الأفعى اليهودية تلدغ بأمريكا وتسعى بباماكو وتتوعّد بموسكو.. “الموساد” يعلن حربه “القذرة” على العالم!

في حالة هي أقرب إلى جنون البقر منها إلى جنون البشر، فإن ما يعيشه قادة الكيان الصهيوني خرج من حلقة جنون الانتقام إلى دائرة الخبل والهبل غير المحدودين، وذلك بعد أن نسفت غزة عجل السامري، وطرحته أمام العالم عاريا إلا من “خوار” يدل على حجم الجرائم المرتكبة من طرف عبدة العجل، لكل ما هو إنساني حيث إذا كانت المذبحة غزة، فإن المحرقة ليست إلا ما كان من وَهْمٍ إسرائيلي عن قوة وديمقراطية وإنسانية مزعومين، خدع بها ساسة ومفكرو وفلاسفة الكيان الصهيوني العالم الغربي عن شعب الله المختار، فإذا بخوار العجل يفضح حوافر رفسه على كل حياة، وإذا بالنهاية التي لم ينتظرها ولم يتوقعها شتات نتنياهو، أن تغرق صورة الكيان الصهيوني في بحر دماء هو من أهدرها وتلذذ بسفكها. والمحصلة أن جنون الخوار في هيجان السامريين، لم يعد يقتصر فقط على مقاصف غزة ونسفها، ولكن تعداه لأن أشهر العجل وعبدته حقدهم على العالم كله، بعد أن انقلبت شوارع الغرب وعواصمه على خرافة الهولوكست، وما حصدته منها “إسرائيل” من تعاطف قرن من الأجيال، فإذا اللعبة كلها تنتهي لصفرها الأول، وإذا غزة في محرقتها الصهيونية القصف والخسف تبرئ تاريخ هتلر من كل الشوك الذي أكله اليهود بفمه على مدار سبعين عاما من ما سمي محرقة، حتى وإن أثبت التاريخ صحة حدوثها، فإن لسان حال الرأي العام الدولي اليوم، يتفق على أنها لم تخطئ حطبها ورمادها، وذلك بعد أن أظهرت مجازر غزة معدن ذلك الهجين الصهيوني،  وفهم العالم من هم سادة القتل وغربان الدم وعش الإجرام على سطح الأرض، وذلك منذ فجر التاريخ وفجور يهوده.

وحشية الكيان الصهيوني اليوم ضد غزة، وبعد أن تعرى ما تعرى من وجه قذر لحثالة بشرية تنتمي إلى الصهيونية، لم يعد دافعها فقط حفظ هيبة دويلة الكيان الصهيوني بعد ملحمة طوفان الأقصى، ولكنها انتقام ذو “أبعاد” كونية، بعد أن تحولت غزة إلى عصا موسى التي التهمت لعبة وثعابين السحرة، لتسقط وتزيل كل غشاوة عن أعين العالم، الذي بدلا من أن يظل ساجدا للخرافات والسحر وخوار العجل الصهيوني، أعلنها إيمانا بغزة، ليس فقط شجاعة وصمودا وتضحية، ولكن كرسالة تحرير وكنبوة وجود للعالمين.

لذلك، فإن الخبل والعته وجنون البقر الذي يعيشه شتات السامري، ليس إلا تحصيل حاصل ليوم “زينة” سقطت فيه أسهم السحرة كما تهاوت خرافة استرهابهم لأعين وعقول الناس، لتكون ردة الفعل أن أعلنها “العجل” إزالة لغزة، وفوق هذا وذاك حربا على العالم كله؛ حرب بلا هوادة ولا حدود ولا سقف. ومن أمريكا، وبالضبط من مدينة ديترويت بولاية ميشغان الأمريكية، حيث الجريمة قتل والقتيلة يهودية مرموقة تجرأت على إعلان تمردها على الرواية الصهيونية، إلى مالي حيث ذيل المؤامرة تمدد لإفريقيا، وصولا إلى موسكو بوتين والوعيد المؤجل، قلنا، من هذا إلى ذاك فذلك، فإن أصابع “الموساد” تحركت في ظلام الثأر، لتعلن حربها على العالم، والرسالة الموجهة للجميع ؛ أن “إسرائيل” التي فقدت كل شيء في غزة وبسبب غزة، لم يعد لديها ما تخسره، والبداية من جريمة في عقر معبد يهودي بقلب أمريكا، حيث بقعة الدماء على جدران “الكنيس” تشير إلى أن الموساد مرّ من هنا، فحذار فإنهم هنا ولا حدود تمنع إرهابهم حين يكون الجنون عجل هائج وسامري مفضوح!

“سامانثا وول”.. طعنة مجهول في رسالة معلومة!

في العرف الصهيوني، فإن قناعة تقديم القرابين عقيدة ثابتة، بدأت مع مجادلة الله – سبحانه وتعالى – في لون بقرة ناهيك عن حجمها وطولها وعرضها ؛ لذلك، فإن لعبة التصفية والقتل والإزاحة هي لعبة فاقع لونها كلما تشابه عليهم بقرهم وأزمنتهم وحتى بشرة ذويهم، وهو الأمر الذي حدث مع سيدة تدعى “سامانثا وول” التي كانت تسير، منذ أيام، وسط الزحام بمدينة ديترويث بولاية ميشغان الأمريكية، لتتفاجأ بشخص ينهال عليها طعنا حتى الموت، والخبر الذي تناولته الصحف المحلية بأمريكا كان يمكن أن يمر في صمت، كأي جريمة في بلد أصبح عاصمة للقتل العشوائي، الذي لا يحمل من صفة إلا جنون الحضارة والحظيرة ببلد العام سام، لكن مع الضحية والأصح الأضحية ومكانتها الاجتماعية وكذا منصبها كرقم فاعل في مدينتها، فإن الأمر كان أكبر من جريمة من مجهول ولكنها أصابع الموساد، التي غرزت السكين مرة وعشر في صدر الأضحية القربان، التي يراد لها أن تبلغ رسالتها للأحياء وهي غارقة في دمائها، بأن الصهيونية لا تلعب، وأنه إذا كان القصف في غزة، فإن الطعن قد يكون أي مكان على الخريطة حتى ولو كان ذلك المكان عقر أمريكا.

الضحية “سامانثا وول” لم تكن إلا رئيس كنيس يهودي في مدينة ديترويت بولاية ميشغان الأمريكية،، وذنب سامانثا، وهي ناشطة سياسية لها حضور قوي في الإعلام والمحافل السياسية، أنها قبيل مقتلها شاركت في مسيرات التنديد بالمذابح الصهيونية في غزة، متهمة “إسرائيل” بارتكاب جرائم حرب، كما أنها ظلت في تواصل مستمر مع عدة أعضاء في الكونغرس الأمريكي لإقناعهم بإدانة رسمية لـ “إسرائيل” رسميا، متجاهلة كل التحذيرات لوقف حملتها ورافضة للانصياع للتهديدات، في اعتقاد منها أن منصبها كرئيسة معبد يهودي سيحصّنها، لكن في عرف شتات “تشابه علينا البقر”، فإن تلقي الضحية لطعنات قاتلة بالشارع كان رسالة من الموساد للشخصيات الأمريكية العامة، مفادها أنه لا أحد محصّن، وأن جنون الكيان الصهيوني في غزة لن يتردد في تمديد جرائمه إلى عقر أمريكا والجميع مستهدف، كما أن الانتماء اليهودي لن يشفع لمن يغرد خارج سرب الكيان الصهيوني.

رسالة الطعن والسكاكين المجهولة لم تستهدف فقط الضحية “سامانثا وول” في حياتها، ولكنها رسالة موساد استهدفت كل شخصية أمريكية عامة، من سياسيين وفنانين وممثلين ورياضيين مشهورين، ولسان الحال أنه لا حدود للإجرام الصهيوني، كما أنه لا حدود لجنون السكاكين المتجولة في الظلام، إذا ما استدعت ضرورة القتل والتصفية العلنية جهاز “موسادها”.

الغريب في القصة برمتها، أن الإعلام الأمريكي مرّ مرور الكرام على جريمة واضحة المعالم والأهداف والطعن، مكتفيا ببيانات الشرطة التي نسبت جريمة القتل لمجهول مرّ من هناك واختفى وسط الزحام. وطبعا، ما دامت أمريكا هي جون بايدن بهويته الصهيونية، فإن من سكت على صهر ونسف وحرق عشرين ألف ضحية بغزة لا يمكنه أن يثور لرقم عابر بأمريكا، وما أكثر العابرين في بلاد العم سام بدءا من جون كيندي إلى ساما نثا وول وغيرهما بالعشرات، ما دامت الطلقة موساد والسكين صهيون. والمهم فيما سبق، أن رأس الموساد الذي ظهر في أمريكا، مدد ذيله إلى إفريقيا، حيث شوهد الذيل بمساحة مالي الإفريقية، والرسالة..أنهم هنا أيضا، وأن الأفعى اليهودية تسعى متسللة، إلى حيث الرمال المتحركة، بعد أن وضعت حكومة باماكو الانقلابية يدها في يد “ذيل” الموساد في نقل لساحة المعركة من محرقة غزة إلى مشروع تعفين بالساحل الإفريقي.

باماكو.. خنجر في الخاصرة و”ذيل” الأفعى يتمدّد!

دون مقدمات، وفيما كانت الأنظار كلها موجهة إلى ساحة المذبحة حيث غزة لا زالت تجمع أشلاء صغارها، وبعد تناسى العالم التحولات التي مرت بها إفريقيا نتاج اللااستقرار والانقلابات التي أضحت جزءا من يوميات صراع السلطة والكراسي فيها، صنعت حكومة “العسكر” الانقلابية بجمهورية مالي الاستثناء، بعد أن أعلنت انخراطها في لعبة قذرة ضد جزائر، طالما كانت عونا وسندا للشعب المالي في أزماته المتتالية، لكن لعبة الرمال المتحركة لتأزيم العلاقات الجزائرية – المالية سرعان ما اتضحت أهدافها وتجلت مكامنها وهوية من يقف وراءها، حيث ذيل الموساد ممثلا في مملكة السادس وإمارات بن زايد كشف عن لعبته الوسخة، التي لا تحمل من عنوان سوى فتح جبهة للفتن ومساحة للصراع والتآمر على بلد ظل عصيا على غربان التطبيع وخدام الهيكل السليماني.

ما هو ثابت في مسرحية باماكو أنها جزءا لا يتجزأ مما يجري بساحة غزة بشكل خاص ومساحة فلسطين بشكل عام، فالموقف الجزائري الثابت من الكيان الصهيوني ومن دول التطبيع، على رأسهما المملكة المغربية والإمارات، أصبح مشكلة تستدعي تحركا عاجلا ومخططا مستعجلا لإخراج الجزائر من دائرة التأثير، وخاصة بعد أن أضحت البلد الوحيد الصامد في وجه “صهينة” المنطقة؛ لذلك، فإن فتح بؤرة مالي وربما بوركينافاسو وحتى النيجر، كمركز لقلاقل ومؤامرات قادمة، ليس إلا ثمنا لمواقف ثابتة الانتماء والتّجر.

بصمة إمارات بن زايد في رقصة مالي واضحة، كما أن طبل المخزن المغربي معروف عنه أنه ساخن منذ عهود، كلما تعلق الأمر بالتآمر على الجزائر، لذلك فلا غرابة فيما رسا عليه مزاد التأجيج والنفخ في الرمال وذلك كمحاولة أخيرة لردع الجزائر وعزلها عن محيطها وتأثيرها الجغرافي، والمهم في لعبة الموساد بأيادي الإمارات والمغرب. إن وضوح المسرحية بكل “خدمها” وسقاة خمرها لا يمكنه أن يغير في واقع المواقف الثابتة شيئا، فلعبة فرنسا الاستعمارية – كما درسها – لا زالا راسخين في تاريخ أنها الجزائر، وإن الجزائر في أحوالها عجب، مهما تكالبت طيور الظلام، والمهم في رسالة باماكو، كلغم صهيوني تم تفجيره بأيادي مغربية وإماراتية، وإن المخطط واضح بما يكفي لأن يفهم العالم كله أن الأفعى الصهيونية فتحت لها منتجعا بمالي تحت قيادة إماراتية مغربية، لنقل ركح اللعب من ساحة الشرق الأوسط إلى ساحة الساحل الإفريقي، والهدف ليس فقط رهان غارا جبيلات وكذا نفطها ولكن مواقفها من دويلة الكيان ومن أذيالها في منطقة الساحل، والمعلوم – طبعا – أنهم على الأبواب، وأنه سيناريو التأزيم لإخضاع المنطقة من خلال عزل الجزائر وتهديد استقرارها.

مجمل القول في مسرحية مالي، أنه الغاز وإنها المواقف من دفعت أذيال الموساد لدس رأسهم في لعبة رمال متحركة بباماكو، وكل ذلك لجر الجزائر لمستنقع التطبيع أو زرع الألغام وإثارة الفتن على حدودها في تهديد لاستقرارها.

نهاية الكلام.. بوتين روسيا في مرمى اللدغ!

إستراتيجية فلينتهي العالم التي تبناها قادة الكيان الصهيوني بعد أن فقدوا العالم كله من حولهم بسبب ما تهاوى من خرافتهم في غزة، مددت سكاكينها من عمليات القتل والقنص بأمريكا، إلى تحريك الرمال بالساحل الأفريقي، حيث محطة باماكو ليست إلا بداية تلغيم وعصف، وصولا إلى روسيا ووعيد ساستها لقيصرها بوتين أن غده قادم، وأن الكيان الصهيوني لا ينسى أعداءه وكل من وقف في طريق مذابحه.

روسيا، ورغم أن موقفها من محرقة غزة لم يخرج من التصريحات الإعلامية المنددة بما يجري، ناهيك عن مشروع قرار وقف حرب الإبادة الذي قدمته لمجلس الأمن وكانت تعلم أنه سيرفض بفيتو أمريكي جاهز، إلا أنها في نظر ساسة الكيان أضحت هدفا مستباحا، لم يتردد الموساد في إعلانه على لسان القيادي بحزب الليكود الإسرائيلي “أمير ويتمان”، الذي وجه رسالة وعيد وتهديد علنية من قناة “روسيا اليوم” إلى موسكو، حين صرح بأن الحرب ستنتهي وروسيا ستدفع ثمن موقفها المناهض للأطروحة الصهيونية. وطبعا، فإن الوعيد حين يصدر من أفعى يهودية ارتبط تاريخها بقدرتها على اللدغ ونفث السموم في أي بقعة من العالم، فإنه ليس تهديدا ولكنه مشروع وأجندة ومخططات قيد التحضير، في انتظار لحظة التنفيذ. والمهم، كخاتمة قول في الجنون الإسرائيلي الذي أعلن حربه القذرة على العالم، أن السيناريوهات القادمة مفتوحة على النصوص، لكن الثابت منها أن عجل السامري أعلن حربه على العالم، وسمه كما خواره القادم، بعد حرب غزة، لن يكون إلا أتون حرب عالمية ثالثة عنوانها.. فلينتهي العالم، ما دامت “إسرائيل” قد خسرت كل غَدٍ لها تحت ركام غزة.

أسامة وحيد - الجزائر

أسامة وحيد - الجزائر

اقرأ أيضا