ديلمي: “إشراك الشباب في تربية المواشي ضرورة لضمان استدامة الثروة الحيوانية”أكد الأمين العام للاتحاد العام للفلاحين الجزائريين، عبد اللطيف ديلمي، ، أن غالبية الموالين في الجزائر من كبار السن، مما يستدعي وضع برامج عاجلة لاستقطاب الشباب، خاصة خريجي الجامعات العاطلين عن العمل، وتحفيزهم على اقتحام مهنة تربية المواشي والدواجن.
وأوضح ديلمي، خلال استضافته في برنامج “ضيف الصباح” على القناة الأولى للإذاعة الجزائرية، هذا الثلاثاء، أن الدولة مطالبة بتقديم دعم أكبر للشباب الراغبين في الاستثمار في هذا المجال، من خلال توفير التكوين، وتقديم قروض بنكية ميسرة، وتمكينهم من شراء القطيع والأعلاف وبناء الإسطبلات، خصوصًا في الولايات السهبية الـ14، التي تعدّ القلب النابض لشعبة تربية المواشي في الجزائر.
العصرنة ودعم شعبة المواشي لمواجهة التحديات
وأشار ديلمي إلى أن القطاع الفلاحي يُعتبر ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني، بفضل جهود العصرنة واستخدام أحدث التقنيات العلمية والتكنولوجية.
وفي هذا السياق، ثمّن قرار رئيس الجمهورية باستيراد نحو مليون رأس من الماشية تحسبًا لعيد الأضحى المبارك، معتبرًا أن هذا القرار جاء استجابة لأسباب موضوعية، أبرزها نقص القطيع بسبب موجة الجفاف المستمرة منذ أكثر من عقد، والتي أثرت على توفر الأغذية والمياه، فضلًا عن استغلال المضاربين للوضع لرفع الأسعار.
وأضاف ديلمي: “نشكر رئيس الجمهورية على جهوده لدعم شعبة تربية المواشي وإنتاج اللحوم، ونعتبر أن عملية الاستيراد المبرمجة مفيدة جدًا، إذ ستُساهم في الحفاظ على الثروة الحيوانية الوطنية، وتخفيف الضغط على المربين والموالين، وتقليل اللجوء إلى ذبح إناث الماشية، مما يحمي الإنتاج على المدى البعيد.”
وشدد الأمين العام للاتحاد العام للفلاحين الجزائريين على أن الجزائر تمتلك أفضل السلالات في العالم، داعيًا إلى ضرورة ضبط عملية الذبح بحيث تقتصر على الإناث العقيمات أو المريضة أو الكبيرة في السن، مع ضرورة محاربة المضاربة، وتشديد الرقابة على المذابح والحد من الذبح العشوائي وغير الشرعي.
الإصلاحات المطلوبة لتنمية شعبة تربية المواشي
ولضمان تنمية شعبة المواشي، أكد ديلمي الحاجة إلى تحسين البنية التحتية الريفية، بما يشمل توفير المياه، منح رخص لاستغلال المياه الجوفية، بناء السدود والحواجز المائية، فتح الطرقات، توفير وسائل النقل والكهرباء، وتحسين ظروف العيش في المناطق النائية التي يقطنها الموالون، من خلال إنشاء المراكز الصحية والمدارس.
وفي هذا الإطار، شدد ديلمي على أهمية تحفيز الشباب على دخول هذا المجال، خاصة في ظل عزوفهم عنه بسبب قلة الدعم وغياب آليات التشجيع، مؤكدًا أن إدماج خريجي الجامعات في هذه الشعبة سيسهم في إدخال أفكار جديدة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة والتسيير العصري للثروة الحيوانية.
مقترحات لتعزيز الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي
واقترح ديلمي على السلطات العمومية وقف دعم مادة الشعير، مع تخزينها داخل الإسطبلات طوال السنة، إلى جانب السماح بإنتاج الأعلاف والأغذية في الجنوب الكبير، نظرًا لوفرة المياه الجوفية، وتصديرها إلى المناطق السهبية وشمال البلاد لدعم الإنتاج وتسهيل عملية تربية المواشي.
كما توقع أن تعلن وزارة الفلاحة، خلال الأسابيع المقبلة، عن نتائج الإحصاء الأخير لرؤوس الماشية في الجزائر، مشيرًا إلى أن البلاد قادرة على الوصول إلى 40 مليون رأس خلال السنوات المقبلة، مما سيمكنها من تحقيق الاكتفاء الذاتي، والتحرر من التبعية الغذائية للخارج في المواد الاستراتيجية، شرط توفير الظروف الاقتصادية والمناخية الملائمة.