بايدن يعلن أنه سيحارب “الإسلاموفوبيا” والمسلمون الأمريكيّون يشكّكون: “من يدعم الكيان الإسرائيلي في حربه على غزّة غير مؤهّل لحمايتنا”!

تستعدّ إدارة الرّئيس الأمريكي، جو بايدن، للكشف عن محتوى استراتيجية وطنية لمكافحة الإسلاموفوبيا، في الوقت الذي يواجه فيه البيت الأبيض شكوكا من طرف العديد من الأمريكيين المسلمين، حول أهليّة الإدارة الأمريكية لمحاربة الظّاهرة، بسبب دعمها القوي للعدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزّة المحاصر.

بعد الإعلان عن خطط هذه المبادرة، التي تعدّ الأولى من نوعها، قالت المنظّمات الإسلاميّة الأمريكيّة، أنّ جهود إدارة بايدن لمكافحة تصاعد كراهيّة الإسلام والمسلمين في الولايات المتّحدة الأمريكية، يجب أنّ تسير جنبا إلى جنب مع حماية المدنيّين في غزّة من الضّربات الإسرائيليّة، التي أودت بحياة آلاف المدنيّين الفلسطينيّين.

ويعمل البيت الأبيض على جمع المشرّعين والمنظمات المساندة لحقوق المسلمين وقادة المجتمع الأمريكي المسلم وناشطين آخرين مع ممثلي إدارة بايدن، من أجل مواجهة آفة الإسلاموفوبيا والكراهيّة بجميع أشكالها. وقالت المتحدّثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، في بيان الإعلان عن الإستراتيجيّة “للمضي قدما، سيواصل الرئيس ونائب الرئيس وإدارتنا بأكملها العمل لضمان حصول كل أمريكي على الحريّة في أن يعيش حياته بأمان ودون خوف على طريقة صلواته، وما يؤمن به، ومن هو”، وأضافت قائلة: “لفترة طويلة، عانى المسلمون في أمريكا، وأولئك الذين يُنظر إليهم على أنهم مسلمون، مثل العرب والسيخ، من عدد من الهجمات التي تغذّيها الكراهيّة وغيرها من الحوادث التمييزيّة.. إننا جميعا نحزن على القتل الوحشي الأخير لوديع الفيوم، وهو صبي مسلم أمريكي من أصل فلسطيني يبلغ من العمر 6 سنوات، والهجوم الوحشي على والدته في منزلهما”.

وأشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض إلى أنّ العمل على المبادرة بدأ منذ شهر ديسمبر 2022 مع فرقة عمل مشتركة بين عدّة وكالات لمعالجة أشكال الكراهيّة المختلفة.

ومن جانبه، اعترف منسّق السّياسات الاستراتيجيّة في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، بغضب المسلمين والعرب الأمريكيّين، وقال إنّ الإستراتيجيّة الوطنيّة لمكافحة الإسلاموفوبيا هي “جهد حقيقي” من جانب الإدارة الأمريكية. وردا على أسئلة صحافيّة قال “نحن نقدّر رأيهم.. نحن نقدّر وجهة نظرهم خاصة إذا كانت وجهة نظر معاكسة”، وأضاف: “سنتواصل بالتّأكيد مع المواطنين باختلافهم في جميع أنحاء البلاد، وخاصة في المجتمع المسلم، للحصول على وجهات نظرهم”.

لسان حال المسلمون واليهود: “أوقفوا إطلاق النّار!

قالت المنظّمات المدافعة عن حقوق المسملين في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، ردا على الإعلان عن “استراتيجيّة وطنيّة لمكافحة الإسلاموفوبيا”، على الرئيس جو بايدن أن يبدأ بالدّعوة إلى وقف إطلاق النّار، ووقف الهجمات الوحشيّة التي ينفّذها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيّين في قطاع غزّة.

وقال إدوارد أحمد ميتشل، نائب مدير مجلس العلاقات الأمريكيّة – الإسلاميّة، أكبر منظمة للدفاع عن المسلمين في أمريكا الشمالية، لإذاعة صوت أمريكا، إنّ العنف في غزّة يؤجّج الاضطرابات والتّعصب في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك استهداف الأمريكيّين الفلسطينيّين المسلمين. وقال ميتشل “يجب على حكومتنا أن تدعو إلى وضع حدٍّ لهذا العنف وتجريد المسلمين والفلسطينيّين من إنسانيتهم، والذي يتم استخدامه لتبرير هذا العنف.. عندها فقط يمكن للإستراتيجيّة الأوسع لمكافحة الإسلاموفوبيا أنّ تكون فعّالة”.

وهدّد المركز الوطني للتّغيير الدّيمقراطي، الذي يضمّ قادة أحزاب من الولايات المتنازع عليها، أو ما يسمى بالولايات المتأرجحة، والتي من المنتظر أنّ تقرّر نتائج الرئاسيات المقبلة، مثل ميشيغان وأوهايو وبنسلفانيا، بحشد ملايّين النّاخبين المسلمين لحجب التّبرعات والأصوات لصالح حملة إعادة انتخاب بايدن عام 2024 إذا لم يستخدم الرّئيس نفوذه، ويضغط على الكيان الإسرائيلي من أجل وقف إطلاق النار.

وخلال زيارة إلى مدينة مينيابوليس الأسبوع الماضي، قوبل الرّئيس بايدن باحتجاجات نظّمها فرع مجلس العلاقات الإسلاميّة – الأمريكيّة في ولاية مينيسوتا، مع رفعهم لافتات تطالب بوقف إطلاق النار وتهديد بـ “التّخلي عن بايدن” في انتخابات 2024 – وهي أحدث علامة على أنّ النّاخبين الأمريكيّين المسلمين، الذين دعموا بايدن في رئاسيات 2020، قد ينقلبون عليه في الانتخابات المقبلة بسبب دعمه الكيان الإسرائيلي، الذي قتل ما لا يقلّ عن الـ 10 آلاف مدني فلسطيني، حتى كتابة هذه الأسطر.

وتعد هذه المسيرات جزءا من حملة ضغط أطلقتها جماعات أمريكيّة مسلمة ومنظمات عربيّة أمريكيّة لإجبار بايدن على أن يكون أقلّ انحيازا بشأن الحرب الدّائرة بين الكيان والمقاومة الفلسطينيّة ممثلة في حركة حماس، وانضمت إليها منظمات يهوديّة مستقلّة، من بينها الصّوت اليهودي من أجل السلام، التي انتقدت الغارات الجويّة الإسرائيليّة التي استهدفت المدنيّين. كما قامت إحدى ناشطات الصّوت اليهودي من أجل السلام، الحاخام “جيسيكا روزنبرغ” بمقاطعة بايدن خلال فعاليّة حملته الانتخابيّة في مينيابوليس، وطالبته بالوقف الفوري لإطلاق النار، وعدم استغلالها والمجتمع اليهودي لتبرير الهجمات الوحشيّة على المدنيّين الفلسطينيّين.

وأظهر استطلاع رأي نشره المعهد العربي الأمريكي أنّ الدّعم العربي الأمريكي للرئيس الأمريكي، جو بايدن، انخفض إلى أدنى مستوى له على الإطلاق بنسبة 17℅ مع استمراره في دعم بايدن الهجوم الإسرائيلي على غزّة، كما كشف استطلاع جديد للرأي أجرته صحيفة “نيويورك تايمز” وكليّة “سيينا” تخلّف الرّئيس بايدن عن منافسه الرّئيس السابق دونالد ترامب في خمس من الولايات الست الأكثر أهميّة في ساحة المعركة، قبل عام واحد من انتخابات عام 2024. وإضافة إلى تدني شعبيته وسط العرب الأمريكيّين، بسبب دعمه القوي للكيان الإسرائيلي، يواجه بايدن تحفّظات هائلة حول سنّه وحالته الصحيّة، واستياء عميقا من تعامله مع الاقتصاد ومجموعة من الملفات الأخرى، التي تعدّ قضايا استقطاب سياسي بامتياز.

سميرة بلعكري - واشنطن

سميرة بلعكري - واشنطن

اقرأ أيضا