شمسٌ جزائرية أحرقت ظلام الاستعمار.. ماذا لو لم يظهر “عبد الحميد بن باديس” في زمانه؟ (الجزء الثاني والأخير)

وضع المفكّر “مالك بن نبي” مقدِّمةً لكتاب “آثار ابن باديس” الذي جمع فيه الدكتور “عمار طالبي” كتابات وخطب ودروس ومحاضرات الشيخ “ابن باديس”، وصدرت طبعته الأولى في الجزائر سنة 1968. وقد اختار “بن نبي” أن تكون مقدِّمته قراءةً في الكتاب، وركّز على الافتتاحية التي كان ينشرها “ابن باديس” في كل عدد من مجلة “الشهاب” تحت عنوان “مجالس التذكير”، حيث قدَّم قراءةً لمنهجيَّة الشيخ في تفسير آية قرآنية، وكيف كان يستثمر هذا التفسير في بناء الشخصية الوطنية والتربية الدينية ونشر الوعي..

ونعتقد أنَّ عنصر استثمار التفسير القرآني في نشر الوعي وبناء الشخصية الوطنية، هو من أهمّ عناصر عبقريَّة الإمام “ابن باديس” متعّددة المجالات والأوجه، ذلك أنّ الاستعمار الفرنسي كان يُحارب الكلمة التي توقظ الروح الجزائريَّة الخلاّقة وتبعث القوى الكامنة في شخصية الجزائري.. ونعتقد بأنَّ هذا الأمر هو من الأسباب التي دفعت الإمام “ابن باديس” إلى ربط مفاهيم: الوطنية، الإنسانيّة، التربية الذوقيّة والجمالية.. بالدين الإسلامي، انطلاقًا من عالميّة الإسلام، بمعنى أنّ “ابن باديس” كان مفكّرًا عالميًّا، انطلق من الدائرة الضيّقة التي فرضها عليه الاستعمار إلى رحاب الإنسانيّة، واعتمد الكتابة البالغة الذكاء التي تُحرِج الاستعمار إذا ما رفض أفكارها..  كما نعتقد بأنَّ كل أثرٍ من آثار الإمام “ابن باديس” يجب أن يُدرس في سياق ظرفه الخاص الذي وُلِد فيه، وليس في السِّياق العام لفكر وفلسفة الإمام.

خلال عقودٍ طويلة والباحثون والدّارسون والكُتّاب.. يُسطّرون البحوث والدّراسات والكتابات حول الإمام “ابن باديس” وكوكبة العلماء الذين حملوا معه لواء تحرير العقل الجزائري، وستبقى الأقلام تنزف حبرًا وأفكارًا حول الإمام وأصحابه، وكيف جمع الله هذه الكوكبة من العلماء لتظهر في زمن واحد فيما يُشبه المعجزة الإلهية.. ومن الذين كتبوا عن “ابن باديس” الدكتور “رابح تركي”، وقد اخترنا إعادة نشر هذه المقالة التي نشرها عام 1970 في مجلة “العربي”. وفيما يلي، نواصل إبحارنا في المقالة..

رجلٌ عظيمٌ

إنّ الذي يطّلع على كتابات الإمام “ابن باديس” المجموعة في الكتاب القيِّم “آثار ابن باديس” اليوم، يجد أنَّ هذا الرجل العظيم كان بالمرصاد لكل بادرة تبدر من الإدارة الاستعمارية أو أحد عملائها الظاهرين أو المستترين ضد عروبة الجزائر أو إسلامها، إلّا ويقوم بتنفيذها ومقاومتها بكل قوة وبدون هوادة، لا يخاف ولا يرهب ولا يُمالي أيّ شخص مهما كان مركزه ومهما كانت القوة التي تسنده.

لمن أعيش؟

في شهر جانفي سنة 1937، ألقى محاضرةً في أعضاء جمعية التربية والتعليم بمدينة قسنطينة تحت عنوان “لمن أعيش؟”.. نقتطف منها الفقرات التالية التي توضِّح للقارىء إيمانَ هذا الرجل العظيم بالإسلام وعمق وطنيّته وإخلاصه في خدمة الجزائر العربية وكل أقطار العروبة الأخرى، قال مجيبًا عن سؤاله الذي بدأ به المحاضرة:

“إنّي أعيش للإسلام والجزائر”. ثم قال: قد يقول قائل أنَّ هذا ضيق في النّظر وتعصّب للنّفس وقصور في العمل وتقصير في النّفع، فليس الإسلام وحده دينًا للبشريًة، ولا الجزائر وحدها هي وطن الإنسان، ولأوطان الإنسانية كلّها حق على كل واحد من أبناء الإنسانية، ولكل دين من أديانها حقه في الاحترام.

فأقول نعم.. إنَّ خدمة الإنسانية في جميع شعوبها والحدب عليها في جميع أوطانها واحترامها في جميع مظاهر تفكيرها ونزعاتها هو ما نقصده ونرمى إليه ونعمل على تربيتنا وتربية من إلينا عليه، ولكن هذه الدائرة الإنسانية الواسعة ليس من السّهل التوصّل إلى خدمتها مباشرة ونقلها دون واسطة، فوجب التفكير في الوسائل الموصلة إلى تحقيق هذه الخدمة وإيصال هذا النّفع. فإذا عشت فإنّي أعيش للإنسانية، لخيرها وسعادتها في جميع أجناسها وأوطانها، وفي جميع مظاهر عاطفتها وتفكيرها، وما كنّا لنكون هكذا إلّا بالإسلام الذي ندين به ونعيش ونعمل من أجله، فهذا هو معنى قولي أنّني أعيش للإسلام.

أمَّا الجزائر فهي وطني الخاص الذي تربطني بأهله روابط من الماضي والحاضر والمستقبل بوجه خاص، وتفرض عليّ تلك الرّوابط لأجله كجزء منه فروضًا، خاصة وأنا أشعر بأنَّ كل مقوِّماتي الشخصية مستمدّة منه مباشرة، فأرى من الواجب أن تكون خدماتي أول ما تتّصل بشيء تتّصل به مباشرة. وكما إنّني كلّما أردتُ أن أعمل عملًا وجدتُني في حاجة إليه، إلى رجاله، وإلى ماله، وإلى حاله، وإلى آلامه، وإلى آماله، كذلك أجدُني إذا عملتُ خدمتُ بعملي ناحية أو أكثر ممّا كنت في حاجة إليه.

وهكذا، هذا الاتّصال المباشر أجده بيني وبين وطني الخاص في كل حال، وفي جميع الأعمال، وأحسب أنّ كل ابن وطن يعمل لوطنه لا بدّ أن يجد نفسه مع وطنه الخاص في مثل هذه المباشرة وهذا الاتصال.

نعم.. إنّ لنا وراء هذا الوطن الخاص أوطانًا أخرى عزيزة علينا هي دائما منّا على بالٍ، ونحن فيما نعمل لوطننا الخاص. نعتقد أنَّه لا بدّ أن نكون قد خدمناها وأوصلنا إليها النَّفع والخير من طريق خدمتنا لوطننا الخاص.

ثم يوضِّح “ابن باديس” فلسفته من وراء خدمة وطنه الخاص (الجزائر)، فيقول: فنحن إذا كنّا نخدم الجزائر فلسنا نخدمها على حساب غيرها ولا للإضرار بسواها – معاذ الله – ولكن لننفعها وننفع ما اتّصل بها من أوطان، الأقرب فالأقرب، وهذا هو مرادي بقولي: “أني أعيش للجزائر”.

“ابن باديس” في خدمة الإنسانية

وهكذا يتَّضح للقارىء أنَّ “عبد الحميد بن باديس” كان واسع الأفق إلى حدٍّ بعيد بحيث شملت فلسفته خدمة الإنسانية كلها عن طريق خدمة وطنه الخاص، لأنَّ الذي لا ينجح في خدمة وطنه الخاص ليس صالحًا في شيء لخدمة الوطن الإنساني الأكبر.

لا نريد أن نكثر على القارىء في نقل النّصوص التي تدلّ على عمق نظرة “ابن باديس” الفلسفية أو على خدماته الجليلة التي أدَّاها لعروبة الجزائر وإسلامها في مدى ثلاثين عامًا متواصلة، بل لعروبة كافّة أقطار المغرب العربي التي وحّدت بينها المصائب والآلام التي جاءتها من الاستعمار الفرنسي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر والنصف الأوّل من القرن العشرين.

“آثار ابن باديس”.. طبعة دمشقيّة أم جزائريّة؟

أشار الدكتور “رابح تركي” في آخر مقاله إلى هذه المُلاحظة: “كتاب (آثار ابن باديس)، طُبع في دمشق، وهو يحتوي على المقالات والأخبار التي نشرها ابن باديس. وقد جمعها الأستاذ عمار الطالبي”. ولم نجد هذا الكتاب بطبعته الدّمشقيّة، الذي اختار منه “رابح تركي” النّصوصَ السابقة، وما نعلمه أنَّ الطبعة الأولى صدرت في الجزائر سنة 1968 عن “الشركة الجزائرية لصاحبها الحاج عبد القادر بوداود”. غير أنّ الطبعة الجزائرية فيها إشارة إلى “دار اليقظة العربية” التي (كلّفت لجنة من علماء دمشق بتصحيح (أثار ابن باديس) أثناء طبعها)”.

قراءة لآثار ابن باديس بقلم “مالك بن نبي”

وضع مقدّمة كتاب “آثار ابن باديس” المفكّر “مالك بن نبي”، وهي قراءة للكتاب، وتقديم تحليل لافتتاحية من الافتتاحيات التي كان ينشرها “ابن باديس” في مجلة “الشّهاب” تحت عنوان “مجالس التّذكير”. وقد قدّم “بن نبي” رؤيته حول “أنموذج” يتعلّق بمنهج “ابن باديس” في تفسير الآيات القرآنيَّة.. ومن المُجدي أن نعرض للقارئ مقدّمة الكتاب فيما يلي:

مقدّمة كتاب “آثار ابن باديس”

عرفتُ مؤلِّف هذا الكتاب إبّان دراسته في جامعة القاهرة، وكنتُ أعتبره في جملة أصدقائي ومستمعيّ من بين طُلّاب البلدان الإسلامية المختلفة الذين يزورون النّدوة التي تُعقد في منزلي يوم الجمعة من كل أسبوع. فحين أقدّم هنا لدراسة عن “ابن باديس” أشعر بلذة مزدوجة. (يقصد مالك بن نبي بـ “مؤلِّف هذا الكتاب” الدكتور عمار طالبي الذي قام بـ “تحقيق وتصنيف” كتاب: أثار ابن باديس).

فما كان أشدّ إغراء مثل هذا الموضوع في بلد ما يزال مَن شاهَد حياة الشيخ وأثره كثيرًا عددهم، ولكن ما أصعبه من موضوع إذ الحقيقة أنّه لا يمكن أن يخلو حكم معاصر على أحداث عهده ورجاله، من نظرة ذاتية، إلّا نادرًا.

وأنا نفسي أشعر بشيء من الحرج حين أقدِّم كتابًا يحوي – بالضرورة – أفكارًا وأحداثًا كنت نصيرًا لها أو معارضًا.

غير أنَّ شخصية الشيخ تجمع في طيَّاتها جوانب بلغت من التنوّع والغنى مبلغًا يجعل في قدرة الباحث – دومًا – أن يتطرّق إلى دراستها من زاوية تحرُّر الفكر من الظروف العرضيَّة النسبيَّة.

لقد كان “ابن باديس” مناظرًا مُفحِمًا، ومربّيًا بنّاءً، ومؤمنًا متحمّسًا، وصوفيًّا والِهًا، ومجتهدًا يرجع إلى أصول الإيمان المذهبيّة، ويفكر في التوفيق بين هذه الأصول توفيقًا عزب عن الأنظار، إبّان العصور الأخيرة للتفكير الإسلامي.

وهو كذلك وطني مؤمن تصدَّى عام 1936 لزعيم سياسي نشر مقالاً عنوانه: “أنا فرنسا”، فردَّ عليه ردًّا حاميًّا قويًّا.

وعندما انفجرت حوادث قسنطينة الداميّة في شهر آب/ أوت من سنة 1934، وحاولت الإدارة أن تعيد الهدوء والاستقرار.. ولكنه لم يقبل هجومًا على الإسلام قام به يهودي منتهكًا حرمة مسجد.

والشعور الوطني المتدفّق يغدو لديه فيضًا شعريًّا عندما ينظم قصائده التي قُدِّر لها أن تعيد إلى الشعب الجزائري أبعاده الحقيقية في التاريخ الإسلامي، في فترة كان أطفال الجزائر يُدرَّسون ويُعلَّمون تاريخ “أجدادنا الغاليّين”!

وفوق ذلك فقد كان “ابن باديس” مصلحًا اقترن اسمه وأثره بتاريخ هذا البلد في مرحلة سياسية كانت تعدّه لـ “الثورة”، وفي هذه الكلمة من المعاني أكثر ممَّا تعوَّدنا أن نفهم.

إنّه المصلح الذي استعاد موهبة العالِم المسلم كما كانت في عصر “ابن تومرت” بإفريقيا الشمالية… نحن نعلم أنّ عصر المرابطين شهد انزلاق الضمير الإسلامي نحو النّزعة الفقهيّة. فجاء “ابن تومرت” ارتكاسًا لروح الفقهاء الضيقة، ووضعت دعوته الضمير الإسلامي في شريعة القرآن وطريق السنّة.

أمّا “ابن باديس” فقد جاء في فترة جدّدت فيها النّزعة الصوفية (المرابطية أو الطرقية) دورة المرابطين. وهنا موضع الخطورة، ذلك أنَّ الحلقة لم تستأنف بالفقه والرباط، بل بالتّميمة.. ولم يستطع المصلح الجزائري أن يطمح إلى تأسيس إمبراطورية تحرُّر الضمير.

لقد تغير الزمان: فالاستعمار والقابليّة للاستعمار غيَّرا كل المعطيات في الجزائر، كما فعلا ذلك في سائر العالم الإسلامي.

كانت الظروف تقتضي الرّجوع في الإصلاح إلى السّلف أدراجًا: إذ لم يكن القيام بأيّ عملٍ في النظام السياسي أو الاجتماعي ممكنًا قبل تحرير الضمائر.

وكل مذهب الإصلاح الجزائري الذي تجده في “ابن باديس”، كان لا بدَّ أن يصدر عن هذه الضرورة أو عن هذه المقتضيات الخاصة.

والمبدأ الأساسي القائل: “إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ” (الرعد: 11)، الذي كان أول خطوة في الإصلاح؛ يمكن أن يعتبر – من زاوية ما – ترجمة لهذه الضرورة في صيغة مذهبيّة.

ومن هنا نرى التقلّبات التي كان يمكن أن يتعرّض لها مبدأ كهذا المبدأ لدى وضعه موضع التطبيق، عندما يجد المرء نفسه – أو يظن – أنه مضطر إلى أن يتنازل للسياسة على حساب كمال المذهب ومتانته.. ونقد الحركة الإصلاحية الجزائرية كله يمكن أن يوجّه نحو هذه النقطة.

ولنقل – كي نبقى ضمن موضوعنا -: إنَّنا لم نعمد إلى الحكم على أثر “ابن باديس” بالمتانة العلمية التي تضع النتائج في أعقاب المقدّمات، والمقدّمات نفسها في مواجهة قوانين التاريخ، وعلم الاجتماع.

على أيّ حال، فإنّ هذا الأثر نفسه غني في جميع جوانبه، غِنى شخصية صاحبه، ويمكن أن يقف القارئ على هذا التنوّع الغنيِّ وهو يقرأ الدِّراسة التي يعرضها “عمار الطالبي”.

ولقد يكفي في هذه المقدّمة أن نركِّز اهتمامنا في جانبٍ من أكثر الجوانب تميُّيزًا لفكر “ابن باديس”.

أريد أن أتكلم عن الافتتاحية التي كانت ترِد في مطلع كل عددٍ من مجلة “الشهاب” تحت عنوان “مجالس التذكير”.

كان الشيخ يكتب هذه الافتتاحية دائمًا: وإنّها لَأثر العالِم الداعيّة، المصلح الفذّ.

ولا يفوتني أن أذكر أنّه عندما كان ابن باديس يتغيَّب عن قسنطينة لسبب ما، كانت المجلة تظهر بدون هذه الفاتحة التي تكوِّن حقًّا أمَّ كل عددٍ من أعدادها.

ولقد دامت هذه الفاتحة من عدد كانون الثاني/ جانفي 1929 إلى عدد أيلول/ سبتمبر من سنة 1939 على أبواب الحرب العالمية الثانية.

ولكي نستطيع الحُكم على أهميّته المذهبيّة والتعليميّة، يجب أن نحلِّل مجلسًا من مجالسه. ويجب علينا ألّا ننسى بأنَّ الشيخ – علاوة على دوره في توجيه الرأي الجزائري العام – كان كذلك المعلِّم الذي يدرِّس في معهد تكوَّن فيه كلُّ قادة تعليمنا الحر، وحتى شعراؤنا، مثل “محمد العيد آل خليفة.”.

بل إنَّ الشيخ نفسه يقدّم هذا التحليل في العناوين الفرعيّة التي كان ينفحها كل مجلس من مجالسه، فتحت العنوان يقدّم الموضوعين الأساسيين: الآية – أو الآيات – والحديث موضوعي المجلس، تليهما بعد ذلك العناوين الفرعية الخاصة بكلا الموضوعين، وهكذا نجد على سبيل المثال – في عدد حزيران/ جوان 1935، الآية: “يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (16)” (المائدة)، وهي موضوع التفسير، ويستخلص الشيخ من هذه الآية خمسة عشر عنوانًا فرعيًّا كما يلي:

1 – أدب واقتداء.

2 – بيانه لهم، حجته عليهم.

3 – تمثيل.

4 – أدب واقتداء.

5 – نعمة الإظهار والبيان بالرسول والقرآن.

6 – محمد – صلى الله عليه وسلم – والقرآن نور وبيان.

7 – استفادة.

8 – اقتداء.

9 – الهداية ونوعها.

10 – بماذا تكون الهداية؟

11 – لمن تكون الهداية؟

12 – إلى ماذا تكون الهداية؟

13 – الإخراج من حالة الحيرة إلى حالة الاطمئنان.

14 – الإسلام هو السبيل الجامع العام.

15 – الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسول الله لازم دائم.

وإذا طبَّقنا تحليلنا الخاص على هذا الموضوع، رأينا أنَّ الشيخ قد أمدَّنا من خلال تفسير هذه الآية، بصورة ما، بطيف ذاته: فالذي يتكلم إنّما هو الذابُّ عن الدين، والناقد الاجتماعي، والعالم المحقِّق، والمصلح، والصوفي، كلٌّ بدوره. ولا يفوتني أن أذكر أنَّ غِنى هذه الذات ليس محصورًا كلّه في فعل واحد من أفعال هذا الفكر وهذه السيرة اللذين بعثا الحياة في فترةٍ ما من تاريخنا الوطني.

وعلى القارئ ألّا ينسى أن “ابن باديس” مثقف يعيش في مأساة مجتمع وحضارته على طريقته الخاصة.. فعندما قام بطبع كتاب “العواصم من القواصم” لأبي بكر بن العربي (468 – 643 هـ) على نفقته كانت هذه الطّبعة – رغم ثغراتها – تأكيدًا لشخصية تعمل على الصعيد التاريخي لحضارة ما.

محمد ياسين رحمة - الجزائر

محمد ياسين رحمة - الجزائر

اقرأ أيضا