قال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، الخميس، إنّ محاولات الإدارة الأمريكية لـ”إعادة هندسة المنطقة على أساس دمج الكيان المحتل فيها وتوفير الأمن له عبر التحالفات مع بعض الحكومات العربية ستبوء بالفشل”، فيما حذّرت فصائل غزة من التعاطي مع مشاريع الإدارة الأمريكية “المشبوهة”.
وقال هنية، في تصريح وزّع على وسائل الإعلام، إنّ هذا الفشل في الدمج يعود “لأنها تتعارض مع إرادة شعوب الأمة، وتتناقض مع الموروث الثقافي والفكري لهذه المنطقة”.
ودعا هنية في مقابل ذلك إلى “فتح حوار استراتيجي بين مكونات الأمة ودولها، يفضي إلى بناء تحالف سياسي يحمي المنطقة من الهيمنة والتطبيع والسيطرة على الثروات”.
إلى ذلك، شدد رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” على أنّ “الشعب الفلسطيني لن يقع مجدداً في حبائل الوهم وسراب المفاوضات التي ضربت القضية في الصميم، وأنّ الخيار هو الاستمرار في المقاومة الشاملة حتى يندحر المحتل ويعود الشعب إلى وطنه والقدس المباركة”.
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، خليل الحية، مساء الخميس، أنّ زيارة بايدن للمنطقة لا تحمل إلا الدعم اللامحدود للاحتلال الإسرائيلي والتأكيد على أمنه، مشيراً إلى أنّ بايدن يحمل رزمة وعود كاذبة للفلسطينيين وفلسطين ليست في قائمة أولويات زيارته.
وجاءت تصريحات الحية خلال وقفة جماهيرية نظمتها القوى الوطنية والإسلامية في مدينة غزة رفضاً لزيارة الرئيس الأمريكي، ولإعلان موقف جماعي فصائلي من الزيارة، التي أسهب فيها بايدن بالمواقف الداعمة للاحتلال الإسرائيلي ولم يذكر الفلسطينيين إلا من بوابة قناعته بأنّ حل الدولتين هو خيار، دون أي فعل ملموس على أرض الواقع لتغيير السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.
وقال الحية، في كلمة الفصائل خلال الوقفة الجماهيرية، إنّ على الفلسطينيين ألا يراهنوا على الوعود الأمريكية الكاذبة والمخادعة، مستنكراً في ذات الوقت ما أسماه “التواطؤ” الأمريكي المفضوح مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى أنّ الإدارة الأمريكية تحاول تبرئة الاحتلال الإسرائيلي من دم الشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة، مطالباً الإدارة الأمريكية بمراجعة سياستها فورًا والالتزام بما تروّج له من قيم العدالة والمساواة والحرية والديمقراطية والكف عن سياسية الكيل بمكيالين التي تنتهجها.
وعن التفاهم الأمريكي الإسرائيلي بإنشاء تجمّع أمريكي في القدس المحتلّة، قال الحية إنّ ذلك يتم على حساب بيوت وأرض المقدسيين، وإنّ ذلك دليل إضافي على حجم التخاذل الأمريكي في تعزيز وشرعنة الاستيطان، لافتاً كذلك إلى أنّ “إعلان القدس” تأكيد على السياسية الأمريكية ضد الشعب الفلسطيني.
ودعا أمام ما أسماه “الصلف” الأمريكي و”إعلان القدس” السلطة الفلسطينية في رام الله إلى ترك المراهنة على الإدارة الأمريكية والمبادرة فورًا إلى عقد اجتماع عاجل للأمناء العامين للاتفاق على موقف فلسطيني موحد في إطار استراتيجية وطنية شاملة.
وفي موقف هو الأول من نوعه، قال الحية باسم الفصائل الفلسطينية: “نرفض نهب ثروات فلسطين وخيراتها، ونؤكّد أننا لن نتساهل بحقوقنا في البحر الأبيض المتوسط، ولن نتنازل عن الموارد الضخمة من الغاز في الحقول البحرية”، مؤكداً أنّ “لا تهاون مع نهب الاحتلال لحقول الغاز الفلسطينية، وأي تفاهمات للتصرف في ملف غاز المتوسط في المياه الإقليمية الفلسطينية ستصطدم مع شعبنا”.
وتحدث الحية عن التحالفات في المنطقة والتي جاء من أجلها مع إعلانه المساعدة في مزيد من التطبيع بين الدول العربية والاحتلال الإسرائيلي.
وحذّر “قيادات المنطقة من التعاطي مع مشاريع الإدارة الأمريكية المشبوهة المسماة الاتفاقيات الإبراهيمية التي تحاول شرعنة الاحتلال على حساب ثقافتنا وأمتنا وإرثنا”.
وشدد عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” على أنّ “أي تحالفات يكون الكيان الإسرائيلي جزءًا منه نعتبرها تهديدًا لقضيتنا وحقوق شعبنا وأمننا العربي المشترك”.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، وعد الأربعاء، بعيد وصوله إلى مطار بن غوريون، بإعطاء دفع لعملية اندماج “إسرائيل” في المنطقة، في إشارة إلى خطوات التطبيع بين الاحتلال الإسرائيلي وبعض الدول العربية. وشدد الرئيس الأمريكي بقوله: “سنواصل دعم اندماج “إسرائيل” في المنطقة وتوسيع المبادرات من أجل سلام أكبر واستقرار أكبر وصلات أكبر، وهذا أمر مهم لكل شعوب المنطقة”.
وفي سياق متصل، أعلنت حركة “حماس”، الخميس، إدانتها واستنكارها عدم إدراج الأمين العام للأمم المتحدة الاحتلال الإسرائيلي ضمن “قائمة العار” التي تصدرها المنظمة.
وقال الناطق باسم حماس حازم قاسم، في تصريح، إن عدم إدراج الاحتلال في القائمة جاء على الرّغم من التقارير الموثّقة التي تكشف حجم هذه الجرائم بحقّ أطفال فلسطين، من بينها تقارير الأمم المتحدة نفسها، والتي كشفت عن تسبّب الاحتلال بقتل 78 طفلاً فلسطينياً وتشويه 982 آخرين، خلال عام 2021 فقط.
وأشار قاسم إلى أن “استمرار الجرائم والانتهاكات ضدّ أطفال فلسطين، يكشف مجدّداً السلوك الإرهابي المتأصل لهذا الاحتلال في سياسته العدوانية ضد شعبنا، والتي يجب أن يُحاكم قادة الاحتلال عليها كمجرمي حرب في المحكمة الجنائية الدولية”، مشدداً على أن عدم إدراج الاحتلال ضمن “قائمة العار” سلوك “مؤسف ومدان في التستر على جرائم الاحتلال، ما يشجّعه على تصعيد عدوانه وإرهابه ضد أرضنا وشعبنا ومقدساتنا”.