بمجرد أن استمعت الحكومة في اجتماع يوم الأربعاء المنقضي، برئاسة الوزير الأول، نذير العرباوي، لعرض حول التقدم الحاصل في إنجاز مشروع مركب سحق البذور الزيتية بولاية جيجل، المنتظر تسليمه نهاية السداسي الأول من سنة 2024، جرى في اليوم الموالي الكشف عن أن مركب «كتامة أقريفود» (Kotama Agrifood) الموجود ببلدية الطاهير سيشرع في التجارب الأولية شهر أفريل المقبل، على أن تنطلق عملية تسويق الزيت شهر جوان 2024.
وكان وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، علي عون، قد أوضح – بعد ظهر يوم الخميس بجيجل- خلال تصريح للصحافة على هامش اطلاعه على مدى تقدم أشغال إنجاز مركب سحق البذور الزيتية الكائن بمنطقة «بازول» ببلدية «الطاهير» أن “الأشغال تسير بوتيرة حسنة ووفق الآجال المتفق عليها في وقت سابق”، مبرزا “الاهتمام الكبير” الذي توليه السلطات العليا في البلاد للمشروع الذي سيساهم بمجرد دخوله حيز الخدمة في تلبية حاجيات السوق الوطنية من زيت المائدة.
وفصل المسؤول ذاته، في هذا السياق، بأن “المركب سيسمح في بداية تشغيله بتغطية حاجيات السوق الوطنية من زيت المائدة بنحو 20 بالمائة، فضلا عن المساهمة في توفير أعلاف الحيوانات بنسبة تتراوح بين 70 و80 بالمائة قبل الانتقال إلى التصدير وتوفير العملة الصعبة في مرحلة ثانية”.
وخلال تفقده مشروع المؤسسة العمومية الاقتصادية «جوماقرو» المتخصصة في تحويل الخضر والفواكه وزيت الزيتون البكر بالبلدية ذاتها، شدد عون على ضرورة دخول باقي خطوط الإنتاج ممثلة في تحويل العصائر وإنتاج المربى وخط تجميد وتوضيب الخضر والفواكه في “أقرب وقت”، وذلك بعد دخول الخط الأول الخاص بإنتاج زيت الزيتون البكر حيز الخدمة شهر نوفمبر الفارط، وذلك حتى يشتغل المصنع بكامل طاقته.
وأفاد الوزير بأن مختلف المشاريع التي تم الوقوف عليها خلال الزيارة الميدانية، سواء المستكمَلة منها (مركب بلارة للحديد والصلب ببلدية الميلية) أو التي هي في طور الإنجاز (كتامة أقريفود)، أو التي أعيد بعثها (جوماقرو)، من شأنها أن تعطي حركية اقتصادية قوية لولاية جيجل بصفة خاصة والجزائر بصفة عامة من حيث تلبية حاجيات السوق الوطنية، من الحديد أو الزيوت، والذهاب إلى التصدير وتوفير العملة الصعبة وكذا استحداث عدد معتبر من مناصب الشغل لفائدة أبناء المنطقة.
وكانت الحكومة قد استمعت في اجتماعها يوم الأربعاء، برئاسة الوزير الأول، نذير العرباوي، إلى عرض حول التقدم الحاصل في إنجاز مشروع مركب سحق البذور الزيتية بولاية جيجل، المنتظر تسليمه نهاية السداسي الأول من سنة 2024، تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، القاضية بالإسراع في استكمال هذا المشروع الهام، حسب ما جاء في بيان لمصالح الوزير الأول.
واحد من أهم المشاريع
ويعد مشروع مركب المؤسسة العمومية الاقتصادية «أقريفود» التابعة للشركة القابضة «مدار»، والذي تم تحويله سنة2021 إلى حافظة القطاع العمومي التجاري بعد مصادرته بموجب قرارات نهائية للعدالة، من أهم المشاريع التي توليها السلطات العليا في البلاد أهمية قصوى لمساهمته الكبيرة المنتظرة في تلبية احتياجات السوق الوطنية.
ويختص المركب في استخراج الزيوت النباتية الخام من مادة الصوجا، ويتكون من مصنع لسحق البذور الزيتية واستخراج الزيوت النباتية الخام ووحدة لتخزين المواد الأولية (الصوجا) ووحدة لتخزين المنتوج النهائي وتسويق الزيوت النباتية.
وحسب تصريح سابق للمدير العام للمصنع، فرحاني عبد العالي، فقد “بلغت نسبة الإنجاز به 80 بالمائة ويرتقب استلامه وبداية التجارب التقنية به خلال السداسي الأول من العام 2024”.
ويملك المركب طاقة إنتاجية لسحق خمسة 5 آلاف طن من البذور الزيتية وإنتاج 1000 طن من الزيوت الخام، فضلا عن إنتاج 4000 طن من الأعلاف يوميا. وسيسمح المشروع بخلق 500 منصب شغل دائم و1500 منصب شغل غير دائم، وهو ما سيجعل من ولاية جيجل “نواة حقيقية للصناعات الغذائية والتحويلية”، حسب المسؤول ذاته.
وعرفت ولاية جيجل، خلال العام 2023، حركية اقتصادية “نوعية” ترجمتها عدة مؤشرات تم تجسيدها من خلال إعادة بعث ودخول حيز الخدمة عدة وحدات إنتاجية، وارتفاع صادرات الجزائرية القطرية للصلب ببلارة بنسبة قدرها 150 بالمائة مقارنة بالعام 2022، وتحقيق ميناء «جن جن» زيادةً جديدة من حيث المبادلات التجارية بلغت 7 بالمائة.
فبالإضافة إلى إعادة بعث أشغال مركب “كتامة أقريفود”، يبرز حدث دخول مصنع «جوماقرو» الذي يعد ثمرة شراكة بين مجمع أغروديف (60%) وشركة مدار القابضة (40%)، ببلدية الطاهير حيز الخدمة شهر نوفمبر الماضي، ليؤكد على أن جيجل تتجه لتكون قطبا اقتصاديا كبيرا في الجزائر.
كما عرفت سنة 2023 بجيجل إعادة بعث ودخول حيز الخدمة للمؤسسة العمومية الاقتصادية “جوماقرو” (JUMAGRO) الموجودة ببلدية الطاهير، التي تختص في تحويل الخضر والفواكه وزيت الزيتون البكر؛ إذ شرعت المؤسسة في تجارب إنتاج زيت الزيتون البكر بعد استقبالها 60 طنا من الزيتون كدفعة أولى شهر نوفمبر الماضي موردة من طرف المؤسسة العمومية “أقرال” (AGRAL) المختصة في إنتاج الزيتون؛ إذ تقدر الطاقة الإنتاجية بـ 500 قارورة في الساعة.
عودة الرّوح
وأوضح الرئيس المدير العام للمؤسسة، والي مبارك، أن “عودة الروح” إلى هذه المؤسسة يدخل ضمن إستراتيجية إحياء نشاط الوحدات المتوقفة، و”التي اعتبرها وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، علي عون، خلال زيارته الميدانية للمصنع أولوية من أولويات القطاع التي تساهم في خلق مناصب شغل وتحقيق الاكتفاء الذاتي”.
وأبرز المتحدث ذاته، في تصريح صحفي سابق، أنه ينتظر دخول باقي خطوط الإنتاج ممثلة في تحويل العصائر والمربى وخط تجميد وتوضيب الخضر والفواكه خلال الثلاثي الأول من العام 2024، لافتا إلى أن دخول الخط الأول (إنتاج زيت الزيتون البكر) سمح بخلق 70 منصب عمل مباشر و200 منصب غير مباشر على أن يرتفع الرقم إلى 250 منصبا دائما و600 منصب غير دائم بعد دخول جميع خطوط المصنع حيز الخدمة.
“الجزائرية – القطرية للصلب” مؤسسة بطابع عالمي
بدورها، تعد الجزائرية – القطرية للصلب “أي كيو أس” (AQS) ببلارة أحد الأعصاب الاقتصادية الهامة بالولاية بصفة خاصة والجزائر بصفة عامة؛ بالنظر إلى ما أصبحت تحققه من نتائج “إيجابية” وفرضها لمنتجاتها التنافسية في مختلف الأسواق العالمية على غرار: بلجيكا، الولايات المتحدة الأمريكية، تركيا، رومانيا، الصين، ايطاليا، قطر، موريتانيا، ليتوانيا، ألبانيا، اليونان، البرتغال، لبنان، المملكة المتحدة، الدانمارك، هولندا السويد، لاتفيا، النرويج، ألمانيا، إستونيا، السنغال، بوركينافاسو، العراق، الكونغو، سوريا، تونس وليبيا.
وقد تمكنت المؤسسة – حسبما أفاد به للصحافة نائب المدير العام سفيان شايب ستي – خلال 2023 من تصدير 700 ألف طن من منتجاتها مكونة من حديد البناء، لفائف الأسلاك الحديدية والبلاطات بقيمة بلغت 400 مليون دولار، نحو مختلف الأسواق العالمية بزيادة أكثر من 150% مقارنة بسنة 2022، إذتم تصدير 240 ألف طن من مختلف المنتجات أو ما يعادل 160 مليون دولار.
كما كان لتطور الشركة وتوسيع نشاطها الأثر الإيجابي على اليد العاملة محليا، إذ ارتفع عدد العمال من 1265 عاملا سنة 2022 إلى 2724 عاملا خلال العام 2023، ما سمح بالتقليص في نسبة البطالة وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة محليا.
“أي كيو أس” تحقق العلامة الكاملة
وقد مكنت جودة منتجات “أي كيو أس” من الحصول على العديد من شهادات الاعتماد من مختلف أكبر الهيئات العالمية المختصة في المجال، على غرار شهادة “إيزو” للجودة وشهادة اعتماد هيئة GlobeCert AB)، الذي يمكّنها من تصدير منتجاتها إلى الأسواق الإسكندينافية وشهادة اعتماد منتجات حديد التسليح بدول البلطيق (KIWA) وشهادة مطابقة منتجات حديد التسليح ولفائف الأسلاك الحديدية من الهيئة البريطانية (CARES UK)، فضلا عن شهادة المركز البولوني الوطني للاختبارات والاعتماد (ZETOM)، وغيرها من الشهادات التي تدل على جودة منتجات الجزائرية – القطرية للصلب.
وعرف ميناء «جن جن»، بدوره، ارتفاعا محسوسا في مبادلاته التجارية التي انتقلت من 9.2 ملايين طن سنة 2022 إلى 9.8 ملايين طن خلال سنة 2023؛ أي بزيادة تقدر بـ7 في المائة. وسجلت الصادرات خارج المحروقات بالميناء ذاته (حديد، اسمنت مواد بناء وغيرها)، حسب الرئيس المدير العام لهذه المؤسسة المينائية، عبد السلام بواب، ارتفاعا يقدر بـ 3% خلال عام 2023 على أن يرتفع الرقم مستقبلا بعد استكمال أشغال نهائي الحاويات الذي ستنطلق الأشغال به خلال العام الجديد 2024.
ومن المتوقع إن يزداد نشاط ميناء «جن جن» خلال السداسي الأول من العام الجديد2024 بعد استلام ووضع حيز الخدمة جهازي تحميل تلقائي، من المتوقع وصولهما من دولة الصين الشعبية شهري أفريل وجوان، ما يسمح بتسريع عملية شحن المواد الصلبة الموجهة للتصدير وكذا رسو وخروج البواخر في ظرف وجيز، إضافة إلى التقليل من أوقات انتظار السفن؛ وبالتالي تجنب توقفها في عرض البحر ما يزيد من تنافسية الميناء ومضاعفة مداخيله.
