وفق منطق حماية الكيان الصهيوني.. واشنطن: أنا ضد كل ما هو فلسطيني

الفيتو الأمريكي في موضوع الدّولة الفلسطينية كان منتظرًا وهو من صميم الموقف الأمريكي الإستراتيجي حيال الصّراع في الشّرق الأوسط منذ أكثر من نصف قرن. 

فرغم الحديث الدّيبلوماسي عن الدّولتان من طرف النّخب الأمريكية إلّا أنّ الواقع يؤكّد أنّ واشنطن تستعمل موضوع الدّولتان للتّسويق الإعلامي والدّعاية الكاذبة لربح الوقت والضّحك على العرب.

والحقيقة أنّها لا تؤمن ولا تدعم في إطار براغماتي وحتّى حضاري إلّا دولة واحدة وهي سلطة الكيان، في حين لها مفهوم ورؤية خاصّة للدّولة الفلسطينية تختلف عن الإطار الأممي والقانون الدّولي وتنظر لفلسطين كدولة في إطار مسار تفاوضي بينها وبين الفلسطينيين والصّهاينة وليس في إطار حلّ عقلاني دولي تحت رعاية الأمم المتّحدة لأنّها ترى أنّ السّلام الأمريكي أهم من السّلم الدّولي والسّلام الأمريكي مرتبط بالمصالح وموازين القوى وليس بالحقّ.

ولهذا تدفع الولايات المتّحدة إلى ما يمكن تسميته بأمركة مبدأ الدّولة الفلسطينية وفق معايير القوة التي يبني عليها العقل السّياسي الأمريكي مقاربته للموضوع حتّى تضمن أمن وحياة الكيان الصّهيوني.

وبالتّالي، يمكن قراءة الفيتو في هذا السّياق، ممّا يؤكّد أنّ مستقبل الدّولة الفلسطينية ليس بالأمر الإداري المرتبط بمجلس أو هيئة بل الأمر استراتيجي مرتبط بلعبة الأمم في المنطقة ومحدّد القوة كميزان هو من يعطي الضّوء الأخضر لفلسطين الدّولة التي يبدو أنّها لن تكون بغصن الزّيتون الأخضر فقط إذا لم تسند بضغط عسكري في الميدان مادام التّاريخ فصل في الموضوع قبل الفيتو الأمريكي الذي أكّد واقع النّظام الدّولي القديم – الجديد المبني هيكليًا وفكريًا وحضاريًا على مركزية الظّلم ومنطق اللاعدل وهيمنة الأقوياء على الحقيقة.

عكنوش نور الصباح - خبير إستراتيجي جزائري

عكنوش نور الصباح - خبير إستراتيجي جزائري

اقرأ أيضا