إعلام عربي متصهين.. هكذا يدخل الأعداء إلى بيوتنا

موضوع الإعلام العربي خاصّة الثّقيل منه هو جزء من موضوع الأمن العربي والنّظام العربي والوضع العربي ككل، حيث أنّ الإعلام العربي جزء من حالة عربية هشّة تابعة وفي أسوء الأحوال مطبّعة إلى درجة استضافة عسكريين صهاينة كمحلّلين من فلسطين المحتلّة وكخبراء وكضيوف في حصص خاصّة وبرامج وقت الذّروة وإدخالهم إلى البيوت العربية ومنه إلى الّلاشعور العربي كأشخاص عاديين رغم أنّهم قتلة ومجرمي حرب وكأنّ حرب الإبادة في غزّة قضية رأي ورأي آخر وهي في الأصل قضيّة حرب إبادة كاملة الأركان.

من هنا فإنّ ما يقوم به الإعلام العربي في العديد من قنواته ومحطّاته ومواقعه وصفحاته عبر المال والتّمويل واللّوجستيك هو تسويق ودعاية للسّردية الأخرى مقابل مصالح ومواقع وامتيازات تجعل من هذا الإعلام الذي لا يحمل من العربي إلّا الاسم، يقف في الجانب الخاطئ من الحقيقة، مقدّما صورة وصوت لا علاقة له بصوت العرب من القاهرة أيام زمان ولا بمبادئ بوليتزار في الصّحافة المعاصرة المستقلّة الواعية من حيث الموضوعية والاحترافية ممّا جعل بضاعته تردّ إليه من طرف الرّأي العام العربي بعد أن اكتشف أنّ هذه الأكشاك والعلب -إن صحّ التّعبير-، تغيّب وعيه ولا تحترم فكره وتصطف وراء مفاهيم ومعايير ومصالح أجنبية.

وفي الأخير، هي تخدم أجندات علب التّفكير الغربية في ضوء لعبة قذرة بالعقل وهي إذ تتجاهل ممارسات المخزن ضدّ شعبه المناهض يوميًا ليل نهار للإبادة في غزّة وللتّطبيع ولسياسات القصر الخارجية والدّاخلية، فلا غرو في ذلك لأنّها مأمورة بالتّضليل والتّزييف وصناعة الكذب فتجدها تتبنّى رؤية معيّنة للأحداث وتجعل من البهتان المخزني خطّ افتتاحي لها.

وقد كانت الحرب على غزّة كاشفة لمشاركة هذا النّوع العربي من الإعلام في قتل الإنسان والحقيقة والأيّام القادمة ستكون حبلى بأدوار أخرى لتمرير مشاريع التّطبيع وخيانة رسالة الإعلام الحر مقابل عقارات ودولارات تقدّمها لوبيات وجهات مأجورة في سبيل المشروع الصّهيوني من الخليج إلى المحيط في غياب وزراء الإعلام العرب وغياب العرب أصلًا.

عكنوش نور الصباح - خبير إستراتيجي جزائري

عكنوش نور الصباح - خبير إستراتيجي جزائري

اقرأ أيضا