في خطوة تعكس تراجع نفوذ باريس وتزايد مطالب الدول الأفريقية باستقلالية قراراتها الأمنية والدفاعية، أعادت فرنسا قاعدتين عسكريتين إلى الحكومة السنغالية، منهية بذلك وجودًا عسكريًا استمر لعقود في البلاد.
وأعلنت السفارة الفرنسية بداكار، حسبما نقله موقع “يورونيوز”، تسليم قاعدتين عسكريتين والمنشآت والمساكن في منطقتي ماريشال وسانت إكزوبيري، يوم الجمعة، إلى الحكومة السنغالية.
وذكرت السفارة أن هذه الأحياء، التي تقع بالقرب من حديقة هان، كانت جاهزة للتسليم منذ صيف العام الماضي، وتم إنشاء لجنة مشتركة بين باريس وداكار الشهر الماضي لتنظيم عملية الانسحاب.
وتأتي هذه الخطوة بعد قرار الرئيس السنغالي، باسيرو ديوماي فاي، في أواخر العام الماضي، الذي أمر فيه جميع القوات الأجنبية بمغادرة البلاد، وكان الجيش الفرنسي قد أعلن مؤخراً عن إقالة 162 سنغاليًا كانوا يعملون في القواعد العسكرية الفرنسية.
تراجع النفوذ الفرنسي في أفريقيا
وفي السنوات الأخيرة، شهدت فرنسا انتكاسات في تواجدها العسكري في أفريقيا، خاصة في منطقة غرب القارة، حيث قامت دول مثل تشاد والنيجر وبوركينا فاسو بطرد القوات الفرنسية.
وأعادت فرنسا، الشهر الماضي، إلى ساحل العاج القاعدة العسكرية الكبيرة التي كانت تشغلها منذ حوالي خمسين عامًا قرب أبيدجان.
وسلمت باريس القاعدة التي تضم الكتيبة 43 للمشاة والبحرية في بور بويه، إلى ساحل العاج خلال حفل أُقيم بحضور وزيري دفاع البلدين تيني بيراهيما وتارا وسيباستيان لوكورنو.
ورُفع علم ساحل العاج في ساحة هذه القاعدة الاستراتيجية الواقعة بالقرب من مطار أبيدجان، وأعيدت تسميتها على اسم توما داكين وتارا أول رئيس أركان للجيش في ساحل العاج.