المحلّل السياسي الفلسطيني عبد الله العقرباوي: هكذا أعادت معركة “طوفان الأقصى” تشكيل سياسة المنطقة

أفاد المحلّل السياسي الفلسطيني، عبد الله العقرباوي، أنّه ممّا لا شك فيه أنّ عملية “طوفان الأقصى” أماطت اللثام عن الكثير من الحقائق وعلى أكثرِ من صعيد، فاليوم شكل المنطقة أصبح مختلفا تماماً، كما أنّ معادلات الردع في المنطقة كذلك تغيّرت، والنظرة إلى القضية الفلسطينية بعد أن كادت تُطوى بسبب موجة التطبيع العربي التي سبقت طوفان الأقصى، هذا كله اليوم أصبح وراء الظهر وأصبحت القضية الفلسطينية مطروحةً على الطاولة الدولية، وأصبح الحديث يدور حول ضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الوطنية المشروعة.

وفي هذا الصدد، أوضح الأستاذ العقرباوي، في تصريح لـ “الأيام نيوز”، أنّ صورة “إسرائيل” وبوجهها الحقيقي أصبحت مطروحةً أمام العالم بأسره، من خلال مشاهد الإبادة الجماعية التي تتمادى آلة الحرب الصهيونية في ارتكابها بحق الأبرياء والعزل في قطاع غزّة، وأصبح يتبادرُ إلى ذهن الأجيال وقطاعات واسعة نقابية وطلابية وسياسية، سؤال حول أصل هذا الصراع ولماذا هذا الصراع موجود ولماذا “إسرائيل” تحظى بهذا الدعم وبهذه الاستثنائية، ولماذا هذه الأجيال في أوروبا وفي الولايات المتحدة الأمريكية تحظى بحرية التعبير حول مختلف المسائل وحريات عامة حول كل شيء، أمّا عندما يتعلق الأمر بالكيان الصهيوني فتنقلب المعادلة وتسود حالة من القمع تقودها المؤسسات السياسية والأكاديمية ويُرفع شعار معاداة السامية كأداة لقمع الاحتجاج على سلوك “إسرائيل” الإجرامي.

في السياق ذاته، أشار محدثنا، إلى أنّ هذه الأسئلة باتت الآن مطروحة وبحدّة على كافة المستويات والفضل في ذلك يعود لـ “طوفان الأقصى” هذه العملية التاريخية التي أعادت القضية الفلسطينية إلى مكانتها المناسبة وأوقفت مشاريع التطبيع المغرضة، وها نحن اليوم نقف على عتبات طرح الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وفي هذا الشأن، يرى الخبير في السياسة أنّ الاعتراف بالدولة الفلسطينية لن يكون حلاً كافياً ومُرضياً لأبناء الشعب الفلسطيني، لأنه يدرك يقينا أنها مجرد اعترافات شكلية ولا تمارس ضغوطا حقيقةً على الكيان الصهيوني، كما أنها لا تنعكس على سياساته على أرض الواقع، فقط تدخل في دائرة ذر الرماد في عيون الجماهير الأوروبية والأمريكية والنخب هناك حول أن هناك موقفا متوازنا لحكومات هذه الشعوب وأنها تعترف بالقضية الفلسطينية لأهمية ذلك من الناحية السياسية والديبلوماسية.

هذا، وأكّد العقرباوي، على ضرورة استمرار حملة الضغط على “إسرائيل”، حتى يتحوّل هذا الاعتراف إلى فرض للحقائق على الأرض وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة، واللجوء إلى فرض عقوبات على الاحتلال في حال لم يستجب لذلك، منوّها إلى أنّ الدولة التي يعترفون بها غير موجودة على الأرض وهذه النقطة مهمة جدا، حيث أنّ هناك حالة من التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية وتمدد عمراني وسكاني للمستوطنين وسيطرة أمنية لجيش الاحتلال ولا يوجد سيادة فلسطينية حقيقية على الأرض.

وفي ختام حديثه لـ “الأيام نيوز”، أفاد المحلّل الساسي الفلسطيني، عبد الله العقرباوي، أنّ المواقف الأوروبية والأمريكية الرسمية إن كانت تريد أن تكون فعلا منسجمة مع ما تعلنه من مبادئ، عليها أن تفرض عقوبات على الكيان الصهيوني وعليها أن تسهم في فرض الأمر الواقع وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة، وإلا فإنّ “طوفان الأقصى” هذا النموذج الذي كان وراء كل هذه التحولات سيبقى حاضرا وشاخصا أمام الجميع والطوفان لم ينتهي بعد كما لم تنته تداعياته بعد، وفرص تكراره لا تزال قائمة مادام هناك احتلال صهيوني سافر لأراضي فلسطين.

سهام سعدية سوماتي - الجزائر

سهام سعدية سوماتي - الجزائر

اقرأ أيضا