أعربت المغنية الجزائرية-الفرنسية سعاد ماسي عن حزنها إزاء تدهور العلاقات بين البلدين، داعية إلى الحوار والتفاهم بدلاً من التصعيد.
وأكدت في تصريحات لها خلال حفلة موسيقية بدار أوركسترا برلين الفيلهارمونية، أن “هذا الوضع يؤلم الجميع”، مشيرة إلى أن عائلتها في الجزائر وابنتيها المولودتين في فرنسا لا يفهمون “سباق الكراهية” المتزايد.
وتشهد العلاقات بين البلدين توتراً متزايداً في الأشهر الأخيرة، تجلّى في ملفات عديدة، أبرزها دعوات التخلي عن اتفاقية الهجرة، ومسألة ترحيل المهاجرين غير النظاميين، والتصريحات العدائية المتكررة من شخصيات سياسية فرنسية محسوبة على اليمين المتطرف.
وقد استغل اليمين المتطرف بقيادة حزب “التجمع الوطني” الذي ترأسه مارين لوبان، الأزمة الحالية للدفع نحو سياسات أكثر تشدداً تجاه الجزائر والجالية الجزائرية في فرنسا، فقد دعا الحزب إلى إلغاء اتفاقيات 1968 التي تمنح الجزائريين وضعاً خاصًّا في ما يتعلق بالإقامة والعمل في فرنسا، معتبرين أنها “لم تعد تتماشى مع مصالح فرنسا”.
كما طالب النائب عن الحزب، جوليان أودول، بحظر أي احتفالات تقيمها الجالية الجزائرية بمناسبة ذكرى ثورة التحرير، واصفاً جبهة التحرير الوطني الجزائرية بـ”المنظمة الإرهابية”، وهو تصريح أثار غضباً واسعاً في الأوساط الجزائرية.
بالإضافة إلى ذلك، شهدت الأشهر الأخيرة تصاعد حملات التضييق على المحلات التي تبيع المنتجات الحلال، بحجة فرض قيم الجمهورية الفرنسية، حيث اتُّهمت بعض البلديات الخاضعة لإدارة اليمين المتطرف بالتمييز ضد التجار المسلمين.
كما شهدت مدن فرنسية عدة تصريحات عدائية ضد الجزائريين، سواء من شخصيات سياسية أو من ناشطين في اليمين المتطرف.
انتقادات للتمييز ضد المسلمين
في ظل هذه الأجواء، وجه البرلماني الأوروبي السابق، كريم زريبي، انتقادات لاذعة للسياسيين الفرنسيين بسبب مواقفهم تجاه المسلمين، معتبراً أن “ما يحدث لا يعكس سلوك رجال دولة حقيقيين”.
واستنكر انشغال السياسيين بـ”مهاجمة امرأة ترتدي الحجاب في رحلة مدرسية”، متسائلاً إن كان هذا هو مستوى السياسة في فرنسا.
وأشار زريبي إلى التناقض في تعامل السلطات الفرنسية مع القضايا الدينية، قائلاً: “يستهدفون محلات الجزارة الحلال، بينما يحتفلون بحانوكا في قصر الإليزيه، ويزينون البلديات بمغارات الميلاد، ولم يعترض المسلمون أبداً… فلماذا لا يتركونهم وشأنهم؟”.
أمام هذا التصعيد، شددت ماسي على أهمية التهدئة، قائلة: “بالنسبة لجميع هؤلاء الشباب، سيكون من الجيد أن يجلس المسؤولون حول طاولة واحدة ويتحدثوا مثل زوجين يمران بأزمة”، في إشارة إلى ضرورة إيجاد حلول دبلوماسية تحترم مصالح الطرفين.