توفي في مقر إقامته بالولايات المتحدة الأمريكية فجر اليوم الجمعة، الفنان السوداني الشهير عبد الكريم الكابلي بعد صراع طويل مع المرض، ودخوله قسم العناية المركزة منذ أغسطس الماضي.
وجاءت نهاية هذا الفنان ـ صاحب المكانة المتفردة إذ جمع بين كونه شاعراً ومُلحناً ومُطرباً، زيادة على اهتماماته كباحث في التراث الشعبي السوداني ـ بعد مشوار حافل في عالم الغناء امتد أكثر من 60 عاماً،
ولد عبد الكريم عبد العزيز محمد وشهرته (الكابلي) في مدينة بورتسودان، شرق السودان عام 1932، واحتل مكانة مرموقة في أوساط السودانيين منذ بداية مسيرته الفنية وهو ما برز من خلال الاهتمام الرسمي والشعبي الكبير بوضعه الصحي، في السنوات الأخيرة بعد انتقاله للعيش مع أبنائه وأسرته في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكثر ما ميز مسيرة الكابلي، هو جمعه بين ثلاث مواهب يندر أن تجتمع في فنان، فإضافة إلى حسه الموسيقي المرهف فهو مثقف ومترجم وباحث تراثي من الطراز الرفيع.
فبعد أن أكمل دراسته في خمسينيات القرن الماضي التحق الكابلي بالقضاء السوداني وعمل به نحو 20 عاما، قبل أن يقضي بضع سنوات للعمل كمترجم في السعودية ليعود إلى السودان مرة أخرى محترفا الغناء ويتربع على قمة الهرم الفني مع عدد من كبار المبدعين السودانيين.
وبدأ الكابلي الغناء في الثامنة عشر من عمره؛ وظل يغني في دائرة جلسات الأصدقاء والأهل لمدة عقد من الزمان إلى أن واتته الفرصة الحقيقية في نوفمبر عام 1960، عندما تغني برائعة الشاعر تاج السر الحسن أنشودة آسيا وإفريقيا بحضور الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
وتغني كذلك بعدد من القصائد العربية؛ منها “أراك عصي الدمع” للشاعر أبو فراس الحمداني (932-968)، و”شذى الزهر” للشاعر المصري محمود عباس العقاد (1889-1964)، “وصداح يا ملك الكنار” للشاعر المصري أحمد شوقي (1870-1932). ومعزوفة “درويش متجول” لشاعرها السوداني الأصل محمد مفتاح الفيتوري (1936-2015).
ونعى نجل الفنان الكابلي «سعد» والده على صفحته على “فيسبوك”، وقال: “بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ننقل إليكم خبر وفاة الوالد عبد الكريم الكابلي…”.