أطلق سكّان مدينة القدس الفلسطينيّة حملة للتّوقيع على وثيقة جامعة، لتأكيد التمسّك بأرضهم ومنازلهم، ورفض مغادرتها أو هدم منشآتهم ذاتياً، وذلك في مواجهة عدوان الاحتلال الصّهيونيّ المتصاعد ضد مدينة القدس المحتلة، في إطار سياسة تهويدها وتغيير معالمها، وبخاصّة حيّ الشيخ جرّاح الذي شكّل في الأشهر الأخيرة أيقونة الصّمود الفلسطينيّ في وجه العربدة الصّهيونيّة.
وتقاطر أهالي القدس المحتلة حول الالتزام بميثاق وعهد قاطع لرفض مغادرة أراضيهم ومناهضة الهدم الذاتي للمنازل، ضمن وثيقة جامعة بادر إليها عشائر عرب السواحرة ومؤسسات جبل المكبر في مدينة القدس.
وأمام سياسة الهدم والتهجير التي تهدد نحو 22 ألف منشأة فلسطينية وآلاف المقدسييّن في مختلف أنحاء مدينة القدس المحتلة؛ فقد أكد المقدسيّون تصدّيهم لسياسة الاحتلال التي تهدف إلى طرد المقدسيين وتهجيرهم.
وشدّدوا على أنهم لن يهدموا بيوتهم بأيديهم، مقابل تمسكهم بأراضيهم واستمرار مقاومتهم للعدوان الإسرائيلي بحق مدينة القدس المحتلة.
ودعت الوثيقة المقدسيّة إلى استمرار الحراك الشعبي ضد هدم المنازل وضرورة اصطفاف كل المقدسيين على هذا النهج، لمواجهة الهجمة الإسرائيلية الشرسة التي تتعرض لها منازلهم وأراضيهم ووجودهم في القدس المحتلة.
ويشهد جبل المكبر بالقدس المحتلة، حالياً، هجمة إسرائيلية من قبل قطعان المستوطنين المدعومين بجيش الإحتلال، لإخلائه من سكانه، الذين تلقوا مؤخراً 70 قرار هدم لمنازلهم خلال فترة وجيزة، بينما خطر الهدم يهدد 26 منزلاً وعشرات الوحدات السكنيّة.
وفي الأثناء؛ توافد آلاف الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة في القدس المحتلة، أمس لإحياء ذكرى الإسراء والمعراج، حيث انطلقت خلال الأيام الماضية دعوات فلسطينية من أنحاء عموم فلسطين المحتلة، لشدّ الرحال والحشد الواسع بالأقصى والرباط فيه، لصدّ عدوان الاحتلال واقتحام المستوطنين لباحاته.
وقد انطلقت، في وقت سابق، المسيرات والوقفات الداعية لنصرة الأقصى والقدس، كما سيّرت الحافلات للحشد والرباط في المسجد، حيث وصلت مسيرة فلسطينية راجلة يوم السبت الماضي، إلى ساحات الأقصى، بعد رحلة مشي على الأقدام انطلقت من مدينة حيفا داخل فلسطين المحتلة عام 1948، ضمن مبادرة أطلقوها نصرةً للأقصى وتزامنًا مع ذكرى الإسراء والمعراج.
من جانبها؛ حذرت حركة “حماس” الاحتلال الإسرائيلي من مغبة استمرار جرائمه ومخططاته التي تستهدف المسجد الأقصى والمرابطين فيه، وانتهاكاته ضد مدينة القدس والمقدسيين.
وانتقدت “حماس”، الصَّمت والتقاعس الدولي إزاء القدس المحتلة، وهو الأمر الذي يستغله الاحتلال في تصعيد عدوانه وجرائمه.
وقالت إن المسجد الأقصى عنوان الصراع مع الاحتلال الذي لن يكون له حضور أو شرعية فيه، داعية الفلسطينيين لمواصلة تصعيدهم في مواجهة مخططات الاحتلال في القدس والأقصى، والدفاع عنهما بكل الوسائل.
وطالبت الأمة العربية والإسلامية بالتحرّك الجاد لنصرة “الأقصى” ودعم المقدسيين، على كافة الأصعدة وفي كل المحافل السياسية والدبلوماسية والإعلامية والخيرية والإنسانية.
ونوهت إلى تصاعد عدوان الاحتلال ضدّ المسجد الأقصى، عبر الاقتحام والتدنيس ومحاولات التقسيم الزَّماني والمكاني والحفريات وطمس المعالم وتغيير الحقائق التاريخية، فضلاً عن جرائمه، ومستوطنيه، بحق المصلّين والمرابطين فيه، عبر القتل والتهجير والاعتقال والإبعاد.
وأكدت “حماس” تمسّك الشعب الفلسطيني بحقوقه المشروعة، مدافعاً عنها بالمقاومة الشاملة، حتّى انتزاعها وتحقيق التحرير والعودة.
ومن المقرر أن تشهد عموم فلسطين المحتلة، شد الرّحال للحشد بباحات المسجد الأقصى، ضمن حملات فلسطينية مكثفة تنطلق تحت “نداء الفجر العظيم”، في ظل ما يتعرض له المسجد الأقصى من عمليات اقتحام وتهويد، وتصدي أهالي حي الشيخ جراح للاعتداءات ومساعي التهجير.
وقد دعت “حماس”، والفصائل الفلسطينية، إلى إحياء صلاة “الفجر العظيم” يوم الجمعة المقبل في كافة مساجد فلسطين، وخصوصاً في المسجد الأقصى المبارك، لنصرته والدفاع عنه ضد الاحتلال ومستوطنيه المقتحمين لباحاته.
في غضون ذلك؛ دعت الحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال جماهير الشعب الفلسطيني إلى المشاركة، اليوم، في يوم نفير وغضب شعبي في الوطن المحتل وخارجه، لنصرة وإسناد الأسرى في ظل تواصل معركتهم الضارية داخل السجون، رفضاً للعقوبات التي فرضتها إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي بحقهم.
وتنطلق مسيرات الإسناد من مراكز المدن الفلسطينية باتجاه نقاط التماس مع الاحتلال الإسرائيلي في كافة محافظات الوطن المحتل، في ظل توجّه الأسرى نحو الإضراب المفتوح عن الطعام بمشاركة كافة السجون والفصائل دون استثناء.
وقد دعت الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى تشكيل لجان طوارئ مساندة لحراك الأسرى في السجون بحراك في الشارع الفلسطيني وعند نقاط التماس مع الاحتلال.