ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين محمد الحمامي: هذه ثمرة تعالي الأصوات الداعمة للحق الفلسطيني

أبرز ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالجزائر، محمد الحمامي، أنّ معركة “طوفان الأقصى” كان لها جملةٌ من التداعيات والانعكاسات الكبرى، سواءً كان ذلك على مستوى الداخل الفلسطيني، أو على المستويين الإقليمي والدولي، فبالنسبة لتداعيات هذه العملية التاريخية على المستوى الفلسطيني، فمن المهم أن نتحدث عن وجود حالة من التوافق بين كل مكوّنات الحالة الفلسطينية حول البرنامج السياسي.

فالمعادلة الذهبية تتحدث عن الوحدة وعن المقاومة، فالوحدة الوطنية هي طريقنا إلى النصر كما المقاومة هي طريقنا إلى النصر  كذلك، وهذا هو المطلوب فلسطينيا الوحدة حول البرنامج السياسي الذي بتنا الآن متحدين ومتفقين عليه بين كل مكونات الحالة الفلسطينية، كل هذا يتطلب تطوير وتفعيل البيت الفلسطيني المتواجد أصلا وهو منظمة التحرير الفلسطينية هذا الإطار الجامع للكل الفلسطيني.

النقطة الثانية التي تطرق إليها الأستاذ الحمامي في تصريحه لـ “الأيام نيوز”،  تتعلق بتداعيات معركة “طوفان الأقصى” على المستوى الدولي، حيث أشار محدثنا إلى أنّ هذه هي أول حرب بعد الحرب العالمية الثانية، حيث أنّ ما يحدث في أوكرانيا له تداعيات على المستوى الأوروبي ولا يوجد له انعكاسات على منطقة آسيا أو إفريقيا.

في حين أنّ “طوفان الأقصى” لم يقتصر تأثيرها على مستوى فلسطين أو على مستوى الإقليم، بل كانت لهذه العملية التاريخية تداعيات كبرى على مجمل النظام السياسي العالمي، حتى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد قادرة على قراءة المتغيرات التي أحدثها هذه العملية، ومن هنا هرولت منذ اليوم الأول لدعم الاحتلال الصهيوني في عدوانه على قطاع غزّة، حيث أرسلت كل إمكانياتها العسكرية من أجل إسناد وإنقاذ ربيبتها “إسرائيل” في منطقة الشرق الأوسط، لأن أمريكا لا تقبل بأيّ شكلٍ من الأشكال أن يكون لها منازع أو منافس في المنطقة.

في السياق ذاته، أوضح ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أنّ ما حدث بتاريخ السابع من أكتوبر الماضي، حرّك شعوب العالم وفتح المجال أمام مظلومية الشعب الفلسطيني لأزيد من 56 عاما أمام مشروع صهيوني لا يعترف بالدولة الفلسطينية ولا يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني وهذا ما صرح به قادة الاحتلال الصهيوني المجرم وتحديدا ما جاء على لسان سموتريتش وبن غفير وزعيم هذه العصابة بنيامين نتنياهو الذي قال “لن نعترف بشيء اسمه دولة فلسطين”، فطوفان الأقصى أوضح مظلومية الشعب الفلسطيني وحقيقة الرواية الفلسطينية وأن هذا الشعب يعيش تحت وطأة احتلال نازي فاشي لا يعترف بوجود الشعب الفلسطيني وإنما هدفه هو قتل وتهجير هذا الشعب عن أرضه.

على صعيدٍ متصل، أبرز الحمامي أنّ المبادرة التي وضعتها دول عربية عام 2002، للأسف الشديد لم تلق استجابة لا من “إسرائيل” ولا من الولايات المتحدة الأمريكية ولم يتمسك بها حتى من طرحها، فهرولت هذه الدول نحو التطبيع وإقامة علاقات مع سلطة الاحتلال، وحتى في ظل الإبادة الجماعية والقتل الجماعي والتطهير العرقي الذي يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل في القطاع، لم تتخذ هذه الدول العربية الخانعة المواقف التي تريدها شعوبها ونتحدث هنا عن قطع علاقاتها مع هذه الدولة المارقة التي لا تحترم لا حقوق الإنسان ولا القوانين الدولية بل تعتدي أصلا على الشعوب العربية وتهين سيادتها كلما سنحت لها الفرصة.

إجماع دولي حول حقوق الشعب الفلسطيني

إلى جانب ذلك، أفاد الحمامي، أنّ مسار التطبيع توقف لكنه لم ينته بعد، لأن هذه الدول العربية الخانعة والتابعة للولايات المتحدة الأمريكية لا يوجد خيار أمامها إلا مواصلة هذا الخنوع والانبطاح إلى أمريكا، فهي لا ترى مصالح شعوبها وأن دولها تتعرض للنهب على يد الإمبريالية الأمريكية، فكل المبادرات التي طرحتها هذه الدول هي مبادرات تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني، الذي صنع بصموده وبسالة مقاومته التغيير وأحدث زلزالا أمنيا وعسكريا وسياسيا لسلطة الاحتلال، وأحدث متغيرات إقليمية ودولية فتحت الأبواب أمام سلسلة من الاعترافات بدولة فلسطين، كان آخرها الموقف الجزائري الجريء عندما تم طرح مشروع التصويت في مجلس الأمن بالاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة السيادة، وتم وضع الفيتو من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي وقفت وحدها منعزلة إلى جانب هذا العدوان بعدما صوتت 12 دولة لصالح القرار فيما امتنعت دولتان هما بريطانيا وسويسرا، فكان هناك إجماع دولي حول حقوق الشعب الفلسطيني.

في سياق ذي صلة، أشار المتحدث إلى أنّ ما تشهده الدول الأوروبية من ضغوطات من قبل شعوبها المناصرة للحق الفلسطيني سيفتح المجال أمام الاعتراف بالدولة الفلسطينية نتيجة الصمود ونتيجة المقاومة ونتيجة فضح الرواية الصهيونية التي روج لها الغرب الذي لطالما اعتبر “إسرائيل” دولة ديمقراطية تمتلك جيشا لا يقهر، هذا كله بات مكشوفا ومفضوحا أمام العالم اليوم وأصبح الجميع يدركُ يقيناً أن الكيان الصهيوني مجرد كيان مجرم لا يمت للإنسانية بصلة.

كما أنّ ما تعيشه الجامعات الأمريكية من طوفان بشري للطلبة الذين اعتصموا وتعرضوا للضرب والاعتقال دليل آخر على أن الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعي حرية الرأي والتعبير عندما يتعلق الأمر بـ”إسرائيل” تتجاوز كل هذه المعايير وتدعم سلطة الاحتلال حتى وإن تطلب الأمر الاعتداء على الطلاب وقمعهم وفض اعتصاماتهم وزجهم بالسجون، إضافة إلى ذلك فإنّ انتقال هذه الاحتجاجات إلى دول أوروبية على غرار بريطانيا وفرنسا وأيضا إلى العديد من الدول الغربية الأخرى، هو رسالة واضحة إلى دعم وإسناد الشعب الفلسطيني من أجل إنهاء هذا الظلم وهذا الاحتلال الذي يتعرض له الفلسطينيون منذ نحو 76 عاماً.

خِتاماً، جدّد ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالجزائر، محمد الحمامي، تأكيده على أنّ معركة “طوفان الأقصى” أحدثت جملة من التغييرات سواءً على المستوى الفلسطيني أو الإقليمي أو الدولي، لافتاً في السياق ذاته إلى أنّ هذا الصراع لن ينتهي خلال الأيام أو الأشهر أو السنوات القليلة القادمة، لأنّ الصراع مع الاحتلال هو صراع مفتوح والعدوان الصهيوني الجائر على قطاع غزة هو أحد فصول هذا الصراع، الذي يتطلب الوحدة الوطنية واستمرار المقاومة بكل أشكالها وتواصل حملات حشد الدعم الدولي لصالح القضية الفلسطينية، وكل ذلك يتطلب من القيادة السياسية الفلسطينية أن تعي جيّدا أن كل المشاريع التي تطرحها الولايات المتحدة الأمريكية مسمومة ولا تصب في خدمة الشعب الفلسطيني، وعليه فمن المهم جدّا الالتفاف حول منظمة التحرير الوطنية التي بات كل أبناء الشعب الفلسطيني متفقين اليوم على إعادة إحيائها وتفعيلها وتطويرها لأن ذلك هو العنوان الضاغط على المجتمع الدولي والضاغط على الجميع من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

سهام سعدية سوماتي - الجزائر

سهام سعدية سوماتي - الجزائر

اقرأ أيضا