طرح النائب البرلماني عبد القادر عزيز قضية وصفها بـ”فوضى المرجعية الدينية” في الجزائر، مشيرًا إلى اختلافات في أداء العبادات داخل المساجد الجزائرية.
وأكد خلال سؤال شفهي وجهه لوزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، أنه لاحظ غياب رواية ورش في صلاة التراويح، رغم كونها ركيزة من ركائز المرجعية الدينية في البلاد.
وأشار النائب إلى اختلافات أخرى، مثل السدل وتركه في الصلاة، والتباين في خطب الجمعة، إضافةً إلى تعدد صيغ التسليم وقراءة الفاتحة ودعاء الاستفتاح.
كما تطرق إلى الجدل المتكرر بشأن فتاوى زكاة الفطر، داعيًا إلى ضبط الفتاوى المستوردة، على غرار تنظيم عملية الاستيراد للحفاظ على الاقتصاد الوطني.
الوزير بلمهدي يردّ
أكّد وزير الشؤون الدينية يوسف بلمهدي، السعي إلى تأمين الفكر الديني والمحافظة على المرجعية ووحدة الأمة من خلال تمسكها بمرجعيتها الدينية والوطنية.
وأبرز بلمهدي، أن الوزارة الوصية أصبحت اليوم أكثر تحكما في المرجعية الدينية الوطنية.
ولفت المتحدث إلى أن التربيع كان موجودا في الأذان على مستوى الكثير من المساجد، إلا أن هذا الأمر لم يعد موجودا اليوم.
وبخصوص القراءة، شدّد الوزير على أن دائرته الوزارية تسعى دائما إلى نشر رواية ورش، إلا أن هذه الرواية لها أكثر من طريق.
وعن فتاوى الزكاة وإحياء المولد وغيرها ممّا تطرق إليه النائب، أوضح بلمهدي، أن الوزارة تحدثت عنها سابقا ولا يعني ذلك أنها غير موجودة.
ليتابع: “إلا أنني أطمئنكم بأننا لا نسمع بشخص فعل ذلك إلا وأُرسلت له لجنة تفتيش ومرّ بالمجلس العلمي وبعضهم يعاقب أحيانا”.
وأكّد بلمهدي، أنه يتم معاقبة أشخاص بسبب مخالفة المرجعية الدينية وتُطبق عليهم قوانين الجمهورية، بتنزيل الرتبة أو التحويل أو الإقالة من الخطبة وتقديم الدروس، مع إبقائه موظفا.
آليات الحفاظ على المرجعية الدينية
تأخذ وزارة الشؤون الدينية والأوقاف على عاتقها مهمة الحفاظ على المرجعية الدينية بعدد من الإجراءات المتخذة.
وأبرز الوزير يوسف بلمهدي، وجود تأطير مؤسساتي علمي في مجال الفتوى، إلى جانب اللجنة الوزارية للفتوى التي تضم خيرة كبار العلماء وشيوخ الزوايا ورؤساء المجالس العلمية.
وأشار بلمهدي، إلى أن المجالس العلمية الولائية تضم خيرة الأئمة والمفتين المختصين بمشاركة أساتذة جامعيين.
كما نصّبت الجزائر 26 إمام مفتي في بعض الولايات مع تنصيب مرتقب لـ32 إماما مفتيا.
وقال الوزير: “لأول مرة يتم استحداث هذا المنصب (إمام مفتي)، حفاظا على المرجعية الدينية.”
وذكّر بلمهدي بوضع هيئة في الوزارة ووضع رقم أخضر ووضع منصة رقمية كذلك خاصة بالفتوى، مشيرا إلى تخصيص ورشات لتكوين الأئمة في مجال الفتوى وإبرام اتفاقية مع دائرة الإفتاء بمصر لتكوين بعض المفتين في المذهب المالكي.
وأبرز المتحدث، أن برنامج “فتاوى على الهواء” من أرقى المنصات الإعلامية التي امتصت الكثير من الأسئلة التي كانت تذهب شرقا وغربا.