قالت وزيرة التحول البيئي الإسبانية تيريزا ريبيرا، إن مدريد لا تعلم إلى أي مدى سترفع الجزائر أسعار الغاز مطلع سنة 2023.
وأكدت المسؤولة الإسبانية أن المفاوضات مازالت جارية بين سوناطراك الجزائرية وشركة ناتورجي للوصول إلى أسعار مناسبة.
وكان الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك الجزائرية، توفيق حكار، قد أكد اعتزام الجزائر مراجعة أسعار الغاز المصدر إلى إسبانيا، وذلك بعد تخلي الأخيرة عن حيادها تجاه قضية الصحراء الغربية وتبنيها مقترح الحكم الذاتي المغربي.
وكشفت ريبيرا في حوار مع وكالة “إيفي” الإسبانية أنها طلبت من المغرب “شفافية كاملة فيما يتعلق بمنشأ” الغاز الطبيعي المسال الذي يريدون نقله “إلى محطات إعادة تحويل الغاز الطبيعي في شبه الجزيرة الأيبيرية ثم إلى طنجة”.
وتقوم إسبانيا بهذه الخطوة لإرضاء الجزائر، التي هددت بقطع إمدادات الغاز في حال تم تصدير غازها إلى طرف ثالث وفق ما تنص عليه العقود.
الوزيرة الإسبانية قالت للوكالة عينها، إن الجزائر بلد موثوق وأحد أبرز الشركاء في المنطقة بالنسبة إلى مدريد.
وأضافت نائبة سانشيز أن الحكومة الإسبانية لا تنظر بقلق إلى انتعاش العلاقات الجزائرية الإيطالية لا سيما بعد زيادة تدفق الغاز نحوها.
وبدأت شركة “إيناغاز” الإسبانية العمل على نظام جديد يسمح بإظهار منشأ الغاز الذي يصل إلى إسبانيا، بناء على أوامر جديدة من وزارة التحول البيئي الإسبانية.
ونقلت صحيفة “إلبيريديكو ذي أنرخيا”، أن الوزارة تريد بذلك التأكيد على مصدر الغاز الذي يدخل البلاد، في خطوة لإرضاء الجزائر التي حذرت من إرسال غازها إلى المغرب.
وبموجب اتفاق مع إسبانيا، سيبدأ المغرب شراء الغاز المسال من السوق الدولية، ونقله إلى إسبانيا قبل أن ينقله إلى أراضيه عبر الأنبوب المغاربي.
ويسمح نظام “المنشأ” الإسباني الجديد، حسب الصحيفة الإسبانية، بمعرفة مصدر الغاز الذي يشتريه المغرب قبل نقله عبر خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي، من قبل الشركة الإسبانية المشرفة على قطاع الغاز في البلاد”.
وقالت مصادر من الشركة للصحيفة إنه “من أجل توفير الشفافية وضمان منشأ ووجهة الغاز الطبيعي المسال الذي يتعاقد عليه المغرب في الأسواق الدولية، أمرت الحكومة الإسبانية الشركة بالعمل في أسرع وقت ممكن على نظام ضمانات المنشأ هذا.
قررت إسبانيا السماح للمغرب بالتزود عكسيا بالغاز عبر نفس الأنبوب الذي يمتد من الجزائر إلى إسبانيا عبر المغرب، والذي توقف عن الخدمة منذ أكتوبر الماضي، على خلفية نهاية العقد وقطع العلاقات الجزائرية المغربية.
وكانت الجزائر قد هدّدت، الأسبوع الماضي، مدريد بفسخ العقد المبرم بينهما لتصدير الغاز الجزائري إلى إسبانيا إذا ما أعادت الدولة الأوروبية تصدير أي شحنة من هذا الغاز إلى طرف ثالث.
وقالت وسائل إعلام إسبانية إن عملية ضخ الغاز من إسبانيا إلى المغرب عبر خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي لم تنطلق بعد، رغم إعلان وزير الانتقال الإيكولوجي تيريزا ريبيرا، الشهر الماضي، منح ترخيص التدفق العكسي والشروع في هذه العملية.
ونقلت صحيفة “لافانغوارديا” الإسبانية أن الجهاز الفني والإجراءات الإدارية جاهزة، والضواغط جاهزة منذ أيام. لكن الأمر بالضغط على الزر، الذي أُعلن الأسبوع الماضي، لم يصدر بعد، ونقلت الأنابيب التي تمر عبر مضيق جبل طارق، نيتروجين فقط، لمنع أكسدتها، والحفاظ على سلامتها.
وأرجع المصدر ذاته هذا التأخر إلى تخلف الرباط عن تسليم نسخة من الفواتير التي اشترت بها الغاز إلى الحكومة الإسبانية، من أجل تبرير مصدره، لأن الجزائر ترفض رفضا قاطعا إعادة بيع غازها إلى المغرب.