أظهر استطلاع للرأي تراجعا في ثقة الأوروبيين بالولايات المتحدة ودعما لخطط زيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي بديلا عن الدعم الأمريكي، في أحدث مؤشر على التأثيرات المتلاحقة لقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ونقلت صحيفة لوباريزيان الفرنسية نتائج استطلاع الرأي التي أظهرت أن 70 بالمائة من الأوروبيين يرون أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يعتمد “على قوته الخاصة لضمان أمنه”، بينما يثق 10 بالمائة فقط ممن شملهم الاستطلاع بالولايات المتحدة لتحمل هذه المهمة.
وشمل الاستطلاع 9 دول هي: فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، ورومانيا، وبولندا، وإسبانيا، وهولندا، وبلجيكا، والدنمارك.
ففي ألمانيا مثلا، أظهر الاستطلاع أن 5 بالمائة فقط من المشاركين يعتقدون أن أوروبا لا تزال تستطيع الاعتماد على الولايات المتحدة لضمان دفاعها، وربطت جيزين فيبر المتخصصة في الأمن والدفاع الأوروبي تلك النتيجة بتداعيات خطاب جي دي فانس نائب الرئيس الأمريكي أمام مؤتمر ميونخ في فبراير الماضي حين وجّه انتقادات حادة للديمقراطيات الأوروبية.
ومنذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، تراجعت الثقة بين طرفي الأطلسي، إذ اعتبر 51 بالمائة من الأوروبيين ترامب “عدوا لأوروبا”، وقال 63 بالمائة إن انتخابه يجعل العالم “أقل أمانا”.
وامتد السخط ليشمل أعضاء إدارة ترامب، إذ يرى 8 من كل 10 أوروبيين أنه “لا يمكن الوثوق” بإيلون ماسك حليف ترامب والمسؤول عن إدارة الكفاءة الحكومية، وأيد 58 بالمائة منهم مقاطعة شركته “تسلا”.
وقالت الصحيفة إن أرقام الشركة المتخصصة في السيارات الكهربائية تؤيد هذا التوجه، إذ تراجعت التسليمات في الشهرين الماضيين بنسبة 44 بالمائة في فرنسا و70 بالمائة في ألمانيا.
ويرى 55 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع أن خطر نشوب نزاع مسلح في أوروبا خلال السنوات المقبلة “مرتفع”، وهو ما يجعل من مسألة تعزيز التعاون الدفاعي بين الدول الأوروبية أولوية.
وأوضحت فيبر أن “الأوروبيين يشعرون الآن بحاجة إلى الاستقلال عن الولايات المتحدة، هذا بوضوح تأثير ترامب”.
غير أن الاستعداد لتعزيز الإنفاق الدفاعي يتفاوت من دولة لأخرى، فبينما يرى 62 بالمائة من البولنديين أنه “من المُلح” زيادة استثمارات الاتحاد الأوروبي في الدفاع إلى 5 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي لتوفير الحماية من التهديدات الخارجية، يعتقد 62 بالمائة من الإيطاليين أن هناك “أولويات أخرى أكثر إلحاحا من الدفاع”.