وعد مضى عليه 13 عاما: “لا أكون أنا السنوار إذا لم أحرركم”

قبل 13 عاما، وفي موقف وداع مؤثر، جاء بعد إبرام صفقة “وفاء الأحرار”، نُودي على اسمه، فقد حانت لحظة الإفراج عنه، وقف أمام زملائه الأسرى وقال بصوت مرتفع: “ما بكون أنا السنوار إذا لم أحرركم”.

هذا ما كشفه نبيه عواضة -الأسير المحرر والزميل السابق لقائد حركة “حماس” الحالي ـ”يحيى السنوار” في سجن عسقلان المركزي، وكان ذلك في ليلة الإفراج عنه بصفقة حملت “وفاء الأحرار” قبل 13 عاما. وقال عواضة في تصريحات صحفية، إن السنوار قال بصوت مرتفع: “ما بكون أنا السنوار إذا لم أحرركم”، مشيرا إلى أنه كان رقيقا مع الأسرى، لكنه حازم مع السجانين.

وأضح عواضة أنه خلال إعداد صفقة “وفاء الأحرار”، كان شقيقه محمد السنوار هو المسؤول عن إعداد أسماء الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم، وطلب منه أن تتضمن القائمة أسرى من فصائل فلسطينية أخرى، مثل حركة فتح، والجهاد الإسلامي، وجبهة التحرير الشعبية، وألا تقتصر القائمة على أعضاء حركة “حماس” فقط.

وبعد خروجه من السجن، أصبح يحيى السنوار مسؤولا عن ملف الأسرى في حركة “حماس”، ونجح من خلال عدة عمليات عسكرية في أسر 4 جنود، منهم اثنان خلال الحرب على غزة في 2014.

وبعد صعوده إلى رئاسة الحركة للمرة الأولى، عام 2017، ثم إعادة انتخابه مرة أخرى بعد 4 أعوام، كانت المفاوضات مستمرة للإفراج عن هؤلاء الأسرى الأربعة، آملا بالحصول على صفقة جديدة مثل “وفاء الأحرار”.

وفي ديسمبر عام 2022، اعترف السنوار بفشل المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين الأربعة، مقابل إفراغ سجونهم، وحاول إعطائهم مهلة أخيرة قبل أن يغلق الملف إلى الأبد، لكن المفاوضات توقفت، وفق ما ذكرت الحركة عبر موقعها الرسمي.

منذ تلك اللحظة تجدد وعد السنوار، لكن في صيغة أخرىـ فلم يعد يريد تحرير هؤلاء الأسرى فقط، بل تحرير قطاع غزة وكل فلسطين، وفي حال تم قراءة هذه القصة بعمق، يمكن القول إن السنوار يقود حاليا معركة كبرى لتحرير العالم من سجن الصهيونية التي باتت تهدد مستقبل الإنسانية.

لقد أصبح قائد حركة حماس في قطاع غزّة، يحيى السنوار، لغزا كبير يحيِّر صُناع القرار لدى الكيان الصهيوني، الذي يضعه على رأس قائمة الاغتيالات. فبعد إطلاق سراحه ضمن صفقة تبادل للأسرى “وفاء الأحرار”، أوهم خلالها الإسرائيليين بأن “ردع حماس قد تحقق”، لكنه، تفرغ بعد ذلك، لرسم خطة معركة “طوفان الأقصى” التي نسفت صورة الكيان الصهيوني ومن يقف وراءه وكبدت جيش الاحتلال خسائر مريرة.

وكانت مصادر في “حماس” قد أكدت قدرة السنوار على التخفي، مشيرة إلى أنه لا يزال على تواصل مع قيادات الحركة بالداخل والخارج، بالتزامن مع فشل الاحتلال في العثور عليه.

وكشفت المصادر أن السنوار مطلع بشكل دائم على كل ما يجري خصوصا ما يتعلق بالمفاوضات، وكل مبادرة تم عرضها كان يدرسها بشكل جيد ويتمعن فيها ويبدي رأيه فيها ويتشاور حولها مع قيادات الحركة من خلال التواصل معهم بطرق مختلفة.

وأوضحت المصادر أن قائد حماس في غزة تواصل مرات عدة مع قيادات الحركة بالخارج خصوصا في الأوقات الحاسمة من المفاوضات التي جرت في الآونة الأخيرة، كما أنه تواصل مع رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، بعد استهداف الاحتلال أبناءه، وقدم له التعازي وشد من أزره.

وقالت المصادر إن “دائرة صغيرة جدا لا تتعدى الشخصين أو الثلاثة على أبعد تقدير هي من تعرف مكانه وتؤمن احتياجاته المختلفة، وكذلك تؤمن تواصله مع قيادات الحركة بالداخل والخارج”.

وأضافت أن (إسرائيل) فشلت في الوصول إلى عديد من قيادات الصفّين الأول والثاني على المستويين السياسي والعسكري من حماس، لكنها حاول اغتيال بعضهم، ومنهم من أصيب، ومنهم من نجا وخرج سالما من عمليات قصف في مناطق وأهداف مختلفة، لكن السنوار ليس من بينهم.

يقول محللون إسرائيليون إن السنوار كان يرسل إشارات تهدف إلى التهدئة، لكنه كان يسعى عبر ذلك إلى لشراء الوقت، فما جرى يوم 7 أكتوبر 2023، تشير الاستخبارات العسكرية لدى الكيان إلى أنه كان يحتاج إلى سنة من التخطيط على الأقل.

وقبيل “طوفان الأقصى”، كانت (إسرائيل) تنظر إلى السنوار باعتباره “متطرفا خطيرا”، لكنه -وفق التقارير- كان مقبولا، ورأته أكثر اهتماما بتعزيز حكم حركة حماس في غزة وانتزاع تنازلات اقتصادية من الحرب.

كانت شخصية السنوار بقراءته للعقل الإسرائيلي منذ أيام السجن وتأويل محللي الكيان لشخصيته وتصريحاته وتصرفاته جزءا من خطة الخداع الإستراتيجي الذي قاد إلى نجاح “طوفان الأقصى” بقصد أو من دونه.

وحيد سيف الدين - الجزائر

وحيد سيف الدين - الجزائر

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية بلغت 48.03 بالمائة غلق مكاتب الاقتراع وبداية عملية فـرز الأصوات الانتخابية نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية إلى غاية الخامسة مساء بلغت 26.45 % تمديد توقيت غلق مكاتـب الإقتراع إلى الثامنة مساءً نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية إلى غاية الواحدة زوالا بلغت 13.11 % حرم رئيس الجمهورية تؤدي واجبها الانتخابي بوغالي: اليوم تصل الجزائر إلى محطة من محطاتها الخالدة وتعطى الكلمة للشعب الملاكمة إيمان خليف: الواجب الانتخابي ضروري من أجل حماية الوطن حساني شريف: نحن اليوم أمام استحقاق حاسم ومهم وسنقبل أي اختيار يقوم به الشعب الفريق أول السعيد شنقريحة يؤدي واجبه الانتخابي تبون: الفائز في هذه الانتخابات سيواصل المشوار المصيري للدولة الجزائرية قوجيل: الجزائر تعيش يوما تاريخيا نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية بلغت 4.56% حتى الساعة العاشرة صباحا رئاسيات 2024.. العرباوي: الشعب الجزائري سيختار المرشح الأكثر استحقاقا المترشح أوشيش يدعو الجزائريين إلى التجند والتعبير عن صوتهم شرفي: قرابة 63 ألف مكتب تصويت و500 ألف مؤطر لتنظيم رئاسيات 2024 رئاسيات الـ 7 سبتمبر.. إمكانية التصويت بتقديم وثيقة رسمية تثبت هوية الناخب