عاصمة الشر التي لا تنام.. من يقطع أذرع الشيطان الإماراتي؟

خلال السنوات الأخيرة، شهدت أكثر من منطقة في العالم تدخلًا متزايدًا من طرف الإمارات العربية المتحدة في الشؤون الداخلية لعدة دول، بدءًا من اليمن وصولا إلى ليبيا وفلسطين. وبلغت هذه التدخلات ذروتها في تواطئها مع الاحتلال الصهيوني في حرب الإبادة الأخيرة ضدّ أهالي قطاع غزة، كما امتدت يد الإمارات الشيطانية إلى السودان، ما دفع الخرطوم إلى طلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث “عدوان الإمارات على الشعب السوداني”. في هذا السياق المحمّل بالتوترات، يتبادر إلى الذهن هذا السؤال: ما الذي يدفع الكيان الإماراتي إلى القيام بكل هذه الممارسات العدائية لتنال صفة عاصمة الشر في العالم؟

=== أعدّ الملف: حميد سعدون – سهام سوماتي – منير بن دادي ===

حتى عندما ردّت، لتبرير موقفها مع دولة السودان، قالت الإمارات على لسان مندوبها لدى الأمم المتحدة، محمد أبو شهاب، في الرد الذي سلّمه لمجلس الأمن الدولي، إنها “ملتزمة بدعم الحل السلمي للصراع في السودان، وبدعم أية عملية تهدف إلى وضع السودان على المسار السياسي، للتوصل إلى تسوية دائمة، وتحقيق توافق وطني لتشكيل حكومة بقيادة مدنية”.

لكن مندوب السودان في الأمم المتحدة – الحارث إدريس الحارث – قال بأعلى صوت إنّ بلاده ترفض مشاركة دولة الإمارات في أي تسوية لحل الأزمة السودانية، متهما سلطات أبوظبي بـ”إشعال الحرب في البلاد عبر دعم قوات الدعم السريع”، وهو ما يفيد أنّ الخرطوم تدرك مدى خطورة الوضع لكل ما كان للإمارات يد فيه.

وقال مندوب السودان خلال مخاطبته جلسة مجلس الأمن الخاصة بالأوضاع في السودان، مساء يوم الجمعة 26 أفريل، إنّ وجود دولة الإمارات في أي تسوية سيؤدي إلى فشلها. وأضاف: إنها دولة رعت العدوان المسلّح ولا تزال تدعمه والواجب حرمانها من أي دور مستقبلي في السودان ومن أرباح السلام.

وحمّل المتحدث، أبو ظبي مسؤولية كل ما حدث في السودان، مؤكدا أنه ما كان ليحدث لولا دولة الإمارات، التي اعتبرها “الراعي الإقليمي لخطة العدوان المسلّح على السودان”. واتهمها بتقديم الدعم العسكري واللوجستي لقوات الدعم السريع وحلفائه من المجموعات المسلحة بجانب الإسناد السياسي والإعلامي والدعائي.

وأشار إلى تقديم الحكومة السودانية شكوى مدعّمة بأدلة واضحة ضدّ دولة الإمارات معزّزة بتقرير فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات المعنية بالقرار 1591. وشدد على أنّ دعم الإمارات لقوات الدعم السريع كان أحد أهم المسبّبات في الإخلال بالتوازن العسكري للقوات المسلحة في إقليم دارفور غرب السودان.

وطالب المسؤول السوداني بتسمية من وصفهم بـ”رعاة العدوان” بأسمائهم الصريحة، مشيرا إلى عدم كفاية الإشارة إليهم إلماحاً. ولفت إلى أنّ السودان لن يتعاون مع أي جهة تنحو إلى تدويل النزاع السوداني أو تستخدمه كرافعة سياسية للضغط على الحكومة السودانية. وطالب مجلس الأمن بإصدار قرار يدين دولة الإمارات ويحثّها على وقف دعم قوات “حميدتي” و”الإقلاع عن تأجيج الحرب وإثارة القلاقل وتهجير الشعب السوداني”.

كما شدد المتحدث على أنّ إدانة دولة الإمارات صراحة في مجلس الأمن سيشكّل البداية الصحيحة لوقف الحرب، مطالبا إياها بـ”وقف تزويد المليشيات بالعتاد الحربي والسيارات المصفّحة وتمويل المقاتلين والقناصين وتوفير أدوات التشويش والصواريخ المتطورة”.

وأكدت منظمة الأمم المتحدة، يوم الأحد 28 أفريل، أنّ السودان يواجه أكبر أزمة نزوح أطفال في العالم، جراء النزاع المتواصل لأزيد من عام، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وأوضحت المنظمة، في منشور على حسابها الرسمي بمنصة “إكس”، أنّ “أربعة ملايين طفل دون سن الخامسة معرّضون لخطر سوء التغذية الحاد”.

وأضافت أنّ منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تعمل بلا كلل لتقديم المساعدة، مشيرة إلى أنّ ذلك يتطلب وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات دون عوائق من أجل إنقاذ الأرواح.

جدير بالذكر أنّ القتال في مناطق متفرقة من السودان بين قوات الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، لا يزال مستمرا منذ 15 أفريل 2023، حيث خلّف مقتل آلاف المدنيين وتدمير البنى التحتية ونزوح وهجرة الملايين، فضلا عن مجاعة وصفتها المنظمات الأممية بأنها “الأوسع انتشارا” في الوقت الحاضر.

تحت ستار مهمة إنسانية

وسبق لصحيفة “لوموند” الفرنسية أن نشرت مقالا في 14 أفريل الجاري، بعنوان: “كيف تعزّز دولة الإمارات العربية المتحدة نفوذها في القرن الإفريقي؟”، وتطرّقت فيه إلى الطرق الخبيثة التي تستخدمها سلطات أبوظبي – “تحت ستار مهمة إنسانية” – لتوريد الأسلحة لفائدة جهات موالية لها.

وفي المقال – الذي وقّعه نوي هوشيت بودين (نيروبي) وإليوت براشيت (القاهرة) – قالت إنه “تحت ستار مهمة إنسانية، استأجرت الإمارات العربية المتحدة مهبط طائرات من الحكومة التشادية لتسليم الأسلحة إلى حليفها في السودان”.

وأضافت الصحيفة الفرنسية، أنّ “عمليات تفريغ الأسلحة والذخائر والأدوية المخصّصة للجنرال حميدتي ومقاتليه تتم في حظائر مطار أمدجراس قبل نقلها بالشاحنات إلى الحدود، لتتجه الشحنات بعد ذلك إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع”، ووصل الدعم الإماراتي إلى حد مدافع الهاوتزر وقاذفات الصواريخ والصواريخ المضادة للطائرات.

وفي جانفي الماضي، قالت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير لها إنّ أفارقة استقبلوا الفريق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي كما لو أنه انتصر بالفعل في الحرب الأهلية في السودان. وإنه قد تم تسليح قواته سراً من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة، وفقاً لتقرير للأمم المتحدة.

ويقدّم تقرير الصحيفة تفاصيل حول كيفية قيام الإمارات بتهريب أسلحة ضخمة إلى قوات حميدتي، عبر تشاد منذ الصيف الماضي، والأمر يتعلق بطائرات بدون طيار، ومدافع هاوتزر، وصواريخ مضادة للطائرات، ويتم إرسال كل هذا عبر رحلات شحن سرية وطرق تهريب صحراوية.

وبحسب الصحيفة، يقول الخبراء إنّ الإمارات تستخدم ثروتها الهائلة وأسلحتها لتوجيه مسار منطقة مضطربة في إفريقيا تعاني من الصراعات، ولكنها تتمتع بثروات طبيعية هائلة وساحل طويل على البحر الأحمر، ويشير الخبراء إلى رغبة الإمارات في إبرام صفقات للموانئ والأراضي الزراعية في السودان الذي تريده بمثابة الفناء الخلفي الإستراتيجي لها، وإلى عدائها الطويل الأمد ضد كل القوى الرافضة للانصياع نحو التوجه التطبيعي.

وأشارت إلى أنّ الإمارات تصر على أنها “لا تزوّد أيا من الأطراف المتحاربة بالأسلحة والذخيرة”، ونفت انتهاكها لحظر الأسلحة. ومع ذلك، فإنّ هذا الإنكار، وفق الصحيفة، يواجه شكوكًا صريحة بشكل متزايد من أنّ السودان ينزلق نحو المجاعة أو الإبادة الجماعية أو جولة جديدة من الحكم الاستبدادي الوحشي إذا فازت قوات الدعم السريع بالحرب.

وتشير الصحيفة إلى أنّ حميدتي، الذي كان تاجر جمال في السابق، برز على الساحة في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين كقائد للميليشيا الوحشية المعروفة باسم “الجنجويد” في دارفور، وقد جمع أموالاً من خلال بناء إمبراطورية تجارية، في البداية من خلال السيطرة على مناجم الذهب، ثم كحليف للإمارات.

ومنذ عام 2016 تقريبًا، أرسل حميدتي مقاتلين إلى اليمن، مقابل مبالغ طائلة من الإمارات، ثم استثمر هذه الأرباح لاحقًا في شبكة تضم حوالي 50 شركة، مقرها الرئيسي في دبي، والتي لا تزال تموّل آلته الحربية، حسبما وجد محققو الأمم المتحدة في التقرير الذي تناولته “نيويورك تايمز”.

وقد أصبحت سياسة الحكم والإدارة الإماراتية القائمة على الشبكات جزءاً من المعركة الإقليمية الأوسع لفرض النفوذ في شمال إفريقيا انطلاقا من ليبيا وعن طريقة البوابة المغربية وبدعم من الكيان الصهيوني الذي يسعى إلى إحداث الفتن بكل المناطق التي تحيط بالجزائر الرافضة بشكل كامل للتوجه التطبيعي للإمارات.

ويرى الدكتور أندرياس كريغ وهو أستاذ مشارك في قسم الدراسات الدفاعية في كينجز كوليدج لندن، في مقاله لموقع Middle East Eye البريطاني، أنّ الحرب في السودان تُعَدُّ من نزاعات القرن الـ21 متعددة الأقطاب، حيث تلعب الإمارات هناك لعبة قذرة بحزمٍ أكبر من غيرها في رأي كريغ، إذ ترعى وتنظّم مجموعةً متنوعة من الشبكات بطول المنطقة.

ووصف كريغ، قصة الإمارات في السودان بأنها قصةُ ملكيةٍ قبلية صغيرة نسبياً، لكنها تحاول فرض نفوذ أكبر بكثير مما يُمكن اعتباره ثقلها الجيوستراتيجي. وفي تحدٍ لقيود الحكم والإدارة التقليدية، اتبع فرع من العائلة الملكية بأبوظبي طريقةً مبتكرة لتفويض الحكم في البلدان المستهدفة، من الحكومة الشرعية إلى الأفراد، والشركات والمصارف والتجار، والميليشيات والمرتزقة.

يرى كريغ أنّ الارتباط الإماراتي بجنرال الحرب السوداني حميدتي تحديداً يكشف عن شبكة من العلاقات والأنشطة التي تبدو عرضية، لكنها ترتبط بأصحاب النفوذ في أبوظبي بصورة مباشرة أو غير مباشرة. ويُمكن وصف الشبكة الداعمة لصاحب محاولة الانقلاب في السودان بأنها دوامة خيل متداخلة من رؤوس الأموال، والأسلحة، والذهب، والمرتزقة. وقد أسّستها أبوظبي في أعقاب ثورات الربيع العربي.

كتيب التعليمات الإماراتي للثورة المضادة

وإذا أردنا النظر إلى الشبكات الشخصية الفورية التي تدفع جنرال الحرب إلى إتباع كتيب التعليمات الإماراتي للثورة المضادة، فيقول كريغ إنّ المصارف والشركات الصورية – التي يقع مقرها في الإمارات – تلعب دوراً أساسياً ومحورياً في تأمين التدفق المالي لقوات الدعم السريع.

وتحوّل حميدتي إلى عقدة مركزية في الشبكات الموجودة داخل المنطقة، وخاصةً الشبكات الإماراتية، بعد أن أرسل جنرال الحرب آلاف الجنود للمشاركة مع السعودية والإمارات في حرب اليمن. حيث تلقى حميدتي أسلحة وأجور مرتزقته بعد عمله إلى جانب ميليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي، وكيل أبوظبي في اليمن.

بينما تتجه أنظار العالم نحو عمال القوات اليمنية في البحر البحر الأحمر، بثت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في 23 جانفي 2024 فيلماً وثائقياً سلّط ضوءاً وهاجاً على تصرفات دولة الإمارات العربية المتحدة في جنوب اليمن. التحقيق من توقيع نوال المقحفي، ويعرض تفاصيل تورّط مرتزقة أمريكيين وشركة صهيونية في اغتيال شخصيات سياسية ودينية في عدن منذ سنة 2015.

طوال الفيلم الوثائقي، ينكشف القناع عن شبكات مروعة، حيث جرى التعاقد مع المرتزقة عبر الشركة الأمنية “مجموعة العمليات سبير” التي يديرها الصهيوني المجري أبراهام جولان.

فعلى الجبهة اليمنية تشير كل الدلائل إلى أنّ خطة تقسيم اليمن بدأت فعليا، بتنفيذ أمريكي صهيوني – على الأرض – وبتواطؤ مباشر من دولة الإمارات التي تجاوزت مرحلة العمل في السر وآن لها أن تعلن عن نفسها كيانا معاديا للفلسطينيين واليمنيين وكل الأمة العربية، فقد تمّ الكشف عن مشروع تآمري جديد انطلق من جزر سقطرى.

وكشفت صحيفة إزفيستيا الروسية، عن وجود أنباء تشير إلى أنّ واشنطن قرّرت نشر فرقة عسكرية في جزيرة سقطرى اليمنية لمواجهة حركة أنصار الله اليمنية المؤيّدة – بالقول والفعل – للمقاومة الفلسطينية في غزة، مع العلم أنّ الجزيرة تعد موقعا جغرافيا إستراتيجيا يمكّن الولايات المتحدة من السيطرة على الساحل الجنوبي لشبه الجزيرة العربية بأكمله.

غير أنّ إزفيستيا استبعدت تأثير هذا الوجود الأمريكي بالجزيرة على أنشطة الجيش اليمني، خاصة أنّ أبناء الجزيرة اليمنية يرفضون الخطوة الأمريكية التي تحدّثت عنها الأنباء. ونقلت الصحيفة الروسية عن بيان وقّعه وجهاء سقطرى أنّ سكان الجزيرة اليمنية يعارضون بشدة الوجود الأمريكي، ويرفضون كذلك وجود دفاعات جوية صهيونية، مشدّدين على أنهم لن يقبلوا المساس بسيادتهم على جزيرتهم.

وقالت إزفيستيا إنّ هذا البيان جاء بناء على معلومات تمّ الحصول عليها من صور أقمار صناعية تؤكّد وجود خطة لإيجاد موطئ قدم للولايات المتحدة والكيان الصهيوني في الجزيرة. وأوضحت أنّ صور الأقمار الصناعية أظهرت إنشاء ممر لهبوط طائرات، مع ما يعنيه ذلك من أنه يمثّل تطوّرا مهما، نظرا إلى الأهمية الجيوستراتيجية للمنطقة، وسط التصعيد الإقليمي الناجم عن الإبادة الجماعية الصهيونية في قطاع غزة.

وأضافت الصحيفة بأنّ جزيرة سقطرى تعتبر نقطة إستراتيجية مهمة تدخل في منطقة نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو هيكل انفصالي يعارض الحكومة المركزية في العاصمة اليمنية صنعاء، وقالت إنّ المجلس الانتقالي الجنوبي مدعوم من الإمارات التي تسيطر على طرق النقل المؤدية إلى الأرخبيل.

وتحدثت إزفيستيا عن وجود تقارير تفيد بأنّ الجيش الصهيوني قد يستخدم الأرخبيل لمراقبة إيران ومنع الجيش اليمني من إطلاق الصواريخ، علما أنه في 2022 – تتابع إزفيستيا – تداولت وسائل الإعلام الغربية خبرا مفاده أنّ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن كانت تدرس اتخاذ سقطرى موقعا لنشر الرادارات وعناصر أنظمة الدفاع الصاروخي.

وبالمقابل، فقد أظهرت صور التقطتها أقمار اصطناعية وقامت “أسوشيتد برس” بتحليلها، ما يبدو أنّه “مهبط طائرات جديد” يجري تشييده عند مدخل الممر المائي الحيوي في الشرق الأوسط، وهو شريط مائي بحري يفصل بين الجزيرة العربية وشرق إفريقيا، ويتمتّع بموقع إستراتيجي مميّز، حيث يصل بين القارات الثلاث: آسيا وإفريقيا وأوروبا، ويربط المحيط الهندي وخليج عدن وبحر العرب بالبحر الأبيض المتوسط.

ولم تصرح أيّة دولة علانية عن أعمال بناء تجري في جزيرة “عبد الكوري” القاحلة بالمحيط الهندي، بالقرب من مصب خليج عدن. لكن صورا تم التقاطها بواسطة أقمار اصطناعية لأسوشيتد برس، تظهر أنّ العمّال كتبوا عبارة “أنا أحب الإمارات العربية المتحدة” بجوار أكوام من التراب، قرب المدرج.

مؤامرة تقسيم اليمن

وأصبح هذا الممر المائي والبحر الأحمر الذي يؤدي إليه، ساحة معركة رئيسية بين (من جهة أولى) اليمنيين الذين يهاجمون السفن التجارية ذات العلاقة بالكيان الصهيوني، نصرة للفلسطينيين خلال حرب الإبادة الجارية في غزة، و(من جهة أخرى) التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في المنطقة، لمواجهة تلك الهجمات.

ويأتي هذا البناء في الوقت الذي أثار فيه وجود قوات من دولة الإمارات في سلسلة جزر سقطرى (جزيرة عبد الكوري جزء منها)، والقوات الانفصالية التي تدعمها الإمارات في جنوب اليمن. لكن الإمارات – ورداً على أسئلة وكالة “أسوشييتد برس” – لم تنفِ أو تؤكد ما يجري تداوله بشأن مهبط الطائرات، بل زعمت أنّ وجودها في جزيرة سقطرى “شرعي”، وبالتعاون مع الحكومة المعيّنة من الخارج.

ويبلغ طول جزيرة عبد الكوري نحو 35 كيلومتراً، وعرضها في أوسع نقطة نحو 5 كيلومترات. وعلى طول تلك النقطة الأوسع، يجري بناء مهبط للطائرات. ووفق التقرير، أظهرت صور الأقمار الاصطناعية من “بلانيت لابز” التي حلّلتها “أسوشييتد برس”، مركبات في مواقع مختلفة وأنشطة تجري هناك، منها رصيف الموقع، حيث يبلغ طول المدرج الممتد من الشمال إلى الجنوب نحو 3 كيلومترات. ويمكن لمدرج بهذا الطول أن يستوعب طائرات هجوم ومراقبة ونقل، وحتى بعض أثقل القاذفات.

وتشير تحليلات الصور إلى رؤية أعمال البناء مبدئياً في المنطقة في جانفي 2022، مع حفر مدرج أقصر، وفقاً لصور “بلانيت لابز”. وظهرت أولى علامات بناء المدرج الأطول من الشمال إلى الجنوب في جويلية 2022، لكن العمل في الموقع توقف لاحقاً. وللعلم فإنّ مطار عبد الكوري ليس أول مهبط طائرات غامض يبدأ تشييده وسط العدوان على اليمن. ففي عام 2021، ذكرت وكالة “أسوشييتد برس” أنه تم بناء مطار في جزيرة ميون. وبعد ذلك، قال مسؤولون عسكريون في الحكومة المدعومة من التحالف السعودي ضد اليمن، إنّ الإمارات تقوم ببناء المدرج.

ويأتي هذا التقرير في ظل التوترات التي يشهدها البحر الأحمر والمحاولات الأمريكية للتأثير على العمليات اليمنية وردعها بشتى الطرق، نظراً إلى تأثيراتها السلبية على ما يُسمّى أمن “إسرائيل”. وأكدت صنعاء أكثر من مرة ضمانها أمن الملاحة البحرية وأنّ عملياتها تستهدف فقط السفن الصهيونية وتلك المتوجهة إلى موانئ الاحتلال، حتى رفع العدوان والحصار عن قطاع غزّة، وإدخال المساعدات إليه.

تورّط كامل

من جانبه، نقلت الصحيفة الروسية إزفيستيا عن الباحث الروسي في مركز الدراسات الشرقية، دانيلا كريلوف، قوله إنه كلما تحدّث الأمريكيون عن عدم تورّطهم في شيء ما، هناك احتمال كبير أنهم فعلوا ذلك. وأضاف كريلوف أنّ اليمن لا يسيطر على كل أراضيه، وفي حال أراد الأمريكيون إدخال قواتهم المسلّحة إلى سقطرى، فسوف يفعلون ذلك، علما أنه يوجد بالفعل مطار في الأرخبيل وميناء صغير، لذلك لن تكون هناك حاجة إلى إنشاء بنية تحتية جديدة.

وحسب كريلوف، فإنّ الجزيرة ذاتها صغيرة ولا تضم سوى بضع البلدات، لذلك سيكون من السهل على الأمريكيين السيطرة على مثل هذه المنطقة وتحويل الجزيرة بأكملها إلى قاعدة عسكرية. وأكد كريلوف أنّ سقطرى تقع بجوار الصومال والقرن الإفريقي، لذا فإنّ إنشاء قاعدة عسكرية هناك لا يسمح فقط بتعزيز موقف واشنطن في القتال ضدّ اليمنيين، بل يفتح لهم أيضا مساحة كبيرة للعمل مع الصومال والقرن الإفريقي.

وبمساعدة هذه الجزيرة، يمكن التحكم في دخول السفن إلى خليج عدن، الذي يتيح السيطرة عليه وعلى جميع السفن التي تدخل مضيق باب المندب، بما في ذلك التي وعد اليمنيون بعدم استهدافها، أي السفن الروسية والصينية.

وكان التحذير من تقسيم اليمن، قد بدأ من خلال تصريح للرئيس اليمني المخلوع، هادي منصور عبد ربه، عام 2019، إبان عدوان التحالف على اليمن، والذي طلب من المملكة السعودية يومها التدخل للجم الخطط الإماراتية الهادفة إلى تقسيم اليمن والسيطرة على القسم الجنوبي والجنوبي الغربي منه.

لم تكن المملكة خارج اللعبة الدولية في اليمن في تلك المرحلة، وكانت استجارة عبد ربه كمن يستجير من الرمضاء بالنار، لكن، وبعد انسحاب التحالف من اليمن، على وقع ضربات الجيش اليمني، يبدو أنه وابتداءً من منتصف العام الماضي، عاد اليمن ليدخل في خطر التقسيم من جديد، فالرباعية، المؤلفة من الإمارات إلى جانب العدو الصهيوني وبدعم أمريكي – بريطاني مطلق، عادت لتشبّك خيوط مؤامرة جديدة.

أسباب الردّة ومآلاتها..

هل إمارات اليوم هي ذاتها إمارات الشيخ زايد؟

أبرز الأستاذ والباحث في الشؤون الدولية، عبد الرحمان بوثلجة، أنّ إمارات اليوم ليست هي نفسها إمارات الشيخ زايد، فقد تغيّرت ملامحها بشكلٍ جذري، وأصبحت لديها الكثير من التصرفات والأفعال المشبوهة التي يمكن وصفها بالأعمال التخريبية، ونتحدث هنا بشكلٍ خاص عن تدخلاتها المتزايدة في الشؤون الداخلية لعدة دول بدءًا من اليمن وصولاً إلى ليبيا وفلسطين، وقد بلغت هذه التدخلات ذروتها في تواطؤها مع الاحتلال الصهيوني في حربه الشعواء التي يشنها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة، كما امتدت يد الإمارات الشيطانية مؤخرا إلى السودان.

وفي هذا الصدد، أوضح الأستاذ بوثلجة في تصريح لـ “الأيام نيوز”، أنّ الإمارات هي من بين أولى الدول التي تآمرت ضد الشعب الفلسطيني ولم تتخذ أيّ إجراء ولو رمزيا من أجل نصرة الحق الفلسطيني، خاصةً وأنّ هذه الدول هي في الأصل دول مطبّعة مع الكيان الصهيوني، أي كانت لديها إمكانية للتنديد بما يحدث من خلال سحب السفير أو تعليق العلاقات الديبلوماسية على الأقل، كما قامت بذلك دول صديقة في أمريكا الجنوبية، جنوب إفريقيا وحتى دول أخرى في أوروبا بما فيها بلجيكا وإسبانيا، التي ما فتئت تطالب بوقف فوري لإطلاق النار.

في السياق ذاته، تحدث الباحث في الشؤون الدولية عن الموقف الإماراتي من العدوان الصهيوني المجنون على قطاع غزة، مُشيرًا إلى أنّ هذه الدولة التي طبّعت في إطار الموجة الأخيرة من التطبيع أو ما سمي باتفاقية “أبراهام”، كان بإمكانها أن تتخذ إجراءات ولو رمزية من أجل الضغط على الكيان الصهيوني ومن ورائه أمريكا حتى يتم وضع حدّ لشلال الدّماء الفلسطينية في القطاع، إلا أنّها في نهاية المطاف فضّلت مصالحها الضيّقة على الشعب الفلسطيني الذي يتعرّض لجرائم حرب مكتملة الأركان ومجازر مروّعة يُندى لها جبين الإنسانية.

وفي ظلّ ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من مجازر متواصلة، – يوضّح الباحث بوثلجة – بالإضافة إلى المحاولات الحثيثة التي كانت قبل معركة “طوفان الأقصى”، تحت رعاية أمريكية خالصة والرامية أساسًا إلى تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني وعدد من الدول العربية، ونتحدث على وجه التحديد عما عُرف باتفاقية “أبرهام”، كلّها تهدف وبشكلٍ ممنهج إلى جعل وجود هذا الكيان في المنطقة وجودًا طبيعيًا ومعتادًا، وفتح آفاق جديدة له في الوطن العربي.

وأردف محدثنا قائلا: “إنّ السلطات في الإمارات تلتقي مع الكيان الصهيوني في نفس الأهداف، ونتحدث هنا عن تلك الأهداف المتعلّقة بالقضاء على المقاومة الفلسطينية، وهذا بطبيعة الحال لا يمتّ للأخوة بصلة ولا للعروبة ولا لرابطة الدم ولا لغيرها من المفاهيم السامية التي أصبحنا حقيقة لا نجدها عند دول عربية بالاسم بما فيها الإمارات”.

كما أنّ بعض الدول العربية التي قبلت لنفسها أن تكون شريكا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في قتل الأبرياء الفلسطينيين في قطاع غزة وأيضا في الضفة الغربية وحصار آلاف المواطنين هناك، هذا بالتأكيد سيكون له انعكاسات سلبية خلال الفترة القادمة على مجمل الحالة الوطنية الفلسطينية وأيضا العربية على حدّ سواء، وهذا ما يؤكّد ضعف الموقف العربي الرسمي وارتهانه إلى الموقف الأمريكي وموقف عدد من الدول الغربية الاستعمارية.

وفي ختام حديثه لـ “الأيام نيوز”، أكّد الأستاذ بوثلجة أن ما تُحققه المقاومة الفلسطينية الباسلة من إنجازات وانتصارات على أرض الميدان، في تصديها لقوات الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الهمجي على قطاع غزة، في حقيقة الأمر لن تروق أبدا لهذه الدول الداعمة للمشروع الصهيوني، بدايةً بالمغرب الذي يُقال عبثًا بأن ملكه هو رئيس لجنة القدس، وصولاً إلى الإمارات التي كانت قد نددت وبصفة علنية بما قامت به المقاومة الفلسطينية بتاريخ السابع من أكتوبر الماضي، وهي التي ساوت ما بين الشعب الفلسطيني الأعزل الذين لا يملك السلاح وبين المستوطنين الصهاينة المسلحين، وبالتالي فإن انتصار المقاومة في فلسطين هو انتصار لمواقف الدول الداعمة لحركات التّحرر في العالم والمساندة للشعوب في تحقيق استقلالها وتقرير مصيرها.

تحليل سياسات أبوظبي الأمنية والمخابراتية..

هكذا تحوّلت الإمارات إلى دولة بوليسية مارقة

بقلم: عبد الرحمان سعيدي – كاتب ومحلّل سياسي جزائري

إنّ الإمارات العربية المتحدة ومنذ وفاة الشيخ زايد الوالد، والذي أسّس دولة الإمارات في عام 1972، حدث بين أبنائه خلافات حول من يتولى شؤون إدارة الدولة، فبالرغم من وجود تقاليد ولاية الحكم، إلاّ أنّ ذلك لم يمنع التطاحن والتنافس المحموم بين أبناء الراحل الشيخ زايد، بل أنّ الأمر وصل إلى درجة التصفيات الجسدية، ولما تولى الحكم الشيخ خليفة وقام ولي عهده محمد بن زايد الذي كان حينها يسيطر على الأجهزة الامنية والشؤون العسكرية بعزل أخيه حاكم الإمارات خليفة بن زايد بطريقة أبقاه في الواجهة في حين هو من يتولى شؤون الدولة بحكم أنه في وضعية المريض الذي عجز عن إدارة الحكم.

وقام الشيخ محمد بن زايد بترتيب وضعية الأسرة الحاكمة بشكل يسمح له بالسيطرة الكلية على البلاد، واتجه بعدها نحو تعزيز سيطرته بالارتماء الكلي في لأحضان السياسات الأمريكية والصهيونية ومخاصمة محيطه الإقليمي في الخليج لكي يضمن حماية سلطته، فقام بتصفية خصومه داخل العائلة الحاكمة وقرب أبناءه من المناصب الحساسة.

وبعد وفاة أخيه الحاكم الشيخ خليفة تولى رئاسة الدولة رسميا، وقام بتعين ابنه حاكما على أبو ظبي ووليا للعهد، وعندها انفجرت خلافات حادة داخل أروقة الحكم وتشكلت جيوب على هامش الحكم لمقاومة سيطرته، وانتقلت إلى بعض الإمارات، على غرار إمارة دبي لعائلة بن راشد وإمارة رأس الخيمة والشارقة.

أما الأمر الذي زاد في حدة الخصومة وشدتها هي المواقف المخزية لدولة الإمارات من القضية الفلسطينية ومسار التطبيع وحربها على اليمن وكذلك سياسات إنهاك الخزينة بالتبذير وإفساد المال العام، ممّا جعل دولة الإمارات تتحول إلى دولة بوليسية واستخباراتية.

والمتابع لمواقف الإمارات ومختلف أعمالها وأفعالها ومساراتها في العشرية الأخيرة، يدركُ جيّدا أن الإمارات العربية المتحدة تتقمص أدوارا إقليمية أكبر من حجمها، ولمحاولة فهم ذلك نجد أنها بدايةً انحرفت عن الصف العربي من خلال المبالغة في وضع نفسها كحجرة زاوية في كل القضايا العربية المتعلقة بالاقتصاد والاستثمار والأمن القومي والسياسة الخارجية والديبلوماسية والسياسة الإعلامية وحتى الشأن الداخلي للدول العربية.

واستغلت الإمارات، النزاعات والحروب الأهلية والمشكلات الاقتصادية التي تمر بها المنطقة العربية، وقد بدأت أدوارها تتزايد وما تحدثه من مشكلات وأزمات تتفاقم وكثرت الشكوى والانزعاج والقلق لدى العرب، خاصةً فيما يتعلق بسياستها الداعمة للعدوان الصهيوني على غزة المتواصل للشهر السابع على التوالي ضد الآمنين في بيوتهم في القطاع، وإفشال أيّ جهد عربي يجتمع على نصرة فلسطين مما جعلها مع بعض الدول المطبعة تعطل الجامعة العربية.

إلا أنّ كل هذه المخططات الإمارتية فشلت وانكشفت، لأنّ الإمارات العربية المتحدة في نهاية المطاف هي تخشى حقيقةً على مصيرها بعد انتصار المقاومة في غزة وانكشاف الوثائق من الكنز الاستخباراتي الذي استحوذت عليه المقاومة بعد هجوم “طوفان الأقصى” بتاريخ السابع من أكتوبر الماضي، وتتجلى منها ورقة استلام الإمارات العربية المتحدة مهام صهيونية من “إسرائيل”.

من التقدير إلى التحقير..

دولة المؤامرات العربية المتّحدة !

بقلم: حمدي يحظيه – كاتب من الصّحراء الغربية

فيروس ما خطير أصاب ضمير هذه الإمارة فقلَب أسفلها عاليًا، وحوّلها من دولة أنعم الله عليها بالخيرات إلى دولة تنهال عليها اللّعنات. لا شيء يبرّر ما تقوم به هذه الدّولة من جنون حتّى تتحوّل، أمام دهشة الجميع، من دولة تزرع النّماء والحياة في العالم العربي إلى دولة تزرع بذور الشّر، وتشارك في كلّ حفلات الموت في أيّ مكان في العالم الإسلامي والعربي يوصلها إليه مالها الكاسد الفاسد.

قل ما تشاء من الأسماء المقزّزة والحقيرة وستجد ذلك الاسم ينطبق على الإمارات. قل “المؤامرات العربية المتّحدة” أو “دولة الشّر” أو “دولة الخيانة” أو “ذيل إسرائيل” أو “دولة بني صهيون العرب”، قل أيّ اسم يخطر على بالك وستجد نفسك تقصد الإمارات، كما لن يجد من يقرأ لك أو يستمع إليك صعوبة في فهم من تعني من الدّول.

الآن صورة الإمارات في أذهان الشّرفاء والأبرياء من العرب والمسلمين تشبه صورة دراكولا أو صورة الخفّاش أو صورة مصّاص دماء الأطفال أو صورة الشّيطان. شيء محيّر حقًّا أن تتحوّل الإمارات من دولة توزّع الحلوى على الأطفال العرب والمسلمين إلى دولة توزّع الرّصاص والموت على أولئك الأطفال؛ تتحوّل من دولة تبني المساجد في القرى الإسلامية إلى دولة تبني مقرّات مخابرات الصّهاينة، ومن دولة تحفر الآبار لاستخراج ماء الحياة إلى دولة تهدم نفس الآبار وتسمّمها. تتحوّل من دولة يوصف رئيسها الرّاحل بن زايد على أنّه حاتم الطّائي إلى دولة يقارن وجه رئيسها الحالي بصورة الشّيطان. ما هذا الفيروس الذي أصاب ضمير الإمارات؟ لماذا تتحوّل إلى دولة وظيفية تشارك “إسرائيل” في دسائسها وأعمالها القذرة؟

الآن إذا ذُكرت “إسرائيل” في مكان ما تُذكر معها الإمارات، وإذا حدثت مؤامرة ضدّ دولة عربية أو إسلامية تشير أصابع الاتهام، بدون تفكير، إلى الإمارات. في مخيلة النّاس الآن الإمارات هي مجرّد دولة وظيفية في يد “إسرائيل”، هي موزّع مهم للموت والأزمات والإرهاب في كلّ الدّول العربية، تزرع سرطان التّفرقة في كلّ الجسم الإسلامي. طائراتها التي كانت تحمل المساعدات وتطفئ حرائق الغابات قديمًا في عهد الشّيخ بن زايد تحمل الآن القنابل والسّلاح والبنزين فقط إلى المناطق المشتعلة لتزيدها اشتعالًا، وبواخرها التي كانت تجوب المحيطات توزّع الهبات لا تحمل الآن إلّا الدّمار.

شظايا وشواظ نيران الإمارات الآن تنتشر وتحرق كلّ الجسم العربي والإسلامي؛ تحرق اليمن، تحرق السّودان، تحاول حرق الجزائر، تحرق أطفال غزّة، تحرق صحاري دول السّاحل، تحرق ليبيا، تضغط على تونس وعلى موريتانيا. كلّما وجدت الخلافات والنّيران وُجدت الإمارات.

في ليبيا، في السّودان، في اليمن تجدها، مثل الشّيطان، دائمًا تدعم طرفًا ضدّ طرف، تصبّ الزّيت على النّار وتوزّع السّلاح على المتحاربين. في كلّ القضايا التي تحشر فيها الإمارات أنفها توجد “إسرائيل” إلى جانبها. لا يوجد تفسير لهذا الجنون والإجرام ما عدا شيء واحد وهو أنّ الكيان الصّهيوني استطاع أن يتحكّم في نظام الإمارات ورئيسها وتحويلهم إلى دمى وابتزازهم بالمشاركة في كلّ الأعمال القذرة مقابل المحافظة على كراسيهم.

الإجابة ستكون صادمة..

ماذا تريد الإمارات من إفريقيا؟

بقلم: محمد لمين حمدي – إعلامي من الصحراء الغربية

لا شكّ أنّ الإمارات عرّابة التّطبيع وصاحبة اليد الطّولى في زعزعة استقرار المنطقة العربية، باتت تشكّل خطرًا على الأمن والسّلم الدّوليين، خاصّة ما تقوم به هذه الدّولة الخليجية من دور قذر في ليبيا ومنطقة السّاحل الإفريقي.

فقد كشّرت الإمارات عن أنياب الشّر لضرب استقرار السّودان وتقسيمه من جديد وهو الذي يعيش ويلات الحروب الأهلية بعد تمرّد قوّات الدّعم السّريع المدعومة إماراتيًا وبعد تحذيرات عدّة من قبل بعض المسؤولين السّودانيين الذين اتّهموا الإمارات بكلّ وضوح بدعمها للمتمرّد محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي قائد قوّات الدّعم السّريع. ها هو السّودان الجريح يطالب مجلس الأمن الدّولي بعقد جلسة طارئة لبحث العدوان الإماراتي على الشّعب السّوداني.

دوافع الإمارات ليست وليدة اليوم في ضرب استقرار الدّول العربية والإسلامية فقد برز دورها العدائي في اليمن وليبيا وفلسطين والصّحراء الغربية وحربها الإعلامية التي لا تتوقّف على مكّة الثّوار وقبلة الأحرار، جزائر الشّهداء والتّاريخ الثّوري الزّاخر بالأمجاد والبطولات.

وقبل ذلك حصار قطر ماهي إلّا محاولة منها لأخذ دور محوري في المنطقة نست أو تناست الإمارات المدعومة من قبل الكيان المجرم بأنّ تدخّلاتها السّافرة في الشّؤون الدّاخلية لهاته البلدان ما هو إلّا وقاحة -إن صحّ التّعبير- فالقوانين والأعراف الدّولية واضحة المعالم.

دور الإمارات التّخريبي هو نتاج لسياسة راعي التّطبيع المتحالف مع الكيان الصّهيوني الذي يريد من دول المنطقة أن تسير على ذات النّهج لكن يبدوا بأنّ الرّسالة وصلت إلى عاصمة التّطبيع والفساد بعد الاجتماع التّشاوري الثلاثي بين الجزائر وليبيا وتونس المنعقد بهاته الأخيرة.

شتّان بين شعوب واعية وقيادات تملك من الشّجاعة والمبادئ والثّوابت الوطنية ما يفوق كلّ اعتبارات الدّول الوظيفية والتي تخدم استعمار الأمس بوسائل اليوم. والأفضل أن تعود الإمارات إلى رشدها فهي في الموقع الخطأ والأيّام ستثبت ذلك.

النقلة الشيطانية..

من مرحلة التطبيع إلى التصهين الكامل!

بقلم: عكنوش نور الصباح – خبير إستراتيجي جزائري

نبدأ موضوع الممارسات العدائية الإماراتية التي شهدتها المنطقة وتدخّلات هذا الكيان المتزايدة في الشّؤون الدّاخلية لعدة دول من الآخر، أي من الشّكوى السّعودية إزاء الإمارات وهي إدانة أخلاقية وسياسية قويّة وصادقة نحو بلد صنعته الأحداث في خضم تحوّلات بنيوية مرّ بها الشّرق الأوسط.

في مطلع سبعينيات القرن الماضي وفي إطار ترتيبات إقليمية أنتجت لنا كيانًا مصطنعًا من الخيال السّياسي لكسينجر وعصبة من صنّاع القرار في الغرب أجمعوا على حتمية هندسة نظام جيواستراتيجي جديد تقوم فيه الإمارات بوظائف معيّنة ووفق أجندة معيّنة رسمتها علب تفكير بالمال والتّدبير لمستقبل العرب بعد تحييد مصر، وهو ما أثبتته وتثبته الأحداث في القرن الواحد والعشرين.

ونلاحظ انتقال هذا الكيان الوظيفي من مستوى التّطبيع إلى مستوى التّصهين، حيث أنّه أصبح عنصر مهدّد للسّلم الدّاخلي في الجوار الخليجي وفي شمال أفريقيا ومنطقة السّاحل وغيرها وما يحدث في السّودان إلّا مؤشّر على طبيعة دور الإمارات الخطير في تفكيك أوصال الأمّة أوّلًا وسرقة مواردها كالذّهب في السّودان ثانيًا والتّحالف مع المليشيات كفاغنر والدّعم السّريع كأذرع عسكرية للسّيطرة والنّفوذ ثالثًا والجوسسة والاختراق بالمال والإعلام رابعًا حتى وصل الأمر إلى الشّقيقة المملكة العربية السّعودية بشكل مستفز يتطلّب ديبلوماسيًا عمل عربي على أعلى مستوى لإلقاء القبض على هذا الشّر القادم والذي كلّ يوم يمتدّ في اليمن وليبيا والسّودان ومالي والنّيجر ومصر وأمصار أخرى.

وما يهمّنا في الجزائر أنّ هذه الدّويلة اختارت الجانب الخاطئ من التّاريخ وأصبحت تلعب مع الشّيطان لتهدّد أمننا عندما تتحالف مع المخزن وتناور مع باماكو وتضغط على نيامي وتموّل نظام تشاد في مخطط جهنّمي لمحاصرة الوطن عبر منهجية  الاستنزاف والاختراق والاستفزاز خدمة لمصالح الكيان الصّهيوني والمخزني في المنطقة بغباء إستراتيجي لا يدرك أنّ الجزائر ليست السّودان ولا اليمن وأنّ هذا الوطن عصي قوي متين بدولته وجيشه ونخبه التي تتصدّى لمشاريع ضرب استقرار بل وحتّى استمرار الوطن في وحدته ووجوده، وما على الإمارات أن تعيد قراءة التّاريخ التي فبركها في لحظة تاريخية مزيّفة يراد البناء عليها بهتانًا وزورًا بالفتن والمؤامرات التي ستنقلب على الإمارات قريبًا وقريبًا جدًّا لأنّ دورها انتهى .

الأيام نيوز - الجزائر

الأيام نيوز - الجزائر

اقرأ أيضا