزم في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وذلك من أجل إرسال رسالة واضحة للاحتجاج على سياسة بايدن من الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة واستمرار الدعم العسكري والسياسي الأمريكي لـ “إسرائيل”.

تجاهل الاحتجاجات ضد الحرب في غزة من قبل الديمقراطيين جعل فئات كبيرة من الناخبين العرب المسلمين، والناخبين الشباب، والناخبين الملونين يفقدون الشعور بالثقة بقيادة الحزب الديمقراطي وبالإدارة الأمريكية الحالية، وأصبحوا على اقتناع بأن الإدارة الأمريكية لا تمثل مجتمعاتهم ولا تعبر عن تطلعاتهم، يجب عليها أن تتخذ خطوات فورية وجذرية لتغيير سياستها تجاه ما يحصل في قطاع غزة.

يقول الباحث السياسي في جامعة ميرلاند الأمريكية ثائر أبو راس: “هناك مشاركة واسعة من أطراف عديدة من الحزب الديمقراطي، وبأن هذه الحملة لها تأثير قوي، إذ أكدت أن الحرب في غزة والقضية الفلسطينية موجودة في النقاش العام في الحزب، وهذا يرفع من أسهم القضية الفلسطينية، فمن الناحية التاريخية، الحزب الديمقراطي داعم لـ “إسرائيل” ولكن هناك دراسات أجريت في السنوات الأخيرة تشير إلى تغير في موقف الحزب الديمقراطي.

إذ إنّ تعاطف الكتلة الانتخابية للحزب الديمقراطي مع الطرفين “الإسرائيلي” والفلسطيني أصبح تقريبًا بنفس الدرجة”.

ويشير أبو راس إلى أنه في السابق كانت الأغلبية الساحقة من مصوتي الحزب الديمقراطي مؤيدة لـ “إسرائيل” على حساب الفلسطينيين، ولكن الاستطلاعات تشير اليوم إلى نوع من التقارب ما بين التأييد لكل من “الإسرائيليين” والفلسطينيين، وتعود أهمية حركات الاحتجاج التي تجري الآن في أمريكا والتي تشكل حملة “غير ملتزم” أحد تجلياتها بحسبه إلى إعطاء مؤثر على تغير في الموقف الأمريكي خلال السنوات القادمة من الصراع الفلسطيني “الإسرائيلي.”

ويؤكد الباحث السياسي في جامعة ميرلاند الأمريكية، بأنّ الأمور بحاجة إلى وقت من الزمن ولا تتغير بين عشية وضحاها، ولكن هذه التحولات سوف يتم قطف ثمارها بعد حوالي عشر سنوات من اليوم، إذا قارنّا موقف الناخب الأمريكي من الفلسطينيين قبل عشر سنوات مع موقف اليوم نرى أن هناك تحوّلا في الموقف، فقد زاد التقبّل للفلسطينيين في أوساط الناخبين الأمريكيين، ورغبتهم في الاستماع إلى الرواية الفلسطينية، لهذا فإن التحولات الأخيرة في المجتمع الأمريكي ليست فقط قضية انتخابية وحملة “غير ملتزم” فقط، ولكن هناك تحولا حقيقيا في مزاج الناخب الأمريكي والرأي العام الأمريكي لصالح القضية الفلسطينية، وهذا التغيير يلقي بظلاله على القادة السياسيين ومواقفهم من القضية الفلسطينية”.

ووفقا للدستور الأمريكي فإن للمواطن الحق في التعبير عن الرأي والتجمع السلمي وإبداء الآراء بكل حرية دون أي تدخل أو تضييق من أي جهة كانت، وهذا ما كفله التعديل الأول من الدستور الأمريكي.

حسب موقع “USA TODAY” فإن التصويت في الانتخابات التمهيدية بخيار “غير ملتزم” هو خيار متاح للناخبين، في ورقة الاقتراع يمكن للناخبين التصويت لأحد المرشحين المدرجين أو ملء خيار “غير ملتزم”، اختيار “غير ملتزم” يعني ضمنيًّا أن الناخب يمارس تصويتًا حزبيًّا ولكنه غير ملتزم تجاه المرشحين في الاقتراع، يتم احتساب الأصوات غير الملتزم بها تمامًا مثل أصوات المرشحين الآخرين، فإذا صوت عدد كاف من الأشخاص على أنهم غير ملتزمين، يمكن للحزب إرسال مندوبين إلى مؤتمر الترشيح الوطني غير الملتزمين بمرشح معين.

في هذه الانتخابات، فإن خيار التصويت بغير ملتزم في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي يأتي في ظل الاستياء الكبير لدى قواعد واسعة من الحزب الديمقراطي من سياسة بايدن تجاه الحرب في قطاع غزة، يتم استخدام هذا الخيار للإدلاء بتصويت احتجاجي ضد الدعم المستمر والقوي من إدارة بايدن لـ “إسرائيل” وحربها في قطاع غزة.

كانت مطالب تلك الفئات من الحزب الديمقراطي تتمثل في ضرورة أن يقوم بايدن بفرض وقف دائم ومتبادل لإطلاق النار في غزة، وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية الأمريكية المباشرة إلى غزة، وإنهاء التمويل غير المشروط للأسلحة لـ “إسرائيل”، من خلال هذا التصويت بغير ملتزم، والذي يعبر عن مزاج شريحة كبيرة من ناخبي الحزب الديمقراطي، أصبح من غير المعروف أن هذه الفئة التي تصوت بغير ملتزم سوف تدعم بايدن في الانتخابات العامة في 5 نوفمبر 2024 أو أنها سوف تمتنع عن التصويت وعدم الذهاب إلى مراكز الاقتراع والإدلاء بأصواتها أو أنها سوف تدعم مرشحا آخر مستقلا، هذا الجهد هو عبارة عن وسيلة وأداة ضغط على الرئيس بايدن لتغيير سياساته قبل الانتخابات.

هل ستهتز الأرض تحت بايدن بسبب الحملة؟

يضيف أبو راس أن الحملة تظهر في كل انتخابات داخلية في الولايات المتحدة الأمريكية عندما يكون الرئيس مترشحًّا لدورة انتخابية ثانية، في هذه الحالة، الرئيس يجب أن يترشح للانتخابات التمهيدية، ودائمًا الرئيس يفوز في تلك الانتخابات لأنه لا يكون هناك منافس له من الحزب نفسه في تلك الانتخابات.

ولكن بطاقة الاقتراع يكون مدرجًا عليها اسم الرئيس المرشح وخيار “غير ملتزم”، في العادة يفوز الرئيس بنسبة تتجاوز 95 بالمائة من الأصوات ومن غير المقبول أن يترشح شخص آخر من الحزب مقابل الرئيس، البديل الوحيد للتعبير عن عدم الرضى عن الرئيس وسياساته هو خيار “غير ملتزم”، وكلما زاد حجم خيار “غير الملتزم” فإنّ ذلك يشكل تأثيرًا سلبيًا على الرئيس المرشح لولاية رئاسية ثانية سواء كان من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي، وفي السابق كانت هناك حملات شبيهة لتلك الحملة، ولكن الرئيس الوحيد الذي واجه منافسة حقيقية في الانتخابات التمهيدية هو جيمي كارتر في العام 1980م، ومع ذلك فاز في الانتخابات التمهيدية علما بأنه لم يكن يمتلك شعبية كبيرة داخل الحزب الديمقراطي.

يضيف المتحدث أنه نتيجة لمواقف الرئيس بايدن الملتصقة بـ “إسرائيل” والمؤيد لها وخاصة في حربها الوحشية والهمجية وقتل المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ في قطاع غزة وتدمير الكنائس والمساجد والمستشفيات والمدارس والمنازل، واستمرار الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم الأسلحة لـ “إسرائيل”، وُجدت حالة تململ وغضب لدى الجاليات العربية والإسلامية الأمريكية وعدد من الأفارقة الأمريكيين وعناصر شبابية تقدمية داخل الحزب الديمقراطي.

السابق دفع قطاعات واسعة للانضمام إلى تلك الحملة والتصويت بغير ملتزم، حيث أعطت الانتخابات التمهيدية مؤشرًا على ما يمكن أن يحصل في الانتخابات الرئاسية، أي أن وضع بايدن الانتخابي في تراجع كبير جدًّا، وخاصة في الولايات المتأرجحة.

وتشير استطلاعات الرأي التي تُجرى في هذه الولايات إلى أن الرئيس السابق دونالد ترامب لديه أفضلية ما بين (6-7) نقاط مئوية، وهذا أمر يشغل بال الرئيس بايدن وطاقمه الانتخابي، لذا عليه أن يتخذ بعض القرارات التي من شأنها أن تساعده على استرداد بعض الأصوات إن لم يكن غالبيتها، وما زال أمام بايدن حوالي أربعة أشهر ونصف لاتخاذ القرارات الحاسمة في هذا الموضوع، في حال بقي في سياسة عدم الضغط على “إسرائيل” من أجل وقف إطلاق النار واستمر في تقديم المساعدات العسكرية لها ودعمها في مجلس الأمن الدولي وتوفير الغطاء السياسي لها دوليا، فمن المرجح أن يخسر الانتخابات الرئاسية القادمة.

بايدن يرسم الخطوط الحمراء ونتنياهو يمحو

بقلم: حازم عياد – باحث سياسي أردني

خطوط “بايدن” الحمراء تسقط سريعًا وتفقد معناها ويتمّ إزالتها بسهولة من قبل “نتنياهو” وحكومته الائتلافية؛ إذ سبق أن سقطت الخطوط الحمراء التي رسمتها إدارة بايدن لنتنياهو في الهجوم على مدينة رفح، لتنتهي بوضع خطّة عمليات تراعي النّازحين والتّنسيق مع مصر، الأمر الذي ضربت به حكومة نتنياهو عرض الحائط، بل تجرّأت على قتل جنود مصريين وحرق مبنى المغادرين في معبر رفح في خطوة تعكس لامبالاة شديدة لخطوط بايدن وحساباته سواء داخل الولايات المتحدة أو في الإقليم أو في السّاحة الدّولية.

وقبل أيام، كشفت إذاعة جيش الاحتلال عن هبوط طائرات شحن عسكرية أمريكية ضخمة من طراز C-17 محمّلة بالذّخائر الأمريكية للكيان الإسرائيلي، وربطت ذلك بزيارة وزير ما يسمّى الدّفاع في الكيان المحتل “يؤاف غالانت” للولايات المتّحدة، وانتقادات نتنياهو خفض إدارة بايدن شحنات الأسلحة إلى الكيان ووصول طائرات الشّحن العسكرية الأمريكية.

حكومة نتنياهو الائتلافية قامت بمسح المزيد من الخطوط الحمراء الأمريكية حين تجاوزت مسار النّرويج لتحويل أموال المقاصة إلى السّلطة الفلسطينية في رام الله المتّفق عليه في شهر فيفري من العام الحالي برعاية أمريكية، وذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك، بفرض مزيد من القيود المصرفية على البنوك الفلسطينية، ومحلّات الصرّافة، فضلًا عن حرمان السّلطة من أمول الضّرائب المعروفة بالمقاصة، ومصادرة 35 مليون دولار منها مطلع شهر جوان الحالي.

خطوط أمريكية حمراء حوّلها وزير المالية “سموتريتش” إلى مهزلة بالإعلان عن تعيين نائب لإدارة الشّؤون المدنية في الضفّة الغربية في خطوة تمثّل ضم عملي للأراضي المحتلّة عام 67، سبقها إلغاء قانون فك الارتباط مع مستوطنات شمال الضفّة للعام 2005، وتشكيل قوّة تدخّل سريع تحت إشراف وزارة الأمن القومي التي يترأّسها “إيتمار بن غفير” بالتّزامن مع تسمين المستوطنات في الضفّة الغربية.

ذات الخطوط الحمراء التي سيمسحها نتنياهو ووزير حربه “يؤاف غالانت” في الهجوم على  لبنان، فإدارة بايدن التي باتت تتعامل مع عملية “إسرائيلية” ضدّ لبنان كأمر واقع، استعاضت عن مقاومتها باقتراح خطّة هجوم وأهداف تقتصر على جنوب نهر اللّيطاني، وتتجنّب هجمات عنيفة على العاصمة بيروت والبنى التّحتية اللّبنانية، وذلك بحسب ما تمّ تسريبه من لقاءات رئيس مجلس الأمن القومي “الإسرائيلي” تساحي هنغبي، ووزير الشّؤون الاستراتيجية “الإسرائيلي” رون دريمر، المقرّبَين من نتنياهو، وكلّ من مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، ومنسّق شؤون الشّرق الأوسط في البيت الأبيض بيرت ماكغورك، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في واشنطن قبل أيّام.

الخطوط الحمراء وخطّة الهجوم الأمريكية لضمان حرب محدودة جغرافيًّا وزمانيًّا شمال فلسطين وجنوب نهر اللّيطاني غالبًا ما سيكون مصيرها كخطّة اجتياح رفح وخطوط بايدن الحمراء فيها في الضفّة الغربية.

فخطوط بايدن والإدارات الأمريكية المتتابعة في رفح وفي الضفّة الغربية لم تقابل بأيّ ردّ فعل أمريكي أو أوروبي أو إقليمي رادع للاحتلال، فهي خطوط حمراء وهمية سرعان ما تعود أمريكا للاعتذار عنها أو المعاتبة في مسحها أو الشّراكة في القفز عنها وتجاهلها، ما حدث في مجزرة مخيّم النّصيرات مطلع الشّهر الماضي التي ذهب ضحيّتها 274 فلسطينيًا وبشراكة مع قيادة المنطقة المركزية الأمريكية، وكما حدث مع المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي الذي علّق على تصريحات نتنياهو حول إعاقة وصول السّلاح لجيش الاحتلال بالقول: إنّ “مزاعم نتنياهو مخيّبة للآمال بشدّة ومزعجة لنا بالتّأكيد، بالنّظر إلى حجم الدّعم الذي قدّمناه وسنواصل تقديمه له”.

ختامًا.. لبنان لن يكون استثناء من مهزلة خطوط أمريكا الحمراء؛ إذ لا يتوقّع أن تتمكّن الإدارة الأمريكية من رسم خطوط حمراء وهمية بعد أن جفّ الحبر الأحمر لديها، ونفد من قلمها، كما أنّها لن تلتزم بتنفيذ وعودها بعدم إرسال قوّات على الأرض أو المشاركة المباشرة في المعارك، بعد أن شاركت جوًّا وبرًّا وبحرًا في مخيّم النّصيرات، وفي معارك كثيرة لم يعلن عنها في قطاع غزّة.

الأيام نيوز - الجزائر

الأيام نيوز - الجزائر

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
حينما تكون الغَلبة لمنطق اللون.. إرث العبودية في أمريكا.. علامة مُسجلة بالتقادم السنوار ينسفُ حسابات نتنياهو بجرّة قلم.. رسائل مشفّرة من غزة إلى اليمن غزة تحت النار.. كيف يساير الصمت الروسي والصيني التوحش الصهيوني؟ الدفع برمز الاستجابة السريعة ابتداء من أكتوبر.. بنوك جزائرية تتبنى تقنية QR وفق نظرية "الضفدع المغلي".. اليمن السعيد يرسم مستقبلا غير سعيد للكيان الصهيوني هل تعرّض دونالد ترامب لمحاولة اغتيال ثانية؟ ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 41226 شهيدا قسنطينة.. وفاة شخصين في حادث انهيار تربة حوادث المرور.. وفاة 12 شخصا خلال الـ 24 ساعة الأخيرة بمناسبة انتخابه لعهدة ثانية.. ميلوني تهنئ الرئيس تبون أمطار رعدية غزيرة عبر 17 ولاية الرئيس تبون يتلقى تهنئة من أمير قطر السابق ‏عطاف يستقبل سفير جنوب إفريقيا وممثل الصليب الأحمر في الجزائر مباحثات جديدة لمشروع "بلدنا" لإنتاج الحليب المجفف وزير اقتصاد المعرفة يدعو الشركات الناشئة إلى المشاركة بقوة في المؤتمر الإفريقي أبو الغيط يهنئ الرئيس تبون الرئيس تبون يدعو قادة العالم إلى إنهاء ٱخر مظاهر الهيمنة والاحتلال والاستعمار هكذا يتم تغيير التوجيه البيداغوجي لحاملي البكالوريا وزارة التربية تكشف عن موعد الدخول المدرسي أمطار رعدية غزيرة عبر 11 ولاية