أكّد وزير التجارة وترقية الصادرات، الطيب زيتوني، أن احتضان الجزائر للطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية المقررة في 2025، يعكس التزامها بتجسيد التكامل الاقتصادي القاري.
في كلمة ألقاها بمناسبة مراسم توقيع الحكومة الجزائرية والبنك الإفريقي للتصدير والاستيراد “أفريكسيم بنك” على اتفاقية احتضان الجزائر للطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية في 2025، التي أشرف عليها الوزير الأول بتكليف من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال”، قال زيتوني أن احتضان الجزائر للطبعة المقبلة للمعرض “يأتي في سياق تجسيد استراتيجية رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الرامية إلى تعزيز التكامل الإفريقي ودعم التعاون الاقتصادي بين دول قارتنا السمراء، بهدف بناء قاعدة اقتصادية قوية لتحقيق التنمية المستدامة والرفاهية لشعوب القارة”.
وأبرز الوزير، في ذات الصدد، “الإصلاحات العميقة التي باشرها رئيس الجمهورية في الجانب الاقتصادي” والتي اعتمدت على “مقاربة اقتصادية شاملة ومتكاملة، أتت بثمارها من خلال تحقيق ميزان تجاري إيجابي، بالإضافة إلى تسجيل منحى تصاعدي للصادرات خارج المحروقات ما يعكس تنوع النسيج الاقتصادي المحقق للقيمة المضافة، في عدة مجالات”.
وبعد أن نوه بتوفر الجزائر على كل الهياكل القاعدية والإمكانيات اللوجستية والتنظيمية التي تمكنها من إنجاح هذا الحدث الاقتصادي القاري الهام المقرر عقده بين 4 و 10 سبتمبر 2025، أكد الوزير أن المعرض المرتقب من شأنه أن يجعل من الجزائر “وجهة إفريقيا اقتصاديا سنة 2025”.
وحسب زيتوني، فإن الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية تأتي “لتساهم في تحقيق الأهداف المرجوة والتي سنعمل معا على إنجاحها، وجعلها أداة فعالة في تعزيز التعاون التجاري البيني وتوسيع مجالات الاستثمار في القارة الإفريقية”.
وأشار إلى جهود الجزائر لتعزيز التكامل الاقتصادي الإفريقي، حيث ذكر في نفس الإطار بالشروع منذ 2023 في فتح بنوك ومعارض جزائرية دائمة عبر العديد من الدول الإفريقية كموريتانيا والسنغال كمرحلة أولى، بالإضافة إلى إنشاء مناطق حرة ذات بعد إفريقي، وذلك بالنظر إلى الموقع “الاستراتيجي” و”الحيوي” للجزائر.
وأكد في المنحى ذاته مكانة الجزائر كونها “ملتقى للقارات الثلاث إفريقيا، أوربا وآسيا، ما يجعلها بوابة للتبادل التجاري بينها، ويؤهلها لتصبح مركزا اقتصاديا حقيقيا في المنطقة”.
ولتعزيز التبادلات التجارية البينية الإفريقية، وسعت الجزائر شبكة النقل لا سيما عبر انجاز طريق الوحدة الإفريقية، الذي يربط الجزائر بلاغوس (نيجيريا)، وكذا الشروع في إنجاز الطريق الرابط بين الجزائر وموريتانيا عبر تندوف-زويرات، “ما مكن بلادنا من تبوء المركز الثاني إفريقيا من حيث شبكات الطرق المنجزة، ببلوغ عتبة 128 ألف كلم”، يؤكد زيتوني.
وأوضح الوزير أن أهم ميزات هذه الإنجازات من الناحية الاقتصادية، كونها ستعمل على ربط موانئ الجزائر بالعمق الإفريقي مشكلة محورا رئيسيا لتنمية التجارة البينية والأنشطة الاقتصادية بين شمال إفريقيا وجنوبها، خاصة بعد دخول منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية حيز التنفيذ.
وأضاف بأن المؤهلات التي تزخر بها القارة الإفريقية “تعتبر حافزا مهما من أجل إرساء اقتصاد متين ينخرط في سلاسل القيم العالمية، وهذا ما يصبو إليه قادة الدول الإفريقية، والذي سيتحقق لا محالة من خلال تكثيف النشاطات الاقتصادية بين دول القارة”.
من جهته، أكد السيد أوباسانجو أن اتفاقية احتضان الجزائر للمعرض القاري ترمز “للمسؤولية الجماعية للشركاء الأفارقة لبلوغ الامتياز وتجسيد الابتكار وتطوير الاستثمار البيني الإفريقي”، مبرزا أن هذه التظاهرة من شانها دفع الشراكة والاندماج القاريين.