رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الخميس، بتقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة، الذي وثّق الجرائم والانتهاكات الجسيمة والممنهجة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني منذ أكتوبر 2023.
وأكدت الوزارة في بيان لها، على أهمية النتائج التي خلص إليها التقرير، والتي تبرز ارتكاب الكيان الصهيوني جرائم إبادة جماعية وانتهاكات خطيرة يعاني منها الشعب الفلسطيني منذ النكبة، مشددة على أن هذه المعاناة تجاوزت حدود الاحتمال، ولا يمكن التغاضي عنها، ويجب محاسبة المسؤولين عنها.
وأشادت بالجهود التي تبذلها لجنة التحقيق الدولية المستقلة لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة، مؤكدة ضرورة حمايتها وضمان استمرار عملها بعيدًا عن أي ضغوط سياسية أو محاولات للتشكيك في مصداقيتها.
وشددت الخارجية الفلسطينية على أن المجتمع الدولي مطالب بدعم اللجنة والالتزام بنتائجها، التي تستند إلى أسس قانونية وحقوقية دولية، بدلاً من مهاجمتها أو تقويض ولايتها، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
لا إفلات من العقاب
ودعت الوزارة جميع الدول والمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني إلى دعم لجنة التحقيق الدولية المستقلة، وتنفيذ توصياتها، وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب التي يتمتع بها الاحتلال، من خلال اتخاذ تدابير قانونية ودبلوماسية واقتصادية صارمة لضمان امتثاله للقانون الدولي، وتحقيق العدالة والحماية للشعب الفلسطيني.
يُذكر أن لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن فلسطين، التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان في 2021، تحقق في انتهاكات الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك الاستيطان وجرائم الحرب.
الفصل العنصري والتهجير القسري
وقد أكدت تقاريرها أن الاحتلال يرتكب جرائم ضد الإنسانية، مثل القصف العشوائي والتهجير القسري، ووثقت سياسات الفصل العنصري. ورغم محاولات الاحتلال عرقلة عملها، تواصل اللجنة توثيق الجرائم، إلا أنها تواجه تحديات، من بينها منعها من دخول الأراضي الفلسطينية وضعف تنفيذ توصياتها على المستوى الدولي.
ورافق إصدار التقرير يومين من جلسات الاستماع العامة بجنيف في 11 و12 مارس الجاري، استمعت خلالها اللجنة إلى ضحايا وشهود على العنف الجنسي والإنجابي وأفراد من الطاقم الطبي الذين ساعدوهم، إضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني وأكاديميين ومحامين وخبراء طبيين.
وبدعم أمريكي يرتكب الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.