في سياق تحليل الموقف الرسمي العربي ..الكيان يعتبرها حرباً وجودية فماذا نعتبرها نحن؟

في الكيان يعتبرون الحرب التي يخوضونها في قطاع غزّة حربًا وجودية، هذا ما صرّح به أكثر من مسؤول هناك، وعلى رأسهم الإرهابي بنيامين نتنياهو. فماذا تعني أن تكون حرب الكيان وجودية؟

يعني أنّهم سيسخّرون لها كلّ طاقاتهم؛ السّياسية والعسكرية والاقتصادية والاستخبارية والعلاقات الدّولية، ويعني أنّهم لن يتراجعوا عن تحقيق أهدافهم، ويعني أنّهم سيستخدمون كلّ وسيلة متاحة لهم مهما كانت قذارتها أو دناءتها، فضلًا أن تنتهك القوانين الدّولية وأبسط الحقوق الإنسانية. ولكن ماذا عنا نحن؟

الواقع أنّ الأنظمة العربية وعلى رأسها السّلطة الفلسطينية في رام الله تتعامل مع حرب الكيان الوجودية على أنّها مجرّد كارثة إنسانية حلّت على قطاع غزّة.

العرب والسّلطة الفلسطينية وجزء من حركة فتح لا يعتبرونها حرب استئصال للشّعب الفلسطيني، وعلى ضوء ذلك هم يتعاملون مع تداعيات العدوان الإنسانية؛ إلى جانب أنّها فرصة لاستعادة القطاع “المختطف” من قبل المقاومة و”محور الممانعة”!!

دعونا نتحدّث بصراحة؛ فالعرب والسّلطة الفلسطينية لا تعتبر أنّ هذه الحرب حربها، بل حرب حركة حماس والمقاومة وحدها! ويعتبرون أنّ كلّ الجرائم الصّهيونية من قتل وتدمير ما هي إلّا مجرّد عرض لذلك.

كان الواجب على السّلطة الفلسطينية أولًا، والعرب ثانيًا اعتبار هذه الحرب حربًا تحريرية، في مقابل اعتبارها من قبل الكيان حربًا وجودية، وبدل أن تكون مجرّد فرصة “رخيصة” لاستعادة القطاع، كان يمكن أن تكون فرصة ذهبية لتحرير غزّة والضفّة واستعادة الهيبة والكرامة المهدورة للفلسطينيين والعرب!

عبد الله المجالي - كاتب وإعلامي أردني

عبد الله المجالي - كاتب وإعلامي أردني

اقرأ أيضا