أكد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، على ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، كشرط لحصول أي تقارب بين بلاده و”إسرائيل”، بحسب صحيفة “معاريف”.
جاء ذلك في تصريحات لمراسل الصحيفة الإسرائيلية على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن.
وردا على سؤال بشأن إمكانية تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية قال الوزير: “بالنسبة لنا، هذا سيحدث حينما يتم التوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية”.
وذكرت الصحيفة نقلا عن وزير الخارجية السعودي أن: “اندماج إسرائيل في المنطقة سيكون مفيدا بدرجة كبيرة، ليس لإسرائيل فقط وإنما بل للمنطقة بأكملها”.
وأكد أنه بدون حل المشكلات الأساسية للشعب الفلسطيني ومنحه حقه في الاحترام والسيادة فإن الأصوات المنطقة ستكون هي الأقوى في المنطقة.
ولفت إلى أن الأولوية الآن هي لإيجاد تسوية، بحيث يجلس الإسرائيليون والفلسطينيون معا ويكون لديهم عملية سلام يمكن العمل عليها.
وقال إن هذا سيجعل الأمر أسهل بالنسبة لجميع الدول التي ليس لديها علاقات مع “إسرائيل” حتى الآن.
وأضاف: “سيستمر انعدام الاستقرار والمخاطر لأمن إسرائيل وأمن المنطقة كلها، وفي مثل هذا الوضع ستتعزز الأصوات الأكثر تطرفا في المنطقة”.
ولفت ابن فرحان، إلى أن “الأولوية الآن هي لإيجاد تسوية كي يجلس الطرفان (الفلسطيني والإسرائيلي) معا، وتكون لهم مسيرة سلمية يمكن العمل عليها، وهذا سيسهل على كل الدول التي ليس لها علاقات مع “إسرائيل” بعد، ومن ناحيتنا فإن هذا سيحصل عندما سيتوفر حل عادل للموضوع الفلسطيني”.
وفي 14 ديسمبر/ كانون الأول 2021، أعلنت السعودية استعدادها لتطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، بشرط تنفيذ تل أبيب مبادرة السلام العربية المطروحة عام 2002.
جاء ذلك في مقابلة باللغة الإنجليزية أجرتها صحيفة “عرب نيوز” السعودية مع مندوب الرياض الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي.
وقال المعلمي إن “آخر موقف سعودي رسمي هو أننا على استعداد لتطبيع العلاقات مع “إسرائيل” بمجرد أن تنفذ بنود مبادرة السلام السعودية (المبادرة العربية للسلام) التي تم طرحها عام 2002″.
وأوضح أن المبادرة “تدعو لإنهاء احتلال كل الأراضي العربية التي احتلتها “إسرائيل” عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، ومنح الفلسطينيين حق تقرير المصير”.
وأضاف المعلمي: “بمجرد حدوث ذلك فإنه ليست السعودية وحدها ولكن العالم الإسلامي بكامله، والأعضاء الـ57 بمنظمة التعاون الإسلامي سيتبعوننا في ذلك، أي في الاعتراف بإسرائيل وإقامة علاقات معها”.
و”مبادرة السلام العربية”، مقترح اعتمدته جامعة الدول العربية خلال قمتها التي عقدتها في بيروت عام 2002.
وتنص المبادرة على إقامة دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وانسحاب “إسرائيل” من هضبة الجولان السورية المحتلة والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان، مقابل اعتراف الدول العربية بـ”إسرائيل”، وتطبيع العلاقات معها.
وشدد المعلمي على أن “الوقت لا يُغير الصواب أو الخطأ”؛ فـ”الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية خطأ مهما طال أمده”.
وأضاف: “الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، فيما يتعلق بالمستوطنات والحصار وحرمان الفلسطينيين من كرامتهم وحقوقهم، خاطئة، وهذا لا يتغير”.
وأوائل نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، أفادت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) أن وفدا مكونا من 20 رئيسا للجاليات اليهودية في الولايات المتحدة زار السعودية، وعقد اجتماعات مع مسؤولين كبار في المملكة بينهم وزراء وممثلون عن الأسرة المالكة؛ بهدف الدفع لتطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض.
وكانت “إسرائيل” وقعت في 2020، اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين، واستئنافها مع المغرب، فيما تم إعلان قرار تطبيع العلاقات مع السودان، فضلا عن مساع إسرائيلية أعلنت مؤخرا لإدخال دول عربية وإسلامية أخرى، بينها جزر القمر، إلى هذا الخيار.