أجرى الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك، رشيد حشيشي، لقاءً مع وفد ليبي رفيع المستوى بقيادة وزير النفط والغاز الليبي، خليفة عبد الصادق، وجاء هذا اللقاء على هامش مشاركة حشيشي، رفقة الوفد المرافق، في فعاليات المنتدى الأمريكي الجزائري المنعقد بمدينة هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية، بحضور مسؤولين من كبرى الشركات الطاقوية الأمريكية، بما في ذلك «إكسون موبيل»، التي أعربت عن نيتها الاستثمار طويل الأمد في الجزائر، وفقاً لبيان صدر عن مجمع سوناطراك.
تركز اللقاء بين حشيشي وعبد الصادق على تعزيز التعاون القائم في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين سوناطراك والمؤسسة الوطنية الليبية للنفط، والتي تم تعديلها مطلع العام الجاري. وتهدف هذه المذكرة إلى استئناف نشاط المجمع الجزائري لاستكمال التزاماته التعاقدية والمضي قدماً في تطوير حقول النفط والغاز المكتشفة بالشراكة مع الجانب الليبي، كما أكد الطرفان خلال الجلسة على “التزامهما بتعزيز التعاون لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المشتركة في هذا القطاع الحيوي”، وفقًا لما جاء في البيان.
من جهة أخرى، قام الرئيس المدير العام لسوناطراك والوفد المرافق له بزيارة عمل إلى مقر شركة «هانيويل» في هيوستن، المختصة في الخدمات الطاقوية وأنظمة المراقبة والتحكم. وخلال هذه الزيارة، قدم ممثلو «هانيويل» عرضًا عن أحدث التكنولوجيات التي طورتها الشركة في مجال الكشف عن انبعاثات الميثان، والحلول الرقمية لتعزيز كفاءة المنشآت، بالإضافة إلى أنظمة التحكم عن بعد والأتمتة، كما زار الوفد مركز الابتكار التابع لشركة «هانيويل»، حيث اطلع على أحدث التطورات التكنولوجية المتعلقة بحلول تقليص البصمة الكربونية في صناعة الطاقة.
بيئة محفزة لصفقات الاستثمار
وفقًا للبيان، تم تنظيم هذا المنتدى من طرف مجلس الأعمال الأمريكي الجزائري وغرفة التجارة الأمريكية الجزائرية، بحضور الرؤساء والمديرين العامين للشركات الطاقوية الكبرى، مثل «إكسون موبيل»، «شيفرون»، و«أوكسيدنتال». وقد عبر نائب الرئيس المكلف بالاستكشاف والفرص الجديدة في شركة إكسون موبيل الأمريكية، جون أرديل، عن تفاؤله بالعمل مع سوناطراك، وأكد عزم إكسون موبيل على الاستثمار في الجزائر على المدى الطويل في قطاع الطاقة، نظرًا للنظام الجبائي البترولي المحفز الذي تقدمه الجزائر للمستثمرين. كما أكد “التزام إكسون موبيل باعتماد أفضل الممارسات في مجال حماية البيئة والحد من البصمة الكربونية” في عملياتها، وفقًا لما جاء في البيان.
من جهتها، أشادت نائبة الرئيس المكلفة بالاستكشاف الدولي في شيفرون، ليز شوارز، بقانون المحروقات الجزائري الحالي، الذي يقدم العديد من المزايا للمستثمرين. كما وصفت الاستثمار في قطاع المحروقات في الجزائر بأنه “جداً محفز”، نظرًا لوجود بنية تحتية قوية، تشمل شبكة الأنابيب العابرة للقارات، بالإضافة إلى مصانع الغاز الطبيعي المسال، مما يتيح تسويق الغاز نحو أوروبا بكل سهولة، حسب البيان.
وخلال كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة، أكد الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك “التزام سوناطراك الدائم باستكشاف آفاق استثمارية جديدة، خاصة في مجالات المحروقات، الطاقات المتجددة، الهيدروجين، وكفاءة الطاقة”. كما ذكر في هذا السياق “المزايا والتحفيزات التي يقدمها قانون المحروقات الجزائري للمستثمرين”. وتم خلال هذا المنتدى تنظيم ثلاث جلسات نقاش شملت قطاعات النفط والغاز، الطاقات المتجددة، وتثمين موارد المحروقات، وفقًا للبيان.
فرص استثمارية بلا حدود
وشهدت الجلسة الأولى، المتعلقة بصناعة النفط والغاز، مشاركة نائب الرئيس المكلف بنشاط الاستكشاف والإنتاج، فريد جطو، حيث استعرض في مداخلته “مزايا قطاع المحروقات في الجزائر، خاصة نسب نجاح الاستكشاف المرتفعة نسبيًا مقارنة بالمعدل الدولي، وكذلك البنية التحتية المتطورة في سلسلة القيمة للطاقة، التي تستثمر فيها سوناطراك قرابة مليار دولار سنويًا”، حسب البيان.
من جانبه، تناول يوسف خنفر، المدير المركزي للموارد الجديدة، القدرات الهائلة التي تتمتع بها الجزائر في مجال الطاقات المتجددة، والآفاق الواعدة المتاحة في هذا المجال. كما أشار في هذا السياق إلى الاستراتيجية التي وضعتها سوناطراك لتطوير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في مناطق الهضاب العليا وجنوب البلاد، بالإضافة إلى البرنامج الطموح لتطوير الهيدروجين الأخضر على المدى المتوسط والطويل، وفقًا لما جاء في بيان المجمع.
قاد الرئيس المدير العام لسوناطراك، رشيد حشيشي، خلال اليوم الثالث من مشاركته في مؤتمر الطاقة العالمي «غازتيك» بمدينة هيوستن الأمريكية، جلسات عمل هامة مع كبرى شركات الطاقة العالمية، حسبما ذكر بيان صدر يوم الجمعة 20 سبتمبر، عن المجمع العمومي. وأوضح البيان أنه خلال اليوم الثالث من فعاليات مؤتمر «غازتيك»، نظم حشيشي عدة جلسات عمل مع شركات أجنبية تعمل في قطاع الطاقة، من بينها شركة «ليند غاز» الألمانية المتخصصة في صناعة الهيليوم والغازات الصناعية، وشركة «سولار توربينز» الأمريكية المتخصصة في صناعة التوربينات.
من جهة أخرى، وعلى هامش هذا الحدث الطاقوي العالمي، عُقد اجتماع رفيع المستوى مع المدير العام للشركة الموريتانية للمحروقات، إسماعيل عبد الفتاح، حيث كشف الرئيس المدير العام لسوناطراك خلال هذا اللقاء عن تطلعه لإعادة تفعيل مذكرة التفاهم التي تم توقيعها في عام 2023، وفقًا لنفس المصدر.
من جانبه، أعرب الطرف الموريتاني عن اهتمامه بالاستفادة من خبرة سوناطراك في مجال التكوين والتدريب وكذلك التعاون التقني، وفي هذا السياق، أكد حشيشي أن “سوناطراك مستعدة لاستئناف نشاطاتها في موريتانيا في مجال الطاقة”، مشيرًا إلى أنه “سيتم تنظيم لقاء قريب بين الجانبين”، حسب ما ورد في بيان المجمع العمومي.
وقبل ذلك، عقد حشيشي والوفد المرافق له اجتماعات عمل هامة يوم الأربعاء مع عدة شركات طاقوية، من بينها شركة «إيني» الإيطالية، حيث جرت جلسة عمل مع مدير عام نشاط المنبع لشركة «إيني»، بروسكو قيدو. وقد تركزت المحادثات على استعراض مستجدات التعاون القائم بين المجمعين، بالإضافة إلى مناقشة آفاق تطوير الأعمال والشراكة بينهما.
كما تم خلال هذا اللقاء التطرق إلى تقدم المحادثات الحالية المتعلقة بالعقود التي تربط الطرفين والمتعلقة بعدة حقول، مثل إن صالح وإن أمناس وبركين. وعقب هذا الاجتماع، التقى وفد سوناطراك مع الرئيس المدير العام لشركة «هانيويل»، فيمال كابور، المتخصصة في الخدمات البترولية والحلول التكنولوجية المبتكرة لأنظمة المراقبة الأوتوماتيكية في صناعة الطاقة.
وتباحث الطرفان سبل تطوير الشراكة القائمة في إطار مذكرة التفاهم التي وُقعت عام 2022، والمتعلقة بتطوير وتحديث منشآت سوناطراك، من خلال تحديد التكنولوجيات الأكثر نجاعة لتقليص البصمة الكربونية، بالإضافة إلى الرقمنة التي تهدف إلى تحسين الأداء العملياتي لمنشآت سوناطراك والتحكم في التكنولوجيات الرقمية.