في إطار تنفيذ مشروع الترابط الكهربائي بين الشبكات الجزائرية والإيطالية عبر كابل بحري، لتصدير الكهرباء النظيفة إلى أوروبا عبر إيطاليا، استقبل الرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز، مراد عجال، الرئيسة المديرة العامة للشركة الإيطالية زهيرو، السندرا باسيني.
وناقش الطرفان، خلال الاجتماع، الذي جرى اليوم الثلاثاء بمقر المديرية العامة لسونلغاز، بحضور ممثلة سفارة إيطاليا في الجزائر وعدد من الإطارات المسيرة في سونلغاز ومسؤولين من شركة زهيرو، سبل تعزيز التعاون للاستفادة من خبرة الشركة الإيطالية في تسريع تنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي.
وبالمناسبة، استعرض المدير العام لسونلغاز، القدرات الطاقوية الكبرى التي تمتلكها الجزائر، حيث تعمل الشركة على إنجاز مشاريع هامة، منها مشروع الـ15 ألف ميغاواط من الطاقات المتجددة، إلى جانب قدرتها العالية على إنتاج الطاقة التقليدية، مما يوفر مزيجًا طاقويًّا يضمن استمرارية تمويل أوروبا بالطاقة.
وشدد مراد عجال، على أن هذه العوامل تجعل من سونلغاز شريكًا استراتيجيًّا موثوقًا لأي متعامل طاقوي، لا سيما شركة زهيرو، حسب ما أفاد به بيان سونلغاز.
التزام مشترك بتطوير الطاقة النظيفة
من جانبها، أكدت ألسندرا باسيني خلال اللقاء إرادة شركتها في المساهمة في تنفيذ هذا المشروع الهام لأوروبا، مشيرة إلى الدور البارز للجزائر بصفتها موردا طاقويا موثوق.
ويعكس هذا اللقاء التزام الجزائر بتعزيز شراكاتها الدولية في مجال الطاقة، خاصة في ظل سعيها لتكون موردًا رئيسيًّا للكهرباء النظيفة نحو أوروبا.
وتُعد شركة زهيرو الإيطالية من الشركات الرائدة في تطوير المشاريع الطاقوية، خاصة تلك المتعلقة بالطاقات المتجددة وتخزينها، والترابط الطاقوي، وتقليل الانبعاثات، وخفض تكلفة الإنتاج، ودعم المحتوى المحلي عبر استخدام أحدث التقنيات في المجال.
التوسع في الأسواق الدولية
وحقّقت الشركة الجزائرية للكهرباء والغاز، سونلغاز إنجازًا غير مسبوق في مجال التصدير، حيث سجلت عائدات قياسية بلغت أكثر من 268 مليون يورو خلال سنة 2024، مسجلة بذلك نموًّا بنسبة 22 بالمائة.
ويأتي هذا التطور في إطار تنفيذ توجيهات السلطات العليا للبلاد، الرامية إلى تقليل التبعية لقطاع المحروقات، عبر تنويع النشاطات الاقتصادية والتجارية والصناعية، وتعزيز قيمة المنتجات الوطنية المصنعة محليًا، بما يسهم في إدماج نموذج اقتصادي جديد قائم على خلق القيمة المضافة.
وشملت صادرات سونلغاز: الكهرباء، المعدات الكهربائية والغازية المصنعة محليًّا، تأهيل معدات الكهرباء والغاز، بالإضافة إلى خدمات التكوين في مجال الكهرباء، مما يعكس قدرة الشركة على تقديم حلول متكاملة داخل الأسواق الخارجية.
وتعكس هذه الأرقام التزام الشركة بتعزيز نسب الإدماج الوطني، وتقليص فاتورة الاستيراد، ما يجعلها محرّكًا رئيسيًّا للنمو الاقتصادي، وأداة أساسية لتنويع مصادر العملة الصعبة، حسب ما أفاد به بيان سونلغاز.
كما تؤكد هذه النتائج التوجه الاستراتيجي للمجمع نحو التوسع في الأسواق الدولية، عبر تطوير قدراته الإنتاجية وتعزيز خبراته في قطاعي الكهرباء والغاز، بما يتماشى مع استراتيجية سونلغاز آفاق 2035.