هرولة دول الخليج للتطبيع مع “إسرائيل”.. كوندوليزا رايس تكشف المستور

زعمت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس أن العلاقات بين “إسرائيل” ودول الخليج قد تحسنت بسبب الاهتمام الإقليمي بقطاع التكنولوجيا الإسرائيلي.

وقالت رايس في منتدى آسبن الأمني إن “دول الخليج لم تسارع في عمليات التطبيع حباً في “دولة يهودية ديمقراطية”، بل بسبب إدراك هذه الدول بأنها لن تستطيع الاعتماد فقط على النفط أو تحديث الاقتصاد إلا أذا تعاملت مع إسرائيل التكنولوجية”.

ووصفت رايس، وزيرة الخارجية في عهد الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، رحلة الرئيس بايدن إلى الشرق الأوسط بأنها “جيدة جداً”.

كوندوليزا رايس الحافل كانت زعيمة دبلوماسية الحروب في أفغانستان والعراق في زمن رئاسة جورج بوش الإبن ثانيا، ولكونها صاحبة “نظرية الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط”، التي نراها تتجسد حاليا حروبا، ودولا فاشلة، وتهجيرا، وتقسيمات طائفية.

كوندوليزا رايس التي خدعت الكثيرين من الكتاب و”المفكرين” العرب من خلال تبريرها للحربين المذكورين آنفا (افغانستان والعراق) بالحديث عن تحويلهما جنتين للديمقراطية وحقوق الانسان والرخاء الاقتصادي، اعترفت في محاضرة لها القتها مؤخرا، في معهد بروكينغ الأمريكي “أن الولايات المتحدة لم تذهب إلى غزو أفغانستان عام 2001، والعراق عام 2003 من أجل تحقيق الديمقراطية، بل للإطاحة بحركة طالبان التي وفرت ملاذا آمنا لتنظيم “القاعدة”، وحكم الرئيس العراقي صدام حسين في بغداد، الذي كنا نظن أنه كان يعيد بناء ترسانة من أسلحة الدمار الشامل”.

الحكومات التي تسير في الفلك الأمريكي وتستضيف قواعد عسكرية أمريكية، وتآمرت على العراق وأفغانستان، وغزت اليمن لاحقا، لم تتعرض لغزو أمريكي، ولم تشهد ثورات تطالب بالحرية وحقوق الانسان وتطبيق القيم الديمقراطية، بل استمرت في الحكم، وانتقلت إلى مقعد القيادة في المنطقة العربية، وهيمنت على الجامعة العربية، ومولت حروب التفتيت وأسلحتها، رغم أنها لم تعرف الحد الأدنى من أشكال الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان، ولم يعرف مواطنوها صناديق الاقتراع، أو البرلمانات المنتخبة.

وكثيرةٌ هي الأفكار التي تراود الإسرائيليين، والمشاريع التي يحلمون بها في منطقة الشرق الأوسط، الذي ظن البعض أن بذرته الأولى التي زرعتها وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق كونداليزا رايس قد ماتت، وأن الشرق الأوسط الجديد الذي دعت إلى تشكيله قد انتهى، ولم يعد من الممكن إعادة بعث الحياة فيه، أو التنظير له والعمل على إنشائه، وأن المخططين الكبار وقوى الاستعمار التي تغيرت أسماؤهم وتبدلت أدوارهم قد يأسوا من مشروعهم، وصرفوا النظر عنه، وسلموا بموته قبل أن يولد.

أرادت كونداليزا رايس في مشروعها “الشرق الأوسط الجديد” أن تحمي الكيان الصهيوني، وأن تجعل منه دولةً طبيعيةً في المنطقة، تربطها علاقاتٌ طيبةٌ بجيرانها العرب، وتتبادل وإياهم الاعتراف والتمثيل الدبلوماسي، وتنشأ بينهم علاقاتُ تعاونٍ وحسن جوار، على قاعدة الاحترام المتبادل واتفاقيات عدم الاعتداء، وتتعاون معهم في خلق مجتمعٍ مزدهرٍ اقتصادياً، يتمتع سكانه بالرفاه والرخاء، بعيداً عن الحروب والقتل والتدمير والخراب.

المؤكد أن الإسرائيليين لن يكتفوا هذه المرة باتفاقيات سلامٍ باردة مع الدول العربية، يتم فيها الاعتراف بكيانهم، وتقتصر فيها العلاقات مع حكوماتهم، ولو تخللها فتحُ سفاراتٍ متبادلةٍ، ورفرفةُ أعلامٍ وعزفُ نشيدٍ، وتسميةُ ممثلين وإرسالُ مبعوثين، بل يتطلعون بثقةٍ وأملٍ إلى إمكانية إنشاء سوق شرق أوسطية مشتركة، يمثل كيانهم فيه القلب والمركز، وتجد فيه منتجاته طريقها إلى كل الأسواق العربية بسهولةٍ وبلا منافسةٍ، بعد أن تسقط كل قوانين المقاطعة ودعوات الحصار القديمة.

أمين بوشايب

أمين بوشايب

صحفي بموقع الأيام نيوز

اقرأ أيضا