الباحث الجزائري عبد الرحمان بوثلجة لـ”الأيام نيوز”: هكذا سيتصرف الاحتلال أمام هزيمته الحتمية

أكّد الأستاذ والباحث في الشؤون الدولية، عبد الرحمان بوثلجة، أنّه ومع اقتراب نهاية الشهر السادس من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، اتضح جليّا بأن الكيان الصهيوني يعيش في حالة من التخبط سواء تعلق الأمر بالقرارات التي يتم اتخاذها على مستوى الحكومة أو فيما يتعلق بالإستراتيجية التي يتعامل بها هذا الكيان مع المقاومة الفلسطينية ومع مستقبل قطاع غزة ككل، خاصةً وأن المعطيات على الأرض أظهرت وبما لا يدعُ مجالا للشك بأن المقاومة كانت قد حضرت جيّدا لعملية “طوفان الأقصى” وما بعدها، أي أنها كانت تنتظر وتتوقع الردّ الهمجي والهستيري للكيان الصهيوني الذي لم يجد غير استهداف الأبرياء والعزل من أجل تغطية هزيمته النّكراء التي مُني بها ذات فجر سبتٍ أسود بتاريخ السابع من أكتوبر الماضي.

وفي هذا الشأن، أوضح الأستاذ بوثلجة، في تصريح لـ “الأيام نيوز”، بأن حكومة الاحتلال تتعرض اليوم إلى ضغوط كبيرة من عدة أطراف، بما فيها ذوو المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة، واليمين المتطرف الذي يريد أن يذهب إلى أبعد نقطة يُمكن الوصول إليها في العدوان على القطاع، بالإضافة إلى المجتمع الدولي، حيث قامت عدة دول بسحب سفرائها لدى “إسرائيل” احتجاجا وتنديدا بالجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال ضد المدنيين في عدوانه على قطاع غزة.

في السياق ذاته، أبرز محدثنا، أنّ الرأي العام الغربي بدأت مواقفه الداعمة للعدوان تتراجع بعد المشاهد والصور التي فنّدت الرواية الإسرائيلية، التي حاولت مرارا وتكرارا شيطنة المقاومة من خلال التضليل الإعلامي الكبير الذي مُورس مع بداية العدوان على القطاع، كذلك اتفاق الهدنة الذي تم إبرامه بين فصائل المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني والذي دام سبعة أيام مثّل انتصارا كبيرا للمقاومة الفلسطينية، إذ أن الجميع لاحظ ووقف على حقيقة المعاملة الحسنة التي حظي بها الأسرى والمحتجزين من طرف أفراد المقاومة، خاصة وأن الإدارة الأمريكية سوقت مع بداية العدوان وعملت على إلصاق تهم الاغتصاب والاعتداء على الأطفال والنساء بأفراد المقاومة لتأتي هذه الصور وتدحض كل هذه الادعاءات وتسقطها على الأرض.

هذا، وتحدث الأستاذ بوثلجة عن الضغوط التي أصبحت تمارسها الإدارة الأمريكية على حكومة نتنياهو، بعد الحصيلة المرعبة للعدوان الصهيوني على غزة خاصة بين النساء والأطفال، فنحن نتحدث عن أكثر من 32 ألف شهيد وآلاف الجرحى والمصابين، الأمر الذي يُشكل هزيمة استراتيجية لـ “إسرائيل” ولمن يدعمها من الإدارة الأمريكية والغرب.

وفي هذا الصدد، أوضح محدّث “الأيام نيوز” أنّ الأيام القليلة المقبلة ستكون فاصلة في مستقبل هذه الحرب التي يريد نتنياهو والمتطرفون في حكومته إطالة أمدها إلى أكبر قدر ممكن، رغم يقينهم التام بأن النصر في النهاية لن يكون حليفا لهم، ولن يتمكنوا من إبادة وسحق حركة المقاومة في غزة كما كانوا يُمنون النفس مع بداية عدوانهم الجائر على غزة، وقادة الاحتلال اليوم يعلمون كذلك بأن انتصار المقاومة سوف يكون نهاية لدولة الكيان التي تم التسويق لها على أنها أكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط، وأنّ إقامة العلاقات معها سوف يمنح الدول المطبعة معها الأمان والحماية، فكل هذه الادعاءات تم دحضها بعد هزيمة “إسرائيل” على يد مئات أو آلاف المقاومين في قطاع غزة.

وأردف قائلا: “إنّ ما حدث سوف يغيّر نظرة الجميع لهذا الكيان، خاصة فيما يتعلق بالدول المطبعة، وبالتالي أعتقد أن منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية ككل سوف تشهد جملة من التغيرات مستقبلا، والتي سوف تكون في صالح القضية والشعب الفلسطيني، كما أن حل الدولتين الذي نُسي بصفة كبيرة خلال السنتين الماضيتين عاد الحديث عنه مجددا، خاصة لدى المجتمع الغربي الذي أصبح يرى أنه لا يمكن أن تبقى “إسرائيل” من دون إقامة دولة فلسطينية”.

وفي ختام حديثه لـ “الأيام نيوز”، أبرز الأستاذ بوثلجة أن حكومة الاحتلال والكيان الصهيوني بكامله في حقيقة الأمر يُواجه مأزقاً حقيقيا وفي وضعية جدّ حرجة، لذلك نجد أنّ هذا الاحتلال الجائر يُحاول التغطية على هزيمته من خلال استهداف المدنيين وقصف الآمنين في بيوتهم في غزة، فعندما لم تتمكن “إسرائيل” من هزيمة المقاومة أو تحقيق أي هدف عسكري يستحق الذكر، لجأ الاحتلال إلى وضع أهداف وهمية حتى يُقال إنهم تمكنوا من تحقيق انتصار ولو صغير على المقاومة، فالاحتلال الصهيوني تعوّد على سياسة التضليل وتلفيق الروايات من أجل إرضاء مواطنيه، وكل هذه المعطيات تشير إلى أنه من المرجح أن هذه هي بداية نهاية العدوان على غزة، وبالتالي بداية نهاية حكومة الاحتلال كذلك.

سهام سعدية سوماتي - الجزائر

سهام سعدية سوماتي - الجزائر

اقرأ أيضا