مواطنون أم كائنات “زومبي”؟.. شعب “العيّاشة” تحت تأثير سياسة نظام المخزن

في سبيل دعم أطروحته الاستعمارية للصحراء الغربية، يستمر نظام المخزن المغربي -منذ عقود – في ممارسة سياسة شيطانية على مواطنيه الذين أصبحوا ضحايا أخطر برنامج غسيل دماغ حوّلهم إلى مجرد “زومبي” غير قادرين على التفكير وتحليل الحقائق.

وأعرب عبد الإله عيسو – ضابط سابق ضمن الجيش المغربي – في تصريح لصحيفة صحراوية، عن أسفه للسياسة التي تستخدمها السلطات المغربية لتخدير الشعب المغربي والتأثير عليه لدعم أطروحته الاستعمارية في الصحراء الغربية، قائلا “بالنسبة إلي، (…) المغاربة عانوا وما زالوا يعانون، منذ عقود، من غسيل دماغ خطير جدا ومتطوّر جدا، حوّلهم إلى مجرّد (زومبي) بسطاء غير قادرين على التفكير وتحليل الحقائق”.

وفي تعقيبه على النزاع في الصحراء الغربية، أكّد الضابط المغربي السابق الذي يقيم حاليا بإسبانيا، أنه “لا خيار أمام الشعب الصحراوي، في المرحلة الحالية، سوى مواصلة الكفاح المسلّح من أجل استرجاع حريته واستقلاله”، منتقدا أداء منظمة الأمم المتحدة في مسار التسوية التي لم تكن في يوم من الأيام مؤسّسة عادلة أو موثوقة، إنما أداة للهيمنة في أيدي القوى الغربية.

وتزامنا مع إحياء الذكرى الـ51 لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو)، شدّد الضابط المغربي السابق، عبد الإله عيسو، والمتطلع على خبايا قضية الصحراء الغربية، أنه لا خيار اليوم أمام الشعب الصحراوي سوى مواصلة الكفاح المسلّح من أجل افتكاك حريته واستقلاله، مضيفا بالقول “يمكنهم أن يفعلوا ما هو أفضل، والحصول على المزيد من الدعم غير المشروط ليتمكنوا من مواصلة كفاحهم المسلّح”.

واعتبر الضابط المغربي السابق، استسلام الصحراويين في هذه المرحلة من النزاع لضغوط الدول الغربية التي تزوّد المغرب بالعتاد والسلاح، “سيكون بالفعل خيانة للقضية”، فلا خيار لهم سوى التمسك “بالقتال والمقاومة حتى الموت”.

واعتبر عيسو أنّ سياسة الكيل بمكيالين التي يعتمدها الغرب الذي يدعم ماديا وسياسيا المغرب في احتلاله للأراضي الصحراوية من جهة ودعوته للصحراويين إلى التهدئة والدخول في مفاوضات سلمية من جهة أخرى، ليس “إلا نفاقا غربيا ليس له مثيل وهي نفس السياسة التي يعتمدها في القضية الفلسطينية، حيث أنهم يسلّحون من جهة الكيان الصهيوني ويدعمونه، ومن جهة أخرى يطالبون الفلسطينيين المضطهدين بالتهدئة”.

وخلال تقييمه لدور هيئة الأمم المتحدة لتسوية النزاع في الصحراء الغربية، انتقد الضابط المغربي السابق أداء هذه الهيئة الأممية التي قال إنها “لم تكن في يوم من الأيام مؤسّسة عادلة أو موثوقة، بل شكّلت على الدوام أداة للهيمنة في أيدي الدول القوية، وخاصة القوى الغربية”، مستشهدا في السياق، بما يحدث في الأراضي الفلسطينية.

وأمام هذا التخاذل الأممي، دعا الضابط العسكري المغربي السابق، عبد الإله عيسو، الصحراويين “إلى مواصلة نضالهم الدبلوماسي” من أجل المرافعة لصالح قضيتهم العادلة والتنديد بتماطل الهيئات الأممية في تسوية النزاع في الصحراء الغربية الذي طال أمده.

وبالنسبة إلى الضابط المغربي السابق، فإنّ دعمه لقضية الصحراء الغربية نابع من قناعته بعدالة القضية، موجّها بالمناسبة رسالة إلى المعارضة المغربية في الخارج، التي وجّه لها مرارا وتكرارا نداءات للوحدة فيما بينها، معربا عن خيبة أمله من ردة فعل هذه المعارضة الزائفة.

للإشارة، ولد الضابط المغربي السابق عبد الإله عيسو، بتطوان في شمال المغرب عام 1965، وتخرّج برتبة ملازم ثان في سلاح المشاة في الأكاديمية العسكرية بمكناس عام 1988، وتم تعيينه في العام نفسه على خط المواجهة في الصحراء الغربية، حيث بقي حتى نهاية عام 1999.

لطالما قدّم عبد الإله عيسو، نفسه على أنه ضابط سابق في الجيش المغربي، ومعارض لنظام محمد السادس. فبعد أن غادر المغرب في عام 2002، يعتبر اليوم من أبرز المعارضين والمنتقدين للنظام المغربي.

وقد نجا عيسو من عدة محاولات لاغتياله أثناء إقامته في إسبانيا، بما في ذلك محاولة اختطاف في مدريد عام 2010، وحادث سيارة كاد أن يودي بحياته مؤخرا ونجا منه بأعجوبة، وهو ما يعزوه إلى شبكة التجسّس المغربية العاملة في إسبانيا.

وحيد سيف الدين - الجزائر

وحيد سيف الدين - الجزائر

اقرأ أيضا