وعد «بلفور ثان».. «ليز تراس» تقترب من ارتكاب الخطيئة الكبرى

ها هي بريطانيا اليوم ـ وهي صاحبة الوعد المشؤوم التي لم تكف أبدا عن دعم الاحتلال بشتى الطرق على حساب الدم الفلسطيني ـ تكرّر خطيئتها في محاولة نقل مقر سفارة المملكة لدى الاحتلال من “تل أبيب” إلى القدس المحتلة، وهي خطوة أعلنتها رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس ما يعني اعتراف لندن بالقدس بوصفها عاصمة لسلطة الاحتلال.

ويقول المحامي أحمد الرويضي مستشار الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس في تصريح لـ«الأيام نيوز»: “أي سفارة تقوم بنقل مقرها من “تل أبيب” إلى القدس هو إعلان مشاركة في الجريمة، ذلك أن القدس ـ وفق القانون الدولي ـ مدينة محتلة”، مشيرا إلى أنّ عدّة قرارات صدرت عن مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية في لاهاي، وكذلك المحكمة الجنائية أكدت أن القدس واقع تحت الاحتلال.

وأضاف: “لقد حذرنا الدول الأجنبية من أنها ستخضع للمسؤولية القانونية في حال نقل سفاراتها إلى القدس ومساءلتها باعتبارها مشاركة مع سلطة الاحتلال في تغيير واقع جغرافي وديموغرافي في مناطق محتلة”.

قطع العلاقات الدبلوماسية

وأعرب «الرويضي» عن أمله أن تكون القمة العربية القادمة التي ستعقد في الجزائر ـ البلد التوأم لفلسطين والداعم لخياراته ـ قمة فعلية وعملية تتخذ إجراءات واضحة فيما يتعلق بتطبيق القرارات السابقة التي صدرت بخصوص الدول التي تنقل سفاراتها إلى القدس.

ويذهب الرويضي ـ من خلال طرحه هذا ـ إلى المطالبة بـ”تفعيل هذه القرارات حتى تضع الدول المعنية حسابات المصالح قبل التفكير بنقل سفاراتها خدمة للاحتلال على حساب قضيتنا الفلسطينية التي هي قضية العرب الأولى”، ورأى أن “أي دولة تنقل سفارتها يعني أنها شريكة في تهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك”.

وفي ذات السياق حذر بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس من أن نقل السفارة البريطانية إلى القدس يقوض أي مفاوضات سياسية تسعى لدفع السلام إلى الأمام، وقالوا في بيان لهم: “نحن، مجلس بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، تابعنا بقلقٍ بالغ الدعوة الأخيرة التي وجهتها رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة، ليز تراس، إلى حكومتها لمراجعة موقع السفارة البريطانية في «إسرائيل».

وأضافوا أصحاب البيان بأن القدس و: “باعتبارها مدينة مقدسة للأديان الإبراهيمية الثلاثة التي تمثل أكثر من نصف سكان العالم، فقد تم الاعتراف بالقدس منذ فترة طويلة من قِبَل المجتمع الدولي، بما في ذلك المملكة المتحدة، على أنها تتمتع بمكانة خاصة، وذلك بهدف حماية حرية الأديان، والطابع الخاص للقدس كمدينة مقدسة، واحترام الأماكن المقدسة فيها وحرية الوصول إليها”.

وعد بلفور جديد

ويشعر المقدسيون من أنه إذا ما أقدمت بريطانيا على نقل سفارتها إلى القدس فإنها ستكون بمثابة وعد بلفور ثاني، وقال العديد من المقدسيين بأنه حان الوقت للقيام ببعض الخطوات التي تظهر أبعاد وخطورة ما قد تقدم عليه بريطانيا برئيستها الحالية.

ودعا فلسطينيون إلى مقاطعة كاملة تستهدف القنصلية البريطانية في القدس وللشخصيات البريطانية وعلى جميع المستويات، وبعث رسائل احتجاج للخارجية البريطانية، والطلب من الجاليات العربية في بريطانيا التضامن مع ذلك من خلال القيام بخطوات احتجاجية.

الأشد تأييدا لاحتلال

يذكر أن الصحف العبرية كانت قد احتفلت بتسلم «ليز تراس» رئيسة الحكومة البريطانية، إذ أجمعت تلك الصحف على أنه ليس من المستبعد أن تكون «تراس» الأشد تأييدا لـ«إسرائيل» على الإطلاق، وقد نشرت الصحف سيرة حياتها متضمنة فقرة مفادها أن: “نقل السفارة البريطانية إلى القدس ليس جديدا لديها.

وكانت «تراس» ـ أثناء حملتها للتنافس على زعامة حزب المحافظين البريطاني ـ قد أخبرت مجموعة (أصدقاء إسرائيل) في حزب المحافظين بأنها، لو انتخبت، ستنظر في أمر نقل السفارة البريطانية من تل أبيب إلى القدس كما تعهدت بذلك عندما كانت تشغل منصب وزيرة خارجية بريطانيا أثناء لقاءها وزير الخارجية الصهيوني حينذاك «يائير لبيد».

 وقال المؤرخ الصهيوني «آفي شليم» في مقالة له في موقع «ميدل إيست أي» البريطاني: “نقل السفارة إلى القدس من شأنه أن ينتهك قائمة من قرارات الأمم المتحدة، وأن يشكل تراجعا فجّا عن السياسة البريطانية المعتمدة منذ عام 1967، وهي السياسة التي تشكل جزءا من الإجماع الدولي الواسع”.

زكي أبو حلاوة - القدس المحتلة

زكي أبو حلاوة - القدس المحتلة

اقرأ أيضا