رجلٌ نحيلٌ يجدّد انبعاث الجزائر العظيمة.. ابن باديس.. إمام الأجيال

سقطت بغداد عاصمة الحكمة والنور، بحر القرن الثالث عشر، فتعرى صدر الوطن العربي، قبل أن تستعيد حاضرة المنصور مجدها دهرا بعد ذلك.. ثم سقطت غرناطة عاصمة الفكر والفلسفة، مع نهاية القرن الخامس عشر، فتعرى ظهر الأمة وانكشفت عورتها، ولم تتمكن من العودة حتى اليوم، فضاعت.. ثم سقطت الجزائر عاصمة الرياس والبحارة والأولياء، مع بدايات القرن التاسع عشر، فتوالى بعدها سقوط العواصم العربية الواحدة تلو الأخرى، على أيدي طغاة الأرض وبغاة البشر.. لكنها لم تهن يوما ولم تستسلم، وإنما ظلت شامخة مكافحة مجاهدة صامدة، تورث أبناءها حبّ الكرامة والحرّية والكبرياء، رغم الغطرسة والصلف والطغيان الفرنسي اللعين.

وعلى ضوء الهمجية الجديدة، منذ دخول قوات الاحتلال الفرنسي المدينة العتيقة بعد معركة سطح الوالي الشرسة، بدأ التأريخ لعصر حالك من الجرائم والمذابح، كانت بدايتها مذبحة جامع “كتشاوة”، ثم مذبحة قبائل “العوفية” على ضفاف وادي الحراش وإبادتهم عن بكرة أبيهم، لتتلوها بعد ذلك جرائم الداخل دون هوادة، حيث عمد الغزاة إلى سحق كل أشكال الرفض والمقاومة لدى الأهالي، بهدف إطفاء جذوة الجهاد الملتهبة بصدر كل جزائري حر شريف.

وموازاة مع حرب السحق العمدي والتصفية العرقية، راح الاستعمار يخوض عدوان الطمس القيمي والمسح الروحي لاجتثاث الهوية العربية الإسلامية واقتلاعها من الجذور، حتى يتمكن من جعل الجزائر أرضا بلا مرجعية ولا شعب، وشعبا بلا هوية ولا روح، فعلاوة على انتهاجه سياسة الأرض المحروقة قتلا وإبادة وتهجيرا وتشريدا، ركّز على فرض سياسة الهيمنة والاحتواء، بضرب المقومات الأساسية للأمة والشعب؛ من هدم المدارس والمساجد، وقتل العلماء والدعاة.. إلى التضييق على طلبة العلم بإقامة حواجز بينهم وبين هويتهم العربية الإسلامية، من خلال استبدال المسجد بالكنيسة والإسلام بالمسيحية والعربية بالفرنسية، وفرض النمط الأوروبي الاباحي على المشهد العام، وزرع الفساد الأخلاقي والانحلال الاجتماعي، وسلخ المجتمع عن مرجعياته الأساسية وثوابته العصماء.

ورغم ذلك كله، لم ترضخ الأمة لهذه المخططات ولم تنبطح، وإنما ظلت تقاوم بكل ما تملك من وسائل وإمكانات.. فكانت معارك الدفاع عن اللغة العربية والهوية الوطنية، حربا ضروسا لا هوادة فيها، تمكن “الأهالي” من خلالها من فرض منطقهم بالمحافظة على الحد الأدنى من الوجود الموازي، بحيث صارت الجزائر بلدا بوجهين وتاريخ بدهرين ومجتمع بشعبين؛ العرب وكيان النصارى.. الأهالي ومرتزقة الاستعمار.. أهل الأرض ولصوص التاريخ.. وهكذا، بهذا التناظر المختصر لخص الجزائريون علاقتهم بالاستعمار وضبطوها، إلى أن تأذن ربك بالحرية والاستقلال.

وقد تداول على قيادة معارك العلم والفهم والفكر العربي الإسلامي المقدس، مشايخ وعلماء ومفكرون أجلاء، قهروا الاستعمار بكل جبروته، ومزقوا ظلمه وظلمته بأنوار المعرفة، وبعثوا في جوف الأمة أمل الثورة والانبعاث من غياهب القهر والعدوان، ومنحوا للحياة ذوقا وللموت معنى؛ فإما كرماء شرفاء بين الورى، وإما أبطال شهداء تحت الثرى.

ولا شك أن الشيخ “ابن باديس” كان قمرا منيرا في سماء الإصلاح والجهاد العلمي والمعرفي.. فهو فارس القرطاس والقلم وسيد اللسان والكلم، الذي لخّص كنه الصراع في قوله الفيصل بكل استماتة وإصرار، وبكل تحدٍّ ومنازلة للإرادة الاستعمارية وزبانيتها؛ “..إن الأمة الجزائرية ليست هي فرنسا، ولا يمكن أن تكون فرنسا، ولا تريد أن تصير فرنسا، ولا تستطيع أن تصير فرنسا ولو أرادت، بل هي أمة بعيدة عن فرنسا كل البعد، في لغتها، في أخلاقها وعنصرها وفي دينها، لا تريد أن تندمج، ولها وطن محدد معين هو الوطن الجزائري..”.. ولذلك كان لا بد من تخليد ذكراه في يوم رحيله، ليستمر “الجهاد” وتتواصل الملحمة، بأن تم ترسيم يوم 16 أفريل من كل عام، يوما وطنيا للعلم، في محاكاة مثالية لرائعة الإمام علي – كرم الله وجهه -؛

مَا الفَخْرُ إلا لأَهلِ العِلمِ إنَّهُمُ………..

………على الهُدَى لِمَن اسْتَهْدَى أَدِلاَّءُ

وقَدْرُ كُلِّ امرِئٍ مَا كان يُحْسِنُهُ………..

………..والجَاهِلُون لأَهلِ العِلمِ أَعدَاءُ

فَفُزْ بِعِلْمٍ تِعِش حَيًّا بِه أَبَدا…………..

……….النَّاسُ مَوتى وأَهلُ العِلمِ أَحْيَاءُ

وقد كان ميلاد الشيخ الإمام “عبد الحميد بن باديس” بمدينة قسنطينة العام 1889م، في أسرة ميسورة معروفة بالعلم والجاه، حيث تعلم القرآن وحفظه ولم يبلغ من العمر الرابعة عشر بعد، وكان ذلك على يد مؤدبه الأول ومعلمه الشيخ “حمدان لونيسي”، ليسافر بعد ذلك إلى تونس العام 1908م، من أجل مواصلة تعليمه العالي في جامع الزيتونة المعمور.

عاد إلى الجزائر العام 1913م، ليبدأ مسيرة أخرى على الجهاد التنويري في تعليم النشء وتلقينه العقيدة الصحيحة بالجامع الأخضر. وشاء القدر بعد ذلك، أن يسافر إلى البقاع المقدسة حاجا، ليلتقي هناك بالشيخ “البشير الإبراهيمي” والذي سيصبح رفيقه وصاحبه وشريكه في الأمر. ولما عاد إلى أرض الوطن باشر ملحمة أخرى من ملاحم الكفاح المستميت، على نهج الدعوة والإصلاح، جاعلا من المسجد قاعدته الأولى ومنطلقه الأساس في تعليم الصغار وتوعية الكبار، قبل أن يعمد إلى استغلال عالم الصحافة لنشر الهدي الديني وبثّ الوعي السياسي ومحاربة البدع والخرافات، ومقاومة المخططات الاستعمارية الدنيئة الرامية إلى إدماج الجزائر – دون الجزائريين – بفرنسا، معتبرا كل من تجنس بالجنسية الفرنسية مرتدا عن الأمة والدين.

وفي هذا السياق، كان الشيخ الإمام قد بادر إلى تأسيس عدد من المجلات والصحف والدوريات، أشهرها؛ البصائر والصراط والشريعة والمنتقد والسنة والشهاب.. والتي حمّلها العشرات من الرسائل والمقالات، وموازاة لذلك، كان يشتغل على تفسير القرآن الكريم ودراسة الأحاديث النبوية الشريفة. ومع مطلع ثلاثينيات القرن الماضي، كان الشيخ قد بادر إلى جمع ثلة من مشايخ البلد، للبت في ضرورة تأسيس تكتل وطني شامل يكون بمثابة الفضاء الجامع لكل علماء وشيوخ وأئمة البلد، فكان تنظيم؛ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، العام 1931م، تحت شعار؛ الإسلام ديننا، العربية لغتنا والجزائر وطننا.. وهي الجمعية التي لا تزال تنشط إلى يوم الناس هذا، وتقوم بأداء دورها التربوي الإصلاحي الدعوي، وحتى الإنساني خارج الحدود، بكل تفان وإخلاص لله وللوطن.

إن الخوض في مسار حياة الشيخ الجليل “عبد الحميد بن باديس”، وفي محطات جهاد جمعية العلماء المسلمين، يحملنا حتما على الخوض في تاريخ تلك المعالم والمقامات العلية التي أوت وحمت وسترت الكفاح والدعوة منذ نشأتها؛ من المسجد الجامع الأخضر بقسنطينة، إلى دار الحديث بتلمسان، إلى نادي الترقي بالجزائر العاصمة، هذا الأخير الذي شهد ميلاد جمعية العلماء، وهو صرح ثقافي علمي أسسه أعيان مدينة الجزائر، مع نهاية عشرينيات القرن الماضي، أهمهم السادة؛ سي محمود بن ونّيش، سي محمد بن مرابط، سي عمر الموهوب، سي الحاج المنصالي، سي محمد علي المنصالي، سي قدور بن مراد رودوسي – صاحب المطبعة الشهيرة -، سي محفوظ بن تركي، سي محمد زميرلي.. وآخرون غيرهم، حيث تم تكليف كلّا من الثلاثة؛ سي محمود بن ونيش وسي محمد بن مرابط وسي حسان حفيز، بمهمة البحث عن مكان يليق بمقام نادي الترقي قيد الانشاء، فوقع اختيارهم على المقر الحالي الموجود بإحدى العمارات المطلة على ساحة الشهداء.

أنشئ نادي الترقي كجمعية ثقافية خيرية اقتصادية، وقد قام الثلاثة: سي يحي بن مرابط، وسي رودوسي قدور بن مراد، والأستاذ أحمد توفيق المدني، بتحرير القانون الأساسي والنظام الداخلي للنادي، والذي نصّ في أحد فصوله على أن؛ “..لهذه الجمعية أن تفتح محلا أو عدة محلات للاجتماع، حتى يمكن لأعضائها أن يتقابلوا ويتذاكروا ويتعلموا، ولها أن تنظم دروسا وتقوم بتنظيم محاضرات ومسامرات، وتمنح للتلامذة إعانات لإتمام تعليمهم، وتنشر نشريات ودوريات وغيرها.. وتنشئ محل استرشادات قانونية، ومحل عيادات طبية مجانا للفقراء المحتاجين.. ولها زيادة على ذلك، أن تنشئ بإعانة السلطة الإدارية وتحت رعايتها، كل مشروع اقتصاديّ أو اجتماعيّ يوصلها إلى مقصدها..”.

وقد تمّ التدشين الرسمي للنادي، يوم 3 جويلية 1927م، وقد حضر هذا الحدث التاريخي جمع عظيم من أهالي العاصمة، والبهجة تملأ قلوبهم والفرح يغمرهم والسرور، وذلك على اعتباره صرحا ثقافيا دينيا وفكريا راقيا ثمينا، في زمن الظلم والحصار والاستعمار.. وكان أول رئيس تم انتخابه على رأس نادي الترقي هو الأستاذ؛ محمود بن ونيش، بينما تم اختيار الأستاذ؛ أحمد توفيق المدني، ليكون ناطقا رسميا باسم النادي.

وأما الشيخ “عبد الحميد بن باديس” فقد لبّى الدعوة التي وصلته من الأستاذ أحمد توفيق المدني، فكان أول من ألقى محاضرة بتاريخ 25 جويلية 1927م، بعنوان؛ “الاجتماع والنوادي عند العرب..”، محاضرة قال عنها الأستاذ محمد العاصمي؛ “..وأحسنُ كلمة أن الأستاذ في مسامرته، كبحر جاشت غواربه التي ما فتئت تلفظ من أعماق الخضم الدّرر الفريدة.. بل وأجمعها أنه – لا فض فوه – وضع بنانه على الجرح، ووصف ما به الشفاء..”، ومن هنا ذاع صيت الشيخ “بن باديس” وشاع اسمه، وتعلقت به العاصمة الجزائر وتعلق بها.

“..باسم الله الرحمن الرحيم؛ ثم على اسم الإسلام والعروبة والعلم والفضيلة، أفتح دار الحديث.. ربنا أنزلنا منزلا مباركا وانت خير المنزلين، ربنا ادخلنا مدخل صدق واخرجنا مخرج صدق..”.. بهذه الكلمة المقتضبة، خاطب الشيخ “ابن باديس” الحضور الذين وفدوا ليشهدوا افتتاح دار الحديث الأشرفية، بمدينة تلمسان العلية، ليشعّ بعد ذلك نورها ويشيع صيتها، وتصير قلعة شامخة بغرب البلاد للعلم والتحصيل، ليس في الجزائر فحسب، وإنما في الوطن العربي كله والعالم الاسلامي، فقد لعبت دورا كبيرا في تنشئة جيل عظيم أبدع في الدفاع عن هويته العربية الإسلامية، بالتضحية والإخلاص دون هوادة للأمة والوطن.

وقد أضاف الشاعر محمد العيد آل خليفة إلى كلمة الشيخ الجليل “ابن باديس”، قصيدة رائعة في تخليد الموقف والدار الشريفة، بقوله؛

أحيي بالرضى حرما يزار……………….

……………….ودارا تستظل بها الديار

وروضا مستجد الغرس نضرا…………

…………….أريضا زهره الأدب النضار

وعينا ما لمنبعها مغاض………………

…………………وأفقا ما لأنجمه مغار

أحيي خير مدرسة بناها……………….

……………….خيار في معونتهم خيار

تلمسان احتفت بالعلم جارا…………

……………….وما كالعلم للبلدان جار

لقد لبست من الإصلاح تاجا………..

……………….يحق به لأهليها الفخار

إذًا، لم يكن للمجد الفخم للأمة أن يتأتّى هكذا من دون تضحيات، فالكفاح والجهاد والنضال والمقاومة.. كلها خصال رفيعة تحلّى بها الفحول والشرفاء من أبناء الجزائر في مواجهة الاستعمار، وقد زادها رونقا شيخ المصلحين “ابن باديس” الذي شهد له الأعداء قبل الأصدقاء، بالصدق، والصبر، والرحمة، والإخلاص والدعوة إلى الله على بصيرة، والتواضع، والإرادة القوية، والزهد، والاستقامة والورع، والثبات على المبدأ، والشجاعة في قول الحق وفعله، والحِلم والتسامح.. كان له من الأخلاق ما لو وزع شطرها على شيوخ الجزائر لكفتهم.

وقد ظل الشيخ المصلح ثابتا على نهجه غير مبدل ولا مغير، إلى أن رحل وارتقى ذات 16 أفريل 1940م، تاركا خلفه ارثا فكريا لا يضاهى، ومجدا زاخرا لا يدانى؛ من تفسيره لكتاب الله الموسوم “تفسير ابن باديس”، إلى العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، إلى مجالس التذكير من حديث البشير النذير، إلى عشرات المقالات العلمية.. فضلا عن إنجازاته الميدانية التي تشهد له بها جل المدن والقرى الجزائرية؛ من تأسيسه الكتاتيب والمدارس، إلى إنشائه المعاهد الكبرى والمساجد، ناهيك عن الحملات الإنسانية التي ظلت الجمعية تقوم بها لفائدة الفقراء والمعدمين من أبناء الشعب الجزائري المستَعْمَر.

اليوم، والجزائر تستعيد مجدها الروحي من خلال صرحها الشامخ؛ المسجد الجامع الأعظم، يكون الشيخ قد استوى في قبره واستراح، مطمئنّا على مستقبل الأمة في دينها وديدنها، وفي مذهبها ومرجعيتها، وفي قيمها وثوابتها التي جاهد من أجلها وكافح في سبيلها، والتي ظلّ تكريسها في الميدان أمانة تتوارثها الأجيال وتنافح من أجلها، منذ أكثر من ثمانين عاما، فتزداد مع كل جيل جمالا وتكبر؛ فقد تحرّرت الأمة واستقل الوطن، وارتفع الأذان وعلا صوت الحق مدويا في سماء الجزائر بكل عزّة وكرامة وعنفوان، وصدى صيحة الشيخ لا يزال بين الوهاد يسري؛

شعب الجزائر مسلم………….

………….وإلى العروبة ينتسب

من قال حاد عن أصله……….

……….أو قال مات فقد كذب

أو رام إدماجا له……………….

……….رام المحال من الطلب

يا نشء أنت رجاؤنا…………..

……….وبك الصباح قد اقترب

خذ للحياة سلاحها……………

……وخض الخطوب ولا تهب

وارفع منار العدل والـ…………

….إحسان واصدم من غصب

واقلع جذور الخائــنيـن……….

……………فمنهم كل العطب

وأذق نفوس الظالمين………..

…………..السم يمزج بالرهب

واهزز نفوس الجامدين……..

……………فربما حي الخشب

من كان يبغي ودنا…………….

……….فعلى الكرامة والرّحب

أو كان يبغي ذلنا………………

…………فله المهانة والحرب

هذا نظام حياتنا……………..

…………بالنور خط وباللهب

حتى يعود لقومنا……………

……من مجدهم ما قد ذهب

هذا لكم عهدي به………….

…………حتى أوسّد في الترب

فإذا هلكت فصيحتي……….

………..تحيا الجزائر والعرب

ومن لطيف سير الشيخ الجليل، أنّ مرة وعندما غضب والده من أحد أبنائه – شقيق عبد الحميد -، وصاح في وجهه قائلا؛ “..صدق الله تعالى عندما قال؛ إنما أموالكم وأولادكم فتنة..”، ردّ عليه عبد الحميد بقوله؛ “..أكمل يا والدي؛ ..والله عنده أجر عظيم..”.. فرد عليه الوالد بغضب مَرح؛ “..الأجر أديوه أنتوما..”.. كما حدث مرة، أن التف حول مائدة رمضان أفراد العائلة للإفطار بعد الصلاة، فخرج عليهم أحد إخوته من غرفته، فقال له عبد الحميد؛ “..كان خير لك أن تصلي معنا ونحن في شهر رمضان..”، فابتسم شقيقه ورد قائلا؛ “..لكنني سمعت أنّ الله قد سمح للإمام العالم أن يُدخِل من أهله أربعين فردا الجنة..”، فرد “عبد الحميد”؛ “..ومن أدراك بأنني سأدخل أنا الجنة حتى أدخِلك معي..؟”، فرد الأخ مبتسما؛ “..إذا كنتَ أنت بتقواك وورعِك هذا في شك من أمرك، فأنا لن أصلي أبدا لأنه لا أمل لي في الجنة..”.. فضحك لها الشيخ ودعا لأخيه وصمت.. وبعد زمن يسير، ارتقى الى لقاء ربه وصمت لسانه إلى الأبد، لكن صدى صوته المجلجل لا يزال يتردد في كل مكان، وإلى يوم الناس هذا.

مصطفى بن مرابط - الجزائر

مصطفى بن مرابط - الجزائر

كاتب في الأيام نيوز

اقرأ أيضا