أثارت تصريحات الشيخ الجزائري موسى عزوني جدلًا واسعًا في الأوساط الاجتماعية، بعدما أكد خلال خطبة له أنه “من لا يملك سكنًا، لا يجب أن يُزوَّج”، مضيفًا بلهجته المحلية: “تجي تخطبني في بنتي وما عندكش سكنة، غير أشرب قهوة وامشي”.
هذه الكلمات أشعلت موجة من النقاشات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد يرى أن امتلاك مسكن ضرورة لضمان استقرار الحياة الزوجية، ومعارض يعتبر أن هذا الطرح قد يعقد الزواج أكثر في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
بين دعم الشرط وتحميله أكثر من معناه
بالنسبة للبعض، فإن ما قاله الإمام يعكس حرصًا على مستقبل الفتاة، إذ أن السكن المستقل يضمن لها الاستقرار والراحة بعيدًا عن أي ضغوطات عائلية قد تحدث عند العيش مع أهل الزوج.
ويرى هؤلاء أن الزواج مسؤولية تتطلب الحد الأدنى من الاستقلال المادي، والسكن يأتي في مقدمة الأولويات، مستدلين بأن الشريعة الإسلامية نفسها تربط الزواج بالقدرة على تحمل أعبائه، لقوله ﷺ: “يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج”، حيث تشير “الباءة” إلى الاستطاعة المادية.
وفي المقابل، اعتبر آخرون أن تصريحات الإمام جاءت قاسية وغير واقعية، خاصة أن امتلاك منزل خاص ليس أمرًا سهلًا اليوم، خاصة مع ارتفاع أسعار العقارات لاوبحسب هذا الرأي، فإن اشتراط السكن المستقل قد يعيق الزواج ويزيد من نسبة العنوسة.
الإمام يوضح:” كلامي فُهم خارج سياقه”
بعد تصاعد الجدل، خرج الشيخ موسى عزوني عن صمته، مؤكدًا أن ما نُشر عنه كان مبتورًا من سياقه، وأنه لم يقل أبدًا إنه يرفض تزويج من يسكن مع أهله أو من يؤجر شقة صغيرة، بل كان كلامه موجهًا لمن لا يملك أي مكان للسكن ويريد الزواج دون استعداد مادي كافٍ.
وأضاف الشيخ في بيانه أن حديثه كان في إطار محاضرة تتناول المشاكل الزوجية وأسباب فشل بعض الزيجات، وليس فتوى تحرم الزواج على من يسكن مع عائلته.
كما أوضح أن السكن لا يعني بالضرورة امتلاك فيلا أو شقة فاخرة، مستشهدًا بكلام الفقهاء، ومنهم ابن حزم الأندلسي، الذي قال إن المسكن الشرعي للزوجة هو ما يقيها من البرد والحر وعيون الناس، ولو كان غرفة داخل بيت العائلة.
وشدد الشيخ على أن حديثه لم يكن تقليلًا من شأن الشباب الفقراء، بل كان تأكيدًا على ضرورة تحمل المسؤولية والاستعداد المسبق لبناء أسرة مستقرة.
وختم الشيخ بيانه بالتأكيد على أنه لم يقصد إطلاقًا تحقير الشباب غير القادرين، وأنه لطالما ساند المقبلين على الزواج، ودعا إلى تدخل الدولة لتوفير السكن والمساعدة للشباب، لكنه أيضًا شدد على أن مسؤولية الأب تجاه ابنته تجعله حريصًا على تزويجها لشاب قادر على توفير الحد الأدنى من الاستقرار، وليس لمن يدخل الزواج دون أي إمكانيات مادية.