مع اقتراب عيد الفطر المبارك، كشف المدير العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، السعيد زرب، استحداث تقنية التواصل المرئي عن بعد بين المساجين وأهاليهم، حيث ستدوم المكالمة مدة لا تقل عن 20 دقيقة، وفق شروط وإجراءات محددة.
وأوضح زرب أن هذه الخدمة ستنطلق تدريجيا بداية من مؤسسات الجنوب،وذلك بـ 33 محكمة موزعة عبر 9 ولابات جنوبية، أين يقوم المواطن بتقديم بطاقة الهوية الوطنية والرخصة المعتادة لزيارة ابنه المسجون ثم يقدم طلبا في الشباك الموحد.
وقد تم تحديد أيام السبت بحكم أنه لا توجد محاكمات، وكذا الأعياد الوطنية الدينية لإجراء هذه الخدمة التي ستنطلق تدريجيًّا بداية من مؤسسات الجنوب.
كما أكد أنه تم استقبال طلبات عدة للشروع في تفعيل هذه الخدمة التي ستدوم وستعمم على المستوى الوطني، مشيرا إلى أنه وإلى جانب هذه التقنية الحديثة يبقى المسجون من حقه الاستفادة من رؤية عائلته كل 15 يوما.
وأكد زرب، خلال استضافته في برنامج “ضيف الصباح” للقناة الإذاعية الأولى، أن قطاع السجون في الجزائر شهد تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة.
وأوضح زرب أن الدولة تعمل على إغلاق المؤسسات العقابية القديمة التي لا تستوفي المعايير المعتمدة، مقابل إنشاء هياكل جديدة تتماشى مع متطلبات التكفل الأمثل بالمساجين، سواء في مجالات التعليم، الرياضة، الصحة، أو الدعم النفسي، كما يتم التركيز على تحسين ظروف العمل لموظفي القطاع عبر برامج تكوين اجتماعية ومهنية.
وأشار زرب إلى أن القطاع يوظف أطباء، متخصصين نفسانيين، وجراحي أسنان، بالإضافة إلى استحداث عيادات داخل المؤسسات العقابية والتنسيق مع وزارة الصحة لانتداب أطباء مختصين، بما يضمن تقديم رعاية طبية دورية للمساجين.
وعلى صعيد إعادة الإدماج، كشف ضيف القناة الأولى أن المؤسسات العقابية تعتمد استراتيجية متكاملة تهدف إلى تمكين المحبوسين من مواصلة تعليمهم واكتساب مهارات جديدة.
وسجلت السنة الماضية نسب نجاح مميزة، حيث بلغت 63.43% في شهادة البكالوريا و44.86% في شهادة التعليم المتوسط.
أما خلال السنة الجارية، فقد انخرط 7,242 من المساجين في برامج محو الأمية، و36,339 في التعليم عن بعد بالطورين المتوسط والثانوي كما بلغ عدد المسجلين لاجتياز امتحان البكالوريا 5,059 محبوسًا، في حين سيتقدم 7,244 محبوسًا لامتحان شهادة التعليم المتوسط.
وفي مجال التكوين المهني، ارتفع عدد التخصصات إلى 162، مسجّل بها 71,093 محبوسًا، إلى جانب 2,274 مسجلًا في برامج التكوين الحرفي.
وأكد المدير العام لإدارة السجون أن المساجين يستفيدون من فرص تشغيل أثناء فترة العقوبة لتعزيز مهاراتهم، مما يمكنهم بعد الإفراج من الحصول على قروض لإنشاء مشاريع مصغرة، مع متابعة مستمرة من المصالح الخارجية لضمان إعادة إدماجهم في المجتمع بنجاح.
.