تتواصل تداعيات الأزمة بين الجزائر ومدريد على بعد إعلان الطرف الإسباني الترخيص للتدفق العكسي للغاز عبر الأنبوب المغاربي الأوروبي.
في هذا الشأن، قال وزير الخارجية الإسباني السابق، خوسيه مانويل غارسيا مارغالو إي مارفيل، أن الأزمة الراهنة بين الجزائر ومدريد، جاءت في توقيت سيء جدا وفي سياق عالمي غير مناسب.
وأكد مارغالو في حوار صحفي نقله موقع “تلفزيون مدريد” الإسباني، أن “هذا أسوأ توقيت لخلق مشاكل مع الجزائر والمساس بها أو العبث معها، في ظل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا لاسيما وأن روسيا تمتلك 30 بالمائة من الغاز العالمي والذي قد تقطعه في أية لحظة”.
وقال مارفيل إن “الدبلوماسية الإسبانية حطمت رقما قياسيا بإغضابها للجزائر وجبهة البوليساريو والمغرب في وقت واحد، وهي خطوة لم يحققها أحد من قبل”.
وحذر الدبلوماسي الإسباني، من عواقب تحول موقف مدريد من قضية الصحراء الغربية، وما له من تأثير على العلاقات مع الجزائر بما في ذلك رفع أسعار الغاز.
وهددت الجزائر، إسبانيا، بفسخ عقد الغاز المبرم بين البلدين في حال تغيير وجهة الغاز الجزائري المنصوص عليها في العقد.
ولعل الانتقادات التي طالت حكومة بيدرو سانشيز من طرف الطبقة السياسية الإسبانية فاقت الانتقادات الجزائرية، ليصبح سانشيز ووزير خارجيته خوسيه ألباريس، في قفص الاتهام بخصوص رفع أسعار الغاز الجزائري وكذا خلق التوتر مع الجزائر بالإضافة إلى تغيير موقف مدريد التاريخي من قضية الصحراء الغربية.
وكشفت صحيفة “إلموندو” الإسبانية نقلا عن مصادر حكومية، بأن الغاز الذي سيرسل إلى المغرب عبر الأنبوب المغاربي الأوروبي لن يأتي من الجزائر وإنما من منتجين دوليين آخرين.
وقالت وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية، الأربعاء، في بيان لها، إن أي كمية من الغاز الجزائري المصدرة إلى إسبانيا تكون وجهتها غير تلك المنصوص عليها في العقود، ستعتبر إخلالا بالالتزامات التعاقدية وقد تفضي بالتالي إلى فسخ العقد الذي يربط سوناطراك بزبائنها الإسبان.
وأوضحت المصادر الحكومية الإسبانية لـ “إلموندو” أن “الخطة هي أن يصل الغاز إلى إسبانيا على شكل غاز طبيعي مسال (LNG) ومن هناك يتم تمريره عبر الأنبوب”.
وأضافت المصادر ذاتها “بشفافية تامة، سيكون المغرب قادرًا على الاستحواذ على الغاز الطبيعي المسال من الأسواق الدولية وتفريغه في مصنع إعادة تحويل الغاز إلى غاز في شبه الجزيرة واستخدام خط أنابيب الغاز المغاربي للوصول إلى أراضيه”.
وحسب المصادر ذاتها، يأتي هذا الإجراء استجابة لطلب المغرب الحصول على دعم إسباني لضمان أمن طاقته على أساس علاقاته التجارية، التي وافقت عليها إسبانيا بشكل إيجابي.
وأضافت المصادر الحكومية الإسبانية أن “تفعيل هذه الآلية نوقش مع الجزائر في الأشهر الأخيرة واليوم تم إبلاغ الوزير الجزائري”.
لكن صحيفة “إلموندو” تساءلت: كيف ستضمن إسبانيا أن الغاز الذي يصل المغرب عبر الأنبوب ليس هو الغاز الجزائري؟