لم تكد تمض ساعات على تصريحات ترامب، بتولي الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى، حتى خرج مسؤولون أمريكيون لنفي هذه الفكرة المجنونة، والتراجع عنها بعد أن أثارت ردود فعل عالمية غاضبة.
وفي أول تعليق رسمي من البيت الأبيض على تصريحات دونالد ترامب، بشأن إمكانية تولي الولايات المتحدة زمام الأمور في غزة، قالت المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية، كارولين ليفيت، إن ترامب “يفكر خارج الصندوق”.
وأوضحت متحدثة البيت الأبيض أن الرئيس ترامب يعتقد أن الولايات المتحدة بحاجة إلى المشاركة في إعادة بناء غزة لضمان الاستقرار في المنطقة، وأنه ملتزم بإعادة إعمار القطاع ونقل سكانه إلى مكان آمن بشكل مؤقت”.
تراجع عن الفكرة أم تخبط أمريكي
ومن خلال توضيحات البيت الأبيض، ناقضت كارولين ليفيت، فكرة الرئيس الأميركي، الذي كان يدعو حسبها إلى إعادة توطين “مؤقت” للفلسطينيين، لكن الحقيقة أنه تحدّث عن “إعادة توطين الناس بشكل دائم”.
وعن الطريقة التي سيُسيطر من خلالها ترامب على القطاع، قالت ليفيت إنه “لم يلتزم بإرسال قوات برية على الأرض في غزة”، مع أن الرئيس الأمريكي قال: إن “الولايات المتحدة ستتولّى السيطرة على القطاع، وسنفعل ما هو ضروري”.
ومن جانبه، نفى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تأكيدات ترامب، بأن سيكون للولايات المتحدة وجود عسكري في قطاع غزة إن لزم الأمر، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي لم يقدم بعد التزاما بشأن سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، وأن ما عرضه ترامب هو استعداد الولايات المتحدة لتحمل مسؤولية إعادة إعمار غزة.
وخفف البيت الأبيض تصريحات ترامب بالضغط على الأردن ومصر لاستقبال المهجرين من قطاع غزة، حيث قال الناطق باسمه إن “ترامب يتوقع من شركائنا خاصة مصر والأردن قبول الفلسطينيين مؤقتا حتى نعيد بناء وطنهم”.
ويرى بعض المتابعين أن الضجة التي أعقبت تصريحات الرئيس الأميركي ومعارضة فكرته حتى من داخل البلاد دفعت البيت الأبيض للتراجع عن تصريحاته ومحاولة التغطية على فكرته المستهجنة.
رفض دولي واسع
وأثار إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى ردود فعل واسعة عبر العالم.
وعبرت دول عدة بوجهات مختلفة عن رفضها أي تهجير للفلسطينيين خارج أرضهم، وطالبت بالعمل على تجسيد حل الدولتين ومنح الفلسطينيين فرصة العيش في دولتهم.