وثّق الأسير الفلسطيني، حسن سلامة، في أول كتاب من نوعه، أحوال الأسرى الفلسطينيين في زنازين العزل بسجون الاحتلال الصهيوني، عبر مذكراته التي شملت خمسة آلاف يوم قضاها في زنازين العزل الانفرادي.
وحمل الكتاب الذي أصدره مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، عنوان “خمسة آلاف يوم في عالم البرزخ للأسير حسن عبد الرحمن سلامة في العزل الانفرادي داخل السجون الإسرائيلية”.
وجاء الكتاب في 224 صفحة من القطع المتوسط، تسطّر يوميات الأسير سلامة، المحكوم من الاحتلال بـ48 مؤبداً و35 عاماً، قضى منها نحو خمسة آلاف يوم في زنازين العزل في السجون الصهيونية.
وصاحب الكتاب هو القائد العسكري القسامي المعروف، ورفيق درب القائدين محمد الضيف ويحيى عياش، والذي قاد تنفيذ عمليات “الثأر المقدس”، ردّاً على اغتيال عياش عام 1996، وأصبح مطارداً للاحتلال الإسرائيلي حتى اعتقاله بعد إصابته بجروح خطيرة.
والكتاب يسلط الضوء على معاناة الأسرى وتجاربهم في سجون الاحتلال، وهو بمنزلة وثيقة وشهادة تاريخية تكشف بشاعة الاحتلال وظلمه وقمعه ولاإنسانيته.
“ليس مجرد مذكرات لسجين كأي سجين”..
وقدّم للكتاب رئيس حركة حماس في الخارج، خالد مشعل، مبينًا أن الكتاب “ليس مجرد مذكراتٍ لسجين كأي سجين، أو صفحات عادية من أدب السجون، إنما هي 13 عاماً وزيادة؛ قضاها الأسير سلامة لا هي بالحياة المعتادة في السجون، ولا هي بالموت، إنما هي حالة بينهما، يسعى من خلالها المحتلون لإشباع ساديّتهم بالانتقام من أبطال المقاومة وقادتها ورموزها”.
ويشرح الأسير سلامة في الكتاب، جوانب من المعركة الشرسة التي يخوضها الأسرى مجرّدين من كل شيء إلا من إيمانهم بالله وبعدالة قضيتهم، لانتزاع ما يمكن انتزاعه من حقوقهم.
“صمود الأسرى”..
كما يسلط الضوء على جوانب “رائعة” من صمود الأسرى، مستعرضاً الكثير من المواقف والقصص التي تجتمع فيها معاني الحرية والعزة والكرامة والتضحية، والحب والحنين والحزن والفرح.
وللإشارة، يمارس الاحتلال، سياسة العزل ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وبخاصة القادة منهم، إجراءً عقابيًّا بحقهم، وبغرض زعزعة استقرارهم وحرمانهم من حقوقهم بالتواصل مع العالم الخارجي وتلقي الزيارات العائلية، ووسيلةً لإخضاعهم ولإضعاف قدرتهم التنظيمية، وتشتيت صفوفهم، وشل قدرتهم على تنظيم نضالهم لتحقيق حقوقهم المكفولة كأسرى حرب.
يشار إلى أن العدد الإجمالي للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بلغ حتى نهاية أوت/أغسطس الماضي، نحو أربعة آلاف و650، منهم 32 سيّدة، و180 طفلاً، وقرابة 743 معتقلاً إداريًّا، وفق مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى.